أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عصام حسن - على هامش قرار الخصخصة الجديد كي لا يتحول مجلس الحكم الى شاهد زور لبيع العراق للشركات الاجنبية















المزيد.....

على هامش قرار الخصخصة الجديد كي لا يتحول مجلس الحكم الى شاهد زور لبيع العراق للشركات الاجنبية


عصام حسن

الحوار المتمدن-العدد: 601 - 2003 / 9 / 24 - 01:25
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

التصريح الذي ادلى به وزير المالية العراقي الجديد كامل الكيلاني حول(خطة لاصلاحات اقتصادية كاسحة تشمل السماح بالملكية الاجنبية الكاملة في جميع قطاعات الاقتصاد ماعدا قطاع النفط والموارد الطبيعية وذلك بعد ثلاثة عقود من هيمنة الدولة شبه التامة. جاء ذلك في بيان للكيلاني أعلنه في دبي على هامش اجتماعات دبي لصندوق النقد والبنك الدوليين.

 ففي مجال الاستثمار المباشر «يسمح بتملك لاجانب بنسبة مائة في المائة في كل القطاعات باستثناء الموارد الطبيعية» اي النفط، فضلا عن «ملكية مباشرة ومشاريع مشتركة «جوينت فنتشر» ومعاملة الشركات الاجنبية على قدم المساواة مع الشركات المحلية».
كما تسمح هذه الاجراءات «باستيفاء الارباح والربحية والفوائد والرسوم فورا».
وعلى صعيد مشاركة المصارف الدولية تسمح الاصلاحات بدخول المصارف الاجنبية العراق على شكل فروع او مكاتب تمثيلية او من خلال مشاريع مشتركة مع مصارف محلية.
كما انه سيسمح «لستة مصارف اجنبية بامتلاك مصارف محلية بنسبة مائة في المائة في غضون السنوات الخمس المقبلة» وبعد انتهاء هذه الفترة لن يكون هناك اي تحديد لمساهمة المصارف الاجنبية.
وتسمح الاصلاحات بتملك عدد غير محدود من المصارف الاجنبية نسبة تصل الى 50 في المائة من المصارف المحلية. وقال وزير المالية لمراسل صحيفة النيويورك تايمز بدبي «ان بامكان المستثمرين الاجانب امتلاك ما نسبته 100 في المائة من المشاريع التي يستثمرونها» وهو أمر يقف على نقيض قوانين الاستثمار في الدول العربية المجاورة ويحقق قفزة جديدة في الاستثمار الاجنبي في المنطقة.

 هذه السياسة المعلنة تستحق ان نتوقف عندها خاصة وان العراق لم يدخل- بعد- في غرفة العناية الفائقة ، فضلا ان يكون قد خرج منها، فقد تعرض هذا البلد الى مجزرة اجتماعية واقتصادية وبنيوية هائلة طيلة 35 عاما على يد سلطة امية ابعدت اصحاب التخصصات عن مواقعهم الطبيعية، وقربت منها من يملك الاستعداد ليقول نعم للطاغية حتى لو كلفت ذلك المصلحة العامة.

     وما قرار الحاكم المدني الذي ترجمه الوزير من امكانية " الاجانب امتلاك ما نسبته 100 في المائة من المشاريع التي يستثمرونها» ستكلف المواطنين كثيرا، خاصة اذا علمنا بان الخدمات العامة والتي تشمل النقل العام بانواعه والخدمات الصحية والتعليم والبريد والبرق والهاتف والكهرباء والماء والطرق..............الخ، كلها الان دون المعدل المعقول، ودخول الراسمال الاجنبي سوق المنافسة مع المؤسسات الوطنية العراقية، سيجعلها في موقف ضعيف، ولا يستطيع مواكبة مثل هذه الخدمات النموذجية الا ذوي الدخل المرتفع.

        هل يعي السيد الوزير بان شعبا اعتمد على الدولة ودعمها في هذه المجالات لسنين طويلة، لايستطيع الاستغناء عن هذا الدعم بجرة قلم، حتى لو افترضنا بان هذا الدعم كان ناقصا؟ ولا تستطيع هذه الخدمات مواكبة مثيلاتها الاجنبيات.

   هل نستطيع القول بان هذه الخطوة مقدمة لتسليم كل هذه الخدمات لشركات متعددة الجنسيات؟ وتسليم ذقن المواطن العراقي المعدوم لمقصلة هذه الشركات التي لاتفكر عادة الا بالربح وبالربح وحده؟

       ثم لماذا تسليم هذه الخدمات للراسمال الاجنبي الكامل؟

ولماذا مساواتها مع نظيرتها العراقيات في الامتيازات؟

   هل مثل هذه "الاريحية" الرأسمالية هل هي موجودة في بلاد المستر بريمر حتى يطبقها عندنا؟

     هل هناك تجربة شبيهة بهذا المقترح ليدرسها المتابع ليحكم لها او عليها؟

   لعل السيد الوزير يتذكر كيف اقيمت الدنيا ولم تقعد- في لبنان - عندما حاول رئيس الوزراء الحالي رفيق الحريري الذي يملك معظم اسهم شركة "سوليدير" ان يعرض اسهم الشركة في البورصة العالمية، واعتبر المنتقدون للقرار بان عرض الاسهم في البورصة سيجعلها في متناول من هب ودب من صهاينة وغيرهم، ولا يجوز لصهيوني ان يتملك اسهما في عقار وسط عاصمة عربية.

       فهل يعتقد السيد الوزير بان انواع الخدمات العامة للناس التي ستقوم بها الشركات الاجنبية وبملكية100% ارخص من العقار البيروتي ليقبل بها ابناء العراق؟

      هل يعي السيد الوزير مامعنى ان يتحول المدرس العراقي في مدرسة تقوم بتأسيسها شركة اجنبية، الى متعاقد مع شركة اجنبية رست عليها"مقاولة" جانب من التعليم الابتدائي او المتوسط او الثانوي او الجامعي؟

     وهل يدرك السيد الوزير ما معنى ان تكون خطوط الهاتف المحمول(الموبايل) العراقية مملوكة لشركة اجنبية لكي ترصد مكالمات الناس واسرارهم ، وتفرغ جيوبهم وتحول ارباحها الى الخارج؟

       هل يريد السيد الوزير –لاسمح الله- ان يحول العراقيين الى غرباء في اوطانهم......يحكمهم الاجنبي في كل شؤونهم العامة، في مرحلة العجز الكامل للدولة؟

      وهل يعتقد السيد الوزير بان تقرير ملكية الخدمات العامة قضية لاعلاقة لها بالدستور، ليقررها هو وزملاؤه او حتى مجلس الحكم؟

   ثم اي مصير سيواجه خدماتنا العامة بعد ان يفتح الباب على مصراعيه امام الشركات الاجنبية؟

   اننا نعتقد بان على مجلس الحكم الانتقالي ووزارة تصريف الاعمال الانتقالية

ان لاتتورط في قرارات سيادية من هذا النوع، وان لاتوافق الادارة المدنية على مثل هذه القرارات، والا فانه يتحول الى شاهد زور لبيع العراق بكل مافيه للشركات المتعددة الجنسية.

 *سياسي واعلامي عراقي



#عصام_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم -ياسادة ياكرام- هذا المجلس طائفي....... وبامتياز
- صدام وبوش : واحد يضحي بوطنه وشعبه من اجل الحكم واخر يذبح الع ...
- العلم الامريكي يرتفع في الفاو: أهكذا يتم تحرير العراق؟؟؟؟؟!! ...
- قلبي على وطني: فيما الرئيس الامريكي يلاعب كلبه،شعبنا بين فكي ...
- أم القنابل- تكّمل جرائم صدام: 400ألف مدني - فقط لاغير- ضحايا ...
- ورثت العراق من اهله وهم احياء: امريكا تكشف - المستور- من- دي ...
- مؤذننا هندي وتركي خطيبنا: واشنطن توزع المناقصات والادوار قبل ...
- لمصلحة من تغييب الصوت النسوي العراقي عن مجريات الاحداث؟
- رافضو المخطط الامريكي من العراقيين: من يقاوم مقتول والحي في ...
- بفضل دعوات- الخيّرين-: الاف الاطنان من القنابل والصواريخ ستن ...
- بتركيا او بدونها الطامّة الكبرى نازلة على العراق
- حكومةالمندوب السامي: هل ستتهم العراقيين المناهضين للمشروع ال ...
- من هم -المستشارون- العراقيون الذين سيساعدون الامريكان ل-ادار ...
- هل كتب علينا ان نكون- ملتقى- الديكتاتوريات المتخّلفة في العا ...
- امريكا تحّول العراق حقلا لتجارب أسلحتها الفتاكة و-العراقيون ...
- عراقيون في مواجهة مخططات واشنطن: يلوذون اليوم بصمت الشياطين، ...
- هل صحيح ان اهلي واهلك- في العراق- اصبحوا ارخص عندنا من كرسي ...
- هياكل البعث قائمة- بعد صدام- وتطعيمها ب(المعارضة) تتم ب(القط ...
- القاضي الاميركي قرر -تزويج- المعارضة من -هياكل- البعث الحاكم ...
- يعز علينا ان يقول لكم شعبكم غدا اهلا بكم في وطنكم الثاني الع ...


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عصام حسن - على هامش قرار الخصخصة الجديد كي لا يتحول مجلس الحكم الى شاهد زور لبيع العراق للشركات الاجنبية