أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن حاتم المذكور - اهلنا في العراق ... اهديكم دموعي















المزيد.....

اهلنا في العراق ... اهديكم دموعي


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 1973 - 2007 / 7 / 11 - 05:34
المحور: الادب والفن
    


اهـديهـا لكم ... ابكيهـا مـن اجلكـم .. احرقهـا شموعـاً خلف نعش موتكـم اليومـي ... خـذوهـا لا املك غيرهـا سوى اوجاعاً اكتمـل بهـا .. وزعوهـا بكاءً نحيبـاً صـراخـاً عنـد محـراب هزائمكـم وخسائركم ..محنكم ..مصائبـــــكم وموتكم فـي مصائد الخداع والتضليل والأستغفال .. تستطيعون ان تغتسلوا بهـا مـن تراكمات عمى بصيرتكـم التي اتلفهـا رمــد الضاحكين علـى ذقون قضيتكـم فـي لعبـة تخديـر الوعـي والتجهيـل وزراعـة بذور اليأس والأحباط ورعونـة الدوران خارج مـركز مصالحكـم استسلاماً للأمـر الواقتع .
اهلـي الأعـزاء : المأزومون المغدورون المعذبون المهمشون والمغيبون مـن شمـال كردستان الى جنوب الجنوب مروراً بأرواح وجماجـم شهدائكـم في مقابرهم الجماعيـة تحت تراب الوطن ... هاكـم دمـوعــي ابكوهـا علــى هزائمكـم فـي معارك الفقـر والجهـل والأوبئـة والرذائـل ... وفـي مواجهاتكـم مـع دهـاء النصابين والمزورين والمختلسين الناطقون نفاقاً وشطارة بأسمكـم بعـد ان سرقوكم وزوروكـم ومسحوا بقايـا وعيكم وارادتكم وتقاسموا موتـكـم مكاسبـاً ... قـد تجـدون فيهـا بقايـا وطنـاً اشتركوا فـي اختلاسـه منكـم ’ او ضيعتمـوه بغفلتكـم ... يبحـث عنكـم فـي زواغيـر الطائفيـة والعنصريـة والمذهبيـة والتبعيـة والحزبيـة الضيقـة ... ابحثوا فـي حزنهـا عـن اسرار التحرير!!! ومشاريعـة ومخططاتـه ونوايـاه والغـاز ابادتكـم علـى سيمـاءه ... اقتسموهـا مثلمـا اقتســـموا وطنكـم .. وزعـوهـا حصصـاً بينكم كبؤس الحال التي انتم عليهـا .
هاكـم دمـوعـي ... قـد تجـدون فيهـا عـراقاً فقدتمـوه منـذ الغـزو البدوي الأول الذي قتلت همجيتـه تاريخكـم وحضارتكـم وانجازاتكـم ’ وشوهوا روحكـم العـراقيـة ’ وخـدشوا وجـه قيمكـم وعاداتكم وتقاليدكـم وسجاياكم والموروث مـن علاقاتكم الأنسانيـة ... واجتثوا فيكـم الجميـل مـن طيفكـم التاريخـي مسيحيين وصابئـة مندائيين ويهوداً ثـم كـرداً فيلـة ’ وخلعوا مـن ذاكرتكـم الوطنيـة هويـة مدنكـم وقراكـم وصـدروا واستوردوا وفرضوا عليكـم اقـوام ومستوطنين لا جـذور لهـا فـي تاريـخ جغرافيتكـم وتركوا فـي وطنكـم مزروعـاً ’ طاقمـاً وطابوراً خطيراً غريبـاً مـن الدلالين والوكلاء والعلاسين والمغامرين العنصرين والطائفيين مـن تجار الديـن والمذاهب واستغفال القيـم السماويــة .
اهلـي : اهديكـم دموعـي ... ابكوهـا بحرقـة واشعلوهـا شموعـاً على ذكـرى العظمـاء مـن اجدادكـم .. دثروا فيهـا برفق وهيبـة واجلالاً طعنــة اميـر المؤمنين علي عليـه السلام ... ونحـر سيـد الشهداء والرمز الكونـي للشهادة الحسين ابن علي عليـه السلام ... وصـدر الزعيم عبـد الكريم قاسم رضوان اللـه عليـه المثقوب برصاص الغـدر والخيانـة ... واكتبوا عليهـا لوحـة اسماء كـل الذين استشهدوا شنقـاً وقتلاً وعذاباً وحرمانـاً وغربـة داخل الوطن وخارجـه ... خـذوهـا لا املك وللـه غيرهـا الا بعـض الجروح اتعكـز عليهـا ’ حملتهـا وطنيـة يـوم غادرت العراق مطارداً وزاوجتهـا مـع جروح الغربـة والوحشـة واللامعنـى ... اضيفوهـا ان شئتـم الى جروح غربتـكم فـي وطـن مسروقاً مستباحاً منهوبـاً منهوكـاً تضحـك علـى ذقـن تاريـخ هيبتـه وعظمتـه ملكيـات وجمهوريات ومشيخات الصغـار ... كيانات لـم تلـد مـن ظهـر التاريخ كما هو عراقكـم حفيــد الرافـدين .
خـذوا دموعـي مـع انهـا جفت فـي عبرتي ولا تصلح للبكـاء ... اعتصروهـا قطـرات على ابواب اهاناتكـم فـي ساحات لعبـد الناصر وقوميتـه وشوارعاً لفلسطين وقادسيات وامهات المعراك ’ وملاعبـاً للعروبـة وتصدياتها في جبهات صموداتهـا ومؤسسات ومواني للوحـدة ورسالاتهـا الخالـدة ومداخلاً ومخارجـاً بأسم الرمز القومي القائـد الفلتـة .. ومـدن مطرزة الواجهـات بصور وتماثيـل ورموز الهزائم والأنتكاسات والخيانـة واسباب الأبادة والتهجير والأنفلـة والأجتثاثات وغزارة المقابر الجماعيـة للأصلاء مـن اهـل العراق .
عنـدما جـاء الفرج الموهوم معكوساً اضيفت لتلك الأهانات واستبدلت بعضهـا بسخريـة القدر ومهازل الواقع جمـرة تسخـر فـي عيونكم ومـوسـاً ينضح اهاناته واوجاعـاً فـي بلعوم اوضاعكـم .. انهـا قسمتكم الأسواء وخناجرمحليـة واقليميـة ودوليـة تواصلت مزروعـة داميــة فـي خاصـرة وطنكــم .
خـذوا دمـوعـي ... اضيفوهـا الى دمـوع دجلـة تبكـي الفـرات .. وعبـرة كربلاء تبكي كربلاء حـزن المـدن العـراقيـة علـة مجـزرة بـغــداد ... وجنوب يبكـي عراقـتـه واهوار تنتظـر ان يروي عطشهـا دموع جبال كردستان ...
ابكوهـا مـذاهباً تطلق الرصاص والحقد على بعضهـا ... عشائـر تكتب الدستور الوطني فـي القرن الواحـد والعشرين ... مليشيات وفـرق موت تعـمم الأمـر بالمعروف والنهـي عـن المنكـر استهتاراً وعبثـاً في جروح الناس ... وصـدام استورث مـا كان لصـدام ’ وعـدي استبدل بعـدي وقصـي بدور قصـي وبطانات تقرع طبول تكريس ممارسات الأنحراف والفساد والخراب والرشوة والمحسوبيـة لبطانات سابقــة ... والموت الناطق احتل مواقع الموت الصامـت ’ الرذيلـة الخجولـة بأخـرى وقحـة والعمالـة المترددة بأخرى صريححـة والتبعية المقننـة بأخـرى منفلتــة ... فـي وطـن مثقوباً احتلالاً مـن الجـو والبـر والبحـرتتسرب الى جسده بشاعات دول الجوار ’ محاصـراً مختـزلاً فـي سفينـة نـوح الخضـراء ’ركابهـا يحملون اوراق نجاتهـم وقبولهـم للمهمـات المخجلــــة وكلاء دلاليـن فـي رتـب والقاب ( البوزات ) امام فخامــة المندوب السامـي فـي السفارة الأمريكيـة .
هاكـم دموعـي ... ابكوهـا حـزناً على وطـن تضحـك مـنـه الأحجام المخيفـة لكوارث البطالـة والفقـروالأوبئــــة والأميــة والتخلف ’ مقتولاً على صـدور القاصرات مـن بناتكـم فـي مواخير العهـر فـي عروبــة دمشق وعمـان العروبــة ’ تلدغهـا عقارب وديدان التخنث الخليجــي ... ابنائكم .. اخوانكم.. امهاتكـم ..عماتكم .. خالاتكم يتساقطون موتـاً مشينـاً كالـذباب فـي شوارع وساحات واسواق تنضـح منهـا روائـح النفـط العـراقـي المسروق فـي مـدن اكتسبت شكلهـا المقبول مـن حـرام ثرواتكـم المهربــة .
ايهـا الأهـل ... المقيمون فـي عيون قلبي دائمـا ’هاكم جنازة احلامـي وفضلات كرامتـي وبقايـا عمـر غربتـي فـي تابوت اوهامــي .. ادفنوهـا ... ازرعوهـا فـي مقبـرة هزائمكـم وانتكاساتكـم ويأسكـم واستسلامكـم بعـد ان مسخـوا ادميتكــم وانحطت قيمتكـم واصبـح موتكـم ارقاماً مبتذلـة مكدسـة عنـد ابواب عـدهـا اليومـي ’ وسئمت مــن اجترارها السنـة الأعلام القاتـل ’ ويتستـر على فضيحـة زخمهـا هـذا الـذي ينبــح بقضيتكـم تمثيلاً مخادعـاً.
هاكـم ايهـا الأهـل كيـس عبـرتي فيـه حفنـة دموع سرقتهـا مـن موت امـي ’ اهديهـا لكم فأنتم وحدكم تستحقونها.
08 / 07 / 2007
[email protected]





#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتفاضة الخارج : وفاءً للداخل
- مدينة الشناشيل
- الوحدة الوطنية : بين الأهداف والتشويهات
- من يفجر ... ومن هذا الذي يستنكر ... ؟
- وفاءً لثورة 14 / تموز / 1958 الوطنية
- عندما يتنفس الوطن برئة المثقف
- انكم تعيدون قتل موتانا
- العن اللعبة ومن يلعبها ...
- د موع ولد الخا يبه
- هل مات الجنوب في الجنوب ... ؟
- لماذا نفرش الوطن في مبغاهم ... ؟
- كانت لي ام
- الشيعة يدفعون ضريبة قياداتهم
- مخاطر ازمة الوعي الشيعي
- ثلاثية المأزق الشيعي
- الشيعة : واقع وقيادات ... رموزهم الوجه الآخر لمآزقهم ...
- الفيحاء : لأنك منا
- چني اعرفچ ... ؟
- الهور مزروع بمهجتي
- ! فدراليات الزمن الأهوج ...


المزيد.....




- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن حاتم المذكور - اهلنا في العراق ... اهديكم دموعي