سلام فضيل
الحوار المتمدن-العدد: 1979 - 2007 / 7 / 17 - 10:52
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
ايام احتلال العراق في القرن الماضي وفي اوج صراع الشعب معه وحليفه الاقطاع ‘ وخلال الاحتجاج على اتفاقية بغداد ‘ طالبت احدى منظمات الحزب الشيوعي العراقي ‘ في الجنوب ‘ الحكومة العراقية آنذاك ‘في مذكرة رفعتها اليها تطالب بالغاء المعاهدة ‘وبناء مدرسة في منطقتهم .
وقال البعض مالرابط بين بناء المدرسة والغاء المعاهدة ؟ لان المعاهدة تسمح للمحتل بسرقة اموال المدرسة ‘ ومعها كل موارد البلد ‘ لان الاحتلال هو من اعدها لخدمته ‘ وليس لصالح الشعب الذي يطالبه بالرحيل عن المنطقة ‘ والمعاهدة توقع بين احرار وليس سجانيهم .
واليوم العراق هو بلد محتل رسميا ضمن قرارات الامم المتحدة ‘ وشوارعه تغرق بدماء اهله ‘ والارهاب صار لايكتفي بقتل الناس وسط الاسواق الفقيرة او قطع الرؤس ورميها في الطرقات بل يسطر على مناطق ويخضعها لسطوته .
والمشردين بالالاف كل يوم حتى بعض ( المنحطين ) قالوا لقد افادونا بحل ازمة السكن ‘ اي المشردين والقتلى ‘ وبعض العوائل او احزاب العوائل ‘ تريد اعادة الحياة الى ايام الاقطاع وراحت تدير المنطقة التي تسيطر عليها بنظام القبيلة التي تختصر بالشيخ وعائلته ‘ والفساد المالي والاداري لم تعد تنافسنا عليه اكثر البلدان تخلفا وبدائية ‘ حسب تقارير المنظمات الدولية والكثير من المسؤولين العراقيين اعضاء حكومة وبرلمان .
والاحتلال يعتدى ركلا وضربا بأعقاب البنادق وعلى بعد عشرات الامتار من مبنى الحكومة والبرلمان ‘ على القاضي الذي يحاول ان يصدر ادانة على احد حراميته المعتمدين .
ووسط كل هذه العتمة والدخان والخراب ‘ يفرض التصديق على قانون النفط الذي لايملك غيره الان الشعب من دخل حتى لرغيف الخبز ‘ دع عنك المدرسة والمعمل .
والسؤال : هل يمكن لشعب مهما كانت بدائيته وليس كالشعب العراقي ‘ الذي طالب بألغاء المعاهدة ‘ لانه عرف انها تسرق المدرسة والبلد والتاريخ ‘ وبصق بوجه من وقعها يوم ثورة الاحرار ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958‘ وبنى الكثير من البيوت والمدارس من دخل النفط ‘ الذي يريدون اليوم سرقته من خلال قانون يقره ‘ اناس يفتشهم جنود الاحتلال قبل دخولهم المبنى حيث يقرون القانون ‘ الذي يعطي الحق للشركات ‘ حتى حق الاستغناء ‘ وعدم تشغيل اهل البلد (وزير النفط قال نعم هذه ليست ملزمه لهم ولكنهم بحاجة الان لهم اي للعمال ؟‘ قبل نحو اسبوعين من على قناة العربية ) .
ان الشعب الذي طالب باسقاط المعاهدة وبناء مدرسة في الهور ‘ قبل ثورة 14 تموز في الخمسينات ‘ لايمكن ان يقبل سرقة مورد خبزه ومدرسة اطفاله ومصنعه ‘ بعد ان صار العالم قرية ‘
#سلام_فضيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟