أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - صباح سعيد الزبيدي - الرسالة الثامنة من فوق الانقاض














المزيد.....

الرسالة الثامنة من فوق الانقاض


صباح سعيد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1981 - 2007 / 7 / 19 - 05:36
المحور: حقوق الانسان
    


في أواخر حرب الإبادة الضارية، وقف أحد زعماء الهنود الحمر يخاطب مفاوضيه من الحكومة الفيدرالية الأميركية، فقال ما معناه:

"تطلبون مني أن أتنازل لكم عن الأرض؟ ولكن، هل أنا أملك الأرض حتى املك حق التنازل لكم عنها؟ من يستطيع الزعم أنه يملك الأرض والبحار والسماء؟! أنتم، عندما وصلتم إلى بلادنا، رحبنا بكم، وعلمناكم كيف تبدأون حياتكم الجديدة على أرض تجهلونها، وتطلّعنا إلى التعلّم منكم، لكنكم رحتم تبيدون قطعان المواشي، وتدمرون الغابات، وتقتلون الناس! نحن نأخذ من القطعان حاجتنا، ونأخذ من الغابات ما يلزمنا، فلماذا تبيدون القطعان وتدمّرون الغابات ؟! أشعر أنّ قلبي يدمى!

بهذه الكلمات التاريخية الرائعة ابدا رسالتي هذه لاوضح لك حجم العذابات التي ذاقها الهنود الحمر من قبل قوى الابادة والاستيطان رعاة البقر الامريكيين.

ان شن حرب عدوانية ظالمة على بلدنا وشعبنا الآمن وعلى طريقة الكابوي الامريكي جعل شعب العراق اليوم اشبه بالهنود الحمر ايام زمان.

فهاهو رجل الكابوي الامريكي يفتك بشعب العراق ويبسط هيمنته السياسية والاقتصادية في محاولة لالغاء كيان العراق كدولة وطمس حضارته ونشر ثقافة العنف والقتل والترويع والوحشية والتوحش في إطار إصلاحاته الديمقراطية المزعومة وسعيه الحثيث للحفاظ على "حقوق الإنسان" و"تحريره " .

لذلك ظهرت القوى الارهابية و نما وترعرع الارهاب في أجواء الاحتلال وثقافته الموغلة بالانحطاط الاخلاقي والتوحش لانها مبنية على ثقافة الإبادة والاستطيان والتوسع ونتيجة لهذا الانحلال الاخلاقي من قبل قوى الاحتلال انتشرت في العراق ثقافة القتل والكراهية والعنف وانتهاك الحرمات والاستهزاء بالمقدسات والإذلال المتعمد للإنسان والانتهاك المتواصل لحريته وكرامته، وقتل الأبرياء وبالجملة ، لان رعاة البقر الغزاة ليسوا مؤهلين لإعطاء الدروس الأخلاقية لأحد، فهم أحوج لها من أي أحد سواهم لانهم اصبحوا اليوم رمزًا للشر والباطل والبهتان والظلم والعدوان.


اما بالنسبة لبنايات السينما والتي أصبحت بنايات مهجورة لأسباب عديدة وكما ذكرت لي فأنا اود ان اضيف بأن هناك افلام كابوي ومغامراة رامبو الوحشية وعصابات مافيا آل كابوني تعرض يوميا وعلى الهواء الطلق وفي كافة المناطق التي يسيطر عليها رعاة البقر اما في المناطق التي تسيطر عليها فرق الموت والطائفية والتخلف والهمجية والظلام والظلم فتعرض يوميا افلام الدراما السوداء والتراجيديا من افلام لطم وبكاء وعويل وحرق وتهديم واعدامات علنية ومفخخات واجساد متطايرة وقتل على الهوية والقاء جثث مشوهة في الشوارع والانهار وتهجير طائفي قسري .

لذلك ياصديقي لماذا العرض في قاعات مغلقة ومافائدته مادامت تعرض علنا مجانا وبدون انقطاع .

لقد ذكرت لي حديث شجون يملئه الحزن والاسى لصباحاتنا السابقة ..

نعم ياصديقي لقد كانت صباحات مشرقة وجميلة في وطني لقد سرقوا الفرح والابتسامة منا فلم يعد ديك الفجر وزقزقة العصافير وهديل الحمام ( ياقوقتي .. وين أختي .. ؟ بكل مكان .. بكل مكان .. ) بل جعلوا صباحاتنا المشرقة سواد بسواد في سواد.

ولكون الموسيقى لغة انسانية لتبادل العواطف والتعبير عن روح الجمال والحب والمشاعر والاحاسيس الرومانسية والانسانية وهي غذاء الروح وان الغناء ليس محرما اذا ما لامس القيم الانسانية والفكرية فقد دعا بعض اصحاب الافكار الهمجية والمتخلفة الى محاربة الغناء وغلق مكاتب الاشرطة والتسجيلات الصوتية واعتبار الغناء والموسيقى من المحرمات .. وحلت محلها موسيقى القتل والكراهية والعنف واغاني البكاء والنوح والعويل.

اما بخصوص ماذكرته عن ظاهرة الغش وخاصة الغش التجاري فقد سعى طغاة العراق الجدد إلى زيادة ثروتهم بكل السبل وابتعدوا عن القيم الروحية والانسانية وسادت في المجتمع قيم مادية صرفة وانحطاط اخلاقي وتدني في القيم الحضارية والروحية.

وكما نعرف فالغش هو نقيض النُصح ، و هو نوع من أنواع الخيانة ، ذلك لأنه إخفاء للواقع و إظهار لخلافه بحيث لا ينطبق عليه ، و يتحقق الغَش بإخفاء العيب أو تزيينه بحيث لا يتعرَّف عليه الطرف الآخر.

والغش يعتبر جريمة لابد من محاسبتها في المجتمعات المتحضرة والمعاصرة ولكن يجب ان لاننسى ان الاحتلال هو الجريمة الأولى ، وهو الانحطاط الأخلاقي الأعظم، ومن هذه الجريمة تنشأ كل الجرائم التي تكون من جنسها.

لذلك اوجه دعوتي لك ولكل الشرفاء من ابناء العراق بنبذ وفضح كل من يطالبنا بقبول الامر الواقع والسماح بااستمرار مسلسل الحزن والاسى الذي فرض على الشعب العراقي لكي يعيش العذاب والحسرة والمعاناة و الألم والفرقة والتمزق والتشريد .

فيا صديقي الغالي هيا لنهزم ثقافة الموت والدمار والتخلف كما هزمها سيدنا المسيح عليه السلام خلال قيامته المجيدة وننشر ثقافة الحياة والبناء والتقدم.



اخوكم

صـــــــباح ســـــــــعيد الزبيــــــــدي

بلغراد - صربيا

07/07/2007

[email protected]


* عزيزي القارئ الكريم يرجى التفضل بالاطلاع على الرابط التالي :

http://sabahalzubeidi.friendsofdemocracy.net/default.asp?item=265793
********************




#صباح_سعيد_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرسالة السابعة من فوق الانقاض
- الرسالة السادسة من فوق الانقاض
- يا دجلة .. اتعبنى صمتك !
- الرسالة الخامسة من فوق الأنقاض
- الرسالة الرابعة من فوق الانقاض
- الرسالة الثالثة من فوق الانقاض
- الرسالة الاولى من فوق الانقاض
- الرسالة الثانية من فوق الأنقاض
- لا إكراه في الدين
- الارهاب عدو للبشرية
- دموع الشوق
- ميسان دولة غابت عنها الشمس (11 )
- بوش و المغامرة المجنونة في العراق
- جدران الانقسام الطائفي والكراهية
- العراق الجديد والامل المفقود
- الحزب الشيوعي العراقي .. تاريخ عريق .. ودماء زكية ..
- الديمقراطية حلم وردي ولكن ؟!...
- ديمقراطية الفوضى والارهاب
- المرأة العراقية وتاريخ من الذل والظلم
- المرأة العراقية والتزمت الاعمى


المزيد.....




- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...
- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن
- اعتقال رجل هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإيرانية بباريس


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - صباح سعيد الزبيدي - الرسالة الثامنة من فوق الانقاض