أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - إهداء إلى الزميله ماغي خوري















المزيد.....

إهداء إلى الزميله ماغي خوري


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 1984 - 2007 / 7 / 22 - 08:15
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


القرآن الكريم كلام عربي فصيح لا أحد ينكر فصاحته أو بلاغته وإن عليه لحلاوة الأدب اللاذع في نقد المجتمع العربي إبان الدعوة المحمدية . وقد كانت العرب في الجاهلية تنكر على قريش قدرتها الأدبية والشعرية حتى ظهر فيهم عمر بن إبي ربيعة من قريش, ولكن مع كل هذا النكران كانت قريش مركز تحكيم أدبي للشعراء العرب وكانت تعلق على الكعبة أفضل قصائد العرب في كل عام وهي ما تعرف عندنا بإسم المعلقات العشر أو المعلقات السبع .

وكانت للعرب لهجات متعددة مثل :
الكشكشة
العنعنة
الكلكلة
...إلخ
وكانت هذه اللهجات على إتساعها لا تنافس لهجة قريش وكانت هذه اللهجات وما زالت سارية المفعول إلى يومنا هذا وهي تعتبر تبديل بالأحرف القريبة المخارج الصوتية من بعضها البعض مثل قلب العين همزه والهمزة عين والكاف قاف والقاف كاف ...إلخ .

وكانت لغة قريش هي أكثر اللغات قبولا عند فصحاء العرب وبما أن محمد وصحابته كانوا من قريش فأنه لا محالة أن يدون القرآن بلهجة قريش وهي لهجة الحافظين له من العرب .

ويستشهد علماء النحو واللغة والصرف في قواعدهم اللغوية من خلال إستحضار آيات قرآنية تدل على صحة تقعيدهم وقد كانت للعرب قواعد كثيرة في النصب والرفع فكان العرب الأقحاف يميلون إلى الرفع أكثر من النصب أما أهل الحضر فكانوا ميالون إلى النصب أكثر من الرفع ولذلك تم تقعيد لغة القرآن على اللهجات المتعددة والتي نعرفها بإسم : القرآت السبع .

وللقراآت السبع إختلاف ليس في الشكل ولكن في المعنى أيضا كقول الآية القرآنية من سورة الإسراء:
وإذا أردنا أن نهلك قرية أمّرنا مترفيها -, وأمرنا بتشديد الميم , وفي قراءة أخرى : أمرنا بتسكين حرف الميم : وامعنى الأول يقصد به توظيف المترفين وفي المعنى الثاني تسيير المترفين دون تأميرهم على الناس .
وفي آية قرآنية أخرى :إن هذه أمتكم أمة واحدة , وكلمة واحدة هنا بالرفع , وتعرب توكيد لفظي تكراري بمعنى أمتكم أمتكم مرفوعة بالضم الظاهر على آخره .
وفي قراأة أخرى لنفس الآية : إن هذه أمتكم أمة واحدة , وكلمة واحدة تعرب حال منصوب وعلامة نصيه تنوين الفتح الظاهر على آخره , وهي هنا تختلف في المعنى الظاهري والبلاغي عن كلمة أمة المرفوعة على أنها توكيد لفظي .

وآيات القرآن المنسوخة هي أكثر من الآيات التي نستنبط منها أحكامنا الشرعية , وكلما وردت قراءة شاذة لأحد القراء لم يكن يبرهن عليها النحاة العرب بالإعجاز القرآني فكان النحاة يعرفون مثل تلك الشواذ وشواذ النحاة في اللغة العربية هي أكثر من القواعد المتفق عليها وقد جرت وتجري هذه العادة ليس فقط على اللغة العربية بل على كافة لغات العالم.

وفي الفترة التي كان يكتب بها القرآن كانت هنالك آية يتحدى بها المسلمون من أجدادنا المجتمع الوثني ويعيبون عليهم قدرتهم وعجزهم عن تقليد آيات القرآن وهذه الآية هي :
وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله إن كنتم صادقين فأن لم تفعلوا ولن تفعلوا فإتقوا لنار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين ...
وإنه على صعيد النقد الأدبي من الإستحالة أن تتشابه النصوص مع بعضها البعض وإنه لمن المستحيل أن يأتي أديب بنص موازي لنص آخر والتجربة تثبت أن النصوص لا تتشابه ولكنها قد تتميز بالجودة عن نصوص أخرى ولتوضيح المعنى إليكم هذا المثل :
لا يستطيع الشاعر أحمد شوقي أن يأتي بشعر يتساوى به في الحس والعاطفة والمعنى مع أي شاعر آخر , لأن لكل شخص إحساسه الخاص به والذي يتولد منه جمله التوليدية والعاطفية .
وبهذا يستحيل على أي إنسان أن يأتي بنص أدبي موازي في المعنى والحس لنص أدبي آخر وبالتالي فإن عملية تحدي القرآن مرفوظة بتاتا لا بسبب الإعجاز وإنما بسبب إختلاف الناس في درجات الحس والشعور .
ويروى أن إبنة أمير الشعر الجاهلي إمرىء القيس قالت ذات يوم لفاطمة :
لقد أخذ أبيك عن أبي قوله :
دنت الساعة وانشق القمر
بغزال صاد قلبي ونفر
عادت الأقمار تمشي في الدجى
ورأيت الليل يمشي بالقمر
وإبنة إمرىء تشير هنا إلى الآية القرآنية :
إقتربت الساعة وانشق القمر
وقد سألت يوما عائشة عن الأخطاء النحوية في القرآن فقالت : هذه أخطاء وقع بها الحفّاظ.
إذن كيف ندعي أن القرآن محفوظ وهنالك أخطاء وقع بها الحفاظ الأصليين وكيف ندعي الإعجاز به طالما أن التحدي مرفوظ رفظا قاطعا على مستوى النص والإحساس والمشاعر .
وكلما وجدنا شذوذا لغويا نحاول أن نبرهن عليه من أنه إعجاز قرآني كإبطال السحر بإبطال عمل إن المخففة في الآية : إن هذان لساحران

والأمثلة كثيرة ولمن أراد الإستزادة فليقرىء القرآن بقراآته المتعددة فإنه سيجد بها جمل كاملة محذوفة وأحيانا زيادة جمل كاملة , ومع هذا ندعي أن القرآن محفوظ من الله .
إن القرآن محفوظ من الحفظة الذين يفتحون في كل مسجد وبيت ومنزل مراكز لحفظ القرآن بدل تفسير القرآن علما أن حفظ الآية القرآنية بمعناها وقرآتها أفظل من حفظها دون فهم معناها .
ومعظم قادة الفكر الحفظي والتلقيني يخافون من المعاني وقد لا حظت أن الدول العربية تهب جوائز على حفظ القرآن وخصوصا في شهر رمضان ولكنها لم تقم بتقديم جائزة لأي مفسر للقرآن فكل الذين يأخذون الجوائز يأخذونها لأنهم لا يفكرون . .
وإذا ما توجهنا بسوآل بسيط عن أي آية قرآنية لأكبر حفاظ فإنه سرعان ما يقول لنا : الله ورسوله أعلم .....والله أعلم حيث يضع رسالته .

إن الله لا يوحي للأنبياء فقط بل أيضا للنحل والوحي ليس ظاهرة خصوصية للأنبياء بل يشترك بها الإنسان: وأوحى ربك إلى النحل .
والله يوحي إلى الشعراء والكتاب والعباقرة والمخترعين ولكنه لا يوحي للحفّاظ .

لأن الله يوحي للذين لديهم الرغبة بالتفكير والسعي بالعقل .

وقد كان يهتم النحاة العرب بالآيات القرآنية للإستشهاد بها ولكنهم لم يستشهدوا بأي حديث نبوي شريف وحجة النحاة العرب من أن الأحاديث النبوية الشريفة روية بالمعنى وأن القرآن رويا من المصدر الإلهي علما أن المصدر الإلهي قد جرى عليه تعديل من ألسنة الحفظة والرواة المتعددي اللهجات .
وهذا الكلام ليس خاصا بألقرآن وحده بل بكافة الكتب السماوية.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعجاز القرآني
- الانسان يجهل حقيقته
- بدأوا حياتهم بخيانة وإنتهت بخيانة
- الأدب العربي الكاذب
- التمثيل الثقافي
- أدباء أحرقوا كتبهم
- أحب وأكره وأعشق
- المسلمون يكذبون على الله
- الصحافة الكثيرة الأدب
- الشاعر محمد الحيفاوي1
- صحيفة الحوار المتمدن صحيفة قليلة الأدب
- أساتذة الجامعات العرب
- العقاد 1889-1964
- الدولة الديمقراطية والدولة الديكتاتورية
- بناء المساجد
- ألأإسلام دين قمعي لا يقبل بالديمقراطية
- الحرية والإستبداد
- من ذكريات عامل في: الريف والمدينة
- غياب مؤسسات المجتمع المدني
- النظام العربي مناهظ للمجتمع المدني


المزيد.....




- هل تتعاطي هي أيضا؟ زاخاروفا تسخر من -زهوة- نائبة رئيس الوزرا ...
- مصريان يخدعان المواطنين ببيعهم لحوم الخيل
- رئيس مجلس الشورى الإيراني يستقبل هنية في طهران (صور)
- الحكومة الفرنسية تقاضي تلميذة بسبب الحجاب
- -على إسرائيل أن تنصاع لأمريكا.. الآن- - صحيفة هآرتس
- شاهد: تحت وقع الصدمة.. شهادات فرق طبية دولية زارت مستشفى شهد ...
- ساكنو مبنى دمرته غارة روسية في أوديسا يجتمعون لتأبين الضحايا ...
- مصر تجدد تحذيرها لإسرائيل
- مقتل 30 شخصا بقصف إسرائيلي لشرق غزة
- تمهيدا للانتخابات الرئاسية الأمريكية...بايدن في حفل تبرع وتر ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - إهداء إلى الزميله ماغي خوري