خبير سياسي واقتصادي روسي لا يرى أن العالم العربي بصدد التحول للتركيز على التعامل مع -حماس- بدلا من -فتح

محمد النعماني
(Mohammed Al Nommany)

الحوار المتمدن-العدد: 1982 - 2007 / 7 / 20 - 05:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

قال يفغيني بريماكوف، وهو خبير سياسي واقتصادي روسي معروف يشغل منصب رئيس الغرفة التجارية الصناعية الروسية في الوقت الراهن، في رد له على سؤال يخص ما يجري في منطقة السلطة الوطنية الفلسطينية وجهته له صحيفة "روسيسكايا غازيتا" إنه لا يرى أن العالم العربي بصدد التحول للتركيز على التعامل مع "حماس" بدلا من "فتح"، لكنه يرى أن الولايات المتحدة وإسرائيل تعملان على زيادة الفجوة بين الفصيلين الفلسطينيين بقصد فرض عزلة على حماس. ويجد بريماكوف السياسة الهادفة إلى "الأخذ بخناق حماس" في غاية الخطورة لأنها يمكن أن تتهيأ في غزة في هذه الحالة بيئة مناسبة لنمو ظاهرة التطرف.
وفي ما يخص روسيا فإن بريماكوف يرى ضرورة أن تقبل روسيا أي حل يطرحه الشعب الفلسطيني بعد أن يتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل.
ويرجح أن يتمثل الحل المحتمل في تسوية سياسية تشمل قطاع غزة والضفة الغربية متوقعا أن يَعِد من يسيطر على قطاع غزة بالانضمام إلى دولة فلسطينية موحدة.
ويستبعد أن تقدم "فتح" أو إسرائيل على استعمال القوة العسكرية لإنهاء سيطرة حماس على قطاع غزة.
ولا يرى إمكانية إنهاء نزاع الشرق الأوسط في المرحلة الراهنة بمساعدة قوات دولية يمكن أن يتم إرسالها إلى المنطقة لتحفظ السلام هناك.
وقال بريماكوف في إشارة إلى تعامل روسيا مع حماس إن روسيا قامت بخطوة في الاتجاه الصحيح عندما استقبلت وفدا من حركة حماس بعدما فازت الأخيرة في الانتخابات التشريعية. ويرى أن ذلك أتى في إطار المساعي الهادفة إلى تطور حركة المقاومة الإسلامية، لكن إسرائيل اتخذت موقفا تعجيزيا حال دون تطور حماس لجهة الابتعاد عن التطرف.
وسئل بريماكوف هل يمكن أن يصبح النفط الروسي منافسا لنفط الشرق الأوسط فقال إن لا أحد في روسيا يضع نصب عينيه إحلال النفط الروسي محل النفط المستورد من البلدان الأخرى في أي بلد من البلدان المستوردة للنفط مشيرا إلى أن روسيا تهتم بتوريد النفط للمستهلكين بلا انقطاع وهو ما لا يتنافى مع مصالح بلدان الشرق الأوسط المصدرة للنفط.
وقال يفغيني بريماكوف في مؤتمر صحفي مكرس لتطوير الوضع في الشرق الأوسط: "لا أعتقد أن يصبح توني بلير "قائد الاوركسترا" للرباعي. سيكمن دوره في تطبيق السياسة التي تتبعها الولايات المتحدة".
و أن دور الرباعي أصبح ضعيفا وأشار إلى أن الرباعي قد تأسس في ظرف دخل فيه دور الولايات المتحدة في تسوية نزاع الشرق الأوسط في مأزق.
ويعتبر أنه من الضروري أن تقوم اللجنة الرباعية بإيجاد حل وسط مع الجانبين المتنازعين أي الفلسطيني والإسرائيلي بمشاركة دول عربية أخرى والزامهما بتنفيذه.
و أنه لا يمكن حل الأزمة الفلسطينية بالقوة مشيرا إلى أن استقطاب قوى السلام الدولية إلى منطقة النزاع الفلسطيني الإسرائيلي لن يأتي بنتائج إيجابية.
وأكد بريماكوف على ضرورة تكريس جهود المجتمع الدولي للحيلولة دون عزل قطاع غزة. وذكر أن عزل القطاع قد يؤدي إلى تعزيز العناصر المتطرفة.
وبعد فشل الجهود المبذولة لتنظيم الحوار بين حركتي فتح وحماس حتى الآن عادت روسيا لتدعو إلى عقد مؤتمر دولي واسع خاص بالشرق الأوسط. ولم تتحمس الأطراف المعنية الأخرى لتلبية هذه الدعوة.
وأشار مراقبون في معرض تعليقهم على ما تنوي إسرائيل القيام به من خطوات في اتجاه تخفيف معاناة الفلسطينيين في الضفة الغربية إلى أن هذه المنطقة التي تسيطر عليها فتح يجب أن تبين كيف يمكن أن يعيش الفلسطينيون الذين يتوصلون إلى اتفاق مع إسرائيل.

والخطير في الأمر أن السلام في الشرق الأوسط يمكن أن يكون في النهاية ضحية ما تشهده المنطقة من أحداث لاسيما وإن القيادة الإسرائيلية تريد تأجيل التوصل إلى حل ينهي نزاع الشرق الأوسط إلى أجل غير مسمى. وباتوا في إسرائيل يتحدثون حول إمكانية قيام دولة فلسطينية "نصفية" وليست دولة كاملة.
ومن جانب آخر بدأ البعض في عدد من العواصم الغربية يردد أن الضفة الغربية كانت جزءا من الدولة الأردنية في وقت سابق.. ألا يعني هذا أنهم يريدون أن يكون للأردن إسهام محدد في تقرير مصير الضفة الغربية؟ وفي هذه الحالة لن يبقى أمام مصر غير الاعتناء بمستقبل قطاع غزة.
وليس ضروريا أن تحظى صيغة حل كهذه بدعم البلدان العربية الأخرى. ومما له دلالته أن الملك السعودي عبدالله لم يحضر الاجتماع الذي انعقد في شرم الشيخ رغم أن المنظمين وجهوا الدعوة إليه. صحيح أن الملك السعودي زار الرئيس المصري والملك الأردني في ما بعد، لكنه لم يتقدم بأي اقتراح جديد.
هذا ويرى الخبير الإسرائيلي كوبل شوماخ أن حماس ستضطر - طال الزمن أو قصر - إلى الوفاء بالتزاماتها نحو الفلسطينيين والتفكير في تلبية احتياجاتهم المادية. وبالتالي يمكن أن تصبح حماس "أكثر تحضرا". ولكن في موازاة ذلك باتت حماس تفقد نفوذها على الجماعات الأكثر تطرفا في قطاع غزة بحسب رأي الخبير الإسرائيلي.
ويرى الخبير إمكانية أن تصبح حماس "منظمة علمانية" في وقت ما، لكن جل ما يهمه "ألا تفقد حماس حينذاك السيطرة على قطاع غزة".
ويرى نائب مدير دائرة بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الروسية اوليغ اوزيروف أن السعي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة قد يصبح أساسا لتحقيق المصالحة بين حركتي فتح وحماس.
وقال اوزيروف في مؤتمر صحفي عقده في مقر وكالة نوفوستي: "ترغب حركتا حماس وفتح في إقامة دولة فلسطينية مستقلة. وربما ستكون هذه الرغبة الأساس الذي تستند إليه الحركتان في التوصل إلى اتفاقات تجعلهما تعملان على استعادة المجال القانوني الموحد في الأراضي الفلسطينية".
وأكد على ضرورة تحقيق الوفاق بين الحركتين من أجل تجنيب فلسطين موجة جديدة من العنف والمواجهات التي تعيق بالنتيجة إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

ويشير بريماكوف الي تغير الوضع في منطقه السلطه الوطنيه الفلسطينية
بعدما تمكنت حماس من السيطرة على قطاع غزة، فيما ترك ما جرى في الأراضي الفلسطينية أثره على عملية السلام بين العرب وإسرائيل. وماذا بعد؟
ثمة عدة سيناريوهات أحدها هو أن يتم اتخاذ إجراءات عسكرية ضد حماس في غزة. وهيهات أن تقدم إسرائيل على احتلال غزة ثانية، ولهذا يرجح أن تكتفي إسرائيل بشن غارات بالطائرات والدبابات. ولا تستطيع حركة فتح أيضا إنهاء سيطرة حماس على غزة بالقوة العسكرية. ولا يستبعد - نظريا - أن ترسل مصر والأردن قوات إلى قطاع غزة، لكن هذا أمر يصعب تخيله. أما بالنسبة لاحتمال إرسال قوات دولية إلى غزة فإن مهمتها لا تتمثل في الإطاحة بالسلطة القائمة. ومن هنا فإن حل المشكلة بطريق استخدام القوة العسكرية ضد حماس أمر مستبعد.
السيناريو الثاني هو أن تظل حركة فتح تسيطر على الضفة الغربية فيما تظل حماس تسيطر على غزة. ولكن هل يستطيع الناس في غزة الصبر إذا سارت الأمور في القطاع من سيئ إلى أسوأ بسبب قطع المساعدات المالية؟ ولا شك في أنهم سيتذمرون والحالة هذه. ولا يستبعد أن تقدم حماس في هذه الحالة عددا من التنازلات إلى محمود عباس.
السيناريو الثالث هو أن يتم تحريك العملية التفاوضية بين الفلسطينيين بقيادة فتح وإسرائيل، في اتجاه إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية على أن ينضم قطاع غزة إليها فيما بعد.
واللافت للنظر أن قمة شرم الشيخ الأخيرة جمعت الرئيس المصري والملك الأردني ورئيس الوزراء الإسرائيلي ورئيس السلطة الفلسطينية. وجدير بالذكر أن الضفة الغربية كانت تابعة للإدارة الأردنية قبل عام 1967 بينما خضع قطاع غزة للإدارة المصرية. ولم يمكن للمجتمعين في شرم الشيخ - غالب الظن - أن يبحثوا إعادة الوضع إلى سابق عهده، لكن من غير المستبعد أن يجري بحث إمكانية إيجاد ارتباط كونفدرالي بدولة فلسطينية من الممكن أن تنشأ في الضفة الغربية. ومما له دلالته أن الملك السعودي سارع إلى زيارة الأردن بعد انعقاد قمة شرم الشيخ. وقد يكون معنى هذا أن السعودية لا تريد أن تنأى بنفسها عما يتم التخطيط له.
وفيما يخص روسيا ربما كان أحرى بها أن توافق على أي حل يرضي جميع أطراف النزاع
و ذكر كبير الباحثين في معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية الدكتور فلاديمير أحمدوف في مؤتمر صحفي عقده في وكالة نوفوستي أن على روسيا اتخاذ جميع الإجراءات الممكنة للحؤول دون حدوث تصعيد الوضع في الشرق الأوسط.
وقال: إذا حدث ذلك سينتشر تخلخل الوضع فورا إلى القوقاز وآسيا الوسطى.
وأشار أحمدوف إلى أنه تتوفر لدى روسيا فرصة نادرة لأن تصبح وسيطا في النزاع الفلسطيني الداخلي إذ أن روسيا تقيم اتصالات مع حماس التي زار ممثلوها روسيا.
ويرى أنه لا يمكن التوصل إلى وفاق دون الأخذ بعين الاعتبار مصالح جميع القوى السياسية.
و ذكر الأمين العام المساعد للجامعة العربية للشؤون السياسية أحمد بن حلي أن مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزارء خارجية البلدان العربية سيعقد في 30 يوليو الجاري جلسة استثنائية حول الوضع في فلسطين ولبنان.
ومن المتوقع أن يناقش الوزراء في اجتماعهم نتائج وأفق عمل اللجنة المكلفة بتحريك مبادرة السلام العربية.
وتقترح مبادرة السلام العربية التي صادقت عليها جامعة الدول العربية في قمة الرياض على إسرائيل اعتبار النزاع الفلسطيني الإسرائيلي منتهيا بشرط العودة إلى حدود 1967 والتسوية العادلة لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين وفق قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 ، الذي يعترف بحق اللاجئين في العودة إلى ديارهم ضمن حدود الدولة العبرية الحديثة.
ويذكر أن آخر جلسة استثنائية لوزراء خارجية البلدان العربية أجريت في 15 يونيو الماضي في القاهرة، حين أكد وزراء خارجية الدول العربية على ضرورة إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط واستئناف المحادثات على جميع المسارات

#محمد_النعماني (هاشتاغ)       Mohammed__Al_Nommany#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات