أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل شكرى - البابا بنيدكت يسير على خُطى الكاردينال - ليفبفريه- Lefebvre المحروم














المزيد.....

البابا بنيدكت يسير على خُطى الكاردينال - ليفبفريه- Lefebvre المحروم


نبيل شكرى

الحوار المتمدن-العدد: 1978 - 2007 / 7 / 16 - 10:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الإعلان الفاتيكانى خطوة للوراء ضد إتحاد الكنيسة
البابا بنيدكت يسير على خُطى الكاردينال " ليفبفريه" Lefebvre المحروم

الضربات الأكثر إيلاماً هى تلك التى تجأنا من الداخل. هذه الجملة التى قالها صديق مُهتم بالشأن القبطى هى التى عبرت فى ذهنى أثناء سماعى خبر وثيقة نشرتها الكنيسة الكاثوليكية عُرفت بما يُسمى "كنيسة المسيح". و نعتت الوثيقة بقية الكنائس بأنهم "لا كنائس" –حسب الترجمة الحرفية- لأبتعادهم عن الإيمان و لعدم إمتلاكهم الحقيقة حسب ما أوردته الوثيقة. بالطبع أثار التصريح سخط كنائس أخرى عريقة كالكنيسة القبطية و الكنيسة البروتوستانتية. بل أن تخاذل الفاتيكان فى الإعتذار و التوضيح فور صدور تلك الوثيقة أكد للجميع أن الفاتيكان و البابا بنيدكت يعنيان تماماً ما ورد بالوثيقة.

فى الحقيقة هذا ليس حال كل الكاثوليك فى العالم. ففور صدور الوثيقة التى عبرت عن شريحة من المتشددين الكاثوليك سارع المهتمين بالحوار بين الكنائس –من الكاثوليك الإصلاحيين- بغرض إتحادها بتوجيه إنتقادات لاذعة للكنيسة الكاثوليكية و للكرسى البابوى تتهمهم فيها بتبنى أفكار رجعية و متشددة كانوا يظنوا أنها لن تخرج للنور مجدداً. يُذكر أن الفاتيكان فى فترة جلوس البابا يوحنا بولس كان قد قطع شوطاً كبيراً فى الحوار بين جميع الطوائف و أعتمد فى حواره على لغة الشركة بين الكنائس. نجد حالياً أن الكنيسة الكاثوليكية فى عهد البابا بنيدكت تأخذ منعطفاً أخر قد لا يُسهم بجدية فى التقارب بين الكنائس و المذاهب المسيحية.

من الإنتقادات التى وجهها الكاثوليك الإصلاحيين للبابا بنيدكت أنه يُعيد للأذهان تعاليم الكاردينال " ليفبفريه" الذى رفض كل بنود المجمع الفاتيكانى الذى أقيم بين 1962-1965 بهدف إلغاء بعض التقاليد و الطقوس التى أعتبرها البعض فى هذا الحين مبالغة. و تعمد " ليفبفريه" التمسك باللغة اللاتينية كلغة رسمية للقداس و رفض رفضاً قاطعاً أن يتم ترجمة القداس إلى لغات عدة تتناسب مع التغيرات الثقافية و الحضارية للشعوب و بالذات الأوروبية منها.

و من القرارات الخطيرة التى أتخذها البابا بنيدكت هو إعادة الصلاة بما يُسمى Messale Romano وهو القداس الذى تم العمل به بعد مجمع ترينتو Trento سنة 1570. أهمية هذا القداس الذى تم إلغاء طقسه من الكنيسة الكاثوليكية فيما عُرف بالأصلاح الطقسى أنه يحتوى على جمل قوية من عينة " Perfidi Giudei " و التى تعنى بالترجمة الحرفية "اليهود عظيمى الشر". و قد توقفت الكنيسة الكاثوليكية عن الصلاة بهذا القداس بعد المجمع الفاتيكانى غير أن الكاردينال " ليفبفريه" رفض جملةً و تفصيلاً قرارات المجمع مما أدى إلى حرمانه سنة 1988. جدير بالذكر أيضاً أن نفس الكاردينال نادى بفوقية الكنيسة الكاثوليكية و رفض أى أتصال أو حوار مع بقية الكنائس بالذات البروتوستانتية منها.

ما يدعونا للقلق من هذه التغيرات الجذرية فى سياسة الفاتيكان أتجاه بقية الكنائس فى المسكونة هى هذه الفوقية التى لا تدل أبداً على تعاليم المسيح ولا تتماشى مع وصية الكتاب. بل أنها تميل لتصادم قد يضع الحوار بين الكنائس فى مهب الريح و تحت رحمة قرارات غير مدروسة تم رفضها فى الماضى. فالوثيقة مخالفة لقرارات المجمع الفاتيكانى و إقصائية و قاسية على الكنائس الصغيرة ذات التاريخ العريق كالكنيسة القبطية على سبيل المثال.

المفاجئة فى الموضوع أن الوثيقة إستبعدت الكنيسة البطريكية الروسية أو اليونانية كممثلين عن الأرثوذكس فى العالم و أعتبرت الكنيستين الأكثر قرباً للـ"حقيقة" بعد الكنيسة الكاثوليكية. مما جعلنى أتعجب عن حقيقة ما يحدث بين الكنيسة القبطية و الفاتيكان و إن كان هناك صدام لا نعرف عنه شئ. فتذكرت على سبيل المثال أن الكنيسة الأرثوذكسية لم تُرسل وفد عالى المستوى للفاتيكان أثناء العزاء الذى أقيم للبابا يوحنا بولس الثانى بعد تنيحه و أقتصر التواجد الأرثوذكسى على وفود رفيعة المستوى من روسيا و اليونان و أثيوبيا.

أخيراً ، نرى فى الوثيقة الفاتيكانية خطوة للوراء قد تتسبب فى تراجع فى الحوار الكنسي القائم على التواضع و عدم التعالى. و نرى أن الكنيسة القبطية لا تجتهد فى التواصل مع الكنيسة الكاثوليكية بالقدر الذى يُرضى الشعب القبطى الذى يحتاج أكثر من أى وقت مضى للتواصل مع بقية الشعوب المسيحية. كذلك فأن موقف الفاتيكان من البروتوستانتية يتميز بالجمود و الصراع الغير معلن على كافة الأصعدة وهو أخر ما تحتاج أليه الشعوب المسيحية فى الوقت الحالى كذلك.

لنصلى من أجل وحدة الكنيسة.



#نبيل_شكرى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأقباط و الأحزاب العلمانية (2)
- فى ذكرى رحيل فرج فودة
- دولة ديمقراطية على الإنترنت و فرج فودة
- قراءة فلسفية و تاريخية في أحكام أهل الذمة للشيخ يوسف القرضاو ...
- الأقباط و الأحزاب العلمانية المصرية (1) جزء مترجم من بحث تخر ...


المزيد.....




- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل شكرى - البابا بنيدكت يسير على خُطى الكاردينال - ليفبفريه- Lefebvre المحروم