أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - فاضل الخطيب - سورية- معارضات بلا حوار في دولة بشار















المزيد.....

سورية- معارضات بلا حوار في دولة بشار


فاضل الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 1972 - 2007 / 7 / 10 - 10:58
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


(رسالة إلى قيادة إعلان دمشق وإلى قيادة جبهة الخلاص الوطني).

أريد في البداية أن أؤكّد شيئاً وهو أنني عندما أنتقد بعض مواقف وممارسات قسم من المعارضة الوطنية السورية أقوم بذلك من موقف الحرص والغيرة والالتزام المبدئي بأهدافها العامة وهي إقامة البديل الديمقراطي. أي أنني أنتقدها كفردٍ منها بالرغم من عدم التزامي التنظيمي بأي فصيلٍ من فصائلها.

إن المهتمين والمطلعين على تجربة البلدان التي كانت تحكمها "أحزاب شمولية" وانتقلت إلى النظام الديمقراطي ذو التعددية السياسية ودولة القانون والمؤسسات, يرى أن أحد أسباب نجاح القوى الوطنية الديمقراطية كان وجود القاسم المشترك "الهدف العام" الذي وحّد اتجاهاتها ونشاطها, من خلال التنسيق والحوار الحضاري والقيام بأعمال مشتركة, مما جعل غالبية الشعب ينظر إليها باحترام وتقدير.
ونجد أن تلك التنظيمات – كما هو الحال عندنا- تمثل تيارات واتجاهات فكرية وإيديولوجية متباينة جداً, لكنها اعتبرت الأولوية في أيّ عملٍ وموقفٍ هو إلى أي مدى يصبّ في اتجاه التغيير المنشود.
ففي بلدان أوربا الشرقية تحالف القومي واليميني مع الليبرالي واليساري وتحالفوا مع الشيوعي الإصلاحي داخل الحزب الحاكم, تحالف المتدينون مع الكافرين, تحالف أصحاب رؤوس الأموال مع العمال والفلاحين وقبل كل شيءٍ تحالف المثقفون مع بعضهم, وتجربة المجر تؤكّد أن تحالف القوى السياسية المعارضة مع بعض المنادين بالإصلاح والتغيير داخل الحزب الشيوعي – الحاكم آنذاك- واستغلال الظروف الاقتصادية السيئة في الداخل والحنكة والشجاعة في استغلال الظروف الخارجية التي كانت سائدة, كل ذلك كان السبب في التغيير السلمي وبدون طلقة رصاصة واحدة!, وتمّ الانتقال إلى التعددية السياسية ودولة القانون.
وبعد ذلك بدأ الاصطفاف السياسي والإيديولوجي يأخذ مجراه الطبيعي, فحلفاء الأمس والذين كانوا يوحدوا جهودهم من أجل هدف مشترك صاروا منافسين أشداء ضد بعضهم, ثم ظهرت تحالفات جديدة وفرزٍ جديد.
فالحزب الذي فاز بأول انتخابات حرة وبنسبة كبيرة وحكم البلد صار بعد أربع سنوات من الأحزاب الصغيرة جداً في البرلمان, والحزب الذي تشكل على أنقاض الحزب الشيوعي (من الشيوعيين الإصلاحيين والذين اعتنقوا الاشتراكية الديمقراطية) وكان حزباً صغيراً في البرلمان صار بعد أربع سنوات أقوى الأحزاب وحصل على أكثر من نصف مقاعد البرلمان واستطاع ربح الانتخابات وتشكيل حكومة ثلاث مرات من بين خمس انتخابات حرة منذ تغيير النظام السابق.
وأحد أكثر الأفراد الذين كانوا في قيادة الحزب الشيوعي والذي ساهم بشكل رئيسي في عملية التغيير السلمي وكان مرشحاً لرئاسة الجمهورية صار بعد أربع سنوات على تغيير النظام بلا أي تأثير ولا أي نشاطٍ أو وجود سياسي, وهناك رفاق له من الحزب السابق صاروا رؤساء وزارات صار وما زال لهم حضور سياسي وتأثير قوي في البلد.

ما أريد قوله على ضوء ما تقدّم أنه لا ضمانة للتغيير الديمقراطي في سوريا بدون تنسيق وجمع القوى والأفراد الداعية والعاملة من أجل التغيير, ولا ضمانة أيضاً لأيّ فردٍ أو حزبٍ أن يستمر بنفس القدرة والشعبية بعد التغيير!

إن التفكير المسؤول يحكم علينا جميعاً كأفرادٍ عاديين أو قيادات في فصائل المعارضة الارتقاء والخروج من داخل النمطية والتحليل الضيق, إننا بحاجة إلى الشجاعة في التمرد أحياناً, التمرد على التفكير وكسر تلك الخطوط الحمر التي نضعها أمام بعضنا سواء داخل التنظيمات أو خارجها, لنترك الخطوط الحمر للنظام ولتكن خطوطنا الحمر هي البديل الديمقراطي ودولة القانون والمؤسسات.

سأكون واضحاً أكثر, هل تستطيع قوى إعلان دمشق بمفردها إقامة البديل الديمقراطي؟ وهل تستطيع جبهة الخلاص الوطني وحدها إحداث التغيير المنشود؟ وهل تستطيع تنظيمات الأكراد بمفردها تأمين الحقوق المشروعة لأبناء شعبها؟ وهل يستطيع المثقفين الغير ملتزمين تنظيمياً وحدهم بالوصول إلى حرية الكلمة؟....

ليس كل حوار يجلب النتيجة, لكنه بالتأكيد لن يكون بدون جدوى, وبمعنى آخر نتائج الحوار ليست بالتأكيد إيجابية لكن عدم وجود الحوار بالتأكيد شيئ سلبي. والحوار السياسي يُظهر وجوهاً عديدة للحقيقة التي نبحث عنها.

يطرح البعض-وفيه شيء من المنطق- أنه كيف يُمكن أن يجد لغة واحدة من خدم النظام سنوات طويلة مع من قبع في سجون النظام سنوات طويلة؟ كيف يمكن للشيوعي أن يجد لغة حوار مع عضو الإخوان المسلمين؟ العلماني مع المتدين؟ من يبحث عن جنة في السماء مع الذي يعمل لبنائها على الأرض؟
أسئلة فيها شيء من المعقولية, لكنني أعتقد أن الأكثر معقولية ومنطقية هو إن كان هذا الحوار وهذه اللغة المشتركة تساهم في خدمة الوطن والشعب فإنني أجدها ضرورية, لكنها تحتاج لشجاعة كبيرة أكبر من شجاعة التصدي للنظام وسياسته!
عندما يجد إعلان دمشق مظلة تجمع الشيوعي مع عضو الإخوان المسلمين فإن عليه استيعاب المرحلة لتجميع ما بين هذين القطبين المتنافرين, فلا الشيوعي هدفه الآن إقناع الإخوان المسلمين باعتناق الماركسية ولا هدف الإخوان المسلمين إقناع الشيوعي بالصلاة والصيام والحج.
وعلى جبهة الخلاص وبعض الفصائل التي تقترب حيناً وتبتعد أحياناً عن هذين التجمعين الكبيرين للمعارضة السورية –عليهم- إيجاد الوسائل للتنسيق والعمل مع إعلان دمشق. إنني على ثقةٍ كاملةٍ بأنه مطلوبٌ من الجميع – وأكرر من الجميع- شجاعة في المواقف والنظر للهدف الأكبر.
إن تأثير النظام وسياسته التفريقية والتخويفية والتهديدية ليست سوى خوفه من تقارب المعارضة وتوحيد عملها والتنسيق بين خصوصيات ومهمات العمل في الداخل والخارج.

ونقول بصراحة أن قوى إعلان دمشق ضعيفة وجبهة الخلاص ضعيفة أيضاً وليس بالتأكيد أن التنسيق بينهما يجلب النتائج المرجوّة لكن الأكيد أن عدم التنسيق وأحياناً التنافر لا يجلب نجاحاً ولا مكسباً إلاّ للنظام ولسلطة القمع.
وسأكون صريحاً أكثر إنني أعتقد أن الكثير من البيوت إن لم تكن من زجاج كامل لكنه فيها زجاج وبألوان مختلفة, لذلك أدعو للتروي عند محاولة الرشق بالحجارة!

المرحلة الحالية تفرض على العلماني والليبرالي والمسلم المتدين, تفرض على صاحب رأس المال وعلى الفقير المعدم وتفرض على المثقف وغير المثقف –تفرض على الجميع- إيجاد لغة مشتركة –على الأقل مؤقتة- وبعدها كما يقال "كل عنزة تلحق قطيعها", وهذا لا يعني التخلي عن الأهداف والمبادئ الحزبية لكنه يعني الارتقاء فوقها!

ساذجٌ من يظن أن هناك ثبات على المبدأ, لا ثبات في هذا العالم, ما كتبه ماركس في مرحلة شبابه قد لا ينسجم مع كتاباته في آخر حياته, كذلك الأمر بالنسبة للإخوان المسلمين وطروحاتهم وبالنسبة للسيد عبد الحليم خدّام, ولكل قيادات المعارضة.
هل يقف الشيوعيون ضد سياسة أمريكا إذا قامت بالضغط على النظام على اعتبار أنها دولة إمبريالية؟ وهل يقف الإخوان المسلمون ضد سياسة الأحزاب والدول الليبرالية و"الكافرة" إذا وقفت ضد سياسة النظام السوري؟ لا أعتقد ذلك, بل المطلوب هو مساعدة كل العالم للخلاص من سلطة القمع والديكتاتورية, لكنه يجب أولاً الإثبات للعالم على أننا نستحق هذه المساعدة وذلك من خلال تجميع بعضنا للبعض وتوحيد الجهود والتنسيق.
لماذا لا نحاول أخذ الجانب الإيجابي من مواقف بعضنا البعض. علينا البحث عن الحجج التي تجمّع ولا تفرّق, على إعطاء الحق أن الآخرين أيضاً صادقين في مواقفهم كما نعتقد عن أنفسنا, علينا التخلي عن العقلية "المكارثية"!

العالم يسير ويتغير بسرعة كبيرة جداً وعلينا التأقلم مع هذا العالم, علينا التأقلم مع "العولمة" والاستفادة من كل إيجابياتها –خصوصاً في طريقة تفكيرنا وتعاملنا-

على المعارضة و"المعارضات" السورية أن تكون أكثر شجاعة في تعاملها مع السياسة الدولية واستغلال كل فرصة لعزل النظام, ونعرف سلفاً أن كل العلاقات الدولية وسياسة الدول كانت وستبقى سياسة مصالح أكثر من إيديولوجيا-مثال الصين-.
وأعتقد أن مهمة السوريين المعارضين للنظام الحاكم والذين لا ينتمون إلى أيّ تنظيم سياسي هو العمل على تقريب وتوحيد فصائل المعارضة الوطنية.

وأخيراً أقولها وبحسرة –والمعذرة من قادة المعارضة- هؤلاء هم "زعماؤنا" علينا التعامل معهم أو الانتظار حتى نستورد زعماءً آخرين ومن بلدان أخرى!
(ملاحظة: هذه الأفكار تعكس آراء العديد من معارضي النظام السوري الموجودين في هنغاريا).

بودابست, 9 / 7 / 2007, د. فاضل الخطيب.



#فاضل_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رابعة العدوية والعشق الإلهي السوري
- حزيران بين الصُوَر
- سبع وسبعة ودبيكة و-كمشة- تسعات
- تليفون الإستفتاء
- قبل الإستفتاء
- الديكتاتور والديكتاتورية قديماً وحديثاً
- انتخابات ديمقراطية في سورية الأبية
- أريد أن أكون وزيراً
- وجهتي نظر لقضية واحدة-لباس المرأة
- بيعة وبيّاعين في سوق البعثيين
- السارق والسرقة
- حلمٌ غريبٌ في بلد إسمه سوريا
- نفاق الرفاق ديالكتيك العبد والقبضاي
- الحوار السياسي, هل نتعلمه؟
- تزمير وتثاؤب
- محطات ليست بعيدة عن السياسة
- من نظام الحزب الواحد إلى الديمقراطية! تجربة المجر
- -العبقرية-المجرية 15 مليون نسمة, 15 جائزة نوبل, مئة وخمسة و ...
- استنساخ, تماثيل والإبليس براميرتس
- أسئلة في الهواء وأجوبة جوفاء


المزيد.....




- تجاهل محكمة العدل في تدابيرها الاحترازية الاضافية وقف اطلاق ...
- قلق أمريكي من تصاعد الحراك الشعبي الأردني وشعاراته
- حوار مع الرفيق فتحي فضل الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي الس ...
- أبو شحادة يدعو لمشاركة واسعة في مسير يوم الأرض
- الوقت ينفد في غزة..تح‍ذير أممي من المجاعة، والحراك الشعبي في ...
- في ذكرى 20 و23 مارس: لا نفسٌ جديد للنضال التحرري إلا بانخراط ...
- برسي کردني خ??کي کوردستان و س?رکوتي نا??زاي?تيي?کانيان، ماي? ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - فاضل الخطيب - سورية- معارضات بلا حوار في دولة بشار