أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن شريف - المعارضة السورية (الجديدة) وبنزين الديمقراطية















المزيد.....

المعارضة السورية (الجديدة) وبنزين الديمقراطية


مازن شريف

الحوار المتمدن-العدد: 1980 - 2007 / 7 / 18 - 11:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نبتت وبشكل مفاجئ بذور معارضة جديدة تحوم حولها الشكوك من كل صوب تحاول عنوة أن تزهر من خلال الالتصاق بأولئك الذين أسسوا أول دعامة تطالب بالتغيير السلمي من الذين أودعوا السجون لسنوات طويلة وما يزالون يتنفسون هواء الحرية بصعوبة وضحوا بكل ما يملكون وما لهم وما عليهم ولم يتبق لديهم إلا شرف الموقف السياسي الذي يعكس نبل وصدق مشاعرهم تجاه تأسيس دولة جديدة لا تحاصرها قوى الفساد والقمع والاستبداد، ومن أولئك الذين يعيشون في المنفى في ظروف قاسية وتسكنهم الحرية لأنهم يريدون الحرية للجميع بعيدا عن النار التي تتأجج مع كل عاصفة مختلقة أم حقيقية.
ويبدو أن هذا النوع الجديد من المعارضة المليء بالمال (المشبوه) والجاه (المستعار) يسعى لكي يحظى بشرف انتماء بعض المعارضين الحقيقيين له وكأنه يحاول أن يقضي على سنوات طويلة من العمل المضني والمتعب.
ويمكنني أن أشبه هذا النمط المعارض الجديد بحافلة نقل من احدث طراز وتتمتع (ظاهريا) بكافة المواصفات الغربية من حرية وديمقراطية وحوار ورعاية ونقد وتتكيف مع بيئة الظروف الدولية الراهنة.
لكن هذه الحافلة توقفت منذ فترة أمام محطة النقد لتتزود بقليل من طاقة الديمقراطية كي تعمل بأفضل طريقة تمنع التلوث وتوقف الغازات التي من الممكن أن تؤثر على بيئة المعارضة. ومع هذا انطلقت هذه الحافلة نحو هدف (أراه صعب المنال) وهي محملة بركابها الملونين من كافة ألوان المجتمع السوري ومن أغنيائه وفقرائه ومتوسطي الدخل (هذا إن بقي منهم أحدا) ، وفجأة وبعد مسافة قصيرة يعلن السائق عن عطل في الحافلة فيوقفها على جانب طريق وعر فيه صعود ونزول ومنعطفات خطرة ومطبات أيضا، ويترجل الجميع من الحافلة ويفتح السائق غطاء المحرك وينظر إليه بريبة دون أن يعرف سبب العطل الطارئ.
ويسارع ركاب هذه الحافلة (الأنيقين جدا) كل بدوره لتفحص واختبار مكان العطل لكن لا احد يصل إليه، فذاك يقول العطل من المكابح لان السائق لم يستعملها بالطريقة الصحيحة وذاك يقول بان العطل من ماسحات الزجاج الأمامي (واجهة الحافلة) فلو كانت الواجهة نظيفة لتمكن السائق من تفادي المطبات، وآخر يقول بان العطل ناجم عن فقدان العجلات لتوازنها مما ولد خللا في سير الحافلة، وآخر يقول بان العطل ناجم عن نوعية الزيت الملون لأنه كان هدية من إحدى شركات الزيوت العالمية وربما تكون صلاحيته قد انتهت مدتها، وآخر يقول بان العطل بسبب الركاب وثقلهم الكبير على المحاور الأساسية للحافلة، وآخر يقول ربما يكون العطل من مضخة البنزين لأنها يجب أن تعمل باستمرار مما اثر على مصفاة البنزين فلم تعد قادرة على تصفيته من الشوائب، وآخر يعزو العطل إلى جهل السائق في قيادة الحافلة وآخر يقول بان العطل من شماعات المحرك ويجب تبديلها.
وهنا يوافق الجميع على رأي الأخير وتبدأ عملية تبديل الشماعات وبعد الانتهاء منها ومن فحص الزيت والماء يتهيأ السائق للصعود إلى الحافلة لإدارة المحرك فيبدأ الركاب بالدعاء فذاك يرسم إشارة الصليب وذاك يقرأ الفاتحة وآخر يتوجه للسماء بنظرة وآخر يقول للطبيعة هيا ساعدينا وآخر يقول أيتها الريح أعطي القوة للسائق كي يدور المحرك، وبعد كل هذه الأدعية يبدأ السائق بتدوير المحرك لكن دون فائدة ولم تنفع كل أدعية الركاب فيترجل ثانية ليكيل لهذا المحرك بالسباب والشتائم .
لا يوجد ميكانيكي أخصائي بين الركاب والطريق خالية لا احد يمر فيها إما خوفا أو أنها لا تعني لأحد من شيء. وفجأة يخرج أحد الركاب ليقول للسائق هل زودت الحافلة بمزيد من بنزين (الديمقراطية)؟ عندها أسرع السائق للبحث عن خزان الوقود وعندما فتحه وجده فارغا فتعجب وقال قبل قليل زودنا الخزان بالبنزين ولم نقطع أكثر من بضعة كيلومترات فماذا حدث؟ ونزل تحت الحافلة فوجد ثقبا في خزان الوقود كان البنزين (الديمقراطي) قد تطاير بأكمله واكتشف الجميع بان لا عطل في الحافلة لكن كل ما ينقصها إعادة تزويدها بالديمقراطية والحرية واحترام الرأي والرأي الآخر لأنها كلها عناصر فاعلة لكي يعمل المحرك باحترامه لشروط البيئة كافة.
عندها اجتمع الركاب وأصدروا البيان التالي :
نحن ركاب حافلة الحرية والديمقراطية ندين ونشجب كافة عمليات القرصنة التي تخترق خزانات الوقود المليئة بالديمقراطية والحرية وندين الحفر الراسخة على الطرقات المعبدة بإسفلت من النوع الرديء والقطع المعدنية التي تتطاير على الطريق وتصيب خزانات الوقود وتثقبها وتؤدي إلى إيقاف محركات الحافلات عن العمل.
لذلك فإننا قررنا ما يلي:
تزويد حافلات الديمقراطية بكمية كافية من الصمغ الشديد الالتصاق لكم أفواه الحقيقة عن نشر السموم التي تؤدي إلى أمراض النقد والاحترام المتبادل.
تشكيل لجنة من الفنيين الأخصائيين بالطرق الوعرة لإصلاح الحفر وإزالة المطبات وتنوير المنعطفات الخطيرة والقاسية.
العمل على تسوية الطريق بالبلدوزرات لمنع الصعود والنزول حماية للمكابح ومنعا لتطاير الزيوت المحروقة التي تسبب الانزلاق إلى الهاوية.
إعطاء كل من ركاب الحافلة مزيدا من الصلاحية في استخدام المنبه القوي للحافلة بحيث انه قبل كل منعطف يقوم كل راكب بطريقته الخاصة باستعمال المنبه تفاديا لوقوع حوادث مواجهة مع حافلات مشابهة تأتي من الاتجاه المعاكس.
إلزام جميع الركاب بكتابة الدعاء على ورقة نظيفة وتوزيعها على الجميع بحيث يحفظ كل فرد دعاء الآخر لتتم الاستجابة إليه بأسرع وقت ممكن عندما تتعرض الحافلة لعطل ما.
تهديد كل من لا يلتزم بأفكارنا الحديثة والمحدثة والمستحدثة ويغطي عيوبنا وأخطائنا بالقرصنة والتخريب وتوجيه تهمة التعامل مع العاصفة والرعد والبرق.
وأخيرا يمنع على الركاب استخدام (الموبايل) والاتصال بالآخرين تفاديا لكشف الأسرار ونشرها على الآخرين كي لا يسرق أحدا أيا من مخططاتنا واستراتجياتنا في الحفاظ على سير الحافلة وكي لا تصاب بالحسد أيضا.
ينشر هذا البيان ويعلق على كافة نوافذ الحافلة كي يراها القاصي والداني ويكتب بالخط العريض كي يتمكن الجميع من قراءته مهما كانت قوة نظره ثاقبة أم ضعيفة.
إن أية حافلة يحتاج محركها إلى المزيد من الشروط البيئية الأساسية، أهمها طاقة الديمقراطية والحرية، فهل ستتوفر في هذه الحافلة الحديثة كل هذه الشروط؟



#مازن_شريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة سر هذا الكون وفن الحياة
- لا نسمح بأن نخسر أحدا من المعارضة السورية
- بالحوار ومشاركة الجميع نغير ونبني سورية
- مشهد المعارضة السورية ومواجهة الخطر المقبل
- المعارضة السورية ... إلى أين؟
- لن نذرف دمعة على قتلة الأبرياء أيا كانوا: في ذكرى المجازر
- الخطوط الحمراء بين الدين والسلطة
- خيمة جديدة لحرية الكراهية في صحراء الربع الخالي
- تحية إلى المرأة صاحبة القلب الجميل
- المرأة السورية وظاهرة الابداع 2
- المرأة السورية وظاهرة الابداع 1


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن شريف - المعارضة السورية (الجديدة) وبنزين الديمقراطية