أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - محمد حاج صالح - تحول اللاجئين الأفغان إلى المسيحية















المزيد.....

تحول اللاجئين الأفغان إلى المسيحية


محمد حاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 1981 - 2007 / 7 / 19 - 05:58
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


هل تحوّل الشبان الأفغان في النروج إلى المسيحية؟
هل ارتدوا؟

لا ينقطع سيل الشبان الأفغان الباحثين عن اللجوء في النروج. يأتون وحيدين بلا عائلة، وفي أوائل العشرين. 70% منهم يحصل على الإقامة و30% يتوجب عليهم سلوك طريق العودة إلى أفغانستان، بعد أن تهديهم السلطات النرويجية مبلغاً من المال يكفي لمصاريف العودة ولبضعة أشهر في الوطن.
من المعروف أن رحلة العذاب، التي يسلكون دروبها الصعبة، تستغرق عدة سنوات عبر إيران وتركيا ثم اليونان أو إيطاليا، يُستثنى منهم المحظوظون الذين يجلبون على حساب حصة الأمم المتحدة. يستغرق جواب السلطات على طلبات اللجوء من أشهر إلى سنتين، يعيش خلالها الشبان في معسكرات مخصصة، حيث يؤمن لهم المأوى والطعام والرعاية الطبية والتعريف بالقوانين ومصروف جيب، فالقوانين النرويجية صارمة بهذا الخصوص، أي أنها تقبل كل من يروي قصة متماسكة ذات جذور واقعية. وطبعاً لا يتعلّق الأمر فقط بأولئك الملاحقين سياسياً وأمنياً أو المعرضين للخطر نتيجة للصراعات السياسية والطائفية، وإنما أيضاً لأسباب إنسانية كالمرض مثلاً.
الجديد في الأمر أن الصراع السياسي بين أحزاب اليمين واليسار وجد له مسرباً مؤثراً في رسم السياسة تجاه الأجانب. فأحزاب اليمين تكسب جمهوراً عريضاً من خلال برامجها الشعبوية المتحفظة والمضادة أحياناً لقبول المزيد من اللاجئين. حتى إن الناطق باسم حزب العمال (حزب يساري) صرح وبمناسبة المظاهرة التي نظمها الشبان الأفغان المعرضين للطرد في أوسلو بإن على "طالبي اللجوء الأفغان أن يسلكوا طريق العودة، عليهم أن يركبوا ذاك الطريق الطويل إلى كابول". كان هذا التصريح مفاجئاً، واعتبر من قبل الكثيرين أنه يستخدم جرس الإنذار ذاته الذي يصلصل به اليمنيون طوال الوقت، وهو بذلك " يهدم سمعة النرويج المبنية على القيم الانسانية المعروفة"
منذ أشهر بدأ الترحيل الإجباري يطال الصوماليين والأفغان الذين رفضت طلباتهم. الآن على 300 أفغاني أن يغادروا البلاد. ووفق صحيفة "آفتنبوستن" جرى ترحيل 183 أفغاني منذ الصيف الماضي.
مما لا شك فيه أن في النروج حرية دينية تكفلها القوانين، حيث يعاقب القانون التمييز على أساس اللون أو الجنس أو الدين. والجدير ذكره أن نسبة تقرب من 40% من النروجيين لا تؤمن إيماناً نظامياً بالمسيحية. أولاء لا يصلون، ولا يذهبون إلى الكنيسة إلى من أجل حفلة زواج لصديق. واللافت أن الأكثرية هنا تحيل عدداً من الأعياد المسيحية إلى أصل أقدم في التاريخ النروجي، نعني فترة الفايكينغ. إذن الحرية الدينية حقيقية هنا، وإنما تأتي فيما بعد العوامل السياسية والثقافية، لتغيّر من الصورة مضيفة إليها لوناً باهتاً. يضاف إلى هذا الكراهية للمسلمين التي شرعت بالانتشار إثر 11 سبتمبر والعمليات الإرهابية في أسبانيا وبريطانيا.
من هنا نبعت إشكالية التحول من الإسلام إلى المسيحية. فقد بثت قناة الجزيرة ريبورتاجاً عن هؤلاء الشبان. يظهر الريبورتاج البعض منهم وقد ارتدى قمصان يرتسم عليها الصليب. وتعلق صحيفة "المجلة" ذات النزعة المسيحية كما يلي " لم يتكلم الريبورتاج عن تحول أولاء الشبان عن الإسلام، ولكن الصور واضحة، إنها تبرزهم وهم يلبسون ثياباً عليها رموز مسيحية"
يقول محامي الشبان: "في الصور التي بُثت، رأيت أفغان يلبسون ثياباً كانوا قد حصلوا عليها من الكنيسة، وقد كانت الصلبان بارزة على صدورهم. أمر كهذا يمكن أن يفهم على أنهم تحولوا إلى المسيحية". يضيف المحامي: " في أفغانستان ينظر إلى هكذا أمر ببالغ الخطورة، بالأخص من قبل المتدينين. هذا كاف لأن يودي بالمتحول عن الإسلام إلى الموت"
القصة كما يرويها الأفغان تتلخص بأن أحداً ما وزع عليهم قمصاناً وهم في الطريق للاعتصام في الكنيسة، وأنهم لم يدركوا ما تعنيه الرسوم. أحد أولاء الشبان قال للصحف: "نحن لسنا مسيحيون، لكن صُورنا هكذا. لقد وضعونا في الخطر. في أفغانستان يعني التحول إلى المسيحية أمراً واحداً هو الموت. أنا لم أعلم أنه صليب أبداً... أنا نادم الآن على أنني ارتديت ذاك القميص"
هناك من يرى أن في الأمر لعبة ذكية نتائجها ستصب في مصلحة الشبان. فالصور ستستخدم وسيلة ضغط على السلطات النروجية، حيث سيحاجج المحامي بأن الشبان معرضون لخطر الموت بحكم الردة، والقانون النرويجي يمنع ترحيل أي شخص إلى بلد تتعرض فيه حايته إلى الخطر.
عملياً يتم هنا تعميد عدداً لا يستهان به من الأجانب من مختلف الديانات. من بين هؤلاء الأجانب بعضاً من المسلمين، لكن من المعروف أن المسلمين يحاولون إخفاء تحولهم على عكس المنتمين لأديان أخرى. يشكل هذا التحول مبعث سرور للبعض من المتدينين، لكنه يحرض بعضاً آخر إلى الحذر لأسباب إنسانية وعملية، فمثلاً يرى مجلس مسيحيي النروج " أن من المفترض أن لا يُعمّد طالب اللجوء قبل أن يحصل على الإقامة، أو يحصل على الرفض... وأنه الحذر واجب هنا بسبب لفت الاتنباه الذي بدأ تعميد طالبي اللجوء يثيره، وأن تعطى الأهمية للشخص ذاته، لأنه سيكون عرضة للخطر في بلاده، إذا ما تقرر إعادته وقد عرف أنه تحول"
وهناك أمثلة عن طرد متحولين عن الإسلام، سواء أكانوا متحولين حقيقيين أم يتظاهرون بالتحول لكسب الإقامة. بل إن بعضاً من المسيحيين كانوا عرضة لأسئلة اعتبروها مهينة لهم، حيث يجري تعجيزهم بأسئلة صعبة جداً لا يلم بها إلا المتديّنون المتبحرون. أسئلة يعجز عنها حتماً الشاب النروجي العادي، فكيف بمسيحي شرقي لا يجيد اللغة ويرتعد خوفاً من رفض طلبه! علينا أن لا ننسى أن أسئلة كهذه تطرح فقط على من يروون قصة اضطهاد ديني أو طائفي في بلدانهم.
لدينا مثال عن أسرة إيرانية اشتهرت قصتها في الصحف. هذه الأسرة التجأت إلى إحدى الكنائس ولمدة ثلاث سنوات، وأعلنت تمسّحها، ومع ذلك رفض طلبها وأعيدت إلى إيران. فالكنيسة النروجية فعالة وغنية، لكنها تعمل بنعومة و"باطنية!"، وتبشيرها يتركز على الأفارقة و الشرق- آسيويين. وهي تتمسك بمفهوم متجدد تعتبر نفسها رائدة فيه، ألا وهو أنها كنيسة عصرية، حيث تسمع من الجميع جملة "إننا كمسيحيين في عام 2007 ... إلخ"، وهي تحاول أن تظهر على الدوام، بحق أو دونه، مدى التزامها وتعاونها مع المنظمات الدولية المهتمة بحقوق الانسان، وهي بذلك تسعى إلى الانسجام مع الموقف الرسمي للحكومات النروجية المتعاقبة. لكن نقّاداً يساريون يوردون حججاً مضادة،و يرون في هذا نوعاً من ذر الرماد في العيون، ويشيرون إلى دور الكنيسة في أفريقيا، فهي إلى جانب المساعدات الإنسانية تلعب دوراً سياسياً يثير الريبة، بل ويذهبون إلى حد الاتهام بتحريض الأفارقة ضد بعضهم البعض. إذن ليس من المستبعد، كما يشير أولاء، أن يستغل البعض في الكنيسة محنة اللاجئين من أجل حرفهم وتعميدهم
لكن للكنيسة دفاعها المستمد من إيمانها، حيث يضرب أحد الآباء مثالاً تاريخياً عن ذلك الرجل الأثيوبي الذي سأل المبشر الرائد فيليب
- انظر، هنا ماء، إذن ما الذي يمنع من أن أتعمّد؟
- إذا كنت من كل قلبك تؤمن، فإن هذا سيحدث.
فهل سأل الشبان الأفغان ذات السؤال؟
في كل الأحوال هم في المقام الأول ضحية فشل دولتهم ومجتمعهم.



#محمد_حاج_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأخوان المسلمون
- يوستن غوردر يفجر قنبلة ثقافية وسياسية من العيار الثقيل
- نعم يجب تشريح ونقد إعلان دمشق
- قصيدة لشاعر ومربي نرويجي تتحدث عن ( أحمدين ) عربيين
- القاعدة والبعث العراقي طلاق لزواج لم يتم
- بلاهة أم ضلوع للناطق الرسمي للتجمع الوطني المعارض في سوريا
- كنا في العراق. رحلة إلى بغداد 2002


المزيد.....




- إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟ ...
- الرئيس السابق للاستخبارات القومية الأمريكية يرد على الهجوم ا ...
- وزير خارجية الأردن لنظيره الإيراني: لن نسمح لإيران أو إسرائي ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع أنبا ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع وأنباء عن ضربة إسرائيلية على أ ...
- انفجارات بأصفهان بإيران ووسائل إعلام تتحدث عن ضربة إسرائيلية ...
- في حال نشوب حرب.. ما هي قدرات كل من إسرائيل وإيران العسكرية؟ ...
- دوي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود على إيران- وسط نفي إيراني- لحظ ...
- -واينت-: صمت في إسرائيل والجيش في حالة تأهب قصوى


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - محمد حاج صالح - تحول اللاجئين الأفغان إلى المسيحية