أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نادية محمود - اليسار و ال- بزنس- بالشعارات وحدها لا يحيى الانسان.















المزيد.....

اليسار و ال- بزنس- بالشعارات وحدها لا يحيى الانسان.


نادية محمود

الحوار المتمدن-العدد: 1970 - 2007 / 7 / 8 - 12:06
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


وصلت الاوضاع في العراق الى حد يجب التحرك بشكل جاد لانقاذه. كل القوى السياسية الحالية، اعطيت لها الفرصة في ان تجرب برامجها و رؤاها لكيفية ادارة هذا المجتمع، ليست هنالك قوة اتبثث انها قادرة على الامسالك بزمام الامور و السيطرة بما فيها القوة الجبارة امريكا، التي هي الاخرى واقعة في حيص بيص من امرها.

القوى السياسية اليمينية بمخلتف توجهاتها، قد اختبرت ، و اتبثث فشل مخضب بالدماء. السؤال مطروح امام القوى السياسية اليسارية، ماذا تريد؟ ما هو برنامجها للعمل؟ كيق ستاخذ زمام الامور؟ كيف ستدير المجتمع، ما هو برنامجها لانقاذ المجتمع و ادارته؟ كيف تحقق ماتريده؟

اليسار يريد انهاء الاحتلال، يريد العلمانية في المجتمع، يريد قانون مدني و دولة مدنية، يريد حقوق الانسان، و حقوق المرأة، و المساواة، يريد اوضاع امنية، يريد ماء و كهرباء و فرص عمل، يريد خدمات و مستشفيات و صحة، يريد ان يعيش المواطن، عاملا او طبيبا او تاجرا باوضاع طبيعية.

اليوم، كما يبدو اتسعت خانة اليسار، فاذا كانت شملت في السابق الشيوعيين، و دعاة الدفاع عن الدولة العمالية، الان، نظرا لتخلي البرجوازية عن مهام العلمانية و الاستقلال و الحقوق المدنية التي خرجت بها في عصر ظهورها و ازدهارها، الان، على اليسار و الطبقة العاملة حمل هذه الراية و غرزها في الارض ا.

بضعة سنوات مرت الان، منذ انهيار نظام صدام حسين و بدء الاحتلال، و ظهور الحركات و الميلشيات الاسلامية، كما اعطى التاريخ فرصة لليمين، ايضا، ذات الفرصة مفتوحة لليسار، فاتجاه تلك الرابة التي يجب ان تحمل، و تلك المهام التي يجب تحقيقها- حيث انها اصبحت مطلب شعبي واسع- ماذا يفعل اليسار؟

هل بالكتابة على الجدران و توزيع البيانات و عقد الاجتماعات لمجموعة من الرفاق، و اصدار الصحف الدورية يمكن ان يغير شيئا في العراق؟ في وضع تسكب فيها البليارات من الدولارات، و يحمق المواطن، و يجوع و يحشر في المعركة اما قاتلا او مقتولا، حتى اصبح خبر القتل في العراق، لا يشكل " خبرا" جديدا بالنسبة للعراقيين. ماذا سنفعل؟

يبدو جليا باصدار بيانات الاستنكار لا يتغير امرا، و اذا لم يبدأ اليسار في العراق يفكر و يعمل بمنهج الـ " بزنس"، و يعمل فعلا بزنس فان حظوظه، برأيي- في الانتصار قليلة.

ماذا اعني بـ"البزنس"؟ القيام بعمل مشاريع اقتصادية؟ ان تكون تحت ايدينا مقدرات و قوة اقتصادية؟ ان نجلس للرأسماليين و نطلب منهم استثمارا رؤوس اموالهم لتنفيذ مسودات مشاريعنا؟

كما هو واضح بدون وضع اليد على حقول النفط ، بدون التحكم بالواردات و الصادرات، بدون و ضع برامج للتصنيع و الزراعة والخدمات ودون معرفة النظام الدي تدار فيه العلاقات الانتاجية في المجتمع، يعني ترك المجتمع بدون ادارة، او ادارته - على طريقة " الفوضى الخلاقة" التي بشرتنا بها كونداليزا رايز-.

الا ان هذه مرحلة ثانية، و هي مرحلة الاستيلاء على السلطة، و ادارة المجتمع و الايفاء بحاجات الناس على اختلافها، و هي هدف الماركسيين- ادا لم يكن هنالك دون لف او دوران حول معنى الماركسية-.

ان المرحلة الاولى التي نحن بصددها الان، وحيث قوانا و امكاناتنا محدودة، هي كيف نؤمن الحدود الدنيا من حاجات الناس؟ كيف نوفر اوضاعا امنية؟ ماذا نعمل من اجل توفير الماء و الكهرباء، ما الذي يمكن عمله من اجل مدارس نظيفة و فيها تعليم يحتاج اليه الاطفال؟ كيف نبني مستوصف؟

اظن ان على اليسار، ذو الكلام و الشعارات الحقانية، و التحليلات الصحيحة، و التوقعات الدقيقة، اولا، و بادئ ذي بدء ان يضع امام عينه ثالوثا مقدسا يساعده في القيام بـ" بسزنس انقاذ و ادارة المجتمع" هو ثالوث " رؤية، شجاعة و تنظيم"، حتى يتكمن من دخول المعركة مسلحا برؤية، و واثقا بامكانية التغيير ا ذا ما قام بتنظيم قواه.

ما الذي جعل اسم مقتدي الصدر يصعد الى واجهة الاخبار؟ هل بسبب برنامجه السياسي والاقتصادي لادارة و تنظيم المجتمع؟ هل يعرف احد ما هو البرنامج الاقتصادي و الاجتماعي لمقتدى و لجيش المهدي، هل لانه يعبر عن الاكثرية " الشيعية"؟ انه لا يؤمن بكرة القدم! فكيف يعبر عن الاكثرية "الشيعية"؟ انه لا يتذكر ان " الاغلبية الشيعية و الشيوعية" خرجت عن بكرة ابيها الى الشوارع في اواخر السبعينات حين فاز فريق الشباب العراقي على ايران باربعة اهداف مقابل ثلاثة.

ماهي مصادر مقتدى في تصنيع و تسويق " اسلامه السياسي" و" مقاومته للاحتلال"؟

ايران دفعت لمقتدى الصدر، مولته، سلحته، و جهزته بما يحتاج، اعتماده على فدائيي صدام، الذين هربوا من عقوبة الناس، ليلتحقوا و ينضموا الى جهة تاويهم، فوجدوا في جيش المهدي خير ملجا لهم، و اتكائه على تاريخ ابيه، تلك الحقائق التي بعرفها القاصي و الداني، تلك هي مصادر قوة مقتدي الصدر.

اي تلك الميلشيات، على سبيل المثال- نظمت نفسها، عبأت قواها، في مجتمع ازدهرت فيها البطالة و صناعة الارهاب، وضعت لها برنامج عمل لتدمير المجتمع تدميرا شاملا، كاملا و منظم.

فما هي مصادر اليسار؟ و مصادر قوة اليسار؟

اظن هنالك بعضا من الدروس التي ينبغي تعلمها من الحركات الاسلامية و هي سعيها الحثيث و الجاد نحو السلطة. و لاجل الوصول الى هدفها المنشود تتصرف و- هي لازالت في المعارضة- كقوة مسؤولة عن ادارة المجتمع، بغض النظر عن ماهية هده الادارة و باي منهج. الامر نفسه ينطبق على صدام حسين، بغض النظر عن الماهية التي حكم بها صدام حسين 25 مليون عراقي لمدة 35 عاما، الا انه كان مسؤولا عن ادارة المجتمع.

السؤال كيف يبدأ اليسار باعلان مسؤوليته عن ادارة المجتمع، و يظهر نموذجه في ادارة الدولة، بما تمتلك ايديه من امكانيات، و بما يمكن ان ينظم لنفسه من امكانيات، تلك هي مسالتنا التي يجب علينا الاجابة عليها.

الناس جميعا الان كشفت المجتوى الحقيقي للحركات الاسلامية و كافة الاطراف السياسية المشاركة في العملية السياسية الان. الناس لا تريد الان من (يوعيها) على دور القوى السياسية، لانها تعيشها وواعية كل اليوم و يوما بيوم المحتوى الحقيقي لهذه الاطراف. و هذا يمهد الارضية لليسار.

اصحاب البزنس في سعي دائم الى معرفة النقص في السوق، تشخيص الحاجة الى يراد لها اشباع، التي يتوقعوا ان الناس تريد اشباعها فيوفورها لهم، و يجنوا البلايين. ابجاد الحواب على ما هو ناقص في السوق، و ان وضعناه في اطاره السياسي، ما هو ناقص في المجتمع، هو ما يجب تقديم الجواب عليه في حالتنا هذه.

لا امريكا، و لا المالكي، و لا الصدر، و لا اطراف العملية السياسة مسؤولين لا عن امنية المجتمع، و لا عن ماءه و كهرباءه.

على اليسار ان يظهر للمجتمع بانه مسؤول عن الماء و الكهرباء و المستوصف و المدرسة، بتدخل اليسار في بلدية المدينة و في تامين امنية المجتمع، ببحثة و ايجاده و تعبئته لموارد و امكانيات اقتصادية، برؤية و برنامج عمل، ستكون قدرتنا على انقاذ المجتمع و ادارته بشكل مدني و انساني امرا مطروحا.

الظهور بقيافة و قوة مسؤولة عن ادارة المجتمع، يرى و يسمع و يلمس المواطنين، و كما يقول المثل العراقي ( اذا لم تضع في السلة رقي) لا تقتفي الناس حملة الشعارات، بغض النظر عما تحمل هده الشعارات من حقانية و صحة.

للاجابة على هذه الحاجة، على هذا " النقص في السوق" أسسنا مؤتمر حرية العراق.

اذا لم يعمل اليسار، مع كل من يشترك معه في نفس الرؤية. اذا لم يضع خلافاته الايديولوجية جانبا، و ان يعمل و يساوم ، ونضع ايدينا بيد من يشترك معنا، حتى و لو بمطلب صغير من اجل تحقيق تغيير او او اصلاح صغير، واذا لم يكف اليسار عن الشعور بالرعب من رفيقه اليساري، اكثر مما يشعر بالرعب من اليمين، سينتصر اليمين في المجتمع، و هو منتصر لحد الان.

يجب ان نجلب امكانيات مادية، و نؤسس المراكز الصحية، ان نقوم بتنظيم الاسر من اجل حماية انفسهم بانفسهم، ومنع اي ارهابي او دبابة امريكية، او جيش طائفي من الدخول الى حيهم السكني- وقد بدأنا خطواتنا الاولى على هذا الطريق بتشكيل قوة الامان- يجب ان نجمع الامكانيات الاقتصادية لنحول دون ان قيام الشباب ببيع انفسهم من اجل لقمة العيش الى القوة الرجعية، و نؤمن معيشتهم، يجب ان نسمع صوتنا في ظل القصف الاعلامي الكادب، و نوصل الى ابعد بيت صوتنا و مطلبنا، و قد بدأنا بعمل هدا في قناة سنا الفضائية، يجب تضمين الجبهة العالمية المناهضة للحرب ظهيرا لنا.

باختصار شديد، يجب ان نتعقب مصالحنا، و ان نفعل كل ما يمكن ان يساعدنا على تحقيق هذه المصالح، انهاء الاحتلال، العلمانية، المجتمع المدني، الخدمات للناس، يجب ان نجلس مع كل من يشترك معنا في هده الاهداف، كبزنسمين، و نحسب على الورقة و القلم، ماذا لديهم، ماذا لدينا، كيف نجمع مصادرنا و مصادرهم، و نتفق على اهداف واقعية ملموسة، يشعر بها المواطن، يراها، يعترف بها، ليعطيك فعلا صوته، و يكون في صفك. فبالشعارات وحدها لا يحيا الانسان.

26-6-2007



#نادية_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انطباعات عن زيارة مقر مؤتمر حرية العراق في بغداد..
- لن تمنع النساء من الدخول الى الاسواق، ولن تطلى الشبابيك بالا ...
- سابقى اصوت لقصائدك ..الى صديقي الشاعر كمال سبتي..
- السؤال هو.. ما العمل؟
- رسالة تهنئة الى نساء الكويت بمناسبة حصولهن على حقوقهن السياس ...
- موجز حديث نادية محمود بمناسبة يوم الاول من ايار في لندن 2005 ...
- لا للافغنة - عدد خاص حول تظاهرات طلاب جامعة البصرة
- كتلة الصوت التحرري للمرأة
- مقابلة جريدة الشيوعية العمالية مع نادية محمود منسقة - الحملة ...
- بيان رقم 2 من حملة التصدي لأفغنة العراق
- بيان حملة التصدي لافغنة العراق حول مقتل فان كوخ في هولندا!
- إعلان حملة التصدي لافغنة العراق
- رد على جماعة تطلق على نفسها- كتلة اليسار داخل الحزب الشيوعي ...
- كلمة تأبين في رحيل الرفيق محمد عبد الرحيم.. وكلمة في أذن الم ...
- هل الحجاب حق من حقوق المرأة؟
- بيان حول ايقاف قرار 137
- لا للشريعة الاسلامية.. لا لدولة اسلامية نعم لدولة علمانية نع ...
- الديمقراطية الاميركية تبدأ بحملة اعتقالات ضد ناشطي المنظمات ...
- بلاغ صحافي نادية محمود تحدثت الى المنبر الجمهوري الديمقراطي ...
- قناة المستقلة تلتقي نادية محمود مساءي يوم 6 و 8-11 حول انواع ...


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نادية محمود - اليسار و ال- بزنس- بالشعارات وحدها لا يحيى الانسان.