أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رضا محافظي - الحياة بايجابية














المزيد.....

الحياة بايجابية


رضا محافظي

الحوار المتمدن-العدد: 1977 - 2007 / 7 / 15 - 10:42
المحور: المجتمع المدني
    


حين يكون المرء صادقا مع نفسه، مؤمنا بأهمية أن يكون له دور يلعبه في هذه الحياة، ليس أصعب عليه من أن يحس في يوم من الأيام بأنه يعيش بغير فائدة يقدمها لمن حوله من بشر أو من غير البشر أو أنه يعيش عالة على غيره. كما انه ليس هناك ما يسعده أكثر من أن يحس أنه يفيد غيره أو يقدم شيئا يخلد ذكره من علم أو إبداع أو عمل.

أتذكر هنا الحكاية التي تدور حول شخص حل بقرية و زار مقبرتها و إذا به يجد مدونا على القبور عبارات استغربها. فقد قرأ عل قبر أن فلانا مات و عمره عام و أن من مآثره أنه ألف كذا كتاب و سافر إلى كذا بلد و قام بكذا و كذا. و قرأ أشياء عديدة مماثلة في مختلف القبور، الشيء المشترك فيها، أن العمر المذكور لكل شخص ميت قصير جدا بالمقارنة مع المآثر المدونة إلى جانبه.

استغرب الرجل الأمر و استفسر لدى أهل القرية عن هذا الذي لم يستطع عقله أن يدركه فشرحوا له سر ذلك. قالوا له أنهم يدونون فقط المدة التي كان فيها الميت ايجابيا في الدنيا عن طريق فعل يستحق الاحترام كتأليف كتاب أو القيام بسفر هام أو ما شابه ذلك، و لا يضعون العمر الزمني الذي يبدأ مع الولادة و ينتهي مع الوفاة. نظر الرجل إلى هذا المنطق الغريب عليه و راح يتفقـد ماضيـه و حـاضره و يبحث عن شيء ايجابي قام به يستحق التخليد فلم يجد شيئا ذا بال فقال لأهل القرية: حين أموت أكتبوا على قبري : مات و لم يولد بعد.

ما جعلني أتذكر تلك القصة هو ما قاله "عميد البشرية"، الياباني توموجي تانابي البالغ من العمر 111 سنة حين بلغه الخبر من كتاب غينيس خلال شهر يونيو الماضي. فقد قدم الرجل اعتذاره للناس من حوله فور تبليغه بالخبر لأنه "عاش كل هذه المدة". لا بد أن الرجل، في نظري، أحس أنه بقي مدة أكبر من المدة التي كان يجب أن يبقى فيها و يكون مفيدا بالعلم أو العمل و أنه، و قد وصل إلى تلك السن المتقدمة، صار عالة على البشرية، و هو ما جعله يحس بواجب الاعتذار للناس من حوله يوم تكريمه عميدا للبشرية.

إذا ما نظرنا إلى حالنا، نحن ورثة حضارة عريقة دامت قرونا من الزمن و زينت البشرية بصفحات من ذهب إن في مجال العلم أو الأدب أو العمران، و قد صرنا في آخر الركب لا نقوى حتى على فهم ما يدور حولنا (ناهيك عن مسايرته أو التفاعل معه) ، فربما نكون أولى بأن نعتذر للبشرية التي حولنا و لتاريخنا الطويل و نخجل من وجودنا على أرض تحملتنا طويلا دون إن نقدم لها شيئا جديرا بالاحترام.

حيـاتـنا عـالـة علـى الغـرب فـي مأكـلـنا و ملبسـنا، في كلامنا و تفكيرنا، في الاقتصـــاد و السياسة و الفكر و الاجتماع و الرياضة و غير ذلك، شيء يخجل له كل ذي ضمير حي تتراءى له تلك الصفحات النيرة من تاريخ أمته و هو مدعــاة لأن نـراجـع فيـه أحـوالـنـا بصـدق و مسؤوليــــة و نعتذر للبشرية من حولنا عل وضعنا و نهب صادقين من أجل تصحيحه.



#رضا_محافظي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أولى خطوات الانطلاق: العلم
- ماذا عن المخطوفين العراقيين ؟
- حول المسألة النووية
- الجرائم الفرنسية بالجزائر...ليست للمزاد
- الهروب من اسرائيل ، مصدر فناء الكيان
- لو كان لهم حظ من حزن كلاشنيكوف !
- درس من اليابان
- ؟ GOOGLE EARTH ماذا وراء
- منا تعلموا هدر حقوق الانسان
- هجرة أدمغتنا الى فرنسا
- مصداقية المؤرخ و مهنية الصحفي
- من لافريقيا ؟
- الجزائر تعانق فلسطين
- هوان على هوان
- قوقل يقود حرب الخصوصية…فهل يربحها ؟؟؟
- تجار الموت
- تجار الموت
- التغيير من الخارج
- عندما يرعبنا … طير
- الوتر الثامن


المزيد.....




- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-
- السعودية ترحب بالتقرير الأممي حول الاتهامات الإسرائيلية بحق ...
- -العفو الدولية-: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريك ...
- صحيفتان بريطانيتان: قانون ترحيل اللاجئين لرواندا سيئ وفظيع
- قبالة جربة.. تونس تنتشل 14 جثة لمهاجرين غير شرعيين
- بعد إدانتهم بـ-جرائم إرهابية-.. إعدام 11 شخصا في العراق
- السعودية وقطر تُعلقان على تقرير اللجنة المستقلة بالأمم المتح ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رضا محافظي - الحياة بايجابية