أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الغوار - على غرار تجميع القبائل















المزيد.....

على غرار تجميع القبائل


طلال الغوار

الحوار المتمدن-العدد: 1981 - 2007 / 7 / 19 - 05:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ أكثر من أربع سنوات , والعراقيون يعيشون أوضاعا في غاية القسوة والصعوبة التي أوجدها المحتل بادعاءاته المضللة ,فهم اليوم في خضم مشاهد المأساة بأكثر صورها وضوحا ونصاعة , مشاهد القتل , التخريب , الخطف ,التهجير ,النهب , والمشاهد المتولدة عن انعدام ابسط مقومات الحياة ,واغلب ذلك يجري ويمارس تحت غطاء القانون (قانونهم ).
فكل يوم يمر على العراقيين ماهو إلا نسخة مكررة لما سبقه , وعادة الصورة المستنسخة تكون أكثر قتامة عن سابقتها , هكذا يعيشون ,وكأنهم في حاضر مكرر أو (حواضر متتابعة) . وفكرة الاستنساخ هذه تقودنا إلى ما أوجده المحتل في أيامه الأولى بتشكيل (مجلس الحكم) , وهو الأخر جاء تحت غطاء احد عناوين الديمقراطية (التعدد والتنوع ) والذي عرف بتشكيله على أساس المحاصصة , حيث يعد البذرة التي انطوت على كل المخاطر والكوارث التي حلت بالعراق خلال هذه السنوات والى يومنا هذا ,ليصبح التأسيس الأول الذي تم استنساخه في تشكيل الحكومات المتعاقبة , وانساحبه على اغلب المؤسسات الأخرى
وان كان بعض هذه الحكومات جاء أيضا تحت غطاء (الديمقراطية) من خلال الانتخابات التي هي الأخرى أكدت هذه الاصطفافات الطائفية والاثنية والعرقية وتحت تأثيرات معينة ,واستخدام أساليب التجهيل, ووسائل الترهيب والترغيب التي لها تأثيراها العاطفية و الغرائزية التي تعتمد على خلفية الأحقاد والانتقام والاستأثار,وتوضيفها سياسيا, مما وضع اغلب المواطنين في اطر التفكير الضيق , وماترتب عن ذلك من سلب وعيه وإرادته في ممارسة الاختيار,ومن دون ان يعرف من هم الذين انتخبهم, بحيث أصبح التفكير خارج المعطي الطائفي والمذهبي والعرقي يعد خطوطا حمراء لايمكن تجاوزها ,وهنا سلبت مواطنته والغي انتمائه للوطن .حتى غدت وكأنها ابعد ما يكون عن إنها حركات وتجمعات سياسية .
فما تمخض عن هذه الانتخابات من (سلطات )فأنها حملت معها كل أدران وأمراض ما كانت تحمله العملية الانتخابية , بل أصبحت أكثر وضوحا وتجليا في تباين الأطراف ,وتفعيل دورها من خلال امتلاكها الإجراءات التنفيذية وأصبح كل طرف يطل من نافذته الخاصة نافذة(الطائفة_المذهب _الفئة ) ولا ترى من الواقع ,إلا ما تريد اوترغب ان تراه ,إنها تجزئ الواقع العراقي إلا بما يتعلق بمصلحتها أو بما يمكن استثماره ضد الأخر , وبطبيعة الحال يجري ذلك تحت مباركة الاحتلال وإشرافه,حيث هو الآخر يغذي هذه التباينات والصراعات وبما يخدم غاياته وأهدافه .
ان الانكفاء على ألذات_(الفئة ,الطائفة,الحزب) بدوافع الاستاثار والغنيمة ,ومن ثم العمل على تعميم الخاص لهذه الفئة أو تلك لا ينتج عنه سوى حالة الإلغاء والإقصاء للآخر ,وبالتالي فالوطن مغيب تماما ولا ينظراليه إلا( ككنز) يجب ان يأخذ كل طرف من هذه الأطراف حصته من هذا( الكنز) الذي هو العراق ,ولكي تكون حصة هذا الطرف أو ذلك أكثر من غيره ,ليس له إلا ان يعّمق تحالفه أكثر فأكثر مع المحتل الذي جاوؤا أو اصطفوا معه , وهذا هو الهم الذي يشغلهم ويحكم مسار تحركاتهم ومواقفهم ,وما الشعارات التي يطلقونها باسم ( الوحدة الوطنية , المصالحة الوطنية ..الديمقراطية ..حقوق الإنسان ), ما هي إلا (واجهات براقة) يختبؤن ورائها من اجل الاستمرارية واستمرار استاثارهم ومواصلة الحصول على( الغنائم ) .
ان هذه الممارسات والمواقف والرؤى السياسية والتي هي ليست( بسياسية) وإنما هم رفعوا سقفها وجعلها في مصاف السياسة ليجدوا المساحة الواسعة والتحرك من خلالها ,وفي الوقت نفسه إنها لايمكن لها ان تؤسس كما يدّعون بناء(عراق جديد ) أو بناء (دولة عراقية ) فالدولة التي تؤسس على المحاصة الطائفية والفئوية ,لايمكن لها ان تكون دولة حينما تغيب المواطنة ويحل محلها الانتماء الطائفي والاثني ......الخ, فالمواطن لا يجد قيمته خارج هذا الانتماء وبهذه الحالة يمكن ان نسمي ذلك (تجميع طائفي وفئوي ) على غرار (تجميع القبائل ) . وتصبح الدولة موزعة بين هذه الاطرا ف ,وما ينتج عن ذلك من شروخ عمودية في المجتمع وتظل التجاذبات والتباينات والصراعات فاعلة إلى حد ما , وفي المحصلة النهائية ليس سوى الفراغ المؤسساتي والأمني والسياسي. وإذا ماعدنا إلى البدايات الأولى للاحتلال وقراراته في تقويض أسس الدولة العراقية ,لم يكن قرارا طارئا اتخذه (بر يمر) وإنما قرار مدروس يشكل عصب المخطط الأمريكي في إحداث الفراغات ,(الأمنية والسياسية وغيرها) ليظل وحده سيد الموقف وصولا إلى غاياته وأهدافه ,وهو على معرفة تامة بان القوى والأطراف التي شكل منها (الحكومات ) واعتمد عليها طيلة هذه السنوات,إنها غير قادرة على ان تملئ هذه الفراغات وليس لها القدرة في التأسيس لما يطرحونه من الدعاوى والشعارات,بحكم خلفيتها وتكوينها الطائفي والعرقي والفئوي من جهة, ومن جهة أخرى تبعيتها له ,والتي بدون هذه التبعية لما استطاعت ان تطأ أقدامها ارض العراق .
وهناك حقيقة يعرفها الكثيرون ولا شكوك حولها أو جدال بشأنها , وهو ان الغرب الاستعماري وتحديداً الولايات المتحدة الأمريكية , لا ترغب أو تريد ان ترى في منطقتنا العربية نهوضاً وتقدما ليس في المجال العلمي والتقني , وإنما التطور في الوعي السياسي و الثقافي والاجتماعي الذي يعطي شكلا جيدا للحياة العربية وخلق الأرضية لبناء الديمقراطية وبناء مؤسساتها الرصينة , ان هذا الأمر يقلقها , ويتقاطع مع مخططاتها و مراميها , فهي تفضل وجود الاستبداد , أو الأنظمة التي تسميها ( الشمولية ) وكذالك الأنظمة القائمة على الأسس الطائفية و العرقية, وإذا كانت تحاول ان تضفي على بعض الأنظمة صفة الديمقراطية , فأنها تبقى في حدود الشكل ليس إلا . فالتوجه الصادق نحو الديموقراطية سواء كان على المستوى الشعبي أو على مستوى بعض أطراف النظام السياسي العربي , دائماً يجابه بقوة وبأساليب متنوعة من اجل إجهاضه أو على الأقل عرقلته وخلق الحجج والذرائع لمحاربته , وما يهمها هو ان يظل العرب في دائرة التبعية , وصورة الديمقراطية وكما تراها هي يجب ان تحتكر من قبل أمريكا وحدها .
فمشروع ( الشرق الأوسط الكبير ) الذي تخطط له مع حليفتها (إسرائيل),فتغير الخريطة الجغرافية والسياسية للمنطقة العربية يتطلب منها كل ذالك , وما يجري في العراق , بعد احتلاله ,وإفراز حكومات قائمة على أساس المحاصصة الطائفية والعرقية و إشعال الفتنة الطائفية بين أبنائه وصولاً إلى تفتيته وتفكيكه , يندرج ضمن هذا المخطط الذي يجب تعميمه على المنطقة العربية , فاحتلال العراق , وما يعانيه شعبنا العراقي ويدفع ثمن حريته واستقلاليته في كل ما يواجهه من قتل وتشريد وتدمير ونهب ليس لثرواته وموارده بل حتى لتاريخه وإشاعة ثقافة بديلة تسلب العراق هويته وانتمائه العربي , هو ليس قضية عراقية فحسب بل قضية عربية و مسؤولية كل العرب الشرفاء.



#طلال_الغوار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ماذا قالت المصادر لـCNN عن كواليس الضربة الإسرائيلية داخل إي ...
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل
- CNN نقلا عن مسؤول أمريكي: إسرائيل لن تهاجم مفاعلات إيران
- إعلان إيراني بشأن المنشآت النووية بعد الهجوم الإسرائيلي
- -تسنيم- تنفي وقوع أي انفجار في أصفهان
- هجوم إسرائيلي على أهداف في العمق الإيراني - لحظة بلحظة
- دوي انفجارات بأصفهان .. إيران تفعل دفاعاتها الجوية وتؤكد -سل ...
- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الغوار - على غرار تجميع القبائل