أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد ابوطالب - مصر بين الوحدة الوطنية والفتن الطائفية















المزيد.....

مصر بين الوحدة الوطنية والفتن الطائفية


سعيد ابوطالب

الحوار المتمدن-العدد: 1978 - 2007 / 7 / 16 - 07:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يظل اصرار البعض على وصم دين معين دون الآخر بالتعصب ،اصرارا متجددا،يبرز كلما اشتعلت نيران الفتنة.
وهذا الاصرار المتجدد،يدل على مغالطة واضحة،ومتجددة ايضا.
بل ان هذا الملف الشائك محاط بكثير من المغالطات والرؤى المبتسرة وردود الافعال.
الاسلام الرسمى والكنيسة الرسمية:
لاغبار عليه لايمكن لاحد ان يدعى ان الموقف الرسمى للمؤسستين تجاه الاخرى
فالمؤسسة الاسلامية الرسمية اما ان تعترف بالنصارى كاهل كتاب،وان كانت لاتتوقف عن اعتبارهم فى حاجة الى الهداية والدخول الى دين الله "الاسلام"، او تعتبرهم كفارا ، حيث المقصود باهل الكتاب لديها النصارى القدامى الذين امنوا بنبى ياتى بعد عيسى اسمه احمد،وقد يامنوا ايضا بعدم صلب المسيح،فى الحالتين ترى المؤسسة الرسمية "ان الدين عند الله الاسلام ومن يبتغ غير الاسلام دينا لن يقبل منه"
الكنيسة اشد تطرفا من الناحية المبدئية فهى لاتعترف باى دين بعد المسيحية،لذا فهى لاتعترف طبعا بالاسلام،فهو لديها كالبهائية .
نعم الكنيسة قد تعتبر اليهودية دينا سماويا،اما الاسلام فهو ليس من الاديان السماوية،ولو اعترفت به كدين سماوى لدخل كل المسيحيين الاسلام،ولكى يظلوا محتفظين بمسيحيتهم عليهم رفض الاسلام.
هذان الموقفان-دون تزويق-هما الموقفان الدينيان الرسميان.
الاسلام والمسيحية الشعبيان
تراوح الموقف الاسلامى الشعبى فى مصر بين الموقف الرسمى بجميع تلويناته،وبين موقف آخر ،او مواقف اخرى ترى انه لكم دينكم ولى دين او ترى ان اشدهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا انا نصارى،بل قد يمتد الامتزاج الى تقديس-ليس العذراء فقط-بل مارى جرجس وبعض القديسين المسيحيين.
ولا يتبدى هذا الموقف فقط فى زيارة الموالد المسيحية،بل ان امى ذهبت للكنيسة مرات عدة لطرد العفاريت التى تلبسها،واشترت- طبقا لتعليمات القسيس- صليبا ذهبيا ليحميها من الشياطين.
والمسيحية على المستوى الشعبى تقدم على زواج المرأة المسيحية من المسلم رغم تضاؤل فرصة احتفاظها بديانتها فى ظل هذا الزواج الا فى حالات قليلة،ورغم ما يترتب على ذلك من مقاطعة اهلها واعتبارها كافرة من قبل الكنيسة،والرجل المسيحى قد يلجا الى الاسلام ليتزوج مسلمة .
المسيحية الشعبية ايضا تتراوح بين هذا وبين موقف الكنيسة الرسمى.
وقد تذهب المواقف الشعبية الى ماهو اشد تطرفا من المواقف الرسمية،فان احتفظت المؤسسات الرسمية بشعرة معاوية،فقد لايحتفظ بها محمد عمارة والشعراوى والقس زكريا وموقع المسيحيين المصريين.
هذا الخليط فى ثقافة المصريين ،مسألة طبيعية،وان كنا طبعا نطمح فى غلبة طريقة تفكير معينة او انتشارها وسيادتها،الا اننا يجب الا نصدم او نعتبر ان حرق منازل المسيحيين فى العياط ناتج عن غسيل مخ.
فالثقافة والتاريخ فى مصر يحملان فيما يحملان عيسى الغواص فى الحروب الصليبية ومحمد على الذى استخدم وزراء نصارى والغى التميز على اساس الدين وثورة 19 وعاش الهلال مع الصليب وفؤاد عزيز غالى قائد احد الفرق الهامة فى حرب 73 وميلاد حنا ومنير فخرى عبد النور ويوسف شاهين وسناء جميل الذين لاتستطيع ان تلمس الا مصريتهم اولا ثم قد تلمس انتماءهم الدينى بعد ذلك. اللّهمّ، برحمتك توفقنا
للصدق والصواب!
الحمد لله الذي لم يكن شيءٌ قبلَه,
وكان قبلَ كلِّ شيءٍ,
الذي ليس شيءٌ بعدَه,
وهو وارثُ كلِّ شيءٍ,
وإليه مصيرُ كلِّ شيء,
الذي حفظ بعلمه علمَ كلِّ شيء,
ولم يسع لذلك إلا عقلُهُ,
الذي إلى علمه انتهى كلُّ شيء,
وأحصى كلَّ شيءٍ بعلمه.
نسألك، اللّهمّ,
برحمتك وقدرتك,
أن تجعلنا ممَن يعرفُ حقَّك,
ويتبعُ رضاك,
ويتجنبُ سُخطك,
ويسبحُ بأسمائك الحسنى,
ويتكلمُ بأمثالك العليا.
أنت الراحم, الرحمن, الرحيم.
على العرش استويت,
وعلى الخلائق عليت,
وكلّ شيء مليت.
تَخيِرُ, ولا يُخَارُ عليك,
تَقضي, ولا يُقضى عليك,
تستغني عنا, ونفتقر إليك.
قريب لمن دنا منك,
مجيب لمن دعاك وتضرع إليك.
فأنت, اللّهمّ, ربُّ كلِّ شيء,
وإلهُ كلِّ شيء,
وخالقُ كلِّ شيء.
أفتح أفواهنَا,
وانشر ألسنتَنا,
وليّن قلوبنَا,
واشرح صدورنَا,
لتسبيح اسمك الكريم,
العليّ العظيم,
المبارك المقدَّس.
فإنّه لا إلهَ قبلك,
ولا إلهَ بعدك.
إليك المصير,
وأنت على كلّ شيءٍ قدير.
واتحدى ان يكتشف احد مسيحية هذا النص المرفق:الذى يرد ردا واضحا جلى على ادعاءات وصم المسيحيين بالانتماء الغربى،انه نص شرقى عربى بل انه نص اسلامى،رغم ان من كتبه هو احد الكهنة المسيحيين.

كما يحملان ايضا-الثقافة والتاريخ-صورا واحداثا بشعة ،ليس آخرها،وان تمنينا،احداث العياط،رغم المبوسة الرسمية التى تعقب المصائب.
لايمكن ان نصدق –وقت الفتن- مايقوله المسيحيون "احبوا اعداءكم"،ولا مايقوله بعض المسلمين من اقوال محيى الدين بن عربى: لقد صار قلبى قابلا كل صورة
فمرعى لغزلان ودير لرهبان
وبيت لاوثان وكعبة طائف
والواح توراة ومصحف قران
ادين بدين الحب انى توجهت
ركائبه،فالحب دينى وايمانى
فترات الانحطاط:
فى ازمنة كهذه يبحث الفرد عن تمايزه عن الاخر،لكى يرفض الاخر ،ويرسمه لنفسه كعدو متخيل،الفرد فريسة للنظام الحاكم وهو غير قادر على المقاومة لقوة النظام،يتخيل الاخر فريسته التى يجب الفتك بها.
القوى يبحث عمن هو اضعف منه،وطبيعى ان تكون الاقلية فريسة للاغلبية،دون نفى ان الاغلبية هى الاخرى فريسة للنظام الحاكم.
وبديهى ان ساويرس لايمكن ان يكون اقرب لجامع القمامة المسيحى من جامع القمامة المسلم،وبديهى ايضا ان مجدى يعقوب افضل عندى من زغلول النجار،لكن زمن الانحطاط يحمل تزييف البديهيات.
لو انقلبت الآية وكان المسيحيون اغلبية لاضطهد المسلمون واحرقت مساجدهم.
لا اقلل من نضالنا ضد التمييز الدينى ونضال آخرين ضد التمييز ضد المراة
ولكنى اؤكد ان فترات التدهور بما تحمله من غياب لمشروع قومى قوى يخفى التناقضات الثانوية-لا يلغيها-هذا الغياب يؤجج التناقضات الثانوية ويشعل حمى البحث عن فريسة وحمى عدم قبول الاخر وحمى البحث عن تمايز وهوية متخيلة.
حتى نقيم دولة مدنية لاتبنى فيها دور العبادة باموال دافعى الضرائب وتلغى فيها خانة الديانة من البطاقة وتشدد فيها العقوبات على مرتكبى التمييز الدينى وخلافه،حتى يتحقق هذا نحن مطالبون بان يشعر القسيس او الشيخ "بانى قد اختلف معك فى الديانة ولكنى على استعداد لان ادفع حياتى ثمنا لحقك فى ممارسة عبادتك"
النضال مطلوب ضد من يقيم الفرد على اساس ديانته سواء كان المفتى او البابا شنودة،غبور او محمد ابو العينين.
النضال مطلوب ضد من يصفون جمال البنا بانه متطرف واخو حسن البنا لانه هاجم البابا شنودة،النضال مطلوب ضد المفتى والشيخ الطنطاوى لانهما لم يعتذرا لمسيحيى العياط ولم يدشنا حملة جمع تبرعات للتعويضات وبناء كنيسة هناك،النضال مطلوب ضد كل من يرى فى زواج مسيحية بمسلم اختطافا.
ان نشعر جميعا بان الدين لله والوطن للجميع حتى لو كان الديانة البوذية،هذا الشعور هو بداية ارهاصات الدولة المدنية.



#سعيد_ابوطالب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاقباط بين الاندماج والجيتو
- السيد النبى


المزيد.....




- لماذا تهدد الضربة الإسرائيلية داخل إيران بدفع الشرق الأوسط إ ...
- تحديث مباشر.. إسرائيل تنفذ ضربة ضد إيران
- السعودية.. مدير الهيئة السابق في مكة يذكّر بحديث -لا يصح مرف ...
- توقيت الضربة الإسرائيلية ضد إيران بعد ساعات على تصريحات وزير ...
- بلدات شمال شرق نيجيريا تشكل وحدات حماية من الأهالي ضد العصاب ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود- على أهداف في العمق الإيراني و ...
- قنوات تلفزيونية تتحدث عن طبيعة دور الولايات المتحدة بالهجوم ...
- مقطع فيديو يوثق حال القاعدة الجوية والمنشأة النووية في أصفها ...
- الدفاع الروسية: تدمير 3 صواريخ ATACMS وعدد من القذائف والمسي ...
- ممثل البيت الأبيض يناقش مع شميغال ضرورة الإصلاحات في أوكراني ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد ابوطالب - مصر بين الوحدة الوطنية والفتن الطائفية