أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ثائر الناشف - لا ... حدود للصمت في سورية














المزيد.....

لا ... حدود للصمت في سورية


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 1978 - 2007 / 7 / 16 - 10:56
المحور: المجتمع المدني
    


تمضي عقود من الزمن, والسوريون لا يزالون على حالهم المزرية مبعثرين, بين وطن أحكم رقابته على فكرهم, واعصب عيونهم عن رؤية العالم الآخر بكل تناقضاته وسجالاته, ومنفى أنساهم الأرض التي ولدوا عليها, وسواء كان هذا المنفى ايجابياً بتعريفه إياهم أصول الحياة وكيف يصير فيها الإنسان مواطناً حياً, له من الحقوق ما لغيره,أم سلبياً زاد عليهم النوائب أكثر مما عايشوه ووجدوه في سورية, التي شاء القدر أن تحذف من أذهانهم بعد أن حولها رعاتها إلى أرض يباب,لا يطمع فيها جائع أو تائه, ربما لأنها ضاقت بهم ذرعاً فنفتهم, أو هم من ضاق منها ذرعاً فنفوها من قلوبهم, مَن ينفي مَن ? ولماذا كل هذا النفي? قسرياً كان أم طوعياً .
الجواب على هذا التساؤل واسع, ولا يتوقف عند حد معين, لكن الجانب المثير للقلق أنه كيف بالإمكان أن يشطب الإنسان أياً كان جنسه, وطنه من ذاكرته بهذه السهولة? الأكيد أن البشر على اختلاف طبائعهم وأعراقهم, محكومون بقدر كبير من العواطف والمشاعر, تجاه ذويهم وأرضهم وكل ما يمت بصلة لماضيهم السحيق.
إن السوريين حقيقةً باتوا أشبه بأسراب البط المهاجرة لا تتوقف على مدار فصول السنة, بحثاً عن واقع أفضل ينجيهم من شرين مستطيرين, الأول أنهم انسلخوا من محيطهم العربي لشعورهم بأنهم أصبحوا عبئاً ثقيلاً على أشقائهم في لبنان والعراق, وقد لا يكونون راضين عما يحدث لكنهم مدركون أنهم أرغموا على الانسلاخ في لعبة إقليمية, ليسوا فيها سوى أحرف تتبدل هوياتهم بتبدل الأحرف نفسها, على أن هدف هذه اللعبة التي تسترهن البلاد وتأسر العباد في أجواء ملئها الفقر والحرمان من أبسط معاني الحياة, بقاء الأنظمة. الثاني لإيجاد ما يروي ظمأهم, وفي الوقت نفسه هرباً من بطش الطبيعة الاستبدادية وقوانينها المشرعة لصالح أسيادها "المتجذرين" رعباً وهلعاً في نفوسهم, إنه هروب مفاجئ لم تشهده سورية قبلاً عبر تاريخها الطويل, المتعارف عليه أن العالم في السابق يحدد وجهته قاصداً سورية.
اليوم وفي ظل أجواء التحالفات المعكوسة, انقلبت المعادلات والموازين رأساً على عقب, وتحول السوريون من مقصود إليهم إلى قاصدين صوب عالم آخر, وأرض أخرى.
بعض السوريين فقد معنى الوطن, نتيجة ذوبانه في المغتربات, كونها أضحت تشكل الملاذ الآمن له من سنوات الشقاء الأولى, فكلمة وطن تذكره بالشقاء, لذا تجده دائماً يهرب من لفظة وطن, البعض الآخر خرج طوعاً بمحض إرادته, نتيجةً لسأمه من واقع التعقيدات اليومية غير المنتهية, ولا يفكر بالعودة إلى دياره, كونه أصبح محكوماً بحواجز وحدود لا ينبغي تخطيها, حدود فرضها عليه الوطن الجديد, كثمن لخروجه من الوطن القديم, فإن عاد إليه لاقى مصيراً مجهولاً, وأن بقي في وطنه الجديد بقيت حدود الوطن القديم ترتسم في مخيلته .
الصمت الطويل صار جزءاً من ثقافة السوريين, لقد وجدوا أنفسهم أمام مشكلة عالقة لا حدود لها, يصعب حلها, مع ذلك يستحيل القطع بأن لا حلول لها, فثمة من يعتقد أن الحل يكمن بتحطيم الحدود المادية التي صنعتها اتفاقات الدول ومعاهداتها, وثمة من يرى أن الحدود المعنوية (النفسية) هي التي ينبغي تحطيمها أولاً, من دون تحطيم النفس, وإلا فقدنا الشعور ودخلنا في اللا شعور, ولأن الحدود المعنوية لا ضابط ولا رقيب عليها إلا ضمير الإنسان, وبالتالي يسهل تحطيمها, نتساءل هنا: ماذا كانت النتيجة عندما حاول تيار التغيير الوطني المسالم ويتقدمهم أنور البني وميشيل كيلو تفكيكها فقط وليس تحطيمها, الحجر عليهم وإبعادهم عن الوطن الذي حلموا به, بسبب وهنهم لنفسية الأمة !, أين هي هذه الأمة ? ما صفاتها وحدودها ? من أفرادها وحكامها ? فإن وجدت هذه (الأمة), وقتها نستطيع القول إن هاجس القلق والخوف من المجهول, الذي طالما لاحق السوريين طويلاً في منفاهم, بدأ يتحطم تدريجياً, وغير ذلك يعني استمرار الصمت بحدوده المقفلة .



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب الله - عون : مشروعان متناقضان
- صلابة موسى لا تنفع مع دمشق
- برنامج عون يخرج من صمته
- المسارات الخاطئة في الإستراتيجية السورية
- الارتهان الإقليمي سيد الموقف في لبنان
- مربعات حزب الله الأمنية
- سقوط وولفويتز :انتكاس في خيارات بوش
- حزب الله وملء الفراغ السوري
- خيارات لحود – حزب الله الانقلابية
- خلافات إيران الخفية مع سورية
- مواجهات لبنان : لمواجهة مخططات الفتنة
- الأصولية تطرق أبواب سورية
- سورية وأوهام السلام المتبادلة مع إسرائيل
- حزب الله يفلس محلياً ويقترب إقليمياً
- تحالفات الجنرال عون الرئاسية
- السلطة الحزبية ومبررات وجودها الدائم
- مخارج سورية) لحل الأزمة في لبنان)
- الشرق الأوسط وعجائب الزمن الإيراني
- أقنعة حزب الله المزيفة
- سورية وحدود دورها المعتدل في لبنان


المزيد.....




- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بشبهة -رشوة-
- قناة -12-: الجنائية ما كانت لتصدر أوامر اعتقال ضد مسؤولين إس ...
- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق دولي في المقابر الجماعية بمستشفيا ...
- مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: أعداد الشهداء بين الأبرياء ...
- لازاريني: 160 من مقار الأونروا في غزة دمرت بشكل كامل


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ثائر الناشف - لا ... حدود للصمت في سورية