أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - المتنبي وأمراء الجهاد الإسلامي














المزيد.....

المتنبي وأمراء الجهاد الإسلامي


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1982 - 2007 / 7 / 20 - 10:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بتاريخ 28رمضان من عام ، 354 هـ، الموافق 27 أبريل 965 م، كان المتنبي عائداً إلى بغداد محملاً بالهدايا والنفائس، وحين كان المتنبي بالقرب من دير العاقول في الجانب الغربي من سواد بغداد، على ما تذهب إليه إحدى الروايات، باغته فاتك الأسدي، أحد بلطجية وشبـّيحة العرب الكبار آنذاك، وخال ضبة العتبي، الذي كان المتنبي قد قال في أمه "الطرطبة" قصيدة هجائية بذيئة مشهورة، مطلعها:
ما أنصف القوم ضبة وأمه الطرطبة
فما بمن مات فخر ولا بمن نيك رغبة
وما عليك من العار إن أمك قحبة
وما يشق على الكلب أن يكون ابن كلبة
ما ضرها من أتاها وإنما ضر صلبه......إلخ،
وكانت واحدة من أفحش وأبذأ لقصائد التي قالها المتنبي في حياته، حتى قيل أنه كان يكره أن يذكـّره أحد بها. وقد تعرض فيها لوالدة ضبة فوصفها بأقذع الصفات، وأسوأها وكانت هذه القصيدة السبب الرئيسي لمقتله. وكان فاتك بذلك يريد الانتقام لشرف أخته. وإذ ذاك ما كان من أبي الطيب إلا أن حاول الفرار والنجاة، غير أن ابنه محسّد ذكـّره قائلاً، ألست القائل يا أبي الخيل والليل والبيداء تعرفني...والسيف والرمح والقرطاس والقلم. فقال له المتنبي قتلتني يا ابن اللخناء، وعاد فقاتل حتى قتل مع ابنه وغلامه. هذا ما كان من أمر ذاك الشاعر العظيم الذي يوصم عادة بالرافضية والإلحاد والكفر وادعاء النبوة بقوله أنا "لا"، في إشارة للحديث النبوي لا نبي بعدي. فما هو حال أمراء الجهاد والتأسلم السياسي وتجار الدين المنافقين الذين يحتكرون الإسلام، ويتحكمون بدروب السماء؟

فبرغم تغنيهم بالشهادة ودفع الناس إليها دفعاً، فإن شيوخ التكفير والتأسلم الكاذب سرعان ما يتنصلون من خطابهم الناري، ويصبحون "حريماً" ونسوان، حين تدق ساعة الحقيقة والمواجهة مع الموت الذي يحتاج إلى شجاعة نادرة من الرجال، يفتقدها على الأغلب هؤلاء. وهناك الكثير من الوقائع التي تفضح ازدواجية وزيف خطابهم، وتظهرهم على حقيقتهم العارية الجرداء. وهذا غيض من فيض "طازج" من ذاك الجبن التاريخي المعهود الذي يتحلون به. فحين جدّ الجد في موقعة المسجد الأحمر الأخير، مثلاً، لم يجد مولانا الشيخ عبد الرشيد غازي سبيلاً ينقذه من مواجهة مصيره المحتوم، سوى أن يهرب بزي امرأة ناقصة عقل ودين يحتقرها في خطابه الديني، وتعاليمه السمحاء، ويعتبرها مع الحمار والكلب مفسدة للصلاة. ومثـّل محاولته الفاشلة على الملأ والشاشات دون خجل أو استحياء.

وبتاريخ 21/7/2006 حاول الداعية الجهادي السلفي عمر بكري فستق السوري الأصلي، واللبناني والبريطاني الجنسية، وزعيم جماعة "المهاجرون"، الذي كان يدعو في خطابه لتوريط المغرر بهم لقتل وذبح الأبرياء الآمنين، وإلى إقامة دولة الخلافة في لندنستان، وتحريض الناس على خرق القانون البريطاني الذي شرّفه بجنسيته وآواه من خوف، وأطعمه من خوف، نقول حاول الهرب عبر التسلل والاحتماء مع النساء والأطفال إلى بارجة "صليبية" كانت بريطانيا قد أرسلتها لإجلاء رعاياها من لبنان في أوج حرب تموز/ يوليو من العام الماضي. وكان بذلك يحاول الهروب، والنجاة بنفسه من المواجهة مع "اليهود الكفار"، غير أنه طرد شر طردة من على متن تلك البارجة الحربية حين انكشف أمره، لأنه غير مرحب به البتة، في بريطانيا بسبب سلوكه المزدوج المشين، وإشادته العلنية بقتل الناس وبتفجيرات لندن الإرهابية وتحريضه على الموت والدماء.

وبتاريخ 19/11/2004 نشرت صحيفة الوطن السعودية، وعلى صدر صفحتها الأولى خبراً يتعلق باستنجاد الداعية السلفي الشيخ سلمان العودة بالمسؤولين السعوديين لمنع ابنه "معاذ" من السفر للعراق ومحاربة الغزاة "الصليبيين الكفار الأمريكان" حسب خطابه. وكان الداعية المعروف قد "وشى" بابنه المجاهد للأمن السعودي، مخافة على فلذة كبده الذي أوقف لاحقاً على الحدود السعودية العراقية، وأعيد إلى حضن أبيه الداعية الجهادي السلفي البطل المغوار، وهو خطيب آخر فصيح من تلك الفصيلة النارية الدعوية الدموية التي ورطت آلاف الشبان بالموت العبثي المجنون الرخيص الذي لا علاقة له بالله، ولا علاقة لله به.

وأمـّا زعيمهم وكبيرهم الذي علمهم القتل والسحر، فالله وحده هو الذي يعلم بأي وكر وكهف يقبع في جبال تورا بورا بعد أن فر مذعوراً، مع أمير المؤمنين وخليفة الله الملاّ عمر، أمام جنود الصليبيين الملاحدة الملاعين الكفار حين اجتاحوا أفغانستان، وقوّضوا "دار الخلافة والإسلام" هناك.

آن لهذه الدول، والأنظمة المتحالفة مع جماعات الموت والإرهاب، وللمجتمع الدولي عامة يستفيق على خطر الدعاة وأن يستصدر قوانيناً وتشريعات دولية صارمة وعابرة للحدود تحرّم، وتجرّم الدعوة إلى الموت والقتل والتحريض عليه تحت أية يافطة ومبررات. والحجر على كل من يردد هذا الخطاب، والتعامل مع كل داع إليه باعتباره منحرفاً ومختلاً عقلياً ويسهـّل للجريمة، بكل ما في ذلك من أبعاد ومسؤوليات قانونية تضع صاحبها تحت طائلة الملاحقة والعقاب والحساب الشديد فيما يتعلق بقتل النفس البشرية المحرم قانونيا وأخلاقياً.

يتنافى سلوك أمراء الجهاد الشخصي، عموماً، مع خطابهم الموجه للعامة والدهماء والمغرر بهم والمضلَّـلين، ومع ما نراه منهم من بطولات وعنتريات فارغة سرعان ما تختفي وتنكشف حين يجد الجد وتقع الفأس في الرأس. هذا السلوك يفتقر إلى أدنى مقومات الشجاعة والبطولة والالتزام، وإلى أي مضمون أخلاقي وقيمي يعرّي حقيقة هؤلاء الجهاديين الكاذبة التي تستعمل تلك العناوين والشعارات البراقة، لدغدغة عواطف ومشاعر المخدوعين والمضللين والمغرر بهم في نزالات دونكوشوتية هوجاء، لا طائل ولا جدوى منها، على الإطلاق، سوى نزف الدماء وزهق الأرواح، ولمجرد التنطع الفارغ والكسب الرخيص والاسترزاق.

وبدلاً من ذلك فشعارهم الدائم والحقيقي هو: "ربي أسألك نفسي". وليذهب الجميع إلى الجحيم والهلاك.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أطباء بحدود
- حوار نضال نعيسة مع جريدة العرب اليوم الأردنية
- مافيات المعارضة السورية -2
- مافيات المعارضة السورية
- هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟
- العرب والمسلمون والحضارة-فوبيا
- معرض السيارات باللاذقية: شم ولا - تدوق-
- لماذا لا يتشبهون بالكفار؟
- شكراً حماس
- الحلاق الليبرالجي
- العلوية ليست سبة أيها النابلسي!!!!
- ولازالت النكسات عامرة بدياركم
- ما هي جريمة القرآنيين؟
- لو كنت قاضياً!!!
- عُلماء الأمّة
- د. أحمد العبادي: وفضائح الديمقراطية العربية
- نهاية عصر الدجل القومي
- لماذا يستهدفوننا؟
- أمة إرضع !!!
- مبروك لإسرائيل


المزيد.....




- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - المتنبي وأمراء الجهاد الإسلامي