أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ثائر الناشف - ثرثرة سورية - إسرائيلية من دون معنى














المزيد.....

ثرثرة سورية - إسرائيلية من دون معنى


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 1981 - 2007 / 7 / 19 - 05:31
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


تكاد الأنباء المتعلقة بالشأن السوري - الإسرائيلي, لا تنقطع بين وسائل الإعلام, بعضها يتحدث عن أجواء جديدة للسلام, وأخرى تنبه إلى اقتراب موعد الحرب الساخنة بين جبهتين باردتين منذ خمسة وثلاثين عاماً .
يجب أن تتركز الأنظار بشدة على المرحلة الراهنة وقراءة ما سبقها من لقاءات متبادلة لمفاوضين سريين من الطرفين, وما تبعها من إشارات ورسائل على مستوى القيادتين, رغم نفي الطرف السوري المسبق لأي من هذه الرسائل واللقاءات, كمحاولة لتجنب التعليقات الآتية من جهات عربية متربصة, أو من أطراف سورية لا علاقة لها بالشارع المحلي الصامت, إنما من أطراف معارضة على وجه التحديد يقول قياديو النظام أنهم لا يحسبون لها أي حساب .
مهما كثرت الأغطية والستائر لحجب حقيقة الموقف النهائي من المحادثات السرية, فإن ما ذكر على لسان هذا المفاوض السوري وذاك الإسرائيلي يسدل الستار كلياً ويكشف الموقف بحقائقه الصحيحة وحججه المتنوعة, لدرجة أنه يجعل الشخص العادي في حيرة من أمره, كونه لم يعد قادراً أمام هول ما يصله من معلومات بفضل ثورة الاتصالات العالمية على إجراء محاكمة عقلية بين أبسط القضايا التي ترده تباعاً, أيصدق هذا الطرف أم يكذب ذاك ?.
لنذهب إلى تصديق الإعلام السوري الرسمي وتصريحات المسؤولين السوريين, بأن إبراهيم سليمان رجل الأعمال السوري الأميركي عبارة عن شخص لا يمثل سوى نفسه فقط, والمفاوضات السرية عارية عن الصحة ومرفوضة جملةً وتفصيلاً, كونها لا تليق بأصول اللعبة الديبلوماسية, وما أكثر الذين يلهثون وراء صنع السلام المستحيل أمثال سليمان, ويطرقون أبواب القيادة السورية ليل نهار, لكن ماذا عما أوردته الوكالات من لقاء عضو الكنيست الإسرائيلي عن حزب العمل عوفير بينس مع إبراهيم سليمان ورياض الداوودي المستشار القانوني في وزارة الخارجية السورية على خلفية مؤتمر عقد في بروكسل, دعت إليه المجموعة الاشتراكية في البرلمان الأوروبي حول الشرق الأوسط ? لا شك أنه خلط معقد في المعلومات, يولد انطباعاً في النفس يجعلها تقترب إن صح التعبير إلى حال الكوميديا السياسية.
بالمقابل يشدد شاؤول موفاز وزير النقل الإسرائيلي على ضرورة إيجاد قنوات سرية لسبر النوايا السورية قبل الإقدام على أي خطوة, فقد أكد أثناء زيارته الأخيرة لواشنطن حصول اتصالات سرية, وسواء رفض الأميركيون هذه الاتصالات أو قبلوا بها باعتبارهم وسيطا في عملية السلام, فإن المباحثات السرية وما يتخللها عادةً من رسائل, هي عنصر أساسي في السياسة الإسرائيلية ولا يمكن الاستغناء عنها, هم يعتبرونها مفتاح الحل باتجاه بلوغ السلام على طريقة كامب ديفيد 1979 مع مصر, القائمة آنذاك على القنوات السرية .
إذاً, الصورة واضحة المعالم بالنسبة لإسرائيل التي ترغب في انتهاج السرية, ودمشق التي تفضل أن يكون اللعب على المكشوف, على أساس أن السلام بالنسبة لها خيار ستراتيجي, ولا داعي للسرية لأنه ليس في القضية ما يعيب عندما يطلب المرء السلام بدلاً من الحرب .
يبدو الموقف السوري محيراً أكثر من الإسرائيلي, من حيث التناقض الهائل في التصريحات, فالرئيس السوري بشار الأسد اعتبر في خطاب ألقاه بافتتاح مجلس الشعب مؤخراً, أن حكومة ايهود اولمرت ضعيفة, وغير قادرة على تحقيق السلام, بل قادرة على شن الحروب, المطلوب هنا حكومة إسرائيلية قوية, ليأتي كلام وزير خارجيته وليد المعلم في الاتجاه الآخر, بأنه لا توجد لدى سورية أي شروط للسلام مع إسرائيل, شروط هنا ولا شروط هناك, ثم البحث عن رئيس وزراء إسرائيلي قوي على شاكلة رابين وبيغن, يوحي أن الأمر مجرد ثرثرة من دون معنى .
حتى مواقف الطرف الإسرائيلي التي تنقلها وسائل إعلامه مليئة بالتناقضات, فبالأمس قال اولمرت في مقابلة مع قناة »العربية« أنه مستعد للسلام وبشار الأسد يعرف ذلك لكنه لا يريد الحديث إلا مع الأميركيين, في حين نفت وزيرة خارجيته تسيبي ليفني في مقابلة مع مجلة الاوبزرفر الفرنسية ما تردد عن أن إسرائيل تعتزم استئناف المحادثات مع سورية .
وليت الأمر يقتصر على الثرثرة السرية أو العلنية وحسب, بل إنه يصل أحياناً كثيرة لمستوى الغزل السياسي, فالغمز واللمز بين الطرفين واضح, كخطوة أولى لكسر الجليد المتراكم بينهما منذ عشرات السنين, فبينما خرج نشطاء إسرائيليون من حركة السلام الآن إلى شوارع مدينة القدس رافعين الأعلام السورية لتشجيع حكومتهم على الجلوس إلى المفاوضات مع السوريين .
نجد على الجهة الأخرى السفير السوري في لندن سامي الخيمي, يبعث من موقعه برسائل هادئة لطمأنة الإسرائيليين, أن بإمكانهم البقاء في الجولان تحت السيطرة السورية ولا حاجة لأن يتم إخلاؤهم منه, لأنه توجد في سورية أقليات كالأكراد والأرمن والنصارى ولا مشكلة أن يكون هناك إسرائيليون أيضاً .
ختاماً, إذا كانت ثرثرة السلام الكاذب وغزله الواهم من دون أي معنى, فإنهما يبقيان أرحم وأفضل من جعجعة الحرب وقعقعة أسلحتها المدمرة لكل ما هو حي .



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا ... حدود للصمت في سورية
- حزب الله - عون : مشروعان متناقضان
- صلابة موسى لا تنفع مع دمشق
- برنامج عون يخرج من صمته
- المسارات الخاطئة في الإستراتيجية السورية
- الارتهان الإقليمي سيد الموقف في لبنان
- مربعات حزب الله الأمنية
- سقوط وولفويتز :انتكاس في خيارات بوش
- حزب الله وملء الفراغ السوري
- خيارات لحود – حزب الله الانقلابية
- خلافات إيران الخفية مع سورية
- مواجهات لبنان : لمواجهة مخططات الفتنة
- الأصولية تطرق أبواب سورية
- سورية وأوهام السلام المتبادلة مع إسرائيل
- حزب الله يفلس محلياً ويقترب إقليمياً
- تحالفات الجنرال عون الرئاسية
- السلطة الحزبية ومبررات وجودها الدائم
- مخارج سورية) لحل الأزمة في لبنان)
- الشرق الأوسط وعجائب الزمن الإيراني
- أقنعة حزب الله المزيفة


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ثائر الناشف - ثرثرة سورية - إسرائيلية من دون معنى