أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالجليل النعيمي - كي لا يضيع شريعتمداري بوصلتنا















المزيد.....

كي لا يضيع شريعتمداري بوصلتنا


عبدالجليل النعيمي

الحوار المتمدن-العدد: 1980 - 2007 / 7 / 18 - 11:23
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


من بين عشرات المواطنين الذين اتصلت بهم الصحافة البحرينية للتعليق على ما كتبه حسين شريعتمداري في صحيفة ‘’كيهان’’ الإيرانية بشأن تبعية البحرين والجزر الإماراتية الثلاث لإيران و’’توق’’ شعب البحرين للارتباط بإيران، كان ردي في جمل لا تتعدى أصابع اليد. اقتضبت القول إدراكا مني للأمر من جانبيه المتضادين: إن هذا كلام سفيه ومرفوض بحرينيا وخليجيا، كما يرفضه القانون الدولي، ولذلك لابد من موقف. وثانيا، إن هناك قوى سياسية ومنظمات دينية طائفية وجمعيات وشخصيات دينية ومدنية تقتات على هذا الموقف.
موقف الرفض الذي أعلنه البحرينيون رسميا وشعبيا ليس جديدا بالمرة. وقبل حصول البحرين على استقلالها بعام واحد تقاطر البحرينيون في مارس/ آذار - ابريل/ نيسان 1970 من المدن والقرى والطوائف والمهن والمراكز الاجتماعية كافة على مقر إقامة الدبلوماسي الإيطالي ونسبير غيشاردي، مبعوث الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق بشأن رغبة شعب البحرين في مستقبل تطوره. أكدوا أن شعب البحرين يريد التخلص من نير الاستعمار البريطاني، متمسك بعروبته يرفض التبعية لإيران، وعازم على تطوره المستقل بعيدا عن أية وصاية. وقد جاء تقرير غيشاردي بهذا المعنى. وهكذا حصلت البحرين في 14 أغسطس/ آب 1971 على استقلالها السياسي واكتسبت العضوية رقم 119 في هيئة الأمم المتحدة، كما أصبحت عضوا في الجامعة العربية بصفتها دولة عربية مستقلة. وقد أقرت بذلك إيران كسائر المجتمع الدولي.
ولئن جاءت مواقف كل القوى والمؤسسات البحرينية مشروعة تماما في رفضها وغضبها مما كتبه شريعتمداري، إلا أنها عكست في الوقت نفسه الحالة الرجراجة التي تمر بها هذه التشكيلات السياسية والاجتماعية ما بعد الانتخابات البرلمانية والبلدية .2006 وإذا أخذنا بقول ‘’رب ضارة نافعة’’، فلعل في تبعات مضرة شريعتمداري ما ينفع لتحليل هذه الحالة.
المتطرفون على ضفتي نهر الطائفية الذين ‘’اشتغلوا’’ بعضهم ببعض بشكل مبرمج قبل وبعد الانتخابات، تصرفوا بشكلين مختلفين إزاء ما قاله شريعتمداري. فالذين اعتادوا النزول إلى الشارع بشكل شبه يومي لم يحركوا ساكنا إزاء الحدث وكأن شيئا لم يحدث، لكن الحقيقة أيضا هي أن أحدا منهم لم يقل لصالح شريعتمداري. أما أولئك الذين وصلوا وأوصلوا الناس معهم إلى مأزق بسبب مسلكهم السياسي والاجتماعي، خصوصا بعد أن مرروا استقطاع الـ 1% من دخل العاملين لصالح التأمين ضد التعطل من دون إعطاء الأولوية لرفع الأجور المتدنية أولا، فقد فضلوا مواصلة الهجوم على العلمانية وكأنها المسؤولة عن ذلك الإخفاق أو أنها هي التي تدك المقدسات الدينية أو تقتل على الهوية الطائفية كما يحدث في عدد من البلدان حيث يتقابل متطرفو الطائفتين. لكن الحقيقة أيضا هي أنهم استنكروا على شريعتمداري تصريحاته. متطرفو الطرف الآخر ذهبوا بمخيلتهم إلى أن هناك من ‘’طربوا’’ لتصريحات شريعتمداري داعين إلى استتابتهم في مهلة ثلاثة أيام، وإلا حل عليهم القتل.
المتعصبون للفكرة القومية وجدوا في الالتفاف بشأن شعار ‘’البحرين عربية.. إيران صفوية’’ أسهل بكثير من التصدي لتحديات الوضع الداخلي من حيث قضايا الأجور والاستحواذ النهم وتدمير البيئة، وكذلك من حيث المناخ السياسي، بما في ذلك ما أفرزته دروس نتائج الانتخابات البرلمانية والبلدية 2006 من ضرورة نهوض التيار الوطني الديمقراطي بوجهه المستقل. فالمطروح أن هذه التنظيمات القومية أقرب إلى أن تكون من مكونات هذا التيار.
وحتى بعض العلمانيين الذين يعتقدون بأن توجيه ضربات قاضية تطيح بالدولة الإسلامية في إيران يعني إزاحة عقبة كأداء أمام تطور التاريخ في هذه المنطقة من العالم، وهم في كل يوم يحاولون استعجال هذه الضربة التي لن تكون إلا على يد الولايات المتحدة الأميركية وفق استراتيجية نشر ‘’الفوضى الخلاقة’’ في المنطقة. هؤلاء أيضا رأوا في تصريحات شريعتمداري فرصة أخرى سانحة للتأجيج. لكن ضرب العراق لم يخدم وجهة التاريخ كما نرى الآن. كما أن ضرب إيران قد يؤدي إلى إعادة المنطقة برمتها عقودا من السنوات إلى الوراء.
كم علمنا التاريخ أن اغتيالا تعرض له أحد ما أو تصريحا تفوه به بعضهم استغل لتحويل مجرى التاريخ، وغالبا في اتجاهه العكسي؟ لا نعرف من بالضبط حرك شريعتمداري ليكتب ما كتب، لكننا نعرف أن في إيران، كما في الولايات المتحدة مراكز قوى يحتدم بينها الجدل بشأن العلاقات بين البلدين والإستراتيجية في المنطقة. ونعرف أيضا أن بوش ونجاد في بلادهما يواجهان نفس المأزق. فنهج بوش المتطرف حصد هزيمة نكراء لحزبه في انتخابات الكونجرس الأخيرة في مجلسي الشيوخ والنواب، ما يعد تدهورا في شعبية المحافظين وينبئ بخسارتهم في الانتخابات الرئاسية المقبلة. ونهج نجاد المتطرف حصد ذات الهزيمة في الانتخابات البلدية الأخيرة، ما يعد مؤشرا جديا على تدهور شعبية المحافظين الإيرانيين وانعكاسات ذلك على الانتخابات الرئاسية المقبلة. هنا وهناك، كما في كل العالم المتطرفون على عادتهم يهربون إلى الأمام دائما. فذلك يؤدي بالبلاد إلى أوضاع استثنائية تعطيهم صلاحيات استثنائية يعيدون من خلالها ترتيب أوضاعهم بشكل أفضل. وهؤلاء عادة تهمهم مصالحهم الأنانية أكثر من مصائر شعوبهم والعالم.
الديمقراطيون القادمون إلى الرئاسة في أميركا ينظرون إلى إيران بشكل أكثر إيجابية. في مذكراتها قالت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة مادلين أولبرايت ‘’منذ بدء عملي مع الرئيس كلنتون كنت مهتمة بإمكانية بناء علاقات أفضل مع إيران. إن الوضع الاستراتيجي والتأثير الثقافي وكذلك الحجم جعلت من هذا البلد مفتاحا أساسيا في أحد أكثر مناطق العالم قابلية للانفجار’’. من حسن الحظ أن وزارتي الخارجية في كل من البحرين وإيران لم تؤخذا بالانفعالات الطارئة وتعاطتا مع المسألة بروح من المسؤولية العالية في إطار الوضع المنذر بالأخطار الجسام في المنطقة. فقد سارعت السفارة الإيرانية في البحرين إلى استهجان تصريح شريعتمداري وسارع وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي لزيارة البحرين مساء الجمعة الماضي. وبهذا المعنى نفهم إشارة وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة إلى أن هناك من يختلق الفتن ليدفع بالعلاقات بين إيران ودول المنطقة إلى ما يخدم انفجار الوضع لغير صالح شعوبها. ويأتي ذلك تأكيدا لما قاله سمو رئيس وزراء البحرين الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة بأنه لا يعطي أهمية لتصريحات شريعتمداري، وأن البحرين تنظر إلى الأبعد. وهذا ما يبدو أن الطرفين سيؤكدانه أثناء زيارة متكي للبحرين.
بحكم الجغرافيا الأزلية نحن وإيران جاران لم يختر أحدنا الآخر. لكن هذا الجار بحكم تاريخه الحضاري وحجمه الجغرافي والاقتصادي وموقعه الموصل بين وسط آسيا وآسيا الصغرى وقزوين والخليج وبحر العرب والمحيط الهندي يمكن أن يلعب دورا عظيم الشأن في مستقبل المنطقة. وسيكون دوره أعظم شأنا عندما يتخلى عن أية أطماع توسعية تجاه جيرانه.



#عبدالجليل_النعيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيران.. من يمين إلى وسط المحافظين
- 11 سبتمبر.. كل عام وأنتم بخطر


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالجليل النعيمي - كي لا يضيع شريعتمداري بوصلتنا