أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد عبد المجيد - استدعاء عاجل لصدام حسين من قبره














المزيد.....

استدعاء عاجل لصدام حسين من قبره


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 1980 - 2007 / 7 / 18 - 10:32
المحور: كتابات ساخرة
    


بعدما وجّهَت واشنطون لرئيس الوزراء العراقي انتقادات كثيرةً لعدم قدرته على ضبط الأمن، قرر أنْ يرسل في ظلام الليل أحَدَ ثقاته إلى قبر الرئيس العراقي السابق صدام حسين لعله يحظى منه بالجواب الشافي لو كانت الروح لاتزال مترددة في الصعود.

تسلل الرجلُ فعلا، وبذل جهدا خارقا لرفع الأتربة والغطاء عن الرئيس، ثم فجأة وجده مستلقياً على ظهره وهو يبتسم بعدما تركه الثعبان الأقرع ليبحث عن علي الكيماوي فقد عَلِمَ بالحكم باعدامه.

صدام حسين: كنت أعلم أنك ستأتيني ، فالوضع الجحيمي للعراق لم يعد يحتاج لتساؤلات، إنما لاجابة واحدة لم يعثر عليها أمريكيوكم تماما كما فشلوا في العثور على أسلحة الدمار الشامل.

مبعوث الحكومة: ولكنك أنت السبب في كل ما حدث للعراق خلال أربعة عقود، وأنت الذي فتحت أبواب جهنم، وقتلتَ أكثر من ربع مليون عراقي في عهدك المشؤوم، وزرعت القسوة والكراهية والرعب، ومهدت للطائفية، وخضت حروبا عبثية من أجل أوهامك.

صدام حسين: وأنتم تخلصتم مني قبل أن أُسرد على مسامعكم أقل القليل مما حدث في عهدي. خشيتم أن ترتبط جرائمي بكم في الحصار على العراق الذي أودى بحياة مليون طفل، وببرنامج النفط مقابل الغذاء والذي اكتشف العالم فيه أنكم أيضا لصوص لا تختلفون عن رجالي وعن قوات الاحتلال.

حاكمتموني عن أقل جريمتين، وقمتم بلفلفة المحاكمة، وأسرعتم في لف الحبل حول عنقي قبل أن يلتف حول أعناقكم.

كلنا مجرمون وطائفيون وقتلة، والمعارضة العراقية في الخارج لا تختلف عني، والأمريكيون يدمرون بلدنا بأيديكم وأيديهم، كما دمرونا بيدي عندما كانوا الدعم والسند والحماية لي في كل سنوات طغياني.

مبعوث الحكومة: لكن الأوراق اختلطت الآن ولا نعرف الفارق بين المقاومة والارهاب، ونحن رجال الحكومة لا نستطيع أن نستمر يوما واحدا دون حماية أمريكية، وقد وعدناهم أن يظل نفط العراق بين أيديهم فهو أكبر احتياطي نفط في العالم.

يظن البلهاء أن المقاومة بعثية رغم أننا لم نسمع عن استشهادي بعثي طوال تاريخكم الأسود، سواء كان في العراق أو في سوريا. أعترفُ بأننا أسرعنا في شنقك قبل معرفة الحقيقة. الآن نقف موقفا حرجا أمام أبناء شعبنا، فَمِنّا لصوص وقتلة ومحتالون وعيون للاحتلال تعاونت معه قبل الغزو بوقت طويل. عدنا فوق دبابات أمريكية بعدما خَدّرْنا الجميع بكلمات الشرف والفضيلة وكتبنا عن جرائمك.

صدام حسين: لقد ظننتُ في المحاكمة أن تاريخي كله سيتم عرضه ليذهب معي إلى الجحيم كل من خان العراق، فالحرب مع إيران كانت أيضا أمريكية، ومجلس التعاون العربي مع مصر والأردن واليمن كان يخدم نفس المصالح.

لقد خشيتم من عرض سنوات تشابك جرائمكم مع جرائمي، خاصة خلال الحصار وثورة مارس عام 1991 وقبلها احتلالنا للكويت.

ألم تكونوا وسطاء ونهبتم من الكويتيين أموالا في مقابل الايحاء لهم بأنكم تبحثون عن أسراهم؟

ألم يرفض اللواء وفيق السامرائي التعاون مع القضاء الكويتي وأجهزة الأمن لكشف حقيقة تصفية الأسرى رغم أنه رئيس جهاز استخبارات سابق؟

ألم تُحَوّل لكم أجهزة الاستخبارات الأمريكية أموالا طائلة في مهجركم وغربتكم، وعندما عدتم معهم أهلّتم الترابَ على أوجاع أهلكم؟

كلنا نستحق نار جهنم بدرجات متفاوتة، فأنا لست المجرم الوحيد، وارجع إلى حكومتك لتسألهم عن ثروات أعضاء الحكومة، ورؤسائها السابقين الذين لم يبخل عليهم الاحتلال من أموال حرام.

مبعوث الحكومة: لكن بغداد سقطت مع غطرستك وغرورك وكبريائك في أقل من ساعتين، بل قام جيشك بتسليم المحتل مفاتيح عاصمة النهرين فلم يصدق الأمريكيون أنها فعلا قلعة النسور.

لو كنتَ قد صنعتَ أحراراً لجَنّبَتنا كل هذا الدمار والعار وانهيار وطن. جيشك تخلى عنك لأن العراقيين كانوا يحلمون بأحذية اليانكي فوق رؤوسهم فهي أقل امتهانا من أجهزة أمنك.

صدام حسين: لكنكم كنتم تأكلون وتشربون وأنتم ترتعدون خوفا في عهدي، أما الآن فلك أن تقارن سجن أبو غريب في عهدي وعهد أمريكيكم!

لماذا لم يقم شرفاؤكم بعملية استشهادية واحدة في عهدي، أو تفجير سيارة في الحرس الجمهوري؟

أين كانت بطولاتكم عندما صنعتُ لكم جمهورية الرعب، وتمكنت من العثور بسهولة ويسر على مليوني عراقي سادي وأكثر قسوة وغلظة من الذئاب المفترسة، فكانوا يدي التي أبطش بها، وقدمي التي أركل بها، وسلاسلي التي ألفها حول أعناقكم؟

مبعوث الحكومة: لنترك الماضي قليلا فنحن نريد أن نعرف ماذا يحدث الآن؟ هل صحيح أن رجالك يمكن أن يضحوا بأنفسهم من أجل البعث؟ هل البعثيون هم الذين يفجرون الملاجيء والمستشفيات والأسواق والمساجد أم الاسلاميون أم الأمريكيون أم القوى الموالية لجيراننا؟

صدام حسين:تبحث عن الاجابة لديّ رغم أن أجهزة الاحتلال المتقدمة تستطيع أن تعرف ما يهمس به عراقي لآخر في غرفة مظلمة تحت الأرض!



ألا يعرف الأمريكيون حقا من الذي يقوم بالعمليات الاستشهادية ومن هم الذين يفجرون السيارات في الأبرياء؟ عندما تناهت إلى سمعي كلمات مثل شيعي وسني ورافضة وتكفيري، واسماء مثل مالكي وجعفري وحكيم وجلبي وعلاوي وأشياء كثيرة لا أتذكرها استطعت على الفور تكوين صورة حية في ذهني عن وطن مشتعل لن يتركه عراقيوه واحتلاله إلا خرابا وأطلالا وبوما ينعق فوق المقابر الجماعية.

عد إلى من بعثك وقل له بأن جرائمي لا تختلف عن جرائمكم إلا في النوعية وطريقة ارتكابها. وقل له بأنني هنا تحت الأرض في انتظاركم جميعا، واحدا تلو الآخر، بعثيا وسنيا وشيعيا وكرديا وأمريكيا وحكوميا. لقد صنعتكم، موالين ومعارضة، وأعاد الاحتلال صناعتكم من جديد. تبحثون عني في الوقت الضائع فقد رحلت ومعي أسرار فضائحنا جميعا. لو كان الشعب هو الذي حاكَمَني لكنتُ أنا وأنتم الآن مع دود الأرض.




#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكتاب الأخضر في القارة السمراء .. أوهام العقيد
- ليلة القبض على سوريا
- لماذا لا يؤمن المصريون بأن مصر بلدهم؟
- ارفعوا أيديكم عن المغرب
- رسالة عتاب من إبليس إلى المسلمين
- السجونُ الأردنيةُ تخرج لسانها للسجون العربية
- العراق يحترق بنار الطائفية والكراهية و .. قوات الاحتلال
- التونسيون يتنفسون بأمر الرئيس
- محاولات لتخريب الشخصية المصرية
- لماذا أحلم بحبل المشنقة حول عنقك؟
- مدونة تجديد الدعوة للعصيان المدني في مصر
- المسلمون خصوم المسلمين، فكيف لنا أن نتحاور؟
- يا ولاد ستين ألف كلب
- الفلسطينيون يحققون أهداف اسرائيل
- القول السديد في بلاهة العقيد
- لماذا يخاف السوريون من السوريين؟
- دماء على أنياب الرئيس التونسي
- حوار بين كلب الشارع و ... كلب السلطة
- هل المصريون سعداء بالذل أم تعساء بالخوف؟
- العراق ... هزيمة كل المتصارعين


المزيد.....




- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد عبد المجيد - استدعاء عاجل لصدام حسين من قبره