أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - يحيى الشيخ زامل - أسطورة شهر تموز وقمع الشعب العراقي














المزيد.....

أسطورة شهر تموز وقمع الشعب العراقي


يحيى الشيخ زامل

الحوار المتمدن-العدد: 1981 - 2007 / 7 / 19 - 05:35
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


شهر تموز من كل عام لا يمر من دون إنذار في كل الأجهزة القمعية للنظام السابق ، ولا يمر إلا والنظام يعيش موقفاً قلقاً من فوبيا الثورة أو الانقلاب ، ولا يمر إلا وبعدها يتم إعدام مجموعة من القادة أو الضباط أو السياسيين بتهمة التآمر والخيانة ، وكأنة نقمة أبدية حلت على العراق مع أن أجهزة النظام الإعلامية تصرخ جهاراً نهاراً أنه أسعد شهر في تاريخ العراق الحديث ، ولكن من بقي على قيد الحياة ورأى بأم عينيه ( التي ستأكلها الدود طبعاً ) حجم هذه السعادة التاريخية التي لا تضاهيها أي سعادة في العالم لأن العراق بعدها عيّن نفسه شرطياً في مركز (الأمة العربية ) ليمنع عنها جميع اللصوص وقطاع الطرق من الإمبرياليين والاستعماريين و(من لف لفهم ) من العملاء والخونة ودعاة الاستسلام والسلام مع أعداء الأمة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة، كما أن كل ضحايا الحروب الثلاث ( الأيرانية ،الكويتية ، أم المهالك ) ( فدوة ) للأمة العربية وبوابتها الشرقية التي ستكون الصخرة الصلدة التي تتكسر عليها كل مؤامرات الأعداء والأصدقاء في حال أنهم سيتحولون في المستقبل إلى أعداء ، كما يقول المذيع ( رشدي عبد الصاحب ) من على القناة ( تسعة ) في النشرة الإخبارية الرئيسية .
بدأت الثورة كما يقولون أو الانقلاب : في صباح يوم الاثنين الموافق 14 / تموز/ 1958 ، وتم إعلان قيام الجمهورية العراقية وانتهاء حقبة العهد الملكي من خلال البيان الأول للحركة والذي أذاعه (عبد السلام عارف ) من دار الإذاعة ، وذلك بعد نجاحه في قلب نظام الحكم بالسيطرة على القيادة العامة للجيش ودار الإذاعة ومجمع بدالة الهاتف المركزي، من خلال قطعات اللواء العشرين الذي بإمرته ، وبإسناد من زملاءه أعضاء تنظيم الضباط الوطنيين او( الأحرار) ، في الوقت الذي اخذ المواطنون على حين غرة وقد فوجئوا بنشيد( الله اكبر )الحماسي ثم تلته أناشيد ثورة ( رشيد عالي الكيلاني) : (لاحت رؤوس الحراب) ، و( موطني ) ، ثم أهدت ( ام كلثوم ) للعراق أنشودة (بغداد يا قلعة الأسود )، التي كان يمتزج صداها مع ازيز الرصاص ودوي المدافع ، وبعد ذلك قطع البث الإذاعي فجأةً ، وأعلن المذيع بأن نبأ هاما سيذاع من محطة دار الإذاعة العراقية من بغداد .. وساد صمت مطبق في الازقة والشوارع المكتضة بالجماهير الهائجة وهم يصغون إلى اجهزة المذياع المنتشرة في المقاهي والاماكن العامة .. وبعد دقائق من الانتظار تقطعت فيها انفاس الجماهير وهي تنتظر اللحظات الثقيلة التي مرت ببطء .. واذا بدوي صوت جهوري ذو نبرة حماسية يعلن النبأ الهام .. انه ( البيان الاول ) للثورة يذيعه العقيد الركن عبد السلام عارف والذي استهلة بآية من الذكر الحكيم ، وفي نهاية ذلك اليوم التموزي القائض تعرفت الناس على بقية القادة كالعميد الركن عبد الكريم قاسم وبقية أعضاء تنظيم الضباط ، فأخذت جموع الجماهير تهتف لهم كما هتفت "للثورة" وللعراق ، وتطلق شعارات عربية أخرى تّذكر بأمجاد العرب وتنادي بالوحدة مع الاتحاد العربي المسمى الجمهورية العربية المتحدة.
ثورة أم انقلاب ؟ تسأل الكثير من العراقيين عن هذا النظام الجديد والتغيير الكبير الذي حصل في العراق ، في وقت أنبرى المثقفين يفسرون كلمة الثورة والأنقلاب لمن يسألهم : هنالك تعريفين ومفهومين معجميين للثورة ، فالتعريف التقليدي القديم الذي وضع مع انطلاق الشرارة الاولى للثورة الفرنسية وهو: ( قيام الشعب بقيادة نخب وطلائع من مثقفيه لتغيير نظام الحكم بالقوة) . وقد طور الماركسيون هذا المفهوم بتعريفهم للنخب والطلائع المثقفة بطبقة قيادات العمال التي اسماها بديكتاتورية البروليتاريا. اما التعريف او الفهم المعاصر والاكثر حداثةً للثورة هو : (التغيير الذي يحدثه الشعب من خلال ادواته ـ كالقوات المسلحة ـ او من خلال شخصيات تاريخية لتحقيق طموحاته لتغيير نظام الحكم العاجز عن تلبية هذه الطموحات ولتنفيذ برنامج من المنجزات الثورية غير الاعتيادية) . أما الانقلاب العسكري فهو : ( تحرك ثلة من الجيش بقيادة احد الضباط للاستيلاء على السلطة لتحقيق طموحات واطماع ذاتية بغية الاستفادة المادية من كرسي الحكم ) .
ومنذ الأيام الأولى للحركة التي أطاحت بالنظام الملكي بدأ يظهر التناقض الفكري بين عبد السلام عارف وعبد الكريم قاسم وعمّق ذلك سياسات كل من الطرفين غير المتحفظة تجاه الطرف الأخر والتي أدت إلى التنافس على زعامة الحركة فيما بينهما ، حيث ما لبث إن حصل الخلاف بين (عارف وقاسم ) بسبب تناقض انتماءات الطرفين وبسبب ما اعتبره عبد السلام عارف تفرد العميد عبد الكريم قاسم بالحكم وعزل العراق عن محيطه العربي والإسلامي وإحداثا أخرى ، تحالفت عدد من القوى السياسية والعسكرية من أعضاء تنظيم الضباط لحركة تموز 1958كالتيارات المختلفة لحزب البعث وبعض التنظيمات والشخصيات القومية والمستقلة ، مع بعض الشخصيات العسكرية من الأعضاء السابقين لتنظيم الضباط لحركة 14 يوليو / تموز 1958 والذين أعادوا تفعيل التنظيم مجددا وقيادات عسكرية أخرى من المعارضين لسياسة عبد الكريم قاسم ، وقامت بحركة لقلب نظام الحكم في 8 فبراير / شباك 1963 ، وأصبح المشير عبد السلام عارف رئيسا رمزيا للجمهورية واللواء احمد حسن البكر احد زعماء حزب البعث البارزين رئيسا للوزراء. وتم قتل رئيس الوزراء عبد الكريم قاسم ورفاقه بصورة سريعة في مبنى الإذاعة خوفاً من فشل الانقلاب .
وبعد أن قتل عبد السلام عارف في حادثة الطائرة المشهورة ، تسلم أخوه عبد الرحمن عارف الحكم ، ولكن الرفاق البعثيين استولوا على الحكم بانقلاب أبيض ، وأيضاً بشهر تموز في اليوم السابع عشر منه من عام 1968 ، برئاسة البكر ، ثم بانقلاب ( أبيض جداً جداً ) في يوم 16/ من شهر تموز أيضاً وفي عام 1979 ، ترأس العراق صدام حسين وإلى إسقاطه في 9/ نيسان/ 2003، والعراق يعيش الهوس الأسطوري لشهر تموز ونظرية المؤامرة .



#يحيى_الشيخ_زامل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ستة أصابع
- جدلية العلاقة بين الحكومة والمواطن
- التجربة الصينية والتجربة العراقية
- تمرد
- ماذا نعني بالمثقف ......ومنهم المثقفون ؟
- سيف أسلامي بيد فارس بريطاني
- وجوه
- أوضح من عين الشمس
- جلدي القديم
- أخر بقاياك
- جيفارا
- تداعيات في ربية
- الأنفجار الأخير
- ضربة شمس
- نافذة من المطر
- الجسد العراقي بين التأليه والإذلال
- قصص قصيرة جداً / أنا وظلي
- إلى مظفر النواب
- أنفسنا
- أنا بيكاسو


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - يحيى الشيخ زامل - أسطورة شهر تموز وقمع الشعب العراقي