أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - فضيلة يوسف - اليسار الفلسطيني والفرصة الضائعة














المزيد.....

اليسار الفلسطيني والفرصة الضائعة


فضيلة يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1973 - 2007 / 7 / 11 - 10:50
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


عندما فازت حماس بأغلبية في المجلس التشريعي الفلسطيني وبدا واضحا ان الولايات المتحدة تقود حظرا دوليا كثمن مقابل لهذا النصر ،اتصلت بعدة مفكرين وكتاب في فلسطين ومعظمهم ممن يصنفون أنفسهم يساريين وطلبت منهم الوقوف مع خيار الشعب الفلسطيني وحماية الديمقراطية الفلسطينية بأي ثمن.
إحدى الفقرات في مناشدتي كانت الآتية بالضبط " هذه أول مرة في التاريخ يتم انتخاب قيادة لنا من طبقتنا الوسطى واختارها المضطهدون ،الفقراء،و المسحوقون، لم أكن مخدوعاً أن هذه الانتخابات البرلمانية تعبر عن الديمقراطية الحقيقية حيث لا ديمقراطية حقيقية تتجذر تحت الاحتلال .
وأنا اعرف تماماً أن هذا المجلس لا يمثل إلا أقلية من شعبنا غير أنه لا يمكن إنكار حقيقة ان هناك أملاً كبيراً في رؤية اللاجئين ،أبناء العائلات المقهورة، معلمي المرحلة الأساسية والعمال يأخذون حقوقهم كقادة في المجتمع.
مهما تكن الطريقة التي فسرت الولايات المتحدة بها هذا العمل، كان مهماً أن ندافع عنه بإظهار الحقائق في فلسطين كما هي وليس كما تقدمها وسائل الإعلام الرئيسة.
كان هذا استجابة لقراءتي الأولية أن حكومة حماس خسرت المعركة الإعلامية والسبب بسيط أنهم لا يمتلكون لا التجربة ولا الأرضية للوصول إلى وسائل الإعلام العالمية وإظهار أنفسهم بشكل مقنع .
وبمعرفة ذلك وإدراك الاستقطاب السياسي في فلسطين فقد تخوّفت أن المعركة الإعلامية سوف تكون (حماس ضد فتح) أو (حكومة إسلامية ضد حكومة دنيوية) وهذا ما حدث.
وكشخص يعرّف نفسه بأنه إنسان علماني لم أفسر ما يحدث في فلسطين بهذه الطريقة واعتقدت أن معظم المفكرين الفلسطينيين في المهجر(وافتخر أن أكون منهم)عندهم نفس المنطق.
واجهت الديمقراطية الصادقة محاولات إجهاض من تكتل مشئوم تجمع من عدة حكومات عالمية ، إسرائيل والفلسطينيين الفاسدين ورغم ذلك فإن الاستجابة الغاضبة يمكن تفهمها .
كان الصوت الفلسطيني فعلاً جماعياً ملحمياً يلائم هذه الإبادة فقد أصرت إدارة بوش على مشروع الشرق الأوسط الجديد وهو مشروع قديم ظهر في نهاية التسعينيات وتم تعديله. فصّلت حكومة الولايات المتحدة مشروعا خاصاً يشتمل ديمقراطية مزعومة تحافظ على مصالحها في المنطقة على المدى الطويل وتكون في موقع حامية الشعوب لعدة سنوات قادمة والآن فإن أهدافها المعلنة عن ذلك تتداعى في العراق.
وداخليا تعني الانتخابات أن الذين تم ترويعهم ستة عقود على أيدي الجيش الإسرائيلي وفي الفترة الأخيرة بواسطة إسرائيل مدعومة بفروع الأمن الفلسطينية ولورداتها ما زالوا يمتلكون القوة للدفاع والإصرار على حقوقهم لتحدي الوضع الذي يعيشون فيه.كانت الانتخابات واحدة من أهم الانتصارات الفعالة اللاعنفية حققها الشعب الفلسطيني بالإضافة إلى الانتفاضة الأولى عام 1987 .
بدت قيادة الحركة بعد الانتخابات على انسجام مع معايير الديمقراطية والمجتمع المدني وبسرعة دعت جميع الفصائل الفلسطينية لتشكيل حكومة وحدة وطنية
رفضت فتح ذلك ولا مجال للاستغراب هنا لكن لماذا ما يدعى باليسار رفض الانضمام لهذه الحكومة رغم افتقادهم للشعبية بين الفلسطينيين، مثل هذا الفعل كان يمكن أن يخدم الديمقراطية الفلسطينية بعدة طرق وليست طريقة واحدة.
في الأسابيع والأشهر الأولى التي تلت وجود حماس وحدها في القمة في آذار 2006 بدأنا نرى المفكرين الفلسطينيين المحترمين يدلون بتعليقات مزعجة في وسائل الإعلام يهاجمون فيها حماس كجسم غريب تم تصديره من طهران وبفعالية يؤيدون الحظر الدولي،وفي عدة مرات شاركت هؤلاء في منتديات دولية بعضهم يطرح الاشتراكية ومتحمس لمحاربة الامبريالية،والحاجة إلى تفعيل المجتمع الدولي في محاربة الظلم وهلم جراً. انتصار حماس كشف بالفعل الهوة بين الكلمات والأفعال بين الأولويات الوطنية والايدولوجيا .
عندما دخلت حماس في جولات المحادثات مع الفصائل الاشتراكية الفلسطينية كنت متأكداً أن هذه الفصائل سوف تقدّر التحدّي وتقبل المشاركة في حكومة وحدة وطنية حتى لو كانت المشاركة مع فصيل ديني يختلف معها في المبادئ،فكرت ان الوضع خطير جداً لبرامج الأحزاب للبقاء بعيداً لقد كنت مخطئاً .
بعد المقاومة المسلحة في غزة في السبعينات التي قادتها جزئياً التيارات اليسارية لم يكن هناك تأثير لهذه التيارات على الشعب الفلسطيني ورغم أن بعض هذه الفصائل قد وقفت مبدئيا ضد اتفاقيات اوسلو،لكنها بقيت محدودة في مجالس الطلبة في الجامعات ومعزولة في مراكز حضرية فنانين وأكاديميين ومفكرين من الطبقة الوسطى وأحياناً العليا.والأمر العجيب أن حماس بالتعريف الإجرائي أقرب إلى المبادئ الاشتراكية من المفكرين الاشتراكيين في المدن.وبالدفاع عن حماس والإرادة الديمقراطية الفلسطينية أشعر أنني أنحرف عن مبادئي .
رسالتي لليسار الفلسطيني لم تلق استجابة ،بينما أثمرت اتصالاتي مع التقدميين في الغرب بشكل أفضل.
وتصاعد الآن هذا الانقسام بين فتح وحماس وتصاعد لانقسام جغرافي تقريباً وتم الابتعاد عن الأهداف الوطنية الفلسطينية ، وما زال العديد من اليساريين يرددون كالببغاوات أقوال الآخرين وما زالوا يحاربون من أجل الظهور على BBC وتقديم الطلبات لحماس لتفعل كذا وكذا ويستخدمون مصطلحات مثل ( انقلاب على الديمقراطية الفلسطينية ).
لم يبادر أي يساري فلسطيني، واستمروا في وضعهم كسماسرة ،مرتبكين مثل حكيم في محيط من الأغبياء ،هذا هو التعريف الدقيق لمفكري النخبة ،لقد خسروا الفرصة الوحيدة ليكونوا شيئاً مهماً.



#فضيلة_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب الجوية الخفيّة في العراق 2
- الحرب الجوية الخفيّة في العراق 1
- قسّم وسيطر - النموذج الإسرائيلي
- الأزمة في غزة صناعة إسرائيلية
- الغرب اختار فتح والفلسطينيون لا
- الهولوكست المنسيّة 3
- الهولوكست المنسيّة 2
- الهولوكست المنسيّة 1
- نقابات العمال العالمية فقط تحمي من السقوط نحو الحضيض
- الدمية التي فتحت الطريق لتدمير العراق - حرب وولفتز-
- إيران : وما وراء ذلك
- التهديد الإسلامي في أوروبا -التقرير الذي تمّ إهماله-
- شيطنة المسلمين والحرب على النفط
- العراق : عودة للتراث الفارسي
- تذكّروا : من أين تأتي الأزهارفي عيد الحب ؟
- الجرحى العراقيون : على مسؤوليتهم الخاصة
- في مثل هذا اليوم
- مقاومة الحرب على العلم
- لماذا يكرهوننا ؟
- يوم عادي في بغداد


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - فضيلة يوسف - اليسار الفلسطيني والفرصة الضائعة