أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - دانا جلال - مفخخة النص وحديث السيف في كوردستان 3- 3















المزيد.....

مفخخة النص وحديث السيف في كوردستان 3- 3


دانا جلال

الحوار المتمدن-العدد: 1973 - 2007 / 7 / 11 - 10:51
المحور: القضية الكردية
    


ظاهرة الفساد الإداري ليست الأبرز أو الأخطر على مصير فيدرالية جنوب كوردستان (كوردستان العراق) إذا ما قارناها بإشكالية اختلال التوازن في المنظومة الفكرية والأيديولوجية للأحزاب القومية الكوردية رغم اعتزازها بتأريخها الثوري وهي محقة في ذلك ، فعلى سبيل المثال لا الحصر يَعتبر الحزب الديمقراطي الكوردستاني نفسه مدرسة الأحزاب القومية ، أما الاتحاد الوطني الكوردستاني فله حق الحديث عن اقتحامه لبوابات السماء عام 1975 في كومونة كوردية جددت الثورة عقب انهيارها بعد اتفاقية الخيانة في الجزائر بين شاه إيران وصدام حسين وهواري بومدين.
إن ممارسة تلك الأحزاب لحقها المشروع بالاعتزاز بتاريخها كان يفترض أن يتزامن مع واجبها الأخلاقي بالاعتراف بفشلها على صعيد مواكبة فكرها وخطابها السياسي لمتغيرات الواقع من جهة وقصورها النظري مقارنة بتجاربها الغنية وممارستها العملية للنضال القومي المشروع من جهة ثانية.
إن الاختلال البنيوي للمنظومة الفكرية والأيديولوجية للأحزاب القومية الكوردية يتمثل بـ:-
1- عدم قدرتها على ربط أشكال الصراع وتحولاتها وإهمال الأشكال الثانوية منها وذلك بإضفاء القدسية على ألأسلوب الرئيسي كما شاهدنا ذلك في فترة حرب العصابات الثورية ، حيث تحول التنظيم الحزبي في المدن إلى دوائر تجنيد عملت على ديمومة تلك الحرب في حين كان يفترض بها أن تجعل من الأخيرة أداة لتقوية النضال المدني والتنظيم الحزبي في المدن .
2- فشلها في وضع إستراتيجية قومية تُحدد طبيعة العلاقات والأهداف المشتركة مع الأحزاب الكوردية والكوردستانية في بقية أجزاء كوردستان مما أدى إلى تحول الحركة في احد الأجزاء إلى عبئ على الأخرى بدلا من أن تكون عمقا استراتيجيا لها.
3- عدم تمييزها ما بين الخطاب السياسي الكوردي والكوردستاني والاختلاف بينهما مما أدى إلى فشلها ومحاربتها لكل محاولة تهدف إلى اكتشاف آليات عمل جديدة على صعيد النظرية والممارسة من اجل قيام الكورد خارج كوردستان بدورهم الديمقراطي المحكوم بجغرافية بعيدة عن الوطن الكوردستاني والذي سيكون دعما للنضال القومي الكوردي في المركز القومي .
4- عدم ربط أهداف المرحلة الديمقراطية بأهداف مرحلة التحرر القومي وخاصة بعد تشكيل مؤسسات الحكومة في جنوب كوردستان وتحول الحزبين الرئيسيين إلى أحزاب سلطة وما نتج عنها من :-
أ‌- اتساع الهوة بين الحزبين الرئيسيين وجماهيريها التي بدأت تشعر بالاغتراب عن ثورتها التي انتصرت وأحزابها التي استلمت زمام الحكم.
ب‌- فقدان الحزبين الرئيسيين للتقاليد الثورية التي كانت ديمومة تواصلها واستمرارها رغم تعرضها للقمع المُرّكز من قبل النظام الفاشي المقبور وهذا أدى بدوره إلى بروز قيم وتقاليد جديدة بعيدة عن المجتمع الكوردستاني وعن التي دعت إليها تلك الأحزاب فترة نضالها القومي .
ت‌- عدم تقليصها للهوة المتزايدة بين الفقراء والأغنياء مما أدى إلى ظهور ملامح مرحلة جديدة في مسيرة نضال الشعب الكوردي في جنوب كوردستان قد تنطلق وبقوة مع حل المشاكل العالقة مع المركز كقضية كركوك وصلاحية حكومة الإقليم .
إن الأسباب الآنفة الذكر قد وضعت القيادات الكوردستانية وحكومة الإقليم في مأزق اختلال العلاقة بين دور وتأثير العامل الداخلي والخارجي في مسار وتوجهات الحركة التحررية الكوردية لدرجة خلقها معادلة شاذة وغير منطقية أهم خصائصها هو تغليب دور العامل الخارجي وبالذات الأميركي على دور العامل الداخلي ( الجماهير الكوردستانية ) .
إن الظاهرة تُعتبر غريبة وشاذة لان التطور الكبير للحركة القومية الكوردية في جنوب كوردستان كان يفترض بها أن تؤدي إلى مضاعفة دور العامل الداخلي لا إلى إضعافها كما أكدت وقائع الأحداث بعد عام 1991.
صحيح إن مشكلة الشعب الكوردي حالها حال المشكلة الفلسطينية هي مشكلة ناتجة عن السياسات الاستعمارية وحروبها غير العادلة ، وان دور العامل الخارجي أصبح أكثر تأثيرا على الصعيد العالمي بعد سقوط المنظومة الشرقية ودخول العالم في عصر العولمة وتحول كوكبنا الأرضي إلى قرية محكومة بالرأسمال المالي والقوة العسكرية الأميركية، ولكنه وبالمقابل فان وعي الشعوب لمصالحها وبروز قوة الجماهير وقدرتها على التواصل الأممي بعيدا عن الصيغ القديمة للاُممية يُبقي على أولوية قوة التأثير لصالح العامل الداخلي حتى بالنسبة للمشاكل التي تُعتبر نتاجا للسياسات الدولية كقضية الشعب الكوردي .
ولكن ما هي النتائج المترتبة عن إبعاد الجماهير الكوردية والكوردستانية عن دورها الحقيقي ومن ثم إضعاف دور العامل الداخلي في مسيرة الحركة التحررية الكوردية في جنوب كوردستان ؟ إن أهم النتائج السلبية للظاهرة يتمثل بفقدان الشعب لثقته بذاته وبطاقاته الكامنة ودوره الرئيسي في المستجدات اللاحقة ومنها التهديدات التي تتعرض لها التجربة الكوردية وبالذات الخارجية منها والمتمثلة باحتمال إقدام عسكر تركيا بارتكاب حماقة اجتياح كوردستان .
إن جماهير كوردستان لها الحق بان تسال حكومة الإقليم وأحزابها السؤال الذي يجب أن تجد الإجابات عنها :- ما لذي قامت به الحكومة وأحزابها لمواجهة التهديدات التركية غير تلويحها بعدم موافقة العامل الخارجي و إنتاج أكذوبة عدم قيام عسكر تركيا بالمغامرة لوجود ما يزيد عن 400 شركة تركية عاملة في كوردستان؟ .
إننا على ثقة بان الإجراءات الواجب اتخاذها لم تكن بمستوى التهديدات المحتملة ، لذا فالأولى بالقيادات الكوردية أن تعود إلى جماهيرها ولا ترمي بكل أوراقها على مائدة العامل الخارجي وبالأخص الأميركي ، وعلى تلك القيادات أن تدرك إن الحرب الاقتصادية التي تهدد بها من خلال وجود الشركات التركية في كوردستان لن تمنع الطغمة العسكرية التركية من ارتكاب حماقة الاجتياح ، لان وجود تلك الشركات في كوردستان ستنعكس سلباً حال قيام الحرب( الكوردية- التركية) على وضع الإقليم.
إن واجب حكومة الإقليم وأحزاب الحكم هو مكاشفة الجماهير لمدى جدية التهديدات وتوفير مستلزمات الحرب الطويلة لان عملية تحويل قوات البيشمركة إلى جيش نظامي وإنهاء التراث الثوري لقوات الأنصار من خلال إنشاء الجيش النظامي الذي لن يكون فعالا كفعالية الحرب الشعبية التي هَزمت الفاشية في كوردستان .
إن الاختلال في معادلات البنى الفكرية و الإيديولوجية قد تكون حالة طبيعية لأنه لا يمكن التحدث عن التطابق الكامل بين الوضع العيني والفكرة المجردة ، لا في مجال العلوم الاجتماعية ولا في حركة التاريخ ، فهناك دوما مسافة مابين الحلم والتحقق وخلاف ذلك تموت الأحلام . وكذلك لا يمكن إلغاء المسافة مابين النظرية والواقع وخلاف ذلك يتحول الإنسان إلى روبوت لا يعرف غير فن التنفيذ. ولكن اتساع الهوة مابين الخطاب السياسي الرسمي الكوردي في جنوب كردستان مع الواقع الجديد سيؤسس لبدايات تشويه الحركة التحررية الكوردية إذا ما نظرنا إليها كحركة مشروعة وعادلة لأمة مقسمة مابين دول المنطقة ناهيك عن احتمالات إعادة سيناريوهات إنتاج الهزيمة بصيغ ودرجات مختلفة عما جرت عليه الحال في عام 1975 إذا لم تبادر القيادات الكوردية وبشكل عاجل بالعودة إلى جماهيرها التي ستنتفض كما انتفضت جماهير حلبجة العام الماضي وهذه المرة لن تحرق الجماهير النصب الذي خلد ضحاياه ، بل ستباشر بالأصنام السياسية التي تتحجر مع كل خطوة في ابتعادها عن مصالح الجماهير التي ستكتب التاريخ وفق مصالحها لا وفق مصالح البرجوازية الكوردية التي تحالفت مع أكثر الفئات السياسية انتهازية لإدامة الصراع وفق مصالحها الاقتصادية . .



#دانا_جلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفخخة النص وحديث السيف في كوردستان ج 2
- مفخخة النص وحديث السيف في كوردستان- ج 1
- الشيوعي أو آصرة الكيمياء الاجتماعي
- رسالة شديدة الوضوح والاحترام للدكتور شاكر النابلسي
- أسئلة تركمانية في كوردستان - أقانيم أم رئاسات
- إعلاميو كوردستان يقتحمون الفضاء الالكتروني ... ويتوحدون في ا ...
- تروتسكي أو النبي العائد
- ملحق دستوري للمادة 140
- اكتشاف بترولي في الجرح الفيلي
- المرأة في الحزب الشيوعي العراقي ( سوسن ادهام خضير - ام ثبات ...
- بدوي في عصر العولمة
- أينما نكون فالمسافة إلى قامشلو هي العدم
- شهداء اليسار من هندرين إلى كرميان - أسئلة في ساحات كوردستان
- پريزاد - شاعرة تحلم بمتر من ارض كوردستان لرفاة والدها الشهيد ...
- معشوقتي كفري .... لن اراك ثانية لحين
- دمقرطة السفارات - تجربة السفارة العراقية في السويد
- الحبر الإلكتروني وبداية عصر جديد
- الجَحشِ والجاش بَينَ الجُبنِِ والمَعاش
- غسان الإمام والكتابة في حدود السراب
- أسوار الإقطاع وحدود العولمة - النموذج الكوردستاني


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - دانا جلال - مفخخة النص وحديث السيف في كوردستان 3- 3