أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - رفعت السعيد - فلماذا أسميناهم متأسلمين؟















المزيد.....

فلماذا أسميناهم متأسلمين؟


رفعت السعيد

الحوار المتمدن-العدد: 1977 - 2007 / 7 / 15 - 10:52
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


أخطأنا كثيرا‏,‏ بل وكثيرا جدا‏,‏ ولم نزل نخطئ أكثر وأكثر في تعاملنا مع الإرهاب‏,‏ نخطئ من الألف الي الياء‏,‏ ابتداء من التسمية وانتهاء بأسلوب التعامل‏,‏ والغريب في الأمر أننا لا نختار في تسميتهم إلا ما يفيدهم ويمنحهم من الصفات ما لا يستحقون‏.‏

والمثير للدهشة أن الإعلام المصري كان في الماضي القريب أكثر كفاءة في التعامل مع هؤلاء الإرهابيين‏,‏ فجماعة شكري مصطفي التي سمت نفسها الجماعة المسلمة سميت في زمانها جماعة التكفير والهجرة نسبة الي اصرارها علي تكفير المجتمع وكل من عداها جميعا‏,‏ حكاما ومحكومين‏,‏ والي دعوتها لأعضائها للهجرة الي مكان مهجور حتي لا تفتنهم مدنية الكفار ومبتدعاتها ثم يعودون وقد أصبحوا أكثر قوة لهزيمة الكفار‏,‏ أما جماعة صالح سرية المسماة شباب محمد فقد سماها الإعلام جماعة الفنية العسكرية‏,‏ نسبة الي محاولتها تنفيذ انقلاب عسكري بواسطة بعض من طلاب الكلية الفنية العسكرية‏,‏ أما الآن فإننا نلاحظ استخدام مسميات ليست خاطئة فقط وانما هي ايضا تمنح الارهابيين ما لا يستحقون من تقدير وجاذبية‏,‏ ونتتبع بعضا من هذه المسميات محاولين مقارنتها بالمعني الحقيقي لكل منها‏:‏

المتطرفون‏:‏ وفي القاموس الطرف هو الناحية‏,‏ وطرف الشخص هم آباؤه الأولون‏(‏ القاموس المحيط‏),‏ ويقال إن فلانا كريم الطرفين أي كريم النسب من أبيه وأمه‏(‏ مختار الصحاح‏)‏ وطرف الشئ أي نهايته‏(‏ المعجم الوسيط‏).‏

وهكذا فنحن اذ نسمي هؤلاء الإرهابيين بالمتطرفين فإننا ننسبهم الي الآباء الأولين للدعوة الإسلامية‏,‏ وما هم بمستحقين لذلك ولو بأقل قدر‏.‏

الأصوليون‏:‏ وأصل الشيء أساسه الذي يستند إليه ويقوم علي دعائمه‏,‏ والأصول هي القواعد التي تبني عليها الأحكام‏,‏ وأصول الفقه هي الأسس التي يقوم عليها‏(‏ المعجم الوسيط‏)‏ وهكذا فنحن نمنحهم صفة تعلو بهم علي من عداهم‏,‏ فهم وفق هذه التسمية يعتبرون دعاة للأحكام الأصولية في الإسلام‏..‏ وما هم كذلك‏,‏ بل انهم إن كانوا كذلك لمددنا أيدينا إليهم ولربما كنا منهم‏.‏

السلفيون نسبة الي السلف‏,‏ وقد اعتاد الناس علي تسميته بالسلف الصالح‏..‏ وهي طبعا تسمية خاطئة‏.‏

تيار الإسلام السياسي وخطورة هذه التسمية أنها تنسب ما يقوله الإرهابيون الي الإسلام وما هو كذلك‏,‏ فإن كان كذلك فلم لا نقول ما يقولون‏,‏ ونفعل ما يفعلون؟ أما الخطر الثاني والخطأ الأكثر فداحة فيأتي من تبرير وتمرير مسألة الخلط بين الدين المطلق الصحة‏,‏ وبين السياسة التي هي آراء شتي لتعبر عن مواقف ومصالح ورؤي مختلفة‏.‏

الإسلاميون‏:‏ وهي تعني أنهم يدعون أو يزعمون أنهم مسلمون وما هم كذلك‏,‏ ونحن لا نقبل بأن نتهمهم بالخروج عن ملة الإسلام‏,‏ بل هم مسلمون فنحن لا نملك الحق في تكفيرهم وإلا وقعنا فيما يقعون فيه هم من خطأ‏,‏ لكنهم بما يقولون وما يعملون يصبحون بعيدين عن فهم الإسلام الصحيح وهذا شيء يختلف عن الخروج من الملة‏,‏ وحتي لو كان ما يرتكبونه من أفعال وما يقولون به من دعاوي هو خروج عن صحيح الإسلام‏,‏ وفيه اساءة للإسلام وصورته‏,‏ وهو كذلك بالفعل‏,‏ فإن ذلك لا يجيز لنا تكفيرهم‏.‏

وهناك علي الضفة الأخري‏,‏ خطأ يقع فيه بعض كبار رجال الدين وكثير من الكتاب فهم يستخدمون تعبيرات مثل‏:‏ الإسلام المعتدل أو الإسلام الوسطي‏,‏ وهو قول غير دقيق‏,‏ بل غير صحيح‏,‏ فإن قلنا هذا إسلام معتدل لجاز لنا أن نقول ان ثمة إسلاما آخر غير معتدل‏,‏ وينشأ مثل هذا القول من خطأ أكثر فداحة هو الخلط بين الدين المقدس وبين الرأي في الدين‏,‏ أي بين الدين والفكر الديني‏.‏

والحقيقة أن أكثر ما نعاني منه في أيامنا هذه‏,‏ هو محاولة البعض الخلط المتعمد بين رأيهم أو موقفهم وبين الدين ذاته‏,‏ وهو خطأ فادح وفاضح‏,‏ فليس من حق أحد أن يدعي أن ما يقوله هو الاسلام ذاته‏,‏ ولا تفسيره علي أنه التفسير الوحيد الصحيح‏,‏ ومن ثم فإن تعددية وجهات النظر والاختلاف في الرأي وهو أمر طبيعي ومنطقي بل وضروري لا يعني أن الاسلام قد يكون هذا وقد يكون ذاك‏,‏ وانما يعطي المسلمين فسحة من إعمال العقل والفكر‏,‏ ولهذا تعدد الفقهاء وتعددت آراؤهم واختلفت بل وتصادمت واتسع صدر الاسلام لذلك كله‏,‏ بل وأعطي للمسلم الحق في الاختيار من بين مختلف الاجتهادات‏,‏ بل وله هو أيضا أن يجتهد‏,‏ ولهذا أيضا اعتاد الفقهاء فيما مضي علي اختتام رأيهم أو فتواهم بعبارة جميلة وهي‏:‏ والله أعلم‏,‏ ولست أدري لماذا ينسونها الآن‏.‏

وما من فقيه حقيقي اتهم من اختلف مع مذهبه أو رأيه بالمروق من الاسلام‏,‏ لأنه يعرف أن ما يقال به هو مجرد رأي إنساني يحتمل الخطأ كما يحتمل الصواب‏,‏

هكذا تتحول عملية تديين السياسة الي نكبة‏,‏ فالخطأ والصواب في هذا الرأي أو ذاك يختفيان ويحل محلهما الحلال والحرام‏,‏ وينطق السياسي المرتدي زيا دينيا بقوله موحيا للناس بأن ذلك هو الدين ذاته‏,‏ وليس أمام المخالفين إلا التسليم أو الصمت خشية اتهامهم بالوقوف ضد الدين‏,‏ أو اللجوء الي الفقه والفهم المضاد وهكذا تتحول ساحة السياسة‏,‏ أو بالدقة غابة السياسة الي معترك فقهي يخوض فيه من يعرف ومن لا يعرف‏,‏ وكلما قلت المعرفة اختفي التسامح إزاء الرأي الآخر‏,‏ وتتبدي الكارثة في أجلي صورها عندما استخدم البعض في غمار السياسة شعار الإسلام هو الحل وأنا اعترف أن للقول رنينه الجذاب ولكن النظر العقلي اليه يوضح خطأ استخدامه‏,‏ فإذا كنا نعاني في مجتمعنا من مشكلات عديدة اقتصادية واجتماعية وسياسية‏,‏ وانخفاض في مستوي المعيشة و‏..‏ و‏....‏الخ‏,‏ ثم يرفع في مواجهة ذلك الإسلام هو الحل

والآن‏..‏ هل يمكن أن نوضح لماذا نفضل استخدام لفظ المتأسلمين؟

والمتأسلمون اشتقاق لغوي نعتقد أنه صحيح‏,‏ فالتاء إن جاءت في آخر الكلمة صارت ضميرا كأن تقول فعلت‏,‏ أو أكلت‏,‏ وإن جاءت في أولها صارت علامة فإذ تقول تجاهل أو تظاهر أو تفلسف فإن ذلك يعني تجاوز الشيء دون الخروج عن صفته الأصلية‏,‏ وذات يوم سئل عمر أبن الخطاب‏:‏ في القرآن الكريم نقرأ وفاكهة وأبا‏,‏ فما هو الأب فقال‏:‏ لا أدري ثم أضاف‏:‏ نهينا عن التفقيه‏,‏ وهكذا يتضح الفارق وبعد إضافة التاء بين الفقه والتفقيه‏.‏

ولقد حاول المتأسلمون ـ ولايزالون ـ اختطاف الإسلام‏,‏ مدعين أن ما يقولنه ويفعلونه هو ذات الإسلام‏,‏ وأنهم الممثل الشرعي الوحيد له‏,‏ وهم في حقيقة الأمر يسيئون إليه ويسيئون الي صورته ويسيئون إلينا والي صورتنا والي نظرة الآخر إلينا والي ديننا‏,‏ والآن هل اتضحت أسباب ومبررات استخدام هذه التسمية؟ وهل اتضح خطأ وخطر استسهال إطلاق مسميات تصب في صالح المتأسلمين وتقوم بتحسين صورتهم؟ وقبل هذا وذاك هل اتضحت خطورة تسييس الدين والتستر خلفه لتحقيق مآرب سياسية أو انتخابية؟



#رفعت_السعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن تجديد الفكر الديني
- ومهما كان الثمن.. وكانت التضحيات سنمضي إلى الأمام
- حول تعديل الدستور - جحا الاخر
- حول تعديلات الدستور : جحا .. والجمل .. والحمار ... هل أصبح ا ...
- حول تعديل الدستور:حكاية جحا .. ولجنة الدكتورة أمال
- كائن لامحل له من الإعراب.. يتخطي القواعد ويستولي علي مقاليد ...


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - رفعت السعيد - فلماذا أسميناهم متأسلمين؟