أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عدنان الظاهر - ألكترا تقتل أباها















المزيد.....

ألكترا تقتل أباها


عدنان الظاهر

الحوار المتمدن-العدد: 1972 - 2007 / 7 / 10 - 11:19
المحور: كتابات ساخرة
    


ألكترا تقتل أباها

لم أسمع في حياتي أن فتاة ً أو إمرأة ً قتلت أباها ولكن ، عاصرت ثلاث حوادث قتل شنيعة :
1 ـ قتل صيف عام 1946 أخ ٌ أخاه وكان القتيل ُ زعيم إحدى عشائر محافظة بابل الكبيرة . كان القتيل متجبراً ظالماً وإقطاعياً كبيراً . أُعدِم القاتل لأن َّ القتيل أحد الرجال المقربين جداً من حكومات العهد الملكي .
2 ـ وقتل بعد ذلك ( صيف عام 1948 ) زعيمُ قبيلة أخرى معروفة ... قتل ولده وهو في حالة سكر شديد بإطلاق النارعن قرب عليه من بندقية
[ برنو ] فأرداه على الفور قتيلاً . وبدلا ً من أن يخبر الشرطة بالحادث أمر عبيده بتقطيع جثة ولده المغدور ولفها بكيس ( كونية ) ودفنها قريباً من مضارب رؤوساء عشيرة أخرى من خصومه التقليديين لكي تحوم حولهم شبهة مقتله . تم كشف موضع الحفرة التي دُفنت فيها أوصال الشاب القتيل فإُخرجت الرمم المتفسخة من قبل الشرطة ووجهت أصابع الإتهام إلى الوالد القاتل وكانت هناك أدلة ثبوتية قدمها للشرطة الشيوخ خصوم القاتل . رأيت بعيني بقايا الأوصال الممزقة بوحشية ورائحة شديدة العفونة تفوح منها ... رأيت بقايا شعر رأس القتيل ومشطاً ما كان يفارق جيوبه . كما رأيت الأب القاتل مقبوضاً عليه وما كان مكترثا ً أبداً . كان رابط الجأش مسيطراً على نفسه شديد الهدوء قليل الكلام ... كعادته . جاء الأخ الأصغر للقتيل للتعرف على بقايا أخيه فأيد أنَّ ما يرى إنما هي بقاياه ، فهذا شعره وهذا مشط رأسه وهذه بقايا سترته . لا أعرف التفاصيل ولكن على ما يبدو تمت ( لفلفة ) الجريمة فالقاتل شيخ عشيرة كبيرة ، وعليه أُطلق سراحه بعد فترة قصيرة من إعتقاله . واصل تعاطي الخمر كما كان بل وأفرط فيه حتى وافته المنية وقيل في حينه أن سبب وفاته هو تأنيب الضمير والأسف على مقتل ولده البكر وفلذة كبده والذي كان مرشحاً لزعامة القبيلة .
3 ـ وقتل في نفس الفترة شاب ٌ أباه وكان شيخ ّ فخذ عشيرة صغيراً ومالك بساتين وجواميس يستخلص من حليبها السمن الحيواني ويسوِّقه للبيع . لا أتذكر مصير القاتل في هذا الحادث . كان القتيل كذلك قاسياً لا يعدل بين أولاده المختلفي الأمهات . فبعضهم عزيز عليه والبعض الآخر ذليل فقير .... حسب عز أو ذل أزواجه وقربهن َّ وبعدهن َّ من قلبه .
هذا ما عاصرت من جرائم تحاكي قصص شكسبير في القتول والمؤامرات
وسيول الدماء لأسباب متفاوتة مع فارق كبير : لم تكن جرائم القتل هذه بسبب النزاع على عرش أو مملكة ولكن لأسباب في نهاية الأمر تافهة لا تستحق إقتراف جريمة هدر دم إنسان بمقام أخ أو إبن أو والد . وعلى ذكر شكسبير ... فلا بأس من ذكر قصة قتل كلوديوس لأخيه الملك والد هاملت وتزوجه من أرملته الملكة جيرترود . حدث ذلك في الزمن القديم كما نعلم.
طيب ، وماذا عن جريمة قتل إبنة لوالدها ؟ لم أسمع ولم أقرأ قبلاً مثل هذه الجريمة المنكرة . بلى ، قد سمعت وقرأت في الآونة الأخيرة . سمعت قصة غريبة مفادها أن َّ (( ألكترا )) التي هامت بأبيها حباً فأوعزت بقتل زوجهِ غيرة ً منها قد قتلت أباها بعد ذلك !! لماذا ؟ لأنه تزوج فتاةً جميلة في ريعان صِباها بعد مقتل زوجه . نعم ، قتلته (( ألكترا )) بدل أن تقتل العروس الجديدة . قتلته ثم رشحت أرملته ملكة ً على البلاد بعد رحيل أبيها القتيل !! تقول القصة الغريبة إن َّ (( ألكترا )) قاتلة أبيها تحولت من عاشقة الرجل أبيها إلى شابة [[ سحاقية ]] ... غير طبيعية الميل الجنسي فمالت ميلاً جارفاً لحب أرملة أبيها الفائقة الجمال . لم تجد الملكة الأرملة بُداً من الإستجابة لطلبات (( ألكترا )) ومبادلتها الحب الشاذ إعترافاً منها بفضلها عليها إذ جعلت منها ملكة على عرش البلاد ثم ، خوفاً من أن تأمر حاشيتها بقتلها كما فعلت بأبيها وزوجه. جبروتها الإجرامي لا يُقهر ... فتحت سيطرتها جيش جرار من المرتزقة والقتلة والسرّاق والحرس الملكي و { الثوري } وغيرها من الأجهزة السرية والعلنية . كانت خزائن البلد تحت تصرفها حتى في حياة أبيها . كانت مؤتمنة وأمينة أسراره والآمر الناهي في البلاط وعموم البلاد . كما كان كبار قادة الجيش رهن إشارة إصبعها . تعيّن وترقّي وتعزل وتبعد وتعاقب وتقتل مَن تشاء ومتى تشاء وكيفما تشاء . كانت هي الحاكم المطلق . كان أبوها ضعيفاً أمام النساء فغدا ضعيفاً في الحكم ، لذا سلّم أموره وأمور مملكته لإبنته الذكية الخبيرة في هندسة المؤامرات وتدبير خطط الإغتيالات والنفي ونزع ملكية وعقارات وإقطاعيات مَن لا يعجبها من كبار رجال الحاشية والسلطة والجيش . كانت أدهى وأشجع من الملكة الفرعونية (( كليوباترا )) وأشد فتكاً من أفعى " ألكوبرا " التي قتلتها . ألكترا = كوبرا + كليوباترا . سم وجبروت ودماء وشذوذ . هكذا تُحكم البلدان وما كان حكم صدام حسين بعيداً عن هذه المعادلة .
الآن ، كيف سارت أمور ملكة الظل (( ألكترا )) مع معشوقتها الملكة المتوَّجة [[ كليوباترا ]] ؟؟ صيد ومؤامرات وقتول وإثراء فاحش في النهار وسهرات غامضة حمراء في الليالي خلف جدران قصور {{ وندسور }} الملكية في قلب لندن !! هل كانت الأميرة القتيلة ( دايانا ) تحضر هذه السهرات الحُمر والخُضر ؟ كلا ، ما كانت إلا طبيعية الميول الجنسية ، لذا أُبعدت من الحاشية بأمر من (( ألكترا )) . أُبعدت ثم قُتلت في باريس بالطريقة التي يعرفها العالم وفقَ خطة خبيثة دبرتها لها غريمتها
(( كاميلا )) . هل كانت ( زنوبيا ) ملكة تدمُر من بين نساء الحاشية في بلاط (( ألكترا )) ؟ نعم ، وكانت ذات حظوة كبيرة جداً . كانت هي الأخرى سحاقية من الطراز الأول ... لذا أُطلق عليها إسم أي المرأة الملكة ذات الزُب !! المرأة الداهية التي إستدرجت ثم قتلت بعض ملوك الحيرة الكنديين . وهل كانت هناك السيدة زوج الرئيس الأمريكي
( روزفلت ) السحاقية الشهيرة ؟ كلا ، كانت عجوزا ً شمطاء أكل الدهر عليها وشرب . لا يضم بلاط (( ألكترا )) إلا الشابات الجميلات اليافعات بين العشرين والثلاثين من أعمارهنَّ ! . تُحالُ على التقاعد مَن تتجاوز الثلاثين فتصبح وصيفة أو مشرفة أو مديرة خزانات ملابس (( ألكترا )) والملكة ... ملكة السحاقيات المتوَّجة . وهل سارت أمور المملكة ، مع ذلك ، على ما يُرام ؟ بل وعلى أفضل ما يُرام . وُضعت المملكة بأسرها بأيدي خصيان القصور الملكية من العبيد والمماليك . أخصتهم (( ألكترا )) فأخصوا بدورهم الجميع ... وزراءَ وقادة ً وأمراءَ وحكام مقاطعات وسواهم من أشباه الرجال !! لكي يحكم ويتحكم المخصي عليه أن يُخصي ... هذا هو تسلسل الحكم وبناؤه الهرمي . لذا أخصى الحاكم المدني الأمريكي ( بريمر ) جميع أعضاء مجلس الحكم الإنتقالي ففقس هذا المجلس وزراءَ ووكلاءَ ومدراءَ عامين ومستشارين أشباحَ أو أشباه رجالٍ مخصيين من رؤوسهم حتى أخامص أقدامهم ... من القمة حتى القاعدة . بريمر ذكي يفهم التأريخ ويجيد لعب أدواره . المخصي يُخصي غيره . العبد يستعبد غيره . تمام سيدة (( ألكترا )) ؟ واللهِ تمام وتمام التمام ... ردّت ألكترا . خذوا الدرس مني ... أضافت . وممن نأخذ دروسنا إنْ لم نأخذها منك يا صاحبة الجلالة غير المتوَّجة ؟ خذوها ـ في حال غيابي ـ من السفير زلماي خليل زادة !! إنه كذلك خبير آخر في فنون إخصاء المحسوبين على الرجال !! وكيف يحكم بلداً رجلٌ مخصي ؟ وما وجه الغرابة في الأمر ؟ أفلم ْ يحكم الخصيُّ الأسودُ > مصراً ، بلاد الكنانة والنيل والأهرام ؟؟ أفلمْ يمدحه كبارُ شعراء زمانه ؟؟ لا غرابة في الحياة كما لا حياء في العلم ... سواء بسواء واللهُ أعلم !!
سألتها : وكيف تمارسين الجنس مع عشيقتك أرملة أبيك ؟ قالت هذه مسائل شخصية وشديدة الخصوصية محرَّم ٌ علينا أن نبوحَ بها . إسمعْ ـ قالت ـ سأعلن زواجي منها . ماذا قلتِ يا صاحبةَ الجلالة غير المتوَّجة ؟ سأتزوجُ منها علنا وسأشاركها تاج أبي وعرش المملكة رغم أنوفكم أنتم الرجال . قوانينكم تسمح بزواج إمرأة من إمرأة ورجل من رجل كما يعلم جنابكم ، مضبوط ؟ مضبوط ونص يا صاحبة الجلالة الحقيقية . قالت لا تسخرْ ، غداً تراني الملكة الحقيقية المتوَّجة بالزواج من أرملة أبي المتوَّجة وليخسأ الخاسئون !! مملكة مقسومة بيننا وتاج مشترك بيننا ولسوف نقضي على عنصر الرجال في مملكة الخصيان . دبّرْ أمرك وغادر المملكة على عجل. جدْ لك بلداً يقبلك لاجئاً . إنْ تعقدت أمورك لسبب أو لآخر ستجدني قريبةً منك أساعدك في تذليل العقبات القانونية وغيرها . لي أصدقاء كثيرون من بين الرؤساء والملوك والأمراء . شدَّ رحالك ولا تخفْ . تذكّر شعر أبي القاسم الشابي [ ومنْ يتهيبْ صعودَ الجبالِ // يعشْ أبدَ الدهرِ بين الحُفرْ ] . غادرْ حفرتنا على عَجَل ولا تنسانا .
كيف أنسى مملكة تحكمها إمرأة سحاقية متزوجة من إمرأة وتحت إمرتها دولة وحكومة وجيش من المخصيين الكبار !! كيف أنسى مملكة نصحتني ملكتها أن أغادرها على عَجل ؟ قالت الخنساء [ ألا يا صخرُ لا أنساكَ حتى // أُفارق َ مهجتي ويُشق َّ رمسي ] .
نعم ، ألا يا عراق لا أنساك حتى أُفارق َ مهجتي ويُشقَ رمسي .





#عدنان_الظاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس دفاعاً عن سعدي يوسف / سعدي والإحتلال وعزرا باوند
- المتنبي و ( شوكار ) جارية شجرة الدرّ رومانس المتنبي
- بيان إلى المثقفين العراقيين كافة ً ...
- إلى الدكتور قاسم حسين صالح / حول مجلس عمان
- المتنبي وبعض الثائرين / الجزء الثالث
- المتنبي و المغولي بوقا تيمور في الحلة
- رواية المسرات والأوجاع / لفؤاد التكرلي الجزء الأول
- رواية المسرات والأوجاع لفؤاد التكرلي / الجزء الثاني
- برشمان أنيس الرافعي مجموعو قصصية
- البرشمان / أنيس وجحيم دانتي
- ورق عاشق / ديوان شعر لفاتحة مرشيد
- المتنبي وبعض الثائرين
- الصابئة المندائيون
- الشعراء والأديان الأُخرى
- مع أبي محسد المتنبيء في أوربا
- أطياف الندى
- السامري
- تدوين لزمن ضائع للشاعر عباس خضر
- كيف يحصل التلوث في الكون؟ - البيئة والكيمياء والسموم.. زواج ...


المزيد.....




- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عدنان الظاهر - ألكترا تقتل أباها