فاطمه الهلال
الحوار المتمدن-العدد: 1970 - 2007 / 7 / 8 - 07:04
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
** تخرجت من الثانوية بمعدل كبير حينها كانت البعثات فاتحةً أبوابها لأولاد هذا الوطن أو بناته الذين بحوزة أولاد طرت فرحاً لخبر الابتعاث لأنني سوف أحقق طموحي يوماً بالدراسة بجامعات أجنبيه عالميه وأرجع لبلدي لخدمته,بذلت جهدي في المذاكرة ليل نهار لأحصل على مجموع كبير يخولني التسجيل في التخصص الذي أريده وحصلت بعدها على مجموع محترم وقدمت أوراقي لجهة الابتعاث وجاءني الرد أسرع من البرق لأنه لم يكن إلا لرفض طلبي فلم يكن بحوزتي رجل أو أنا لم أكن بحوزة أحدهم -لا يهم فالمعنى واحد - فتحطمت أحلامي على صخرة الجهل والتخلف.
** تخرجت من الجامعه منذ عشر سنوات تقريباً وتزوجت من ابن عمي بعد تخرجي مباشرةً مع أنه كان أقل مني تعليماً,ضاعت أحلامي بالعمل وتحقيق ذاتي لرفض زوجي بأن أعمل بحجة الاختلاط مع الرجال وبأنني سأكون مشغولة عنه هو والأبناء , حتى مع تدني حالتنا المعيشية فأنا أكتفي بأقل القليل الذي يرميه علي أنا وأبنائي والذي لا يكفيني لتلبية أغلب الاحتياجات وأصبحت أعيش لآكل وأنام وأطبخ وأنظف شقة الزوجية لقد أصبحت شبحاً في شكل امرأة تجاهد لتحتال على زوجها عله يمطرها بكلمات شكر وامتنان مع انه مقتنع بأن هذا هو المكان الطبيعي للمرأة ولم يكون هناك مردود مادي يذكر لذلك.
**تزوجته بعد أن تقدم لخطبتها وتم قبوله بدون أي مناقشات فهو من يرضون بخلقه ودينه فقد كان شيخاً جليلاً متديناً متناسين فارق السن والفارق التعليمي عاشت معه بدون أي مشاكل كبيره تُذكر ولا حتى صغيره فلم يكن بينهم احتكاك من نوع ما بل لم يكن بينهم حياة كانت علاقه بدائيه امرأه تؤدي مجموعه من الأعمال - أعمال للنهار ولليل- خدمه للزوج والأبناء بدون تذمر لأنهم قالوا لها بأن هذا من واجبها وعليها أن تحب زوجها وتحترمه إما هو فلا تثريب عليه لو لم يحبها فهو لا يملكك هوى قلبه فلا تلوموه في ذلك والمهم ان تكون طيّعه لينه بين يديه لاتعصيى الزوج ما أمرها وتفعل ماتُؤمر به بعد سنين من هذا الزواج تزوج من أخرى يقال أنها أرمله ولقد برر ذلك بأنه يريد كسب الأجر والثواب.
** بعد أن تخرجت من إحدى جامعات بلادها والأمل يحدوها لأنها ستدخل مرحله جديده , عالم جديد يمكّنها من أن تعتمد على نفسها من خلال عملها بإحدى الشركات ولم يكن ذلك سوى نتيجة طبيعيه لخريجه جامعيه وجدت عملاً بعد فترة بحث وتمحيص وعارض والدها ذلك لأنه لا يريد لها أن تكشف عن وجهها هويتها بعد أن طُلب منها أثناء المقابله الشخصيه أن لا تغطي وجهها في مكان العمل ولازالت إلى الآن تبحث عن عمل يناسب ظروف أهل الكهف..
** مع قلة فرص العمل للمرأة في البلد وجدت بنت من الناس فرصة الابتعاث فرصه ذهبيه لإكمال الدكتوراه بعد أن ضيعت سنوات في تحصيل الماجستير التي تأجلت لأكثر من مره لعدم توفر من يشرف على رسالة الماجستير لكنها حتى لم تحضى بفرصة رفض وزارة التعليم العالي ولم تقدم أوراقها وواجهت رفض مبدأي من أهلها وخصوصاً من ذكورهم بأن لا مجال لخروجها لوحدها إلى مكان بعيد بدون رقيب أو حسيب وكانت ستواجه نفس المصير لو قدمت أوراقها بشكل رسمي لأنه لا يوجد لديها حارس شخصي لازالت بنت من الناس ترتقب بصيص نور يأتيها من ظلام المجهول الدامس وتتدرب الآن في أحد المستشفيات للحصول على شهادة الخبره لم يشفع لها ما تحمله من شهادات حتى لو كانت ماجستير فمايهم هنا في هذا البلد الفيتامينات المقوية الطائفية والقبلية وغيرها من قوانين الجهل والتخلف.
** لأول مره ترى والدها يبكي أمامها هي وأخوتها ولا تشك للحظه بأنه مصدوم بنتيجة أخيها في الثانويه فهو لم يحصل على مجموع يذكر لم تكن ترى هذه الدموع عند تخرجها من الثانويه وفي يدها الشهاده التي تحمل مجموع صعب الاعتماد عليه في الدخول لجامعات هذه لبلاد مع ذلك لم يهتم أحد بذلك وأخذوا يعنفونها ويلومونها لو أنها ذاكرت أكثر لو انها تجاوزت هذا المعدل ببضع علامات لكان جيداً فربما ستحصل على مقعد في أحد الجامعات وتنفس والدها الصعداء لأنها قبلت في أحد التخصصات ولم تكن كثيره ولم يكن لديها خيار آخر, تخصص يرسخ الجهل في عقل المرأه يعلمها الطبخ والنفخ والخياطه بجميع أنواعها حتى تظن بأن هذا ما خلقت من أجله تحطمت آمالها بعد أن فقدت الأمل في أن يقبل والدها بدراستها في إحدى الجامعات الاهليه خشية إنفاق وزاد ألمها بعد أن أتيحت الفرصة لأخيها الأقل منها مثابرة في الدراسة بإحدى الكليات الأهلية عارضت ذلك واشتكت لوالدتها فقالت لها المهم أخيك أن يدرس ويجد وظيفة مناسبة لكن أنت لديك فرصه ربما تتزوجين أحدهم ولا تحتاجين للعمل بعد ذلك.
ولا يزال هناك الكثير مما ارى واسمع ويمتلئ به قلبي حتى يكاد ان ينفجر غيظاً وحزناً فلا مجال لحياة المرأة هنا إلا في كنف رجل مهما يكن هذا الرجل حتى لو كان هذا الرجل Scarecrow أو أي شيء وتصيح بعضهن ليل نهار ممن رضين حتى بمجرد ظل –ظل راجل ولا ظل حيطه – وأنا أفضل الحائط على الأقل لن يتأمر علي ولن يطلب مني ما يظن أنني خلقت من أجله.
#فاطمه_الهلال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
