أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - برهان شاوي - مـن قصــــــائد الحـجــــــر















المزيد.....

مـن قصــــــائد الحـجــــــر


برهان شاوي

الحوار المتمدن-العدد: 604 - 2003 / 9 / 27 - 03:25
المحور: الادب والفن
    


مـن ( قصــــــائد الحـجــــــر )

أوســيـب مـنـدلـشــتــام


ترجمـة وتقـديم : بـُرهـان شــاوي

* أوسيب مندلشتام شتاعر صعب جـدا. قراءته بالروسية، للروس، صعبة..فكيف بترجمة أشعاره الى
لغات أخرى. فهـذا الحجـار المتواضع والفخور لا يقطع الجلاميد وانما يصقل الحجارة الصغيرة الناعمة.

* مندلشتام شاعر مهـووس بالزمـن، فهتو ينجلي لديه بالساعات، الأبدية،التاريخ، القرون، بل وحتى
إستعارة ( الحجـر ) توازي لـديه إستعارة ( الفـراغ ).

* ليس هناك بطـل في قصـيدة مندلشتام. إن أشـعاره لا تفسـر الاحـداث والعصـر وانما العكـس؛ فلربما
تلقي أحتداث العصـر بعـض الضـوء على الجـوهر في قصـائده.

* مندلشتام شـاعر صعب جـدا، وصعـوبته الكبترى تكمـن في بنـاء قصـيدته، فهي خاليـة من الحـدث،
الحبـكة، العقـدة، المـوضوع. إنهـا رحـلة في الـزمن ـ الكلمـات. فالكـلمات هي روح الأشـياء لديه،
فهي  لديه لا تعبر عن شـيءن بقـدر ما تعبـر عن نفسهـا هي بالذات..ومـن هنـا تـأتي عبثيـة أيـة
ترجمـة لأشعار مندلشتام ونقلها الى غير لغتهـا الروسية الأصليـة.
 
    ( 1 )

صـوتهـا حـذر ؛ وأصــم..؛
تـلـك الثمــرةُ السـاقطـةُ عـن الشـجرة..
وسـط الألحــان الصـاخبـة..؛
لـهــدوء الغــابـة العـميـقـة ..!

                                         1908

     ( 2 )

رقــائـقُ الـذهـب تـتـقــدُ..
فـي غـابـة لأشــجار عيــد المـــيلاد..؛
وعـلى الأغصـــان دمُـــى
لذئــاب تحــدقُ بعيـونها المــرعبـة..!

ياألمــي الجـليـلُ..؛
ويـاحــريتــي الهــادئـة..
قبــة السـماء ميتــة..؛
والكريســـتال يضحــك أبـدا..!
                               
                                        1908

    ( 3 )

مُنحــتُ جســدا؛ فمــاذا سـأفعـلُ بـه..؛
هـذا المتـوحــدُ، هـذا الـذي هـو لــي..؟؟

مـن أجــل المســرات الهـادئـة أتنفـسُ وأعيـشُ
فـلمــن أُقــدمُ إمتنــانـي..؟؟

أنــا الحـدائقــيُ..وانـا الــوردة ُ..؛
وفـي عتمــة العــالم لسـتُ وحـدي..

عـلى زجــاج الأبـديـة رقـدت شـهقاتـي..
                                               ودفـئــي..؛
فـانطبعــت نقـوشـا..
لـم يحــل لغـزها أحــد..!

فـدع المـيــاه العــكــرة تمــر لـبرهــة..
كـي لا تمحــى النقـوش الـرقيـقة..!!

                                           1909

      ( 4 )

لا جـدوى للكــلام عـن أي شــيء..؛
لا جـدوى للتعــلم..!
فهــي حـزينــة..ووحيــدة..؛
هــذه الــروح الحيـوانيـة، المظــلمــة..!!

لا شــيء تـود أن تتعــلم..؛
لا ولا تستـطيع أن تتحـدث بشـيء..
فهـي مثـل دلفــين فتــي..
فـي هــذا العـالم الأشــيب..!!

                                          1909

     ( 5 )

إصــغاء مرهـف يـوتـتر الشـراع..؛
يجعــل فــراغ الأفــق أكثــر رحـتابة..؛
والهــدوء ينقــلُ ..ويمــوج
النشيـد الصـامت لطيـور منتصـف الليــل..!

أنــا فقيــر مثـل الطبيعــة..؛
وبسيــط أنـا مثــل السـماء..!
ونقـية حـريتـي..؛
مثـل شـدو طيـور منتصـف الليـل..!

أرى قمــرا لا يتنفـس..!
والسـماء لــوحـة ميتــة..!
عـالمك، إذا، مـريض وغــريب..!
بينمــا أحتضـنُ الفــراغ..!!

                                              1910

      ( 6 )

يـالبطــىء خطــى الخيـتول..؛
يـالقــلة الضـوء فـي الفـنارات..!
النــاس الغــرباء، يعـرفون جيـدا،
إلـى أيـن يمضـون بـي..!!!؟

انـا مطمـئن لهـم..
وبـردان أنـا..؛ أريـدُ أن أنـام..؛
مــلقى أنـا عـلى القـارعـة..؛
لمــلاقـات ضـوء النجــوم..!!

الـرأسُ الملتهــبُ يتــرنـحُ..؛
والأكــفٌ الغـريبـة ؛ وثـلجـهـا الـرقيـق..
ومـلامح أشـجار الصنوبـر فـي العتمـة..؛
عـن هــؤلاء لا أعــرفُ شـيئـا..!!؟؟

                                           1911

     ( 7 )

الصــدفـة..

لـربمـا أنـت لـست بحـاجتـي..؛
فـي الليـل..؛
فـفي لجـة العــالم..
مثـل صـدفـة بلا لـؤلـؤة..
أُلقـيتُ عـلى سـاحـلك..!!

أنـت ؛ بلا مبالاة ؛ ترغيـن بالمــوج..؛
وتغنيـن بمشـاكسـة..؛
لكنــك ستحبيـن..، وستقـدريـن
هـذه الصـدفـة المهمــلة.

سـترقـدين عـلى الـرمـل جنبهـا..؛
وسـتغطينهـا بثـوب قـداسـك..؛
سـترتبطيـن بهــا بقـوة..؛
وسـتعزفيـن عـلى جـرس هـائل
من الأمــواج الناعمــة..!!

عنـد ذاك؛ جـدار الصـدفـة الهــش..؛
البيـت الـذي ، كقـلب مهجــور ،
سـتملئينه بـرغــوة الهمــس..؛
وبالضـباب..بالـريـح..وبالأمطــار..!!

                                      1911

   ( 8 )

آه أيتهــا الســماءُ،السـماءُ..؛
إنـك سـتأتيني فـي الحــلم،
فـلا يمــكن أن تكــونـي عميــاء..!
فهـا هـو ( اليـوم ) إحتـرق مثـل ورقــة بيضـاء..؛
ولـم يبـق منـه سـوى شـيئا من الدخــان..؛
شـيئا مـن الــرمــاد..!

                                          1911

   ( 9 )

أنـا أكـره ضـوء النجـوم الـرتيبـة..؛
أُحيـيك ياهـذيـانـي القـديـم..؛
يـابـرجــا منطــلقـا كسـهم..!

كـن مـستديرا أيهــا الحجــر..
وعنكبوتيـا صـر..أيهـا الحجــر..
السـماء نهــد جــاف..،
فأجــرح مثل إبــرة دقـيقــة..!

وسيأتـي دوري..
سـأحس بنفسـي مثل جنـاح هـائل..؛
هـكـذا..لكـن إلـى أيـن تـرحلُ
أفكــار السـهم المنطــلق..!!؟

ولــربما عـن دروبـي..؛
وعمـري الـذي عشتـه بنهـم سـأعود..؛
فهنـاك..لـم أسـتطع أن أحــب..؛
وهنــا؛ أخـاف أن أحــب..!!

                                     1912

         ( 10 )

الغسـقُ الخـريفي كـالحـديد الصـدئ..؛
يصــر، يغنـي، ينخــر الجسـد..!
كـل المسـرات، وكـل خـزائن ( قـارون )،
لا شـيء أمــام شـفرة حسـراتك أيهـا الــرب..؟؟؟

أنـا منهــك مثـل أفعــى الحــاوي الـراقصـة..
وأمــامهـا، أهتــز حسـرة، وأنـذهــلُ..!
أنـتا لا أريـدً لـروحــي أن تتـلوى وتـلتـف..
لا أريـد العقــل..، ولا آلهــة الشعــر..!

كفــى التلافضُ المــاكـر
لفــك العقـدة الملتفــة..!
لا تـوجــد كـلمات تجسـد شـكواي وإعتـرافاتـي..!
فقـدحـي ثقـيـلــة؛ وغيـر عميـقــة؟؟!!

لـم التنفـس!!
فهنــاك عـلى الحجــارة النـاتئــة..
تسـتلقي أفعـى هـائلة، مـريضـة..؛
تلتــف عـلى نفسـها كظفــيرة..
تهتــز..
تشـد حـزامهـا واقفـة..؛
تنهـض شـيئا فشيئـا..؛
بغتــة..
           تســقط منهــكة..!


عبثـا أتخيـلُ..؛
واقــفُ مندهشـا، مـذهـولا، عشـية الإعـدام..!!
إننــي لأصـغي، كسـجين، بلا هــلع
لقــلقلـة الحــديد، وأنيـن الــريح المكفهــرة..!!!

                                             1912

* تمت الترجمـة عن اللغـة الروسية مع الأعتماد على جميع الترجمات التي صدرت
لأشعاره الى اللغـة الألمانية.                            

     



#برهان_شاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مـن ( أعـصــــاب ) فلاديميـر فيسـوتسـكي
- الفضائيــات العــربية.. والعـــراق 3 - 3
- الفضــائيـــات العربيـــة.. والعــــراق 1 / 2
- آنا آخماتوفا


المزيد.....




- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - برهان شاوي - مـن قصــــــائد الحـجــــــر