أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الحاج - الأحزاب الدينية الحاكمة وتقويض العملية التربوية في العراق














المزيد.....

الأحزاب الدينية الحاكمة وتقويض العملية التربوية في العراق


عزيز الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 1969 - 2007 / 7 / 7 - 12:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كانت نظم ومحتويات التعليم في العراق في العهود الملكية، وفي جميع المراحل الدراسية، نموذجا راقيا حتى أن شهادات كلية الطب كان معترفا بها في العالم؛ ورغم وجود حالات معينة من الوساطة لأسباب شخصية كالقرابة، فإن هذه الحالات كانت محدودة جدا، وكان اختيار طلاب البعثات يتم وفق معايير التفوق والجدارة. كان الأساتذة أكفاء وذوي اختصاص في موادهم وفي منتهى الجدية والإخلاص لرسالة التربية والتعليم. أذكر مثلا من أساتذتنا في كلية التربية في منتصف السبعينات الماضية طه الراوي، ومصطفى جواد، ومتي عقراوي، وطه باقر، وعبد الحميد كاظم، ومحمد فاضل الجمالي وغيرهم من العراقيين، جنبا لجنب مع أساتذة مصريين وإنجليز يتعتعون بالكفاءة والحرص التام على تعليم الطلبة.
ننتقل لعهد عبد الكريم قاسم، حيث المواصفات متشابهة وكان أول رئيس لجامعة بغداد عالما كبيرا من طائفة الصابئة، وهو عبد الجبار عبد الله.
أما في العهد البعثي، فإن الأحوال راحت تتغير تدريجيا، حتى صار المعيار الحزبي والولاء للرئيس هما معايير التعليم والتقدم واختيار طلبة البعثات. إلى جانب ذلك، بدأ الغش وتزييف الامتحانات الجامعية لصالح أفراد العائلة الحاكمة والحاشية وأبنائهم، والشهادات تزيف. إن فضيحة منح عدي شهادة جامعية وثبوت كتابة أحد الأساتذة لرسالته الحاشية، هي من الفضائح التعليمية الشهيرة في الثمانينات المنصرمة.
لقد كان المأمول أن يحل بعد صدام عهد من الازدهار، والتقدم، والأمان في كل النواحي، ولكن ما حصل خيب تلك الآمال، بل ازدادت الأوضاع في بعض الجوانب أسوء من عهد صدام، كأمن المواطنين، والخدمات. إلا أن الأخطر، في نظرنا، هو تزييف الحياة التعليمية لحد مذهل ومأساوي.
إن أحزاب الإئتلاف عملت منذ اليوم الأول على السيطرة على وزارات هامة، ومنها وزارة التربية. إن هذه الأحزاب تعلم جيدا أن التربية تلعب دورا حاسما في توجيه التلاميذ والطلبة ونشأتهم إيجابا أو سلبا.
المعروف أنه منذ اليوم الأول لسقوط النظام الفاشي كانت مليشيات هذه الأحزاب تحتل الجامعات، وتنشر الهوس الطائفي، وتفرض الحجاب، وقد تم في حالات عديدة فرض تطبيق مراسيم اللطم، مما دعا فريقا من العمداء والأساتذة للمطالبة بإبعاد الجامعات عن تدخل الأحزاب الدينية والمليشيات. وكانوا يعملون على كسب أكثر عدد من الطلبة لأحزابهم وتمكين الأعضاء والمؤازرين من التمتع بالامتيازات الدراسية، تماما كما كان يفعل النظام البعثي حين جعل الولاء الحزبي فوق كل معيار آخر، وهذا ما أجبر الكثيرين من الأساتذة على الانتماء خوفا من فقدان وظائفهم.
أما فضيحة اليوم الكبرى، التي تثير سخط الكثيرين من آباء الطلبة، فهو ما حدث خلال امتحانات البكالوريا.
لقد جاءت التقارير عن سرقة المليشيات لأسئلة البكالوريا، وقيام عناصرها باحتلال قاعات الامتحان وإرغام الأساتذة على إملاء حلول الأسئلة لطلبة في مدارس مختارة في بغداد ومدن عراقية أخرى لكي ينال الطلبة المنتمون للأحزاب الدينية الحاكمة معدلات عالية تؤهلهم لدخول كليات هامة كالطب والهندسة. تقول هذه التقارير أيضا بأن شكاوى كثيرة من آباء الطلبة، المهددين بالحرمان من دخول تلك الكليات رغم تفوقهم الدراسي، وصلت لوزارة التربية دون أن تعبأ بها. من جانبها، وكما ورد في صحف عراقية، أكدت صحيفة كريستيان ساينس مونيتر انهيار نظام التعليم العراقي بعد سيطرة المليشيات على مراكز القرار في وزارة التربية، وأكدت الصحيفة أنه، بجنب توزيع الأسئلة المسروقة وفق معيار طائفي، فإنها أيضا راحت تباع بأسعار متفاوتة ما بين 200 إلى 1000 دولار وأكثر.
إن هذه الفضيحة تعني قتل كل تربية عصرية صحيحة، والتمييز بين الطلبة وفق المعايير الطائفية والولاء الحزبي. وضمان السيطرة التامة على الكليات العلمية بوجه خاص.
لقد قال أحد الأساتذة للمراسلين الصحفيين إن شكاوى عن الموضوع قدمت للأمين العام للأمم المتحدة. وقد كان المفروض أيضا في رأينا هو تقديم الشكوى أيضا لمنظمة اليونسكو الدولية والمختصة بشؤون التربية والثقافة.
إن من المآسي الأكبر من ذلك كله عمليات اغتيال المئات من الأكاديميين منذ سقوط صدام، على أيدي عصابات الإرهاب وأفراد المليشيات، وقد قتل منهم كثيرون لكونهم كانوا بعثيين رغم أن أكثريتهم العظمى، وكما بينا، كانوا مرغمين على طلب الانتماء الحزبي زمن صدام، واليوم تتوالى التهديدات ضد الأساتذة من الطلبة المنتمين للأحزاب الدينية، أو لأسباب إجرامية. فهل من عجب لهجرة ذوي الاختصاص بغزارة للخارج؟؟.
ليست هذه مجرد فضيحة كبرى، بل في الوقت ذاته جريمة كبرى بحق شعبنا وأبنائه، ومستقبل الجيل الراهن والجيل القادم، كما تعني تفاقم في السمعة السيئة في العالم للوضع العراقي القائم.
السؤال، هل ستفعل حكومة المالكي ما عليها لمعاقبة المفسدين والمعتدين على رسالة التعليم؟ نشك جدا. هذه الجريمة الكبرى سوف تترك في صمت، كما جرى لعملية اختطاف أكثر من مائة شخص من وزارة التعليم العالي وحجزهم في معقل مقتدى الصدر بمدينة الثورة، الصدر، البغدادية، وكما تم الصمت عن مأساة دار الحنان للمعوقين.
يا مرحى ألف مرة لحكومتنا الموقرة!



#عزيز_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين العرب من مأساة دارفور؟؟!!
- حرب تطهير العراق من المسيحيين
- بماذا يتباهون؟؟
- هل الانتخابات الحرة خطر على الديمقراطية؟
- إنهم يحرقون المنطقة..
- قمة الدول الصناعية بين توترين..
- هوس العداء للعولمة..
- مرة أخرى عن عصابات الإرهاب الصدرية!
- الحكومة الفرنسية المثيرة!
- القنبلة الإيرانية وفتوى مولانا البرادعي!
- هل تجب إبادة الكرد الفيلية؟!!
- نكتب أم لا نكتب؟ تلكم هي المعضلة!
- صرخات استغاثة وجريمة عدم المبالاة!
- مع الانتخابات الفرنسية (2/2)
- سركزي رئيسا: بضع ملاحظات [ 1 ]
- لماذا الكتابة؟!
- ما بين مظاهرات مقتدى وضرب البرلمان!
- العراق -الجديد- بين وحشية الإرهاب وجشع الفساد!
- القرصنة الدولية الإيرانية والسلبية العراقية
- ما قبل المؤتمر وما بعده..


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الحاج - الأحزاب الدينية الحاكمة وتقويض العملية التربوية في العراق