أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - قاسيون - وثائق الاجتماع الوطني الأول لوحدة الشيوعيين السوريين















المزيد.....



وثائق الاجتماع الوطني الأول لوحدة الشيوعيين السوريين


قاسيون

الحوار المتمدن-العدد: 601 - 2003 / 9 / 24 - 01:52
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


دمشق في 18/10/2002
شهدت دمشق بتاريخ 18/10/2002  انعقاد الاجتماع الوطني المكرس من أجل وحدة جميع الشيوعيين السوريين، والذي ضم لجان التنسيق والمبادرة الوافدة من المحافظات السورية.
 ثم انتخب المجتمعون هيئة رئاسة للاجتماع مكونة من سبعة رفاق هم: عبد الرحمن أسعد ـ الجزيرة، فيصل خير بك ـ اللاذقية، علي حمادة ـ حلب، منصور الأتاسي ـ حمص، محمد عبد الكريم ـ حماة، قدري جميل ـ دمشق، فؤاد دويعر ـ السويداء، فريد قره ـ درعا.
وبعد إقرار جدول العمل الذي اقترحه الرفيق منصور الأتاسي، قدم الرفيق قدري جميل تقرير لجنة متابعة تنفيذ ميثاق شرف الشيوعيين السوريين الذي تضمن مجمل عمل ونشاط اللجنة منذ إطلاق ميثاق الشرف. وبعد ذلك فُتِحَ باب النقاش والحوار الذي شارك فيه عشرات الرفاق. ثم بحث الاجتماع نص النداء من أجل وحدة جميع الشيوعيين السوريين و أقر اتجاهاته العامة وكلف اللجنة الوطنية بإصداره.
تلا ذلك تشكيل اللجنة الوطنية من أجل وحدة الشيوعيين السوريين التي ضمت: منصور الأتاسي وحمزة منذر وقدري جميل وسهيل قوطرش، كما ضمت ممثلي لجان التنسيق في المحافظات السورية وهم: نايف أسعد وغالب سعدون وغانم أتاسي وفيصل خير بك ومحمود حيدر وعلاء عرفات وأيمن بيازيد وعلي حمادة ومسلم الزيبق ومحمد عبد الكريم مصطفى وأكرم فرحة و راضي سابق وفؤاد دويعر وعبد القادر سيد يوسف وعبد اللطيف العش وفريد قره وخالد الشرع..
 واختتم الاجتماع الذي دام خمس ساعات بالنشيد الأممي.
  و ننشر فيما يلي الوثائق الكاملة لهذا لاجتماع.

 


بـــــلاغ


في يوم الجمعة في 18/10/2002 عقد بدمشق اجتماع ضم أعضاء لجان التنسيق والمبادرة في المحافظات السورية التي تشكلت من أجل العمل لوحدة الشيوعيين السوريين.
استمع الاجتماع إلى تقرير لجنة متابعة تنفيذ ميثاق شرف الشيوعيين السوريين، وجرى نقاش واسع حوله اتفق فيه المتحدثون على تطوير الخطوات التوحيدية بينهم في هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها بلادنا والمنطقة.
وعلى هذا الأساس أقر الاجتماع إصدار نداء لوحدة الشيوعيين السوريين، ومن ثم انتقل إلى بحث تركيب اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين التي وافق عليها بعد أن قدمت كل لجنة محافظة مرشحيها للعمل فيها. وقد كلف الاجتماع اللجنة الوطنية بإدارة الحوار حول الوحدة واقتراح الأشكال الملموسة لها، وخاصة أن الظروف العالمية والإقليمية والمحلية تؤكد أن وحدة الشيوعيين هي ضرورة موضوعية ملحة.

 

 

نداء لوحدة جميع
الشيوعيين السوريين!

إليكم جميعاً، أيها الشيوعيون السوريون، أينما كنتم!

في الوقت الذي تزداد فيه شراسة العولمة المتوحشة، وتشتد خطورة التحالف الأمريكي ـ الصهيوني على الشعوب قاطبة، من أفغانستان إلى أمريكا اللاتينية، مروراً بالعالم العربي الذي له النصيب الأكبر من المخططات العدوانية المباشرة، وليس أقلها، إخماد الانتفاضة الفلسطينية الباسلة بالحديد والنار، وضرب العراق والعدوان على سورية ولبنان، وصولاً إلى تغيير لون الخرائط في المنطقة لفرض النموذج الأمريكي على العالم أجمع، دون أن يُستثنى من ذلك «صديق أو حليف» واهم بديمومة المظلة الأمريكية فوق رأسه، في هذا الوقت بالذات تصبح وحدة الشيوعيين السوريين ضرورة موضوعية ملحة أكثر من أي وقت مضى، تمليها المصلحة الوطنية العليا لبلادنا ومبادئنا الطبقية والأممية.
 أيتها الرفيقات، أيها الرفاق!
 في الوقت الذي نحتفل فيه بذكرى تأسيس حزبنا الشيوعي السوري المجيد، ومسيرته التي شارك فيها عشرات الآلاف من أبناء شعبنا، وتاريخ نضاله وشهدائه من أجل الدفاع عن الوطن ولقمة الشعب، يعز على كل شيوعي ووطني في بلادنا حالة التمزق والخلل الذي أصاب حزبهم في العقود الأخيرة. وإذا كانت قواعد الحزب قد انتظرت طويلاً ـ دون جدوى ـ تحقيق الوحدة عبر التصريحات والنوايا المعلنة من القيادات، فإن الشيوعيين في القواعد، الأكثر التصاقاً بالجماهير وهمومها والدفاع عنها، قد حزموا أمرهم، عبر الحوار الرفاقي الجاد، بأن الطريق إلى وحدة الشيوعيين السوريين على أسس مبدئية وتجنب إعادة إنتاج الأزمة، يجب أن يمر من «تحت لفوق». دون استثناء لأحد.
 أيتها الرفيقات، أيها الرفاق!
 إذا كنا متفقين على أهمية عودة الحزب إلى الجماهير، ليلعب دوره التاريخي في القضايا الوطنية والاجتماعية والديمقراطية؛ وإذا كنا متفقين على نبذ الولاءات الشخصية وعقلية التكتل والانقسام التي أضعفت الشيوعيين، مجتمعين ومنفردين، وكان لها أثرها السلبي الكبير على مجمل الحركة الوطنية في البلاد، وإذا كنا متفقين على أهمية تجسيد الأخلاق الشيوعية الأصيلة في السلوك والممارسة، وإعادة الاعتبار للروح الرفاقية في التعامل بين الشيوعيين، نابذين روح الركض وراء الامتيازات، ومكرسين روح التضحية ونكران الذات؛ وإذا كنا متفقين على ضرورة تكريس الديمقراطية الحزبية وتوطيدها واحترام رأي الأقلية وعدم قمعها، تحت أية حجة كانت؛ وإذا كنا متفقين أن نعمل على أساس الماركسية ـ اللينينية ضد الجمود والعدمية في الفكر وأن نطبقها تطبيقاً خلاقاً انطلاقاً من التطورات التي يشهدها العالم والوطن؛ وإذا كنا متفقين على أن التحالف بين جميع القوى الوطنية هو ضرورة وطنية عليا دون هيمنة أو وصاية من قوة أخرى، ودون أن يتحول أي طرف إلى عبء على الآخر؛
 إذا كنا متفقين كشيوعيين على كل ما سبق، فإن أحداً مهما كان موقعه لن يستطيع أن يعيق الوصول إلى وحدة الشيوعيين السوريين في حزب شيوعي واحد في البلاد، يلغي «حالة الفصائل» في الحركة الشيوعية السورية، ويدافع عن الوطن والكرامة الوطنية وتحرير الجولان، تحت راية الوحدة الوطنية وخيار المقاومة الشاملة، وإطلاق الحريات الديمقراطية للجماهير الشعبية وتفعيل طاقاتها الجبارة ضد التحالف الصهيوني ـ الأمريكي وحلفائه في الداخل والخارج.


  18/10/2002
                                       الاجتماع الوطني لوحدة
                                       الشيوعيين السوريين

 

تقرير «لجنة متابعة تنفيذ ميثاق شرف الشيوعيين السوريين»
 قدمه الرفيق قدري جميل

لقد مضت سبعة أشهر تماماً على إعلان ميثاق شرف الشيوعيين السوريين، ونجتمع اليوم كشيوعيين من كل أنحاء سورية، ومن كل الطيف الشيوعي المبعثر على تنظيمات مختلفة وخارجها، كي نقرر خطوتنا اللاحقة.
لقد عبر الميثاق عن حالة تستجيب لحاجة موضوعية ملحة ألا وهي توحيد الشيوعيين السوريين في تنظيم طليعي يلعب دوره الاجتماعي والسياسي المطلوب منه. وقد كان هذا الميثاق مجرد إعلان نية لفتح الحوار في هذا الاتجاه من خلال تأكيده على جملة من القواسم المشتركة الدنيا التي لابد منها لتحديد نقاط الانطلاق الضرورية لهذه العملية.
وترى لجنة متابعة تنفيذ ميثاق شرف الشيوعيين السوريين أن الميثاق قد أنجز الدور المطلوب منه بنجاح، والمطلوب اليوم هو البحث بشكل مشترك عن الخطوة اللاحقة التي تعزز السير في هذا الاتجاه، أي الحوار من أجل الوحدة.
لقد قلنا منذ البداية، ونؤكد اليوم، أن هدفنا لم يكن بحال من الأحوال تكوين فصيل شيوعي جديد إلى جانب الفصائل الموجودة، وهو هدف لو أردناه قريب المنال، ولكن هدفنا كان منذ البداية إعادة تكوين ذلك الحزب الشيوعي الذي يحل مكان جميع الفصائل الموجودة.
وحين قلنا ذلك ظن البعض أننا نناور تكتيكياً ضمن عقلية الأزمة نفسها وظن البعض الآخر أن ما نسعى إليه وهم مستحيل وقبض للريح، ولكن تطور الأحداث أثبت أننا على الطريق الصحيح.
وبالفعل فإن التحليل الهادئ للوضع القائم يثبت أنه ليس هنالك في سورية اليوم حزب شيوعي يلعب دوره الوظيفي المطلوب منه اجتماعياً وسياسياً، وشتان طبعاً ما بين تنظيم يحمل هذه اللافتة وبين تنظيم يلعب هذا الدور، لذلك كان رأينا منذ البداية أن تكوين أي تنظيم شيوعي دون تجاوز الأزمة التي عاشتها الحركة خلال العقود الثلاثة المنصرمة، تجاوزها بالدرجة الأولى فكرياً وسياسياً وعملياً إنما يعني إعادة إنتاج الأزمة نفسها مما نحن بغنى عنه.
إن الساحة السياسية السورية تشهد اليوم وجود فصائل وتنظيمات شيوعية عديدة، لا ترقى كل بمفردها أو بمجموعها إلى الدور المطلوب من حزب.
لقد وصلنا إلى هذا الوضع بعد أزمة مستمرة في الحركة على مدى العشرات من السنين. فهل نستطيع اليوم تجاوزها وإحداث الانعطاف المطلوب في حياة الحركة الشيوعية في سورية، ذلك الانعطاف الذي يفضي إلى نهوضها واستعادتها لمواقعها وعودتها للعب دورها المنوط بها؟
لقد كانت الرغبة في الوحدة موجودة دائماً عند الشيوعيين السوريين، ولكن هذه الرغبة خلال حقبة زمنية طويلة لم تمنع الانقسامات وتكرارها بين الحين والآخر وبشكل دوري.
إن كل طرف في خوضه للصراع الحزبي خلال المراحل المختلفة للأزمة كان يظن أنه بحسم الخلافات تنظيمياً فإنه سوف يخرج أقوى مما دخل الأزمة، لأنه بذلك يكون قد طهّر نفسه من العناصر الانتهازية أو التحريفية أو الدوغماتية أو المتعصبة قومياً أو الكوسموبوليتية أو الاشتراكية ـ الديمقراطية إلخ…. من القاموس المعروف.
ولكن الواقع أثبت أن ما من طرف خرج من الصراع إلا أضعفَ من قبل، ولم يستطع أحد، إن كان قاسماً أو مقسوماً، أو غالباً أو مغلوباً، أن يستعيد قواه الأساسية، بل إنه لايزال ينزف حتى هذه اللحظة.
والأنكى من ذلك أنه ما من طرف خرج من انقسام إلا وأعاد إنتاج الانقسام بهذا الشكل أو ذاك، حتى الوحدات التي تحققت خلال هذه الفترة التي استندت إلى مبدأ التجميع وليس التوحيد، ما كانت إلا تكريساً بشكل جديد أقل وضوحاً للانقسامات السابقة، وبالتالي لم تستطع أن تؤدي الدور المطلوب منها وهو تقوية الحركة وزيادة نفوذها، بل يمكن القول أنها زادت انكفاء الحركة انكفاءً.
ولكن ما الذي تغير اليوم؟ ما الذي يجعلنا نتفاءل بإمكانية كسر مسلسل الانقسامات والتراجعات والانتقال إلى حالة جديدة؟ وهل تكفي الرغبة وحدها مهما عظمت لتحقيق ذلك؟
لقد ترافق الوضع في الحركة الشيوعية السورية، بوضع مماثل في كل الحركة الشيوعية العالمية. فالتحليل الموضوعي اليوم يسمح لنا بالاستنتاج أنها قد بدأت بالتراجع عن مواقعها منذ بداية الستينات من القرن الماضي، هذا التراجع الذي تمثل بتغيّر تدريجي بطيء في ميزان القوى العالمي لصالح الرأسمالية العالمية، والذي انعكس في نهاية المطاف بانهيار الاتحاد السوفييتي، ومنذ ذلك الحين لم تعد مقولة اختلال ميزان القوى العالمي بحاجة إلى إثبات ونقاش، لقد أثبتها الواقع والحياة.
ولقد انعكس هذا التراجع على كل فصائل الحركة الشيوعية العالمية، فمنها من دفع ضريبة هذا التراجع دماً ومنها من دفعه انقسامات وتشرذماً ولكن في كل الأحوال كانت النتيجة واحدة وهي تغير ميزان القوى لغير صالح حركتنا.
لسنا اليوم بصدد بحث أسباب التراجع العام  للحركة ولكن على عجالة يمكن أن نستنتج أن هذا التراجع قد سد مؤقتاً الأفق التاريخي أمام حركتنا وأصبحت أهدافها غير قابلة للتنفيذ في المدى التاريخي المنظور في وقت كانت فيه برامجها تؤكد إمكانية الانتصار على العدو الطبقي خلال المستقبل المنظور. لقد أنشأ هذا الوضع تناقضاً بين الهدف المعلن والواقع الملموس، بل إن الهوة أخذت تزداد مع الزمن بين الهدف والواقع، ويجب الاعتراف اليوم بأن حركتنا، ونحن بجملتها، لم تستطع أن تشخِّص في حينه السبب العميق للأزمة أي للتناقض بين هدف الحركة وواقعها، ولايمكن تحميل مسؤولية ذلك لأحد، لا لشخص ولا لمجموعة، والأرجح أن المستوى المعرفي لم يكن يسمح آنذاك بالوصول إلى الاستنتاج الذي توصلنا إليه اليوم، وخاصة أن التراجع كان يجري بشكل مستتر تدريجي وغير معلن بل كان يرافقه إعلانات وتأكيدات بالاتجاه المعاكس.
إن ترافق التراجع العام مع حالة عدم وعي له أدى إلى جملة من الاستنتاجات السياسية الخاطئة، وإلى ممارسات تنظيمية عمقت حالة التراجع.
فكل المتصارعين كانوا يعتقدون أن الأزمة مؤقتة وعابرة، مما كان يجعلهم يظنون أن المخرج التنظيمي هو المخرج الوحيد الصحيح، لذلك كانوا يتعجلون في الحسم التنظيمي دون إعطاء النقاش الفكري والسياسي حقه ومداه الكافي، ودون إعطاء الحياة حقها في المساعدة على حسم النقاشات الفكرية والسياسية المثارة. وللحق والتاريخ يجب أن نسجل أن القسم الدولي للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفييتي الذي لعب دوراً سلبياً هاماً خلال فترة البيريسترويكا كما تبين لاحقاً، قد ساعد على تأزيم الأوضاع الحزبية وإيصالها إلى طرق مسدودة بحجة دعم هذا الفريق أو ذاك.
والخلاصة أن وحدة الشيوعيين التي تعبر دائماً عن ضرورة موضوعية، والتي بقيت دائماً أملاً حقيقياً كانت محكومة بالواقع الذي أملاه التراجع، والذي أدى إلى الانقسامات المتتالية.
ومما لاشك فيه أن خسائرنا كانت أقل لو رافق التراجع حالة وعي متقدم له مما كان سيحد من أثاره السلبية ولكن الذي حدث هو العكس. واليوم بعد عشر سنوات من انهيار الاتحاد السوفييتي ومنظومة الدول الاشتراكية بقيت فيه المبادرة وزمام الأمور بيد الإمبريالية العالمية وعلى رأسها الامبريالية الأمريكية يتبين لنا أن الهزائم التي حلت بنا وإن كانت قد أطالت بعمر الرأسمالية إلا أنها لم تخرجها من أزمتها المستعصية، بل أن أزمتها ازدادت استعصاء مما يدفعها إلى الخيار العسكري كخيار وحيد لحل التناقضات الناشئة فيها، مما يجعلنا نصل إلى استنتاج هام مفاده:
إن الأفق التاريخي قد بدأ بالانسداد أمام الرأسمالية العالمية، وإذا كان هذا الأفق مسدوداً بالمعنى التاريخي استراتيجياً، إلا أنه الآن قد بدأ بالانسداد بالأفق الآني القريب المدى مما يعني أن توازن القوى الذي تكوَّن خلال العقود الماضية لصالحها غير قادر على الاستمرار، بل العكس هو الصحيح. فالخيار العسكري كخيار وحيد لحل المشاكل العالمية ما هو إلا دليل على إفلاس عميق وأزمة مستعصية لا حل لها، وهذا يعني أن الأفق التاريخي لحركتنا قد انفتح على المدى المنظور مما سيغير ميزان القوى بالتدريج لصالحها.
إن التقاط هذه اللحظة بالذات هو الذي يدفعنا للاستنتاج بأن الواقع الموضوعي اصبح يملي وحدة الشيوعيين التي كانت ضرورة وأملاً طوال الوقت، فإذا كنا محكومين بالتراجع خلال الحقبة الماضية فإننا اليوم محكومون بالتقدم الذي سيسير بشكل أسرع كلما استوعبنا هذا الأمر بشكل أسرع.
إن القوى الثورية العالمية، بمختلف مكوناتها، تواجه اليوم العدوانية المتصاعدة للإمبريالية العالمية التي أصبحت بحد ذاتها عامل توحيد مهم لكل القوى المعادية للإمبريالية.
وإذا كان لابد من هذه المقدمة لتوضيح رؤيتنا للأزمة ولآفاق حلها فمن الضروري أن نعرض عليكم بعض الاستنتاجات المستندة إلى هذا التحليل التي هي بحد ذاتها يمكن أن تكِّون بعض الأسس لمصلحة الوحدة اللاحقة:
1. الوحدة الحقيقية للشيوعيين اليوم لا يمكن أن تتم إلا بمبادرات من تحت وهذا لا يعني حتماً استثناء الذين فوق، ولكن هذا يعني أن محاصرة أمراض الماضي والقضاء عليها لا يمكن أن تتم إلا بهذه الطريقة. والجدير بالذكر أن القيادات الحالية للفصائل الشيوعية لا تروق لها الطريقة التي يجري فيها الاتجاه نحو الوحدة اليوم، وتقاوم هذا النزوع بمختلف الأشكال مروّجة فكرة إن هذا الحق هو احتكار للقيادات فقط الذي إن لم تباركه فإنه لن يتم بالضرروة. لقد انتظرنا طويلاً الوحدة الآتية من فوق بلا جدوى،فلنجرب مرة واحدة على الأقل الوحدة التي تصنع من تحت لفوق.
إن منطق الوحدة من تحت هو منطق الديمقراطية الحزبية، منطق سيادة المؤتمرات، منطق سلطة القواعد الحزبية التي يستند إليها مبدأ المركزية الديمقراطية.
إن هذا المنطق إذا قُيِّض له التطبيق سيتطلب إيجاد الضمانات الكافية له للاستمرار، بما فيها استنباط آليات جديدة في العمل التنظيمي تحمي الحزب من سلطة الأفراد والقيادات إذا ما خرجت عن القواعد والضوابط الحزبية المتفق عليها.
2.  لقد تعلمنا خلال سنوات الانقسامات الطويلة فن الانقسام وعلينا اليوم تعلم فن التوحيد.
فإذا كانت أهم أدوات الانقسام هي شخصنة الصراعات وتسمية المجموعات المتصاعدة بأسماء زعمائها، فإن عملية التوحيد لا يمكن إلا أن تسير باتجاه معاكس في هذا المجال، فالتوحيد لا يمكن أن يتم على اسم شخص أو أشخاص إنه يتم فقط على أساس فكرة، هدف.
وإذا كان الحسم التنظيمي هو أداة من أدوات الانقسام، دون إعطاء المجال للحسم الفكري والسياسي من خلال النقاش أن يأخذ مجراه الطبيعي، فإن التوحيد يتطلب النقاش الرفاقي المُعَّمق حول القضايا الفكرية والسياسية، وأن يُترك للحياة، للتجربة أن تحسم ما يجب حسمه، بحيث يصبح الحسم التنظيمي لا معنى له في هذا الإطار. إن تسريع الحسم التنظيمي للأمور غير الناضجة فكرياً وسياسياً أدى إلى تعميق الأزمة عوضاً عن حلها.
ونتيجة لذلك أصبح إقصاء الآخر والقمع والاتهامات الجاهزة أداة هامة في عمليات الصراع الحزبي، وقد كنا مشاركين إلى هذا الحد آو ذاك في هذه العمليات سواء كنا كقامعين أحياناً أو مقموعين أحياناً أخرى، ولاشك أن النوايا الحسنة قد بلطت طريقنا جميعاً خلال هذه الصراعات. لذلك من المطلوب تعلم فن التوحيد في هذا المجال الذي يتطلب قبول الآ خر ومنع قمع الرأي المخالف تحت أي سبب كان، والتدقيق والتأني في أية اتهامات ومنع التشهير، وإعادة تفسير المركزية الديمقراطية على أساس عصري يسمح بتعددية الآراء على أرضية وحدة الإرادة والعمل.
3. إن من يسير على طريق الوحدة يجب أن يجمع كل شيوعي يريد السير في هذا الاتجاه بغض النظر عن التقييمات والاتهامات والقرارات السابقة، التي يتبين أن جزءاً كبيراً منها أملاه مصالح الصراع التكتلية، لذلك لا يجوز أن يوضع أي فيتو على أي شيوعي، ولعل الاستثناء الوحيد من هذه القاعدة يجب أن يكون أولئك المدانون بجرائم شائنة بحق المجتمع. إن منطق الفيتو لا يتماشى مع عقلية التوحيد بل يتناقض معها، إنه منطق الوصاية والاستعلاء  والمعلمية على الآخرين. إن الشيوعي يُقيّم فقط على أساس إمكانياته وتنفيذه لمهامه.
4. يؤكد الواقع اليوم أن هامش الخلاف بين الشيوعيين حول مهامهم الآنية هو في حدوده الدنيا بالمقارنة مع العقود السابقة، وبالفعل فإن الحياة قد حلت الكثير من الأمور المختلف عليها سابقاً، إلى جانب أن تكوّن الواقع الجديد عالمياً وإقليمياً ومحلياً يوحد ليس فقط الشيوعيين، وإنما يوحد أيضاً كل الوطنيين ولكن هذا لا يعني أن أموراً معينة تخص الماضي البعيد أوالمستقبل البعيد، يمكن أن تبقى غير محلولة. فهل يجب أن نشترط على وحدة الشيوعيين الاتفاق على كل ما يخص تفاصيل الماضي البعيد؟ والمستقبل البعيد طبعاً لن يكون الأمر سيئاً إذا اتفقنا على كل شيء، ولكن إذا افترضنا أننا اتفقنا على المهام الآنية ولم نصل إلى نفس الاتفاق حول القضايا الأخرى فهل يجب أن تتوقف عملية الوحدة، طبعاً لا؟ فلنتابع الحوار حول مالم يتفق عليه من الأمور غير الآنية، ولنترك للنقاش، للحياة، للتجربة كي تحسمها بالتدريج. ولنتمركز ونتوحد حول مهامنا الآنية الملحة ولنمنع خط الفصل من المرور بيننا حول القضايا غير المتفق عليها.
5. إن طريقة كهذه في التوحيد ستدفعنا للعودة إلى الجماهير، التي هي بحد ذاتها طريقة مجدية في تجاوز الأزمة، فالتجربة الماضية أثبتت أن عمق الأزمة يتناسب طرداً مع درجة الابتعاد عن الجماهير، وإذا علمنا أن جدية مشاكل اليوم تدفع الجماهير للعودة إلى الشارع أو بكلام آخر بدأت تلوح بالأفق ملامح عودة الجماهير إلى السياسة وانتقال مركز الثقل شيئاً فشيئاً في العمل السياسي إلى الشارع، فإننا نستطيع أن نستنتج أن سرعة عودتنا إلى الجماهير ستحدد أيضاً سرعة عودة الجماهير إلى الشارع. وهذا ما يجعلنا نؤكد مرة أخرى أن العوامل التي تحدد وحدتنا اليوم وإمكانية تحقيقها هي موضوعية بالدرجة الأولى، أما درجة وعينا الذاتي فستحدد فقط سرعة تحقيقها. فهي آتية لا محالة عاجلاً أم أجلاً.
6.  لذلك يصبح واضحاً أن العملية المطلوب تحقيقها اليوم هي نوعياً مستوى جديد من الوحدة يتناسب مع الظروف المستجدة بل تتطلبه هذه الظروف، فالمطلوب ليس مجرد تجميع للشيوعيين، والمطلوب ليس مجرد تجاور وتعايش للآراء بل المطلوب هو توحيد حقيقي يجري فيه تفاعل للآراء للوصول إلى حلول حقيقية وعميقة لمختلف القضايا المنتصبة أمامنا لذلك ترتدي أهمية كبرى عملية تحديد الإطار العام والأساس النظري والسياسي والتنظيمي والعملي لهذه الوحدة التي سيجري عليها الحوار وهو ما يجب أن يتناوله النداء الصادر عن اجتماعنا. إننا نرى أن الهدف من الحوار الذي سيجري هو تجاوز الأزمة فكرياً وسياسياً وعملياً، ومن ثم تنظيمياً مما سينعكس بنهاية المطاف في قيام الحزب الشيوعي بدوره المنوط به تاريخياً. ونعتقد أنه إذا تعاملنا مع مقولة الحزب ووحدته كأداة للوصول  إلى أهدافنا وليس هدفاً بحد ذاته فإننا لن نضل الطريق.
7. لقد أثبتت تطورات الأحداث خلال الفترة المنصرمة صحة المقولة التي تفيد بأن خطوة عملية أفضل من دزينة برامج، فالنشاط العملي الذي قامت به لجنة المتابعة بالتعاون مع لجان التنسيق الناشئة في المحافظات، ابتداء من إطلاق الميثاق نفسه ونشره، إلى النقاش الهام الدائر حوله حتى هذه اللحظة، إلى البيانات المختلفة التي وزعت بعشرات الألوف من النسخ في الشوارع السورية إلى عريضة المطالبة بإلغاء ارتفاعات الأسعار، إلى التحرك الميداني من اعتصامات ومظاهرات في الكثير من المدن السورية، كل ذلك وبدون كلام كثير وبدون عقلية استعراضية أثبت للشارع وللقوى السياسية المختلفة أين هي القوى الرئيسية للحركة الشيوعية في سورية، ولكن الأهم أثبتنا مرة أخرى رغم صعوبة وضع الشيوعيين، نتيجة تبعثرهم، أن حركتنا تستطيع أن تأخذ زمام المبادرة في حركة الشارع وأن تطور هذه الحركة الضرورية جداً للتصدي للمخططات المختلفة التي تستهدف شعبنا وبلدنا بالتعاون مع كل القوى الوطنية.
8. قضية أخيرة في مجال الاستنتاجات ـ لقد فقد لقب الشيوعي خلال الأزمات الكثير من بريقه السابق ومهمتنا اليوم إعادة القدسية إلى هذا اللقب، وهذا لن يتم إلا بتثبيت نمط من السلوك الشخصي المستند إلى إنكار الذات وروح التضحية والابتعاد عن المكاسب الشخصية وخاصة لدى الرفاق الذين يشغلون مواقع قيادية. وبالمناسبة يجب الانتقال إلى حالة يصبح فيها شاغل الموقع القيادي ليس عبئاً على الحزب وقائداً فيه فقط لا غير لا يعرفه أحد خارج إطاره، بل قوة تضاف إلى قوة الحزب، ووزن معترف به في المجتمع، وبين الجماهير،وفي الشارع مما يضيف وزناً إلى وزن الحزب.
لقد كان الركض وراء موقع في الحزب بأي ثمن مرضاً أثر بشكل سلبي على تطور الحزب. إن عودة الحزب إلى الجماهير ستفرز تلك الكوادر المعترف بها في المجتمع والتي ستحتل بشكل طبيعي موقعها من خلال دورها الذي تمارسه بشكل طبيعي، وسيصبح الركض وراء موقع من أجل الحصول على دور ما لشخصيات لا دور لها أمراً من ذكريات الماضي ومنسياته.
في الختام، نتوقع مسبقاً ردود الفعل على خطوتنا اللاحقة التي سنقررها اليوم باتجاه الوحدة. فالقوى الوطنية ستحييها لأنها سترى فيها نموذجاً لتوحيد كل فصيل وطني يعاني الحالة التي نعاني منها، والتي تؤثر سلباً على الوحدة الوطنية وعلى مجمل نشاط الحركة السياسية في البلاد.
ونتوقع مسبقاً أن بارقة الأمل التي أثارها الميثاق لدى الكثيرين من الشيوعيين ستتعزز مما سيدفعهم باتجاه تيار الوحدة، تيار العمل السياسي الجاد تيار توطيد الوحدة الوطنية.
وكذلك نتوقع أن لا يروق الأمر كثيراً لقيادات في فصائل شيوعية مختلفة وفي أحزاب وقوى أخرى، وأن تعزز من حملتها التي شنتها على الميثاق، من جهتنا لن نرد بالمثل وسنبقي باب الحوار مفتوحاً على الجميع ولن نستثني منه أحداً، إلا إذا استثنى هو نفسه، وسنعزز من تحركنا العملي باتجاه وضع الأساس الصحيح لإعادة بناء الحركة الشيوعية السورية على أساس الماركسية ـ اللينينية بعيداً عن الجمود والعدمية وعلى أساس التوفيق الخلاق بين المهام الوطنية والاجتماعية ـ الاقتصادية والديمقراطية وعلى أساس التطبيق المتطور لمبادئ الديمقراطية الحزبية المستندة إلى مبادئ المركزية الديمقراطية، على أساس الإخلاص للتحالفات المرسومة دون القبول بوصاية أحد ولا بالتحول إلى عبء على أحد، على أساس الدفاع عن مصالح الجماهير بالفعل لا بالقول فقط، على أساس الحفاظ على الدور الطليعي المستقل لحزبنا لما فيه خير الوطن والشعب والطبقة العاملة.


مداخلات
الاجتماع الوطني لوحدة جميع
 الشيوعيين السوريين

فيصل خير بك ـ اللاذقية
أحييكم وأشد على أيديكم فيما عزمتم عليه من اتجاه نحو توحيد الشيوعيين السوريين على أسس ديمقراطية يمكن أن تكون نبراساً لحزب شيوعي يأخذ على عاتقه العمل على تغيير النهج الذي يتبع حالياً في قيادات المنظمات والفصائل الشيوعية في بلادنا، والتي لم تستفد من تجارب الماضي والحاضر.
إن المسألة التي اجتمعتم من أجلها هذا اليوم كبيرة الأهمية ولا يتسع المجال لدراستها دراسة كافية ووضع أطر ومعايير يمكن أن تكون أساساً جيداً لنهج سياسي مستقبلي.
لكننا يمكن  أن نضع لمسات  على هذا الطريق الذي يحتاج لآراء ومساهمات الكثيرين من أبناء هذا الوطن،وحتى آراء بعض الأحزاب والفئات الاجتماعية لسبكها معاً والخروج بنتائج إيجابية يمكن أن  يتبناها حزب شيوعي من طراز جديد يعبر عن تطلعات الجماهير التي سيمثلها بعيداً عن روح التعصب والسلفية والجمود العقائدي.
لقد جرى ويجري ابتعاد عن الطريق الحقيقي والمبادئ الرئيسية التي طرحها الحزب وهي بإيجاز مبدأ الاشتراكية عبر الدفاع عن مطالب الجماهير الكادحة، لقد كان شعبنا قبل بضعة عقود يتحسس لكل ما يجري محلياً وعربياً ودولياً ويهب للتعبير عن رأيه بوسائل مختلفة نعلمها جميعاً. وكانت هذه الأساليب والوسائل في التعبير تحدث تغيرات نوعية في البناء الفوقي يحسب لها ألف حساب.
أما الآن فقد انقلبت المعايير وأصبحنا نسلم أمورنا لقوى غيبية.
إن حزبنا وجماهيرنا بأمس الحاجة اليوم إلى إعادة تأهيل لاستعادة الثقة بالنفس والاعتقاد بل والاطمئنان إلى أنها هي وحدها القادرة على إحداث التغيير في البنى الفوقية بما يتلاءم مع مصالح الغالبية العظمى من القطاعات الكادحة، والعمل بكل حزم على استعادة وترسيخ أسس الديمقراطية فكراً وعملاً وكذلك  العمل بكل عزيمة لاستعادة وترسيخ أسس المجتمع المدني في المجالس والنقابات وغيرها.
إن المفكرين الماركسيين والشيوعيين معنيون أكثرمن أي وقت مضى بأن يضعوا على جدول اعمالهم بحث مجموعة من المهام منها:
أولاً: وقفة نقدية أمام ماحدث للحركة الشيوعية العالمية والحركة الشيوعية المحلية تستهدف الوصول إلى حلول مدروسة وغير انفعالية ـ بعيدة عن روح التعصب والفئوية بهدف التجديد وإعادة صياغة الفكر والبرامج والخطط، بحيث يتم التخلي عن بعض الطروحات والمواقف السابقة ذات الملامح السلفية والأصولية،وأن يضع الماركسيون في مقدمة اهتماماتهم القضايا الفكرية والعمل على صياغة النظرية مع إسقاطات جديدة على واقعنا.
ثانياً: دراسة الواقع العربي الحديث، وبنيات مجتمعاتنا وحركة تكونها وتطورها وصراعاتها ودراسة التركيب الاجتماعي والاقتصادي والفكري لها، وكشف قوانين هذه الحركة والتناقضات الأخرى المرافقة للصراع الطبقي، كالصراعات والولاءات الفئوية والطائفية وصولاً إلى تحديد المسار وتحديد قوى التغيير وصياغة برنامج واقعي للتغيير المنشود.
ثالثاً: تحديد أولويات مهام التقدم الاجتماعي وهي هنا التنمية والديمقراطية عبر التنوير والعقلانية ضمن إطار المفهوم الاشتراكي الذي يستهدف تحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وليس نموذجاً تطبيقياً حرفياً لما كان  يسمى بـ «القوانين  الثابتة للاشتراكية».
رابعاً: تحديد موضوعي وواقعي للقوى الاجتماعية التي يمكن أن تتبنى المشروع النهضوي التنموي والتي ستكون في الأغلب الكتلة الاجتماعية الواسعة للتحالف المنشود من أجل إحداث التغيير البنيوي الاقتصادي والاجتماعي والسياسي.
خامساً: اتخاذ مواقف أكثر واقعية في التعامل مع الأديان بعيداً عن مواقع العداء والاستشهاد بالقوانين العامة الأخلاقية والتشريعية في هذه الأديان، والتخلي عن نزعات تجاهل المسألة القومية دون أي تعصب.
أيها الرفاق: إن نجاح مستقبل العمل السياسي يعتمد على مقدار التفاهم والانسجام في الطرح بين القوى ذات  الهدف المشترك ـ كما يعتمد على مدى التنسيق بين الأحزاب السياسية والقوى السياسية المتحالفة التي تبني استراتيجيتها على أساس تطوير آفاق المستقبل لتحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
إن طريقة التعامل الحالي بين قيادات الفصائل وقواعدها أدت وتؤدي إلى تعميق الهوة وتوسيع الشرخ وانعدام الثقة. لذلك فإن أي مسعى جدي لتحقيق أهدافنا السامية والنبيلة يجب أن يترافق مع إجراء تغيير في البنى التنظيمية، كما يجب أن يترافق بنقاش واسع النطاق غني المضامين يجري بكل حرية دون موانع أو حدود.
إن النقد والنقد الذاتي هما العاملان الأساسيان اللذان يساهمان في إرساء أسس الديمقراطية والتخلص من السلبيات، إذ لايمكننا إجراء أي إصلاح أو تطوير في أي مجال من المجالات ما لم نسلط الضوء على الثغرات والسلبيات كي نستطيع عن قناعة وضع البدائل الأفضل على ضوء المعطيات الإيجابية مستفيدين من تجارب الأحزاب والبلدان الأخرى من نجاحات، كي نستطيع أن نتبناها، ومن إخفاقات كي نستطيع تجنبها.
إن إرادة  التغيير نحو الأفضل يجب أن تكون موجودة لدى كل منا، كما يجب أن يتوفر الكادر ذو النية الحسنة الراغب في هذا التغيير كي نستطيع أن نؤسس لهذا الشعار الذي رفعناه سابقاً:
«ليست العبرة في تغيير الوجه، إنما العبرة في تغيير النهج»
ولنبدأ بأنفسنا قبل أن نبدأ بغيرنا.

عبد اللطيف العش ـ إدلب
باسم لجنة التنسيق لوحدة الشيوعيين السوريين في محافظة إدلب أتوجه بالشكر العميق إلى أعضاء قيادة لجنة المتابعة للميثاق في سورية على دعوتهم وعلى جهودهم في التحضير لهذا اللقاء.
أيها الرفاق: لقد كان الميثاق حدثاً حزبياً ووطنياً وشعبياً متميزاً وهذا ليس رأينا وحدنا نحن الشيوعيين أصحاب وأنصار هذا الميثاق وإنما الرأي الذي عبر عنه أشقاؤنا وأصدقاؤنا وحلفاؤنا مما  يستدعي منا أن يكون هذا الميثاق موضوع أبحاث ودراسات نوعية نقدمها لقواعد الحزب وجمهور أصدقائه وحلفائه أياً كانت الأفكار والمذاهب التي يعتنقونها وأياً كانت التنظيمات أو الحركات السياسية التي يعملون ويناضلون في إطارها، ولذلك ينبغي أن تكون أعمالنا ومناقشاتنا ديمقراطية وواضحة للجميع. نريد أن نقدم حساباً أمام الشعب بكل فئاته وأن نجعل من الشعب رقيباً على أعمالنا وشاهداً علينا وأن نعمل على جذب فئات أوسع من شعبنا لتساهم بفاعلية أكثر في حل المهام الوطنية والطبقية والديمقراطية المنتصبة أمام بلادنا، ينبغي أن نساهم ولو بقسط متواضع في تحريك الحياة السياسية وكسر الجمود فيها، نريد من هذا اللقاء أن يكون مميزاً ومدرسة للعمل والحوار الديمقراطي وتفاعل الأفكار ولقاح الآراء وهذا ما بدأنا به في إدلب رغم صغر حجمنا وشراسة الهجمة علينا.
إن عملية التوحيد التي أطلقها الميثاق هي قضية وطنية ومسؤولية حزبية وهدف نبيل وهي «الأمل» الأخير الذي تنتظره قواعد الحزب منذ عقود من الزمن بعد أن فقدت ثقتها بالقيادات الكلاسيكية التي ظلت ثلاثين عاماً تراوغ وتطلق مشاريعها وقراراتها التوحيدية في كل المؤتمرات السابقة وعملت جاهدة على تعميق وترسيخ حالة الانقسام والتشرذم واستزلام الرفاق في قواعد الحزب للحفاظ على مصالحها ومكاسبها الخاصة وأنانيتها الضيقة، ثلاثون عاماً لم يكن حاضراً فيها «الدسبيلين» الحزبي ولم نتعلم تنظيم العلاقة بين القواعد والقيادة وعشنا ظروف قهر وتناقض بين من هم  فوق ومن هم تحت في الهرم الحزبي، وكنا نحن الشيوعيين نظن أن مثل هذا التناقض لا يوجد في الأحزاب الشيوعية ولكن التجربة بينت أن هذا الاعتقاد كان وهماً وضرباً من ضروب الخيال. إن دعوتنا اليوم إلى هذا اللقاء  هي تعبير حي عن عزمنا على مشاركة القواعد في سياسة الحزب وصنع القرار. إننا في قواعد الحزب نطمح إلى ديمقراطية أوسع وأن تكون قمة الهرم صورة لقاعدته وتحقيقاُ لإرادتها وتحت رقابتها. نرفض أن يكون الحزب ملكاً لشخص أو لعائلة فتتحول إلى إقطاعية سياسية مصيرها الهلاك والزوال.
إننا نعترف بأن الرأسمالية قد كسبت جولة على الاشتراكية ولكن الرأسمالية تعيش اليوم مأزقها حيث تسير في تعارض مع طموح البشرية كلها بالعدالة والسلام والحرية، فهي تربط كل تقدم تكنولوجي بهدف وحيد هو تأمين النهب الشرس لشعوب العالم قاطبة. إن سمة العصر اليوم هي «التناقض بين الرأسمالية والشعوب». الرأسمالية تملك المال والسلاح والنفوذ وتفرض وجودها العسكري على الأمم بينما تملك الشعوب البشر والأحزاب الثورية والطموح إلى العدالة ولذلك ستبقى الرأسمالية مدانة بنظامها وقادتها وحروبها ومؤامراتها ولن تكون كلمة التاريخ لها أبداً. لقد ناضل وضحى آلاف الشيوعيين وأوقدوا شموع المعرفة وأضاؤوا دروب الكفاح وبشروا بالعدالة والتقدم والحرية في ربوع سورية ولكن من المفيد هنا في هذا اللقاء التاريخي أن نقرأ تجربة حزبنا قراءة نقدية وأن نعترف بتقصيرنا بأننا لم نحوّل الشيوعية العلمية كمنهج  في التفكير إلى أداة فعلية في إضاءة تراثنا واستلهام تاريخنا وتعزيز هويتنا  القومية والحضارية. إننا ندعو من على هذا المنبر جميع الشيوعيين إلى احترام العامل القومي واحترام الحقوق والمشاعر القومية لدى جميع الشعوب وتقديرها على نحو صحيح.
إننا نحن الشيوعيين السوريين من هذا الشعب وننتمي إلى القيم الضاربة جذورها في أعماق تربة بلادنا من حب الوطن والعدالة والثقة بالشعب والحرية والنزاهة ونلاحظ في أيامنا هذه أن هذه القيم مهددة وبدلاً عنها تتنامي النفعية والزيف والوصولية والأنانية وسحق الآخر. إننا بحاجة إلى إحياء الحياة السياسية وتحريرها من الشكلية والانتهازية وذلك من خلال النقاش الحر والبنّاء بين جميع المثقفين الوطنيين والتقدميين لكافة المسائل التي تهم الشعب والوطن لمواجهة التحديات الكبرى التي نواجهها وطنياً وعربياً وإنسانياً وذلك عبر الحوار الديمقراطي الخلاق.
مرة أخرى أيها الرفاق الأعزاء نتمنى لهذا اللقاء كل النجاح.
 وشكراً لإصغائكم.

فارس هنيدي ـ السويداء
نثمن جيداً التقرير الذي قدمه الرفيق قدري، فقد احتوى كثيراً من الأفكار الهامة ونتفق مع أغلبية الآراء التي احتواها ونعتبرها رؤية متقدمة للواقع الحزبي والوطني.. ونحن نقدر ونحيي كل الجهود والنشاطات التي قامت على أساس الميثاق.
نحن أيها الرفاق في لجنة المبادرة من أجل توحيد الشيوعيين في السويداء لسنا ميالين للمبالغة في النجاحات..و ليس لدينا وهم بأن الوحدة آتية في الشهور القادمة.. فالأزمة امتدت عقوداً طويلة وتجاوزها ليس بالأمر السهل..
إن خطوة الألف ميل بدأها  الميثاق والمطلوب الآن الخطوة التالية وهذه مسؤولية اجتماعنا هذا..
لن نخوض في التفاصيل فهذه مهمتنا اللاحقة ولكن وبدون المقدمات نقول:
الرفاق الأعزاء:
 تحية لاجتماعنا هذا.. تحية لكل المشاعر الوحدوية التي تسود هذا الاجتماع:
وبدون المقدمات نقول: لماذا تقسم الحزب.. لماذا استمرت أزمته عقوداً طويلة وماتزال.. لماذا نريد الوحدة.. وما الحزب الموحد الذي نطمح إليه؟؟ نحن متفقون مع الرفاق القائلين بأن الأزمة مرتبطة تاريخياً بالمستوى المعرفي وطبيعة النسق الفكري الذي ساد الحركة الشيوعية منذ تشكيل الأممية الثالثة حتى ساعة سقوط التجربة.. ذلك النسق الذي اتسم بادعاء امتلاك الحقيقة المطلقة ونفي الآخر مما جعل التعايش بين الآراء المتباينة في الحزب أمراً مستحيلاً وأدى إلى سلوكيات ومظاهر تنظيمية عند الشيوعيين (قيادة وقواعد) أنتجت الانقسامات والتصفيات.. إلخ..
إن الشيوعيين لم يختلفوا يوماً فيما بينهم حول العداء للإمبريالية والصهيونية ولا حول العداء للاستغلال والفقر والتخلف ولا حول الاشتراكية كهدف نهائي فلماذا انقسموا إذاً؟
إن الحزب الذي نطمح إليه ليس جمعاً حسابياً للرفاق في مختلف مواقعهم التنظيمية في إطار تنظيمي واحد ـ فالجميع يعيشون الأزمة ـ  بل نريد حزباً يتخلص من الأزمة التاريخية بكل جوانبها الفكرية والتنظيمية، نريد حزباً لاتسمح بنيته الجديدة بإعادة إنتاج الأزمة.. حزباً يستطيع ـ بالاستناد للفهم العميق للمنهج الماركسي ـ  الإجابة على أسئلة الحاضر، أسئلة الشعب والوطن، إن الإجابة على سؤال «من نحن وماذا نريد» هي التي ستمكننا من بناء الحزب المنشود..
إننا مدعوون للمساهمة في الحوار والبحث والنقاش ـ بشجاعة الرواد ـ لمعرفة موقع الماركسية اللينينية كمستند نظري لنا (ماالذي بقي منها راهناً متوهجاً، وما الذي كان صحيحاً ومضى زمنه، وما الذي  أثبتت الحياة خطأه) بما يخدم  إعادة إنتاجها وطنياً بالاستناد إلى مستجدات الحاضر.
إن دراسة الأزمة وأسباب الانقسام تساعدنا على بلورة فهم مشترك حول طبيعة الأزمة وجذورها وتعطينا مستنداً حقيقياً لتجنب تكرار مصائب الماضي.. لا يجوز القول عفا الله عما مضى فنحن لسنا عشيرة بل حزب علماني.. صحيح أننا لا نطلب محاسبة فلان أو فلان لأن الجميع مسؤولون بهذه الدرجة أو تلك ولكن دون الاستفادة من دروس الماضي لا يمكن بناء الحاضر والمستقبل على أسس صحيحة..
لنا بعض الاقتراحات:
1. أن نعتبر اجتماعنا هذا جزءاً من جهود الشيوعيين السوريين نحو الوحدة وليس بديلاً عن الجميع.
2. اعتبار هدف عملنا في المرحلة الحالية هو خلق حالة وحدوية ضاغطة من أجل السير نحو الهدف الكبير.
3. فتح نقاش عام بين الشيوعيين حول طبيعة ومهام الحزب الذي نطمح إليه من خلال نشرة مركزية خاصة بنا تسمى «الوحدة» مثلاً وشعارها «نحو الوحدة عبر الحوار والأعمال المشتركة».. ومن خلال ندوات ولقاءات متنوعة حسبما تسمح إمكانياتنا. إن كان على مستوى محافظات أو على مستوى مركزي.
4. التأكيد على عدم استثناء أي فصيل أو جماعة أو فرد من الحوار الوحدوي ونرجو أن يعكس النداء هذا التوجه..
5. تجنب إصدار أي وثيقة (بيان أو بلاغ أو ماشابه) يفهم منها أننانتحدث باسم جميع الشيوعيين أو أننا بصدد تشكيل فصيل إضافي على الساحة السورية.


غالب سعدون ـ الجزيرة
باسم لجنة التنسيق بالجزيرة والمئات من الشيوعيين وأصدقائهم أحيي اجتماعنا هذا وأتمنى له النجاح في أعماله.
وحدة الشيوعيين السوريين حلم كبير واجتماعنا اليوم يكمل الخطوة  التي بدأها الميثاق واستمرار للعمل في سبيل هذا الهدف الكبير.
وهو تعبير صادق عن رغبة المئات والألوف من الشيوعيين السوريين نحو عمل توحيدي جديد في أسلوبه وتعامله مع الفصائل الشيوعية ومع التاركين الذين يدعمون بكل جدية هذا التوجه.
ونحن على ثقة تامة بأن المتعطشين للوحدة وأنصارها ليسوا فقط حضور هذا الاجتماع، بل هم كثيرون ويدعموننا بمختلف الأشكال.
على الساحة السورية طُرحت وتطرح شعارات وحدوية، لكنها حتى الآن لم تتجسد بعمل باتجاه التوحيد، وعملنا اليوم يمثل خطوة نوعية وعملية ودون التعرض للماضي. بل التوجه نحو المستقبل والمخاطر المحدقة على جميع المستويات والتي تستدعي وجود حزب شيوعي موحد يستطيع القيام بواجبه الوطني والأممي.
وإننا في لجنة التنسيق في الجزيرة نتعهد بالعمل الجاد مع الجميع للوصول إلى وحدة الحزب.

 

 

 

 

 


أيمن بيا زيد ـ دمشق
أعتقد أن التقرير جيد، مع ذلك هناك نقطة ينبغي تدقيقها وفهمها بشكل صحيح، الفكرة التي تقول بأن الأفق التاريخي للحركة الثورية بات مسدوداً أمام الحركة الثورية مؤقتاً، ولم تلتقط القيادات الشيوعية هذا الأمر بدليل ـ كما  ورد في التقرير ـ أنه بقيت جميع القيادات الشيوعية تعمل على أساس أن الثورة ستقوم غداً.
أنا أعتقد  أن هناك إشكالية، إذا ماعدنا ثلاثين سنة للوراء ورأينا ماهي المهام الحزبية التي كانت تضعها القيادات الشيوعية، هل فعلاً هذه المهمات كانت توضع على أساس أن الثورة آتية غداً، وبالتالي هل كانت القيادات تدرك أن الأفق قد انسد، أم المسألة بحاجة لنقاش لاأعتقد ذلك، فالمهمات لم توضع على هذا الأساس. الشيوعيون منذ اكثر من ثلاثين عاماً تخلوا عن الأفكار والبرامج النضالية الثورية للدفاع عن الجماهير.
اللينينية تكونت ونشأت وانتصرت في ظل تناقضات ثلاثة أتى على ذكرها ستالين في كتاب أسس اللينينية: وهذه التناقضات برأيي مازالت تفعل فعلها، ولو أصابها الكثير من التطور نتيجة تطور البنية الرأسمالية نفسها، والسؤال هنا: انتصرت اللينينية في ظل التناقضات الثلاثة وانهزمت ثورة أكتوبر أول تجربة اشتراكية في الاتحاد السوفييتي في ظل هذه التناقضات نفسها.
القضية الثانية، لينين عندما حدد الثورة في روسيا كان قد اكتشف  قانون التفاوت الاقتصادي مع العلم حسب ما أعتقد أن هذا القانون مازال يفعل فعله حتى الآن ومع ذلك انكسرت الثورة، ما أريد الوصول إليه هو السؤال التالي:
في حال الوصول إلى الحزب الشيوعي المنشود، حزب وحدة الشيوعيين السوريين، هل يكفينا تشكيل مكتب فكري للردعلى هذه الأسئلةالاشكالية وغيرها لا لأنه يؤخر ولايقدم، مانحتاج اليه هو مركز للبحوث العلمية لرفاق مختصين وعلينا حتى ايجادهم وأن يعملوا بأجر مدفوع في سبيل إغناء الماركسية وتطويرها..

غانم أتاسي ـ حمص
منذ سبعة أشهر اجتمعنا في هذا المكان، وأطلق ميثاق الشرف، وغمرنا في تلك اللحظة حماس واندفاع، وبعد سبعة أشهر  عدنا ـ وهذا زمن قياسي ـ لنبدأ خطوة عملية هي بدء النقاش، هذا النقاش له مضمون، ويجب أن نصل بالمضمون إلى حد معين كي نتواصل جميعاً. وهذه أهمية الميثاق الذي أثار عشرات الآلاف من النقاشات على مستوى الشارع السوري، والسؤال المطروح هل وجدت وثيقة أخرى أثارت هذا الكم من النقاش كما فعل الميثاق؟ أحياناً يجابهوننا ببعض القضايا فيقولون لنا: لو أن الرفاق الذين لم يرسبوا نجحوا، هل كانت هناك هذه الحركة؟ والسؤال لماذا رسبوا أساساً. هناك قضايا بدأت تظهر في الأفق، وكان لابد من عمل جماهيري، وكان لابد من عودة الحزب لجماهيره، والحزب يمثل الجماهير ولكن بشكل أدق يمثل شريحة أو طبقة.
والمسألة ليست قضية من رسب، إذا أردنا أن نتكلم بلغتهم، فنصف اللجنة المركزية لم يعد موجوداً عندهم فهل هذه قضية عفوية؟ وكل من طالب بالنزول إلى الشارع عوقب أو طرد، اللجان المنطقية كذلك الأمر.
والسؤال المطروح: الكم الأكبر هنا من التاركين فكيف يقولون أن من رسبوا هم من يشكلون جماعة الميثاق فقط. فإذاً الحاجة الموضوعية هي التي دعت إلى إصدار الميثاق فهي التي تدعو الآن إلى بدء حوار جدي عبر لجان التنسيق ومن ثم اللجنة الوطنية.
النقطة الثانية:
الإمبريالية الأمريكية كما تحدث أغلبية الرفاق في أزمة، هل تكفي أزمتها الداخلية لأن تسقط أو أن تنهار؟
في مرحلة الأزمة ـ كما يقول لينين ـ على الطبقة أن تضرب الإمبريالية في هذه اللحظة وإلا فالرأسمالية قادرة على تجاوز الأزمة، والسؤال هنا: هل يمكن لنا أن نضرب الرأسمالية الآن، وبرأيي في منطقتنا هذا هو السؤال الأهم، لأن الولايات المتحدة الآن تحاول حل ازمتها على حساب منطقتنا.
- هل يمكن لنا أن نقول إن التحرير في جنوب لبنان هو جواب؟
-  هل يمكن لنا أن نقول إن ما يجري الآن في الضفة والقطاع، هذا الاختراق الكبير للعولمة والسياسة الأمريكية هو جواب؟
بالتأكيد، فإذاً أمامنا مهمة ضرب الإمبريالية. وهذه المنطقة عليها عبء كبير حيال ذلك. والولايات المتحدة تريد صناعة (سايكس ـ بيكو) جديد، ولن تكتفي بالعراق لتخرج من أزمتها وعلينا الاستعداد لذلك، فنحن لن نستطيع أن نكون بعيدين عن هذه المعركة.
النقطة الأخيرة:
كيف انسد الأفق التاريخي ولماذا؟
في المؤتمر الـ 19 للحزب الشيوعي السوفييتي طرحت فكرة: «لقد سقطت الراية من يد الرأسمالية بدول حركة التحرر وعلينا التقاطها».
عملياً في الحرب تكون الإمبريالية في أضغف صورها، وفي الحرب انتصرت منظومة الدول الاشتراكية، الصين، كوريا ومن ثم فيتنام.
في عام 1956 أطلقت فكرة آخرى: التعايش السلمي مع العدو الطبقي، فأهدرت هذه الفرصة وبمعنى آخر خط الصدام في الحركة الثورية بدأ ينتقل إلى دول حركات التحرر، وشاهدنا قيام كوبا وفيتنام رغم إرادة الشعار الثاني، فإذاً الخطأ بالفهم والتكتيك أوصل إلى الطرق المسدودة، فاستكملت الرأسمالية قوتها في عام 1965، وبدأت ببناء الاستعمار الجديد، وبذلك أهدر منذ عام 1956 حتى 1965 وقت ثمين كان يمكن استثماره من قبل المنظومة الاشتراكية.


أنور أبو حامضة ـ حماة
نحن لسنا قضاة لأننا لا نريد أن نقاضي أحداً، والدليل ما طرحناه في ميثاق الشرف، إننا نريد الحوار مع الجميع ودون استثناء من أجل الوصول إلى وحدة الشيوعيين السوريين.
ـ نحن لا نجرّم أحداً ولانريد أن نحمّل أحداً وحده الخطأ عما جرى بدليل أننا نقول أننا كلنا نتحمل بهذا الشكل أو ذاك جزءاً من المسؤولية.
ـ بنفس الوقت نقول إن مسؤولية وحدة الشيوعيين هي مسؤولية الجميع.
ـ فرج الله سيد شهداء الحزب شهيد طبقي.
ـ نحن أعلنا النوايا عندما أطلقنا الميثاق ولكن عملنا طوال هذه الفترة لغاية واحدة وهي وحدة الشيوعيين من خلال الحوار مع الجميع ولم نضع أنفسنا بديلاً لأحد، وإنما كنا نريد حزباً شيوعياً من طراز جديد.
ـ هل الماركسية شاخت؟ هل شاخت قوانين الماركسية ـ اللينينية فعلاً كما يقول البعض..؟.. نحن من خلال عملنا في لجان تنسيق وحدة الشيوعيين اكتشفنا أموراً عديدة: اكتشافنا لظاهرة انسداد الأفق هذه التي تحدث عنها التقرير لم يسبقنا إليها أحد وهذا ناتج من دراسة دقيقة لتجربة الانهيار وبطريقة منهجية.
ـ إن تطور الرأسمالية الى احتكارات فوق قومية وفوق دولية صاغ ماركس برنامجاً ضدها بقوله : ياعمال العالم اتحدوا. أي أممية الطبقة العاملة وأحزابها في مواجهة أممية الرأسمالية.

 

مسلم الزيبق ـ حلب
تعلمنا أيها الرفاق أنه إذا كان تحليل الواقع ينطلق من الماضي فبناؤه ينطلق من فهم المستقبل،وما لاحظته أن معظم الكلمات اهتمت بالماضي والماضي انتهى، نريد أيها الرفاق تحليلاً وفهماً للمستقبل.
تعملنا من أدبيات الماركسية اللينينية أنه إذا كان علينا أن نخرج الواقع من رأسنا فليس ينبغي أن نخرج رأسنا من الواقع،ومن يقرأ المشهد  السياسي أيها الرفاق يرى أن الأحزاب الموجودة حالياً تحولت إلى مؤسسات سردينية وضعت أعضاءها في علب من الصفيح انتهى مفعولها وصلاحياتها وأصبح من يتعامل معها في حالة خطر وسيصيبه الوباء عاجلاً أم أجلاً، وهذه الأحزاب انتهت وستجرى مستقبلاً مراسم التشييع وقراءة الفاتحة عليها ومن يقرأ الواقع أيضاً أيها الرفاق يكتشف أن الآخرين الآن يستعدون، التيار القومي يبني بدائله سواء أكان في المعارضة أو غيرها، والتيار الليبرالي أيضاً وما يسمى بالمجتمع المدني يبني بدائله، وما يسمى أيضاً بالتيارات الإسلامية تبني بدائلها، فماذا علينا نحن وكيف سنحضر للمستقبل وكيف سنبني بدائل لاتقوم على الماضي بقدر ما تستشرف المستقبل.
علينا قراءة المشهد السياسي قراءة صحيحة سواء أكان قراءة  اجتماعية ودراسة المتغيرات الاجتماعية في الواقع أو دراسة الصفات التي درسناها في الأدبيات الماركسية اللينينية: من هو العامل؟ ماهي طبيعة علاقات الإنتاج؟ ما هي المتغيرات التكنولوجية؟ وكيف ستنعكس على حزبنا؟.
أزمتنا الآن هي تعبير عن أزمة الواقع ليس إلا، أزمة الواقع الاقتصادي، والاجتماعي والديمقراطي.
منذ صيف عام 2000 شعر المواطنون في سورية أن هناك شيئاً جديداً قد بدأ وتفاءل الكثير والكثير وأدركوا أن هذا الإصلاح الذي تمناه المواطن قد بدأ فعلاً، إلا أنه يبدو أن المتضررين من هذا الإصلاح لا يريدون لهذا الإصلاح المضي في طريقه.
فيما يتعلق بالحزب، الحزب أيضاً عليه أن يعيد قراءة نفسه،وعلاقته بالواقع والجماهير، فعلاقتنا بالجماهير تكاد تكون مفقودة ونقولها بصراحة، فهناك قضايا يجب أن تقرأ من خلال علاقتنا مع الشارع ـ فيما يتعلق بالهيكل التنظيمي لما نقوم به الآن، هذه الهيكلة التنظيمية هي أكثرمن مجموعة وأقل من حزب ولم يحن الآوان بعد لإعلان حزب وهذا صحيح بالتأكيد ولكن علينا أن نرتقي بأنفسنا بحيث تحكم علاقاتنا هيكيلية تنظيمية واضحة من المركز إلى القواعد وهذه العلاقة هي التي تحدد الديمقراطية التي نتباكى عليها اليوم بعد أن مارست القيادات السابقة قمعها علينا.

محمود نصري ـ حلب
أيها الرفاق الأعزاء:
جميعنا كنا منظمين سابقاً في حزب واحد، وفيما بعد بعضنا تنظم في عدد من الفصائل الشيوعية، وكنا كلنا نبارك سياسات هذا الحزب وهذه الفصائل على الصعيد الفكري والسياسي والتنظيمي وعلى صعيد الاقتتال بين هذا الفصيل أو ذاك، وماذا كانت النتيجة؟
النتيجة أن الجميع قد خسروا، كما جاء في تقرير الرفيق قدري، عندما كنا نمارس هذه النشاطات داخل الحزب ومن جملتها الاقتتال، كان الغليان والاستياء يجري داخلنا لعدم صحة هذه الأساليب التي كنا نمارسها، فقد كنا نعبر عن هذا الاستياء في هيئاتنا وهذا ما أدى إلى إسقاطنا،و إسقاط العديد من الرفاق في الفصائل لم يكن صدفة، إذ كان مخططاً له سابقاً.
المشكلة كانت الترهل والجمود وممارسة الديكتاتورية والمصالح، وكل هذه القضايا ننتقدها الآن.
ما أريد أن أقوله يجب أن نكون يقظين جداً، فجميعنا أولاد تلك المدرسة، يجب أن نمارس النقد بشدة ونطبق المحاسبة حتى لا تتكرر مثل هذه الممارسات داخلنا، ويجب أن لا ينتقل الفيروس الموجود داخل الفصائل إلينا وذلك بمحاسبة أنفسنا حول كل صغيرة وكبيرة.

النقطة الثانية:
نحن والكثير من الرفاق الذين تحدثوا أشاروا بالمديح إلى حالتنا، وهذا المديح شيء طبيعي لأننا نرى  أننا بدأنا نتمايز عن الآخرين،والتمايز ليس على الصعيد الفكري فقط، بل على صعيد الممارسة العملية على الصعيد السياسي والجماهيري، فقد كنا أقرب إلى الناس والدفاع عن مصالحهم وأوضاعهم المعيشية وهذا مايبرر تمايزنا.

سالم دهش ـ حلب
أيتها الرفيقات والرفاق الأعزاء:
في شهر آذار الماضي اجتمعنا في هذا المكان ووقعنا على ميثاق الشرف لوحدة الشيوعيين السوريين، وانسجاماً مع الميثاق وما يحمل بين سطوره من مهام طبقية، وديمقراطية ووطنية وقضايا فكرية، بدأنا العمل وتشكلت لجان للتنسيق وبدأ الحوار والعمل من الشارع من أجل عودة الحزب إلى الجماهير.
وبدأ العمل من جديد وبدأنا نفكر كيف ينجح هذا العمل أكثر من العمل السابق.
وهذا خلق منطقاً جديداً في التفكير من أجل العمل الجماهيري والفكري. وكنا مريضين بتوقف العقل ومرتاحين:
القيادة تفكر عنا وترسل لنا ناتج تفكيرها الذي يكون غير قابل للنقاش وإذا أحدنا قام بالتفكير يكفر ويصبح خارج الحزب.
أيها الرفاق الأعزاء:
إنني مع الحوار وأتوجه إليكم ألا يطول ويصبح حوار طرشان.
إن المهام أمامنا كبيرة وكبيرة جداً في النضال من أجل الدفاع عن قضايا الشعب والطبقة العاملة وتعزيز الديمقراطية والدفاع عن الوطن وتعرفون بالآونة الأخيرة أن الإمبريالية الأمريكية فلتت من عقالها وراحت تهدد هذا الشعب وذاك في العالم وخاصة الحرب على الشعب العراقي ومحاسبة سورية،وهذا يتطلب منا أن نخلق حزبنا الشيوعي السوري، الذي يتطلب منه أن يتحمل المسؤولية أمام هذه المهام الجسام.
عاشت الشيوعية.

 

إدوار خوام ـ حلب
أيها الرفاق:
 تحية نضالية لكم جميعاً، وأرى في وجوهكم أملاً يبشر بوحدة قريبة.
نحن في حلب قمنا بما يجب أن نقوم به، اعتصامات دائمة تعلمناها من دمشق، عرائض بالآلاف، وبالأمس طرد السفير الأمريكي من غرفة التجارة، ولاحقناه في سوق الإنتاج وانتزعنا العلم الأمريكي من السوق، وهذه نضالاتنا اليومية.
إن التقرير والمداخلات جميعها التي أغنته، تدفعنا جميعاً إلى أن نعيد نضالنا بعد أن تحررنا من الجمود والتهجين ونحن الآن أحرار بصنع قرارنا وبوحدة حزبنا الشيوعي واليوم نحن بحاجة إلى الالتقاء على القواسم المشتركة مع كل المناضلين في هذا البلد لنقف ضد الكونغرس الأمريكي الذي يريد محاسبة سورية لأنها تقف في صف واحد مع المقاومة.
واليوم كذلك الأمر، الشيوعيون هم الطليعة ولكن مع الأسف سأروي لكم ما جرى معنا أثناء إلصاق البيان الأخير (القدس عروس عروبتنا): لقد تم إلصاقه على جدران الجوامع والكنائس واتحاد العمال وفي كل بقعة من حلب وتم إلصاقه على حائط من يدعي أنه شيوعي فإذا به يمزق هذا البيان، واليوم وأنا آتي إليكم رأيت جميع البيانات موجودة، وهذا يعني أن الجماهير استجابت لندائاتنا وبياناتنا ولو كان الرفيق خالد حياً لبصق بوجه الإنسان الذي يدعي الشيوعية.

إن الشيوعية ستبقى  وسنبقى نناضل حتى ننتصر بوحدتنا ونلغي الأمانة العامة وستكون أمانة جماعية وشكراً لكم.


وليد إبراهيم ـ اللاذقية
أيها الرفاق:
منذ اكثر من أربعين عاماً والحزب الشيوعي السوري يعاني من انقسامات ومتاعب شاملة في كل مجالات الحياة سواء كانت على المستوى التنظيمي أم على المستويات الأخرى الفكرية والسياسية. حتى بات حزباً متخلفاً عن تحقيق أي من شعاراته وعن تحقيق أي هدف من أهداف الجماهير. فقد انعزل وتقوقع وأخذ يتعكز على تحالفات أثبتت عدم جدواها لابل أصبح رهينة مصالح شخصية يحققها أصحاب القرار فيه.
بالأمس القريب كان لهذا الحزب قلاع ممثلة بقرى كاملة وبأحياء كاملة وبعائلات كاملة واليوم نقف بائسين أمام هذا التراجع، صحيح أن ظروفاً دولية لعبت دورها، ولكن لنتساءل لماذا لم تلعب هذه الظروف الدولية الدور السلبي نفسه في الكثير من أنحاء العالم. لقد استطاعت الكثير من الأحزاب الشيوعية تحقيق انتصارات في هذا الزمن الصعب وآخرها فنزويلا والبرازيل التي استطاعت فرض ممثلها ماسح الأحذية وأوصلته إلى منصب الرئاسة.
إن الضعف الذي نعانيه يعود بالأساس إلى عوامل ذاتية تتعلق بسياسات تبنيناها وانعكاسات هذه السياسات على وضعنا التنظيمي. لقد أصبحنا الغطاء الشرعي لكل سياسات البرجوازية البيروقراطية والطفيلية القذرة والمخربة.
أيها الرفاق.. إن العودة للجماهير هي المنقذ لهذا الحزب والعودة للجماهير تتم بتوجيه الحديث لها والحوا ر معها والنزول للشارع والدفاع عن مصالحها بجرأة،ومعها ومع ممثليها الحقيقيين فقط.
وهذا هو أحد الأهداف الرئيسية للجان التنسيق التي نقوم بتشكيلها الآن. إن وحدة الشيوعيين اليوم والتي تتم بخطوات عملية ستحقق هذه السياسة وستكون قادرة  على إبراز وجه الحزب المستقل والقوي.
أيها الرفاق: إنني أناشدكم بالوفاء للدم الذي ضحى به رفاقنا القدامى دم فرج الله ودم حسين عاقو ودم عبد الرحمن هلال ودم عمر عوض ودم أنطوان صراف ودم ودم…
إن الرجولة تقتضي منا الصدق في الموقف والجرأة فيما نقدم عليه اليوم، إذ تغمرنا عظمة اللقاء بشيوعيين غابوا عن بعضهم عشرات السنين، شيوعيين مزقتهم قيادات عفنة.. شيوعيين تعرضوا للاضهاد داخل أحزابهم وداخل علاقاتهم بالتحالفات.
فالمطلوب منا قسم الشرف بالوفاء للشيوعية وللشعب.
إننا في منظمة اللاذقية تمكنا من تشكيل لجنة تنسيق تضم شيوعيين معروفين ويمثلون وجوهاً جماهيرية تلقى الاحترام والتقدير على مستوى الحزب والشعب. ولديها كل الكفاءات، وكانت تتعرض ….. والإجراءات التعسفية داخل الحزب ومع ما يعرف بالحلفاء وسنتعاون معكم أيها الرفاق في المحافظات الأخرى وسنبني الحزب القوي والقادر قولاً وعملاً على رفع ريات الاشتراكية خفاقة في سماء سورية وليس بالتطنيب فقط.

نصر حيدر ـ حماة
إن أهم قضية توحد الشيوعيين هي قوة الفكر هذا الفكر الواضح والذي يلم الشيوعيين غير موجود وإن كان موجوداً فهو ضعيف، قد يقول قائل إن الفكر موجود وهو النظرية الماركسية اللينينية، أقول لا  علاقة للفكر الذي في أذهاننا والذي نمارسه إنما هو بعيد كل البعد عن الماركسية والأدلة على ذلك كثيرة وأكتفي أن أشير إشارة إلى قول ماركس عندما حذر من الجمود واحترز على من بعده بقوله: (أنا لست ماركسياً) ذلك لأن ماركس أدرك أن إدخال النظرية في الجمود وعدم التجديد فيها انسجاماً مع القول: (لا يستحم المرء في النهر مرتين) أن تدخل الماركسية في الجمود يعني قتلها. وهكذا مع مرور الزمن انقطع الماركسيون عن الماركسية وأدخلوا كل شيء في الثبات والسبات ليبقوا ثابتين في مواقعهم وأغلقوا باب الاجتهاد وظن كل واحد أنه يمثل ماركس ومحتوياً أنجلس ولينين ويورث ذلك إلى أولاده (ويفرخ) ولا أعني في كلامي هذا جناحاً بل يشمل كل من أتى بعد ماركس وهو يشغل منصباً عربياً أو غير عربي، وعليكم بالاحصاء.
ماركسية ماركس كانت صالحة لعصره وما بعده قليلا، ما بعد ماركس له ماركسيته وفق النهج الماركسي لذا علينا أن نبحث عن ماركسية تلائم عصرنا ولها أهداف لاحقة للمرحلة التالية، فإذا نجحنا في أن نضع أيدينا على الحلقات الأساسية لماركسية جديدة تفي بالغرض من حيث اللب. الوحدة تحتاج إلى عقل على مستوى العصر والفكرة تقتضي الأسلوب  أي أسلوب التطبيق (نظام داخلي). إن فكرة ماركس كانت أممية فعلينا مراعاة هذه الأممية مع احتواء ما هو محلي، ونستشرف من خلال ذلك المستقبل.
إذاً ما هي هذه النظرية التي هي استمرار لماركس؟ وما هو العمل كما كان دائماً لينين يطلب لتطبيق النظري بالعملي المحسوس والذي يفتح المجال لما بعد؟!
وأنا أرى أن الحاجة على مستوى العالم إلى بيان جديد على غرار بيان ماركس الشيوعي يجب أن يتبعه ويكمله ويعصرنه، وإذا كان بيان ماركس رقم 1 فالبيان سيكون رقم 2.
إذا نجحنا في ذلك في حل المسألة الفكرية على مستوى العالم أجمع ننجح في الوحدة على مستوى محلي.

د. جمال عبده ـ عفرين
أدعو بالابتعاد عن المهاترات والنظرة الحزبية الضيقة وأن تكون مصلحة الوطن فوق المصلحة الحزبية أو الفصائلية، الابتعاد عن شعور الرضا عن النفس ولابد من مراجعة نقدية لتاريخ الحزب ـ وفي هذا اليوم لابد من الإشادة بلجنة المبادرة من أجل وحدة الشيوعيين في السويداء والتركيز على ما يجمع الشيوعيين وهو القاسم المشترك الأعظم وهو كبير وأن لا نكفر أحداً بمجرد طرحه لرأي مغاير أو نتهمهم اتهامات جاهزة دائماً.
أشيد بجهود إدارة تحرير «قاسيون»  الغراء والمواضيع الهامة التي أثارتها وميزت بها «قاسيون» عن باقي الصحف.
الرفاق الأعزاء:
أثير انتباهكم إلى الجهل الفكري والسياسي في صفوف الحزب وأكبر دليل على ذلك الدراسة الموسعة للموضوع المطروح على صفحات جريدة قاسيون حول الذكرى الأربعين للإحصاء الاستثنائي في الجزيرة حيث تبين أنه بعد أربعين عاماً من هذا الظلم الكبير ليس لدينا أي معلومات بالحد الأدنى عنه وربما أضاف هذا المقال الكثير إلى معلوماتنا الناقصة. وهذا يعيد إلى الأذهان تقصير الحزب الواضح تجاه قضايا ملحة وهامة ومحددة وأطرح عليكم أيها الرفاق أن نبين موقفنا المبدئي كشيوعيين من قضية الشعب الكردي  الشقيق المتواجد جنباً إلى جنب مع شقيقه الشعب العربي في هذه المنطقة فلماذا تجاهلها ولماذا التهرب من وضع النقاط على الحروف، ففي كردستان العراق منذ عام 1992 طرحت الفيدرالية كحلٍ للقضية الكردية في العراق وأيد هذا الطرح الرفاق في الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الكردستاني ـ العراق. أما موقفنا في الحزب الشيوعي السوري بعد 10 سنوات لازال هو الحكم الذاتي بدون مبرر ومسوغ سياسي أو فكري ولا تفسير لذلك.
لقد ظهرت روح جديدة تعد بالأمل في التقرير المقدم من قبل لجنة متابعة تنفيذ ميثاق شرف الشيوعيين السوريين، وأمامنا عمل كبير لتحقيق المهام الموضوعية وكل رفيق يوضع أمام مهمة أن تنير شمعة خير من أن تلعن الظلام فلنُنِر الشموع جميعاً والاستفادة من كل الإمكانيات الكامنة في شعبنا.


خليل حداد ـ اللاذقية
أحيي لقاءنا هذا وأتمنى له النجاح
في سبيل بناء حزب شيوعي حقيقي يحقق الوحدة الحقيقية لكافة الشيوعيين الحقيقيين البعيدين عن الاستزلام والتبعية.
أيها الرفاق والرفيقات الأعزاء إن مبدأ الشيوعية مبدأ خالد خلود الحق والعدالة ومن يسعى من أجل هذا المبدأ عليه أن يتحلى بأخلاق الصدق والوفاء وخاصة لأبناء الطبقة الكادحة من عمال وفلاحين لذلك أتمنى لحزبنا هذا أن يحقق أحلام هذه الطبقة وهذا أسمى هدف يسعى إليه الإنسان وبالختام عاشت الشيوعية، عاش من قام بمبادرة ميثاق الشرف وشكراً لإصغائكم.
ستيركو ميقري ـ  دمشق
تحية رفاقية: في الواقع كنا سابقاً نفكر بقلوبناولا نفكر بعقولنا، ونناضل بعقولنا ولانناضل بقلوبنا، نفكر بقلوبنا ونرفض الرأي الآخر ونتهم بعضنا باتهامات غير صحيحة لمجرد أننا تمترسنا في موقف اعتقدنا أنه صحيح، في حين كان يجب أن نفكر بعقولنا ونتناقش بهدوء. مارسنا أشكال النضال بعقولنا، رغم أن النضال لابد أن يمارس بالقلوب قبل العقول.
«شرف المرء أن يكون شيوعياً» صحيح، لكن القيادة حولت هذه المقولة إلى «شرف المرء أن يكون قيادياً» المركزية الدميقراطية تحولت إلى دكتاتورية القيادة حتى اصابتنا بالعدوى فبتنا نقاتل بعضنا لمجرد أن أحدنا طرح رأياً مخالفاً لراي الحزب، وكان يجري عملياً ضرب الكوادر الحقيقية وتهجيرها.
ماذا نريد من وحدتنا:
هل نريد تطبيق اشتراكية الاتحاد السوفييتي مثلاً؟
نحن نريد اشتراكية حقيقية تلبي الحاجات المادية والروحية للناس، وهناك تغيرات يجب ملاحظتها في الساحة السياسية لقد كنا سابقاً قوى أساسية في عدائنا لأمريكا ونذكر ذلك في تقرير المؤتمر الخامس من الموقف الأمريكي، الآن هناك قوى دينية تأخذ نفس الموقف، طبعاً من منطلقات أخرى غير طبقية،ولكن ألا يمكن أن نستفيد من هذه القوى وكيف؟

هذا سؤال مطروح يجب الإجابة عليه.

 

محمد طباطب ـ حمص
أيها الرفاق:
هناك مقولة مضمونها «العودة إلى الخلف تعني التقدم إلى الأمام»..
ونحن في الحزب الشيوعي السوري، إذا أردنا اليوم وبشكل جاد أن نتقدم نحو الأمام فعلينا دراسة الأزمة في الحزب وحالة الانقسامات التي وصلنا إليها. وبالرغم من التباين الذي ظهر سابقاً في كل طرف حول ذلك. فإننا نعتقد أن الباحثين في تاريخ الحزب الشيوعي السوري سيقدمون مستقبلاً دراسة عن الانقسام والعوامل الأساسية التي أدت إليه ونحن من موقعنا سنتطرق إلى بعض الاتجاهات في ذلك.
أولاً : على صعيد العلاقة ما بين الحزب الشيوعي السوفييتي والأحزاب الشيوعية العربية، ومنها حزبنا الشيوعي السوري، فإن الظاهرة التي حكمت الحزب الشيوعي السوفييتي سابقاً في مرحلة الستينات، انعكست بشكل أو بآخر على حزبنا وهي مرحلة الجمود العقائدي وسيطرة القيادة الانتهازية وكان أكبر مثال على ذلك شكل منعها للصراع الطبقي على الساحة الدولية وبرز إلى الوجود مبدأ التعايش السلمي في العلاقات بين النظامين الاشتراكي والرأسمالي.
ثانياً: إن الأحزاب الشيوعية في بلدان المنظومة الاشتراكية عقدت معاهدات وصداقات مع العديد من البلدان العربية ومنها البلدان التي حكمت من قبل أحزاب ذات طبيعة وطنية برجوازية وكأن هذه الصداقات وهذه المعاهدات وضعت سقفاً للأحزاب الشيوعية العربية في نضالها الفكري والسياسي والاجتماعي ومن بينها حزبنا الشيوعي السوري.
إن القوة الثورية لأي حزب شيوعي «لحزب الطبقة العاملة» تكمن في نقد الواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي وتغييره ودور الممارسة النظرية في هذا المجال لا يقع على الفرد، وإن قام به أفراد، بل على الحزب لأن الممارسة النظرية هي في المحصلة إنتاج الوعي العلمي للحركة التاريخية الثورية وفي مجال الممارسة فإن الحزب الشيوعي السوري بكل فصائله كان في حالة انفصام في الشخصية تأصلت وبشكل كبير ما بين البرنامج السياسي الذي يضعه أومجموع الموضوعات التي وضعها وما بين الممارسة العملية تجاه تغيير هذا الواقع.
ثالثاً : إن الحزب قام بعقد تحالفات مع قيادات التيار القومي المأزوم والمهزوم وخصوصاً على صعيد القضية القومية هذه التحالفات سمحت بتجذير العنف داخل الحزب والمجتمع وسمحت بظهور الإيمان بوحدانية الحقيقة ونفي الآخرين، وكان للأسف ظهور حالة الانفراد بالسلطة وتهميش المواطن عن المشاركة في اتخاذ القرارات المتعلقة بمصيره وممارسات أدت إلى تفشي صورالاستبداد...
وهذا التوصيف لا ينطبق على سورية والحزب الشيوعي بفصائله، بل انسحب على الأنظمة القائمة في العالم العربي وهذا أدى بتقديرنا إلى عقم الأداء الاجتماعي والسياسي للأنظمة والأحزاب على السواء.
رابعاً : سيطرة قيادات انتهازية يمينية بهذا الشكل أو ذاك هنا ويسارية متطرفة هناك تريد ضرب الحزب وتراثه النضالي وتحويله إلى حزب شيوعي هزيل ليس إلا والابتعاد كلياً عن الناحية العلمية في الدفاع عن شعارات صحيحة وهامة الدفاع عن الجماهير والوجه المستقل للحزب.
هذا الواقع أبعد الحزب عن البرامج النضالية وفي جميع المستويات وعلى شتى الصعد  الفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهذا ما سمح  بتقدم التيار الديني بالتعاطف العام وليس عبر تقديم الأحزاب الدينية.
خامساً: غياب سياسة الكادر وشكل بنائه وتقديمه وهذا ما سمح بوجود كادر في الكثير من الأحيان يعتمد على  الولاء العائلي والعشائري وللأسف الطائفي وما انطبق على المجتمع في هذا المجال انعكس على الحزب والحالة كانت تفرض تأثير الحزب على المجتمع وتخليصه من تأثير الولاءات العائلية والعشائرية والطائفية.
سادساً: غياب النقد الذاتي في تاريخ الحزب إلا من ومضات قليلة وقليلة جداً.
أخيراً، بما أن الحزب الشيوعي ضرورة موضوعية من حيث وجوده فإن المؤتمر الاستثنائي والتوحيد على أرضية ميثاق الشرف ومؤتمرات قبل هذا وذاك تضمن الحوار والديمقراطية وتعبير الأقلية عن رأيها عبر الحزب بهيئاته المختلفة.
حزب شيوعي موحد وقدير وجدي يساهم بهذا القدر آو ذاك في عولمة النضال ضد الإمبريالية بشكل عام والأمريكية بشكل خاص.

عبد الكريم عاصي ـ حمص
أحييكم يارفاق الحزب، أنا من مشتى الحلو، وتاريخي التنظيمي قليل جداًَ، وإنما ماركسي بالسليقة، فهي مني وأنا منها ككتلة واحدة.
بالنسبة لرفاقنا في لجنة الحوار والميثاق، نحن نسمع منكم رفاقنا أن القيادة دائرية، ثم نأتي إلى دمشق فنكتشف أن القيادة مشكلة هرمياً،المسألة الثانية رفاقنا إنا بصدد وحدة الشيوعيين السوريين ولسنا بصدد توحيد حزب، لأن كلمة حزب وحدة متكاملة.
بالنسبة للرفاق في لجان التنسيق، يجب أن يذكروا تاريخهم النضالي بمصداقية. حياتهم النضالية الرفاقية، والعائلية وأمانة مصداقيتهم في التنظيم، كتابة في الجرائد ومعلنة سياسياً. لأننا نحتاج إلى مصداقية بعد أن فقد اليسار مصداقيته، ومن قبل قليل رفاقنا الأعزاء كنتم تقولون (جماهيرنا). ليس لكم جماهير ومبتورين، ودليل على ذلك أننا لا نملك قواعد شابة، ولحد الآن نبحث عن تنظيم يستمد الحياة من الشباب، أما حول الوطنية ومهامنا الوطنية يا رفاق، كل الناس وطنيون وتغيرت مفاهيم الوطنية في هذا العصر، كانت الوطنية سابقاً تخوم والآن أصبحت زيوح بعهد الإلكترون وعولمة الإعلام العالمي، لذلك مفاهيم الوطنية، تحتاج إلى فهم جديد وإسقاط شفاف.
الاشتراكية كذلك، ماهي الاشتراكية وما مطالبنا منها؟، فكلمة اشتراكية عريضة، ويجب أن نُسقط فعل بهذا الجانب، ونحن لانختلف مع القوى الوطنية السورية على الكلام المعسول، فالكل يطرح طرحاً جميلاً ويسلك سلوكاً أعوج. سببه الأساسي أننا نحب المداورة بدلاً من المباشرة، لأننا لانمتلك الوعي فمن يمتلك الوعي يمتلك الإرادة.
وتقولون أيها الرفاق أننا نعمل فقط لتوحيد الشيوعيين السوريين، ولسنا بصدد تشكيل حزب، إذاً تحت أي غطاء نشتغل؟ نحن أيها الرفاق لسنا قضاة، والمجتمع بحاجتنا والوطن بحاجتنا وتلزمنا المصداقية.




#قاسيون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد عامين من التقاعد.. ماركوس يستعيد القضية الزاباتية
- إطلاق الحوار العام من أجل وحدة الشيوعيين السوريين
- الليبرالية الاقتصادية لن تجلب الديمقراطية
- مؤسسة نوبل، قلعة النفاق « بوش وبلير يُرشَّحان لنيل جائزة نوب ...
- قمة ثمانية.. لأجل لاشيء
- إطلاق أوراق عمل الاجتماع الوطني الثاني لوحدة الشيوعيين السور ...
- بيان من الشيوعيين السوريين لاعيد ولامكاسب عمالية بدون نضال و ...
- الاجتماع الوطني الثاني لوحدة الشيوعيين السوريين
- بيان من الشيوعيين السوريين كرامة الوطن والمواطن فوق كل اعتبا ...


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - قاسيون - وثائق الاجتماع الوطني الأول لوحدة الشيوعيين السوريين