أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نوري العلي - رموزنـــا الوطنيـــة















المزيد.....

رموزنـــا الوطنيـــة


نوري العلي

الحوار المتمدن-العدد: 603 - 2003 / 9 / 26 - 02:06
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


رموزنا الوطنية ... هي الأكثر غبنا من أمثالها في سائر بلاد العرب والعالم ... هناك أقاموا لرموزهم التماثيل و أطلقوا أسماؤهم على الشوارع والساحات ومنتديات العلم والثقافة ... ألفوا عنهم الكتب وحفظوا ما أتوا به من علم وفلسفة وفكر في بطونها وادخلوا مواداً  عنهم في مناهج مدارسهم إكراما لهم ... نحن  شعب يحب رموزه الوطنية ويقدرها, ذاكرته الجمعية حفظت الكثير والكثير عنهم ... ليس لنا سوى الذاكرة فلا كتب كتبت عنهم ولا مناهج المدرسة جاءت بكلمة عن ذكرهم ... هؤلاء كقوانين حمورابي في ذلك الزمن البعيد , لم نر في مدارسنا شيئا عن ماهية هذه القوانين وما هي نصوصها... لم يكن حمورابي معارضا كحال رموزنا الوطنية ... قرأنا عن الشرق والغرب آلافا من أوراق كتب مدارسنا ولم نجد بينها ذكراً لأي منهما , لا لرموزنا ولا لقوانين حمورابي...

التاريخ والرجال... الرجال والتاريخ... هذا الترابط الجدلي المتلازم أبدا... مَن صَنعَ مَن؟... ومن اثر وتأثر بمن... هذه الجدلية الأبدية التي أثارت الكثير من التساؤلات ودخلت دهاليز الفلسفة وكتب الحكماء... أفلاطون ومدينته الفاضلة... نيرون ومدينته المحروقة.. مارتن لوثر وإنجيله ...ومارتن لوثر كنج وحلمه... وقبل ذلك المسيح (ع) وصبره وصليبه وصلبه...التاريخ سجل البشرية والحضارة والتقدم وما بين هذا وذاك صفحات قاتمة السواد...

 محمد (ص) جاء برسالة السماء ليس فقط لوائدي فلذات أكبادهم ... بل لتقويم ما ساد وتسيد من حضارة في حينه ... تلك الحضارة والثقافة والمفاهيم اليونانية الرومانية التي أحاطت كل سواحل حوض البحر الأبيض وغالبية الشرق الأوسط  وما كانت تحمله رياح البحر منها إلى أعماق جزيرة أولئك الوائدين... أي حجة و دليل وأي برهان ويقين تلك التي اجتاحت واكتسحت تلك الثقافة والحضارة التي اختط حروفها الأولى أفلاطون وارسطو وفلاسفة ذلك الزمان...

.قامت إمبراطوريات الظلم والجور واستـُعبد أبناء الله على ارض الله  رغم كدس الإنسانية الهائل مما تراكم من حكمة الحكماء والفلاسفة وكتب مقدسة بعثها الله لرسله ليودعوها هدى لبني البشر... إمبراطورية روسيا القيصرية والإمبراطورية العثمانية والإمبراطورية النمساوية المجرية والحالمان  لأكبر من الإمبراطورية نابليون وهتلر ... صفحات سوداء قاتمة ... ومن بين ومن بعد كل تلك يظهر هناك لينين مستلهما من ماركس وانجلز ما وجده إنها الانعتاقة لبني البشر فهو ابن الوطن الذي يباع فيه الإنسان كرأس ماعز مع الأرض التي يشقى ويكد لعمارها لغيره... ولكن ذلك أولد أعتى دكتاتورية ولترتكب ابشع جرائم القتل تحت راية حملت أسمى المبادئ .... أنتجت هذه التجربة الإنسانية حكما شموليا وحاكما تبرقع بلباس الإنسانية التي بشرت بها الاشتراكية ... مَن صَنع مَن .... الشيوعية صنعت ستالين أم ستالين صنعها بمقاساته وقياساته... الرجال والتاريخ أم التاريخ والرجال...

العراق غاب وتاه في غياهب ظلمات إمبراطورية آل عثمان ... دخلها منتشيا مزهواً بما فيه وما لديه وما عليه وما يحويه من علوم وثراء  فاقت الدنيا جميعا... فيسبت قرون في ظلمة الظلمات , يخرج بعدها وقد تعمرت الأستانة واسطنبول وتخربت بغداده وكل مدنه ... الطاعون والسل والجدري والفيضانات ما خرج به من بيت آل عثمان وقد   اخذوا كل حلي الثقافة والعلوم وكل الثراء منه... ظلام في ظلام في ظلام هذا كان عطاء آل عثمان لبغداد الثقافة والعلوم والثراء ...

رموزنا الوطنية ... كيف واصلوا الدنيا وسايروا حياة أمم عاشت الضوء ... كيف ظهر طلائع العراق من الوطنيين  حاملين فكراً وثقافة نسعى ونبحث ونحتاج إليها  الآن ... كيف حصل ذلك وبلدهم محملا بأزر ثقيل من التخلف والجهل ...  كيف يؤمنون بالديمقراطية  في وقت سادت فيها مفاهيم وأخلاق آل عثمان ... لم تكن الديمقراطية  ثقافتهم فحسب إنما كانت ممارسة في علاقاتهم مع بعضهم في المشورة والاستشارة للقرار والفعل ... من أين نهلوا تلكم المفاهيم والعلاقات السياسية المتقدمة جداً  في عصر تحكمه العصا لمن عصا ...

أسماء لامعة في الأفق الوطني العراقي ضببتها غيوم المشروع القومي والسياسات  الأحادية والطائفية... محمد رضا الشبيبي , شيخ الشريعة , محمد تقي الحائري , الشيرازي , مهدي الخالصي , محمود الحفيد , واسماء أخرى كثيرة , كيف كان لهؤلاء الرجال  مع ثقافتهم الفقهية و الإسلامية أن يواصلوا العالم في عراق قطع آل عثمان سبله مع العالم كما فعل اليوم آل العوجة... ألم تكن رسالتهم حول حق تقرير المصير إلى الرئيس الأمريكي نلسون في العام 1919 خارقة سبات مئات السنين في ظلام آل عثمان... كيف تحدث هؤلاء عن حرية الرأي والفكر وحق الشعوب في تقرير مصيرها في زمن يذبح فيه الآلاف لاختلاف في مذهبهم أو دينهم أو قوميتهم...

 بعد هذا الرعيل الفذ من قادة الحركة الوطنية والفكرية والدينية ... يتفتق العطاء الوطني العراقي لينجب أمثال جعفر أبو التمن والجادرجي ويوسف سلمان والبرزاني وحديد وقاسم , والآخرين حيث رسموا ألف باء الوطنية العراقية الحديثة  تلهمنا مورورثنا الوطني رغم ما علق به ورغم ما تعرض لتشويه وتزوير شلل من نتاج الحصري وعفلق ...

 إن التاريخ لا يعيد نفسه ولكن الرجال الأفذاذ يتكررون... اليوم وللتو خرجنا من ظلمة ظلام الذين احيوا من رماد النازية والفاشية أشكالا فاقت اصلها عشرات المرات... يخرج لنا رجال أفذاذ هم امتداد لأولئك الرواد ... رائعا ومفرحا أن تسمع الجعفري والبرزاني والجلبي و الحكيم(رض) والطالباني وعلاوي والجادرجي  والآخرين مواصلين روادهم الأوائل ومستلهمين من روح عصر الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان... متوازين ومتوازنين مع الألفية الثالثة للحضارة , ومستحضرين أسسها من الاشراقات الأولى لشعاعها , حين بزغت تلك الخيوط الذهبية على وادي الرافدين بحضارة أهلهم الأوائل , من ذلك الزمن السحيق الذين كتبوا الحرف الأول للبشرية , فنقشوه حفرا على مسلة حمورابي , حقوق بشر حرم  منها   أبناء الأرض نفسها بعد الآلاف من السنين...

كم كبير دين أولئك وهؤلاء ... رموزنا الوطنية ...لـنَعُـدّ لهم ذاكرة في التاريخ رغم انهم حضور فكر اليوم وغدا كما كانوا امسا... إجلالا واحتراما وإكبارا لهم جميعاً


 



#نوري_العلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليمين واليقين عند الفاشنازي
- الفاشنازيون خونة عهود
- الفاشنازيون وقطع الأطراف
- هل تعلم -3- 2
- دعاء البعثيون الفاشنازيون
- القرار 1441 والتضليل الإعلامي
- لا بأس بالموت إذا الموت نزل
- حكاية من اليوم الاسود
- فقراء عبد الكريم قاسم والقمر - 2
- فقراء عبد الكريم قاسم والقمر
- أهداف الجامعة ليست كأهداف أمانة العاصمة
- الكويت والأراضي والمياه الإقليمية العراقية
- الأمم المتحدة وعلي بن أبى طالب-ع
- زيزون و شارون و صدام حسين
- شيء عن المعدان
- كاليري ملون
- الرؤى الجديدة
- حقوق شهداء القصف الكيماوي
- -مكتوب- كاكا حه مه
- القراءة الخاطئة


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نوري العلي - رموزنـــا الوطنيـــة