أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ثائر الناشف - صلابة موسى لا تنفع مع دمشق














المزيد.....

صلابة موسى لا تنفع مع دمشق


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 1976 - 2007 / 7 / 14 - 12:17
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


فهم السيد عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية, هذه المرة أن محاورته لأقطاب الأزمة اللبنانية, غير كفيلة بإيجاد مناخ معتدل يساعد على انقشاع الغيوم المتلبدة في سماء الأزمة, فلم يكن مستغرباً توجهه إلى دمشق, عاصمة القرار شبه النهائي لفريق من لبنانيي الأمس, بعدما اصطدمت مبادرته الثانية بجدار رفض المعارضة اللبنانية المبني على الدهاء والمماطلة .
ما صدر عن زيارة موسى لدمشق مجرد كلام سوري متكرر على شفاه مسؤوليها ومنسوخ أوتوماتيكياً على ورق صحفها في إعلامها العتيد, بأن الحل الوحيد هو تشكيل حكومة وحدة وطنية تمهد الأجواء لعقد انتخابات رئاسية حسب الأصول الدستورية, باختصار, رؤية دمشق تبينَ أنها تتطابق ومن دون أدنى شك مع رؤية المعارضة اللبنانية, وتحديداً مع رؤية حزب الله وأمل إلى درجة كبيرة جداً, حقيقتها أنها لا تتساوق مع مطلب الأكثرية النيابية, كونها تقدم موضوعا ثانويا هو الحكومة, على آخر جوهري وهو الرئاسة, الاستحقاق الكبير الذي ينتظره كل اللبنانيين في الداخل أو بالخارج .
من البداهة أن يكون موضوع الرئاسة الأساس بالنسبة للأكثرية, لأن تشكيل حكومة معدلة أو موسعة بمواصفات المعارضة بحيث تنال فيها ما رددته باستمرار, أي الثلث المعطل, وقبل موعد الانتخابات الرئاسية القادمة, يعني أن مفاتيح مؤسسات الدولة الثلاث, الرئاسة والبرلمان والحكومة, صارت بيدها وطبعاً بيد من يرشدها من خارج حدود لبنان .
حسم هذه المسألة كان واضحاً عبر كلمة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة, أمس الأول بمناسبة مرور الذكرى الأولى لحرب يوليو الماضي, بأن الحوار هو الطريق الموصل للحل وأن انتخابات الرئاسة أولاً, قبل الخوض في التفاصيل الأخرى, بذلك حدد السنيورة بكلمته هذه جدول أعمال المؤتمر الفرنسي أمام المشاركين فيه .
بالتالي ما يقوم به موسى لا يتوافق مع ما تتطلع إليه دمشق من زاويتها الخاصة, لأن ثمة تبايناً بين موقفيهما من الأزمة في لبنان, فموسى قال بصراحة لمن التقاهم من السوريين أنه رجل عنيد, وحل أي أزمة عربية برأيه, لن يتم إلا بجهود عربية, هو لا يمانع وجود وساطات من دول أجنبية كفرنسا وإيران التي من المحتمل أن يزور رئيسها احمدي نجاد دمشق في التاسع عشر من الشهر الجاري لمناقشة الموضوع اللبناني, لكنه لا يرضى أن تقف الجامعة العربية التي لا تمثل طرفاً لبنانياً معيناً أو جهة ما موقف المتفرج لما يحصل .
في حين قالت دمشق في بيان رسمي, أنها حريصة على أمن واستقرار لبنان مع دعمها الكامل للتحرك العربي المبني على أساس تحقيق التوافق اللبناني, هذا ما قالته لموسى, وما لم تقله جعلته يستخلصه من تلقاء نفسه, هدفها تحريك المياه الراكدة بينها وبين فرنسا عن طريق تأييدها للحوار اللبناني على أراضيها .
إن ديناميكية موسى ستقف عند منتصف الطريق لا محالة, ولن تبلغ النهاية, لأن دمشق لا تجد ما ينفعها من حيوية موسى الفائقة, حتى لو تكللت جهوده بالنجاح ووصل إلى وفاق يرضي الجميع, فالنفع الذي تستجديه دمشق وتسعى وراءه, استعادة الحوار المنقطع مع باريس منذ ثلاثة أعوام, وتالياً عودة العلاقات المشتركة بين العاصمتين, بعدما صبرت بمرارة على أفعال وسلوكيات شيراك المزعجة لها, غير أنها فوجئت باللهجة الحادة التي أطلقها ساركوزي صوبها, مفادها, لا حوار مع دمشق ما لم تحل المشكلة في لبنان .
فهمت دمشق رسالة ساركوزي وسارعت بدفع فريقها اللبناني إلى قبول الدعوة الفرنسية, كي لا تفوت على نفسها فرصة الحوار الأخيرة مع فرنسا, تبقى مجموعة أمور تثير الحيرة عن الشيء أو الأشياء التي سيتفق أو سيختلف حولها المؤتمرون, وعلى أي حال تظل صلابة موسى جيدة من حيث الحاجة المطلوب توفرها في المؤسسة التي يديرها, ولا تنفع أو بالأحرى تهدر حيويتها وحماسها, طالما أصر البعض على تجاوزها باعتبارها لا تقدم شيئاً له يستحق التعاطي معها.
الاستنتاج الصائب الذي توصل إليه موسى قبل مغادرته دمشق, وجود أطراف - للأسف لم يحددها كعادته - تريد ألا تتدخل الجامعة العربية لحل الأزمة اللبنانية عبر الاصطياد في الماء العكر, تلميح لا يحتاج إلى توضيح أكثر, نظراً لما يحتويه من معان تصيب كبد الحقيقة, إن دل على شيء فإنما يدل على أن الرجل عنيد فعلاً وليس ساعي بريد لمن لا يريد أن يفهم .



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- برنامج عون يخرج من صمته
- المسارات الخاطئة في الإستراتيجية السورية
- الارتهان الإقليمي سيد الموقف في لبنان
- مربعات حزب الله الأمنية
- سقوط وولفويتز :انتكاس في خيارات بوش
- حزب الله وملء الفراغ السوري
- خيارات لحود – حزب الله الانقلابية
- خلافات إيران الخفية مع سورية
- مواجهات لبنان : لمواجهة مخططات الفتنة
- الأصولية تطرق أبواب سورية
- سورية وأوهام السلام المتبادلة مع إسرائيل
- حزب الله يفلس محلياً ويقترب إقليمياً
- تحالفات الجنرال عون الرئاسية
- السلطة الحزبية ومبررات وجودها الدائم
- مخارج سورية) لحل الأزمة في لبنان)
- الشرق الأوسط وعجائب الزمن الإيراني
- أقنعة حزب الله المزيفة
- سورية وحدود دورها المعتدل في لبنان
- معنى الاستقلال في سورية
- الديموقراطية العربية : آفاق مسدودة ومآزق متكررة


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ثائر الناشف - صلابة موسى لا تنفع مع دمشق