أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أمل فؤاد عبيد - محاولة قراءة جديدة لانعتاق الروح .. تجربة ذاتية 4















المزيد.....

محاولة قراءة جديدة لانعتاق الروح .. تجربة ذاتية 4


أمل فؤاد عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 1987 - 2007 / 7 / 25 - 11:03
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كانت لي التجربة سبيلا لتحقيق إمكان قراءة جديدة للكون والأشياء والبشر والافكار واختبارها .. كانت سبيلا لتفهم العالم على علاته .. وتبقى التجربة قيد التجريب حتى النهاية .. والتي من خلالها يمكن معاينة مطارح جديدة للوعي في داخل التجربة .. فيما بين التخفي والظهور تاتي مسألة الخجل من أهم مسائل الكشف والانكشاف .. إن التعري هو في حقيقة الأمر .. مباعدة ومواجدة الروح لخالق واحد .. يبغيه الرجاء بلا خجل .. ولكن ما بين معاينة التجربة لا بد من كسر الخجل .. والتعري بلا رتوش .. حتى يبات التعري والانكشاف طريقا لتحقيق اليقين .. او الوصول إلى اليقين .
هذا التعري وعدم الخجل وعدم التخوف من التعري وإظهار مكتسبات اللسب قبل الإيجاب ما هو إلا طريق وحيد للإعتراف .. وهو نوع من التحرر .. أو بلغة أخرى .. نوع من الخلاص .. الخالص من عورات النفس على علاتها .. وهو اسلوب يتضح فائدته عندما نخلع القناع .. ليتساوى الباطن بالظاهر بلا حساسية او تخوف من باطننا .. وهذا لنراه أكثر وضوحا .. وحتى لا يكون هناك حائلا بين كشفه وتغييره ومضاهاته بما يظهر ..وأيضا لتحطيم هذا الجدار النفسي وبنائه من جديد .. ليكون متوائما مع أهدافنا الجديدة .. والتي تتساوق مع طموح التجربة وسموها .. فلكل تجربة أهدافها ومطالبها وحساباتها الخاصة بها .. الى جانب كشف أصنام الفكر المسبق بأننا لابد ان يكون هناك قيمة ما .. ولكن اي قيمة ؟ قيمة ذاتية تبعث على النشوة وإرضاء الغرور أو الكبرياء الواهي والزيف ..؟ أم قيمة عامة تسعف شوق البشر لحقيقة حقيقية .. تكشف النقاب عن واقع داخلي يراد به التغيير والتحويل .. وليس التبرير والتسيير ..
بعد تلك البداية وتلك المراحل على بساطتها إلا أنها مهدت تمهيدا قويا لاحراز الروح على ورقة اللعب الأساسية وبداية التحرر من نزعات النفس الخادعة من غرور وكبر ورياسة .. وإرضاء لمطالب وقتية وإن كانت تحقق قيمة .. إلا انها ليست القيمة التي من الممكن الابتداء منها وإليها .. كما وقد اصبحت الروح تفرض سلطتها ليصبح التعري وكشف العورات مسألة حاسمة في الصعود او التجهيز للصعود لأعلى .. والارتفاع عن مستويات الابتذال النفسي والسلوكي ..
لذا يبدأ التعري أو يبدو التعري واقتحام مناطق جديدة لم تكن ترتضيها النفس من قبل .. منطقة ملغمة مليئة بالخصوصية والقوة .. والفاعلية لتحقيق أعلى مستوى من الروحانيات التي تبغي اليقين أو الوصول الى مراتب اليقين في قلب اعتصارها والتخلي عن مكتسباتها القديمة التي كانت ترتضيها لها النفس لنفسها .. من خلال إعلان صريح عن موقفها من الآخر والناس بأنها صحيحة وسوية .. ولكن من خلال التعري تصبح مسألة النفس ومرتضياتها وخصوصياتها مسألة نسبية .. ليتحقق من هذا مطلق الروح ونقائها المطلق او البحث عن المطلق وهو الله تعالى .. والتنزه عن محاولة مشاركته الخلق والإبداع والتوازي على خطه .. على العكس تصبح الروح والشعور بها ادنى مراتب من الشعور بالله .. وتصبح النفس في تلاشي .. وتأخذ الروح في التطلع للامتثال للحق تعالى .. والرضا بمقسومها بلا كبر او تعالى او تمرد او غرور كما كانت النفس تحاول ان تكون بخداعها وزيفها وتمردها .. حيث اصبحت هذه النفس تحت سلطة الروح .. ومن نزوعها للتحرر والامتلاء .. لذا لم يعد مهما جدا نزوع النفس للإشباع .. لأنها في حقيقتها الأخيرة قد امتلأت من خلال نزوع الروح لليقين وأصبحت رهنا لإشاراتها ويصبح فعل الروح ما هو إلا أمر من فعل الله .. ومن ثم يصبح مسألة التلسيم مسألة مرهونة لمران الروح وتلازمها لفعل الله والتأمل في فعله واقتناص الحكمة منه .. والاستجابة الكلية رويدا رويدا لله تعالى .. وهو امتداد الروح مع كشف اليقين وتمكينه منها حتى يكون التسليم لله نهاية ليتحقق من خلاله فعل إيماني راقي ومسؤول في نهاية الامر ..
لذا تصبح معادلة تحقيق الذات معادلة جديدة كل الجدة .. لا تبغي إرضاء الغرور وإنما لتحقيق إمكانا جديدا وغير مطروح للسباق على أرض الواقع .. إنه تسابق الروح لاقتناص أنوار ربانية .. تتيح لها رؤية الحياة على نحو أفضل .. ومشاكلة الأشياء في وجودها بحرية أكثر .. بل بمنتهى الحرية ومطارحة الوجد والحب والألم على سبيل الامتلاء والنقاء .. وليس على سبيل تحقيق الحاجة .. لذا كان الحب مسألة كبيرة وهي الحب في الله ولأجل الله منتهى المطلب ومنتهى اليقين لدى كل من يعاين مكانه في تجربة خالصة لوجهه تبغي الحق والترجي به .. مكتسبا من تجربته سموا جديا وليس تعاليا .. إنما تسامي وترفعا مفارقا لطبيعة الأشياء ليراها أفضل .. هاجرا بقعته .. لابعد منها .. بين مطارحة الألم والوجد ومعاينة الأماكن على نحو جديد تأتي مسألة كشف النقاب عن حقائق الأشياء على غير صورة .. ولن يكون هذا إلا وسط عالم مشحون بالحركة والناس .. وكشف مؤاخذاتهم وتحليل الصورة قياسا بالصور والحركة مقارنة بالحركة .. حركة الوعي وردود الفعل .. ليأتي وقتا مغايرا لهذا وهو وقت البعد والخلوة والصمت .. ولابد من قبل هذا .. التمكن من ادوات المادة والفكر .. وقياسها بناء على مرجعية واحدة .. هي طلب التفكيك والتحليل ومعرفة بواطن وخفايا النفوس ومعرفة أقطاب العلاقة بين الأنا والآخر .. والآخر والأنا .. ليس لتحقيق علاقات .. إنما لتفكيك علاقات وترسيخ مفاهيم عن الذات والأنا والآخر ومعرفة بواطن الإحساس بالحقيقة عند كشف حقيقتها .. بواطن الفعل التي هي أهم من ظاهره .. والكشف عن مساحة الفعل الممكن والفعل المستحيل .. ورغم ما قد تكشف عنه التجربة من معاينات ومطارحات يغلب عليها الصدمة والألم والحيرة .. لابد من الصبر وعدم التأفف ولكن مع مراوحة المكان والزمان .. ففي هذه المراوحة تصبح عملية اشتقاق المعنى مسألة حقيقية وموجودة بالفعل .. وذلك يفعل فعله من هدم وإعادة بناء .. يكون المتحول واعيا بها وشاعرا بها ومطلعا عليها يعاينها .. رغم كل ماتحمله هذه العملية من الم وقسوة أحيانا ولكنها قسوة تتلحف اليقين والرحمة .. وعند معاينة أماكن البشر وكشف عوراتهم الداخلية ونقاط الضعف ونزوعهم للشر او تراوحهم بين الخير والشر نصبح على علم تام أو شبه تام بخصوصية التفرد النفسي ودوره الحقيقي في الواجهة الإنسانية الواهية او زيفها وبهتانها .. ومن ثم رؤية العلات على وضوحها ومن ثم ايضا لا نشاكل ألم الكشف عندما نعاين خلافنا مع الآخرين في لحظة .. لأننا سوف نعلم مشتبكات نفوسهم ونزوعهم الآني والزمكاني وأنانيتهم وخذلانهم امام نفوسهم وشرورهم .. وما ذلك إلا علامة لمعرفة الحق والدخول في عالمه .. وتمييز الخبيث من الطيب في لحظة كشف وانكشاف .. وايضا من خلال بصيرة بدأت تتشكل عن وعي حقيقي .. في معرفة الأسباب والمسببات الحقيقية وراء الدوافع و الأهداف .. هنا قد يصبح المتحول في صدام مع الآخر لكشفه .. من حيث كشف النقاب عما تحمله صدورهم من غل و نزوع شرير وقد تتجافى الجنوب عن معاينة إلامهم لنا .. هنا تصبح معاينة الألم في صالح التجربة وليس ضدها .. وكأنها مطارحة وجد من نوع جديد لتكتسب التجربة مكانة جديدة في نفوسنا ويزداد مع كل تقدم وكشف تصالحا جديدا مع النفس وحرية أكثر وأكثر اقترابا والتحاما باليقين .. وما كان في السابق سببا في إيلامنا يكون سببا أو يصبح بعد ذلك محركا لتحقيق اليقين .. وسببا مباشرا للوصول دون ان نعلم .. ولكنه في مراحل التخلق من الذاكرة والألم من معاناتها يتخلق الحق من قلب هذه المعاناة .. لذا يكون تحقيق الرمز مطلق الطلب .. ليصبح حصانة متحققة حتى تحين لحظة الانطلاق .. ويصبح معنى الكره والحب معنى ظاهرا وباطنا .. يكتنفه الغموض .. كما يعتريه الوضوح .. ويصبح معنى الحب معنى يرتقي لمرتبة أعلى واكثر سموا ومن ثم يصبح تقبلنا للأشياء والبشر منطلقا من فكرة يقين فقط .. وليس من فكرة مخالفة له .. ولكن رغم هذا قد يعترينا الخوف والغضب والحقد في لحظة مفارقة للعالم بكل ما فيه .. فتشدنا للأرضي للمبتذل في هذه اللحظة تصبح المواجدة مسألة مطروحة أمام الروح كمعين لها للتحرر من الشر او ما نشعر به من رد فعل شرير او سلبي .. أو التحرر من فكرة الشر والبعد عنه بكل ما لنا من قوة والتحام مع الله على تخطي صعوبة الاحساس بالشر .. على أنه يصبح ثقيل الحضور على الروح .. والقلب يصبح في معزل عن هذا الاحتراق النفسي او أو هذا الاختناق النفسي ليأخذ القلب مأخذ الألم سبيلا للتخلص من اهوائه شريرة كانت او غيرها .. والافتراض انه سوف يتعالى كل ما هو مبتذل ورخيص ووقتي .
أما بالنسبة للحب هنا تصبح المسألة أكثر وضوحا من ذي قبل .. يتخذ الحب له مرسما روحيا .. ومنهجا ربانيا أعلى وأسمى من قبل .. وتصبح لغة العشق أكثر سموا من قبل .. وإن كانت في بدايتها وسيلة للترفع عن المادي والشعور بالتسامي النوعي .. لأنها تبدأ الروح منه من حيث إلهام الله لتنتهي اليه في نهاية الأمر .. لنحب كل الأشياء في الله ونرفضها في الله ونرتضيها في الله وهي مسألة وقت حتى تصبح مشاكلة العقل للروح والقلب والوجدان مسألة محسومة تماما .. ويصبح الحديث عن الحب هو حديث رغم خصوصيته له من التعميم والشمول أكثر مما نتخيل هو في حقيقته لحظة عشق ووجد في الله وله . هذا التحرر الذي يلتمس طريقه يأخذ سبيل التخلي عن المصالح وتحقيق مكاسب مادية مباشرة وغير مباشرة .. لان القلب وقد تحرر كلية من النفاق الباطن والظاهر .. لتناجي الروح مبادئها الحقيقية الجديدة وتجديد ما كان لها من مبادئ قديمة ثبت بالتجربة قوتها وحضورها وصلاحيتها والتي تشكلت من قلب الحدث الروحي وتساميه تساميا عاليا وواضحا .
ورغم ما تعتري الروح من متناقضات في بادئ الأمر وهو شيء طبيعي قد يشعر المتحول بهذا .. إلا ان هذا التناقض ما هو إلا كشفا للباطن ومسح الغبار عن جمال الطبيعي فينا وتفانيه .. بعدما أخذت الروح من التمكن وبدء الصعود والظهور .. تبدأ هي والذات في اقتناص الفرص الموكولة لها لتحقيق معادلة انسانية نبيلة .. تقيس أنوارها بخجل من الله قبل العالم .. وبعد قوة التعري تتحول فكرة او الشعور بالخجل من الله قبل العالم .. وتصبح مقاييس القيمة لها مفردات جديدة تثبت جدارتها كل يوم وتحاول أن تثبت يقينها على جدار الوعي والإرادة كل يوم بأمر من الله وبإرادة صابرة او تحتمل إمكان الصبر لتحقيق إمكان جديد في ظل معايير أخلاقية ذات قيمة سامية وعالية ولا نهائية .. يغيب عن ساحتها النفع الخاص ليحل بدلا منه النفع العام .
يأتي على هامش التدريب الروحي والنزوع القوي للتمسك بمبدأ القيمة المتعالية على الابتذال سنوات طويلة .. بمقياس الزمن العادي .. كانت مجرد فكرة طرحت نفسها أمامي .. تمسكت بها .. بين قاتل ومقتول .. بعدما كشف العمل لدي عن متاهات نفسية كبيرة .. ومعاناة البشر على حواف موت أو حياة .. ما بينهما وقعت أسيرة شعور بالسخط والمرارة للعجز الذي قد ينتابنا لحظة في حين غيرنا .. لا يقوى ايضا ..كان السؤال في حينه .. هناك مستوى آخر يكشف عن نفسه بلا إعلان .. ولكنه يتحكم فينا .. كان الاختراق .. كما كنت اقراه بين سطور المعانين او الشاكين او صور الاغتراب التي شعرت بها في وطن يسكنني .. وبين غربة في وطن أسكنه .. كلاهما كشف النقاب عن سيطرته .. كيف لي ان يسكنني وطني ولا اسكنه .. واسكن وطن في لحظات لا يسكنني .. إنساني الخاص .. كنت اتحسسه في العام .. كنت وكان الكشف يعري احساسي الحقيقي .. بين هذا وذاك .. كنت ابحث عن بؤرة ارتكز اليها .. بلا تخوف .. اصبح فيها الوطن والإنسان معا .. الزمكان والكينونة .. كانت مساحات الظلمة اضعف من أن تحتويني فيها .. وكنت اقوى من أن اذوب فيها .. لذا كان البحث عن مثال .. أو مثل أعلى تتمثل فيه القيمة لا يمكن الوصول إليها بطرق عادية .. إن تحقيق المثال لا يمكن ان نختلقه مما حولنا الذي يعانون ما نعاني .. ويحتاجوننا كما نحتاج اليهم .. وهي مرحلة لاحقة لكشف الذات عن مطلبها الحقيقي .. بعد ان جاءت تجارب القراءة للكون مختلفة بقدر اختلاف الاحساس بالموطن .. موطن الفكرة والشعور .. لم يعد افلاطون مجرد فكرة تتمركز شعوري اصبح في وقت ما هدفا .. اتحقق من صورته .. ولم يعد هناك إمكان من غير تفنيد الأفكار وتحييدها وتجربتها .. واختبار الصور والهيئات والأحوال .. لذا كانت مجاهدتي ابتعاث مثال او حقيقة .. باستحضار إرادة خلق جديدة .. بعدما فقد البحث قيمته .. وما إرادة الحق إلا إمكان تصورته في ذاتي .. بعد أن قررت تحرير الكلمة وإحقاق الحق واعتدال المزاج وإعطاء المعاني رمزيتها الحقيقية في ظل سلام نفسي تصنعه معاناة من نوع جديد .. مجاهدة ترتفع على واقع مختنق .. لأعود اليه .. وأعاود بشريتي وسط عالم يعج بسخطه .. ومرارته .. إنما كانت مرارتي أكثر .. طزاجة .. وأوضح انطباعا .. قررت تشكيل مثالي من ذاكرة تستحضرها وقائع الحياة اليومية .. فقد تكون مثال مستمد من حضور الوطن المتجذر شرياني .. أو الدين أو المثل التي استقاها الفكر والتي لا يمكن انكارها او مواتها .. أو ربما من خلال شخصية اثيرية واضحة التعبير والهدف .. كل هذا كان له خلفياته في تدمير السلبي وإعادة البناء من جديد .. حتى لا تسكننا الأفكار وتتعسكر ذاواتنا .. نعيدها سيرتها الأولى ونعيدها حيث نقرأها قراءة ثانية .. كلما اهتز اليقين بثباتها .. تخوننا فكرة الثقة .. ومن ثم نعيد النظر والقياس والبحث من جديد عن جدوى ما نحوي .. ونؤسس له في ذواتنا ..أو ربما من خلال شخصية اثيرية واضحة .. يتم تدمير السلبي من خلاله ومن خلال رسالة يقدمها للجميع .. كنبي او كاتب أو اسير كلمة مرسومة أو حق نبيل يسعى لإحقاقه كفعل ثوري أو تحرري متواصل ومتصل على الدوام .. وعند موازنة القيم .. وتحريك ميزان القوى التي تتحكم في النفس والروح .. وإقامة موازنة قيمية بين ما يمتلئ به الوجدان .. تصبح عملية اشتقاق المعنى من قلب الفكرة والقيمة مسألة سهلة للغاية .. وتصبح المفاضلة بين القيم مسألة نسبية أيضا .. لذا تصبح جميع القيم على مائدة واحدة وتتخذ لنفسها ذات الرتبة والمقام .. فلا تفضيل .. التفضيل يسقط في مركزية القيمة وتبئير الإحساس بها وكأنها تمثل قيمة واحدة لا غير .. تتمثل في ذات الله واساس فعله وقوته وإرادته فقط .
عند هذا الحد لا بد من إيجاد لغة تفضيل وليس مفاضلة .. فلأن القيمة وقد اصبحت تمثل رمزا واحدا للتحرر والإيجاب والتجاوب الفعلي مع مقتضياتها ومتطلباتها أيضا .. التفضيل هو بين بين .. وليس لفاضل على أفضل .. هنا لا بد من تحقيق موازنة جديدة كل الجدة .. الفاضل والأفضل .. حسب متطلبات الموقف ومستجدات الحدث المتلقي لديه .. ويكون التفضيل على سبيل تحقيق أكبر قدر ممكن من التميز والخير والعدل .. لا غير .. وليس على سبيل التمييز والتقدير غير العادل . كما تأتي فكرة المثال أو نظرية المثل الأعلى .. متحققة كلما تم الصعود لأعلى .. حيث التشاكل بين الذات العليا والأنا الآخر يتم تحطيمها والبحث عن تجنيس آخر وجديد .. يمثل قيمة في حد ذاته .. ومن خلال البحث عن مثل أعلى يتم تجسيد فكرة الخير ورسم خريطة ومقايسة إيمانية جديدة على أرض ذات خصوبة عالية من جهة الفكر والتمثل الإلهي النبيل .. حتى يبات المثل الأعلى رمزا للتقدم والتحرر .. وكلما اقتربت الذات والروح من تمثل قيمة هذا المثال .. وكلما اصبحت على مقربة من تشخيص صفاتها وتشربها تمام التشرب تكون قد تمثلت حركة تحررية في اتجاه واحد .. ومن ثم يصبح هناك نقطة صالحة للبدء من جديد للبحث عن تحقيق صورة لا مثال لها .. أي انها بدأت من المثال تنطلق منه حتى تحقق لوجودها ترميزة جديدة لا مثال لها اي ليست على سابق مثال .. لتصبح هي في حد ذاتها مثالا لاحقا فيما بعد .. وهكذا تتراسل الفكرة .. ويصبح الخلاص مسألة متوارثة ولكنها حرة ومتحررة في آن من قولبة الفكر والتمثل في صفات واحدة جليلة لا تغيير فيها .. إنما العكس هو فيما يحدث .. حيث يصبح المثال قيمة ترميز للخير ونقطة للبدء منها حيث اللامنتهي والخلق الجديد والمبتكر في آن .





#أمل_فؤاد_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دفء ..
- مفاهيم الأعماق والفطرة
- كهف .. المرايا
- محاورة النصوص للكاتب مأمون المغازي
- يمنى سالم .. مشروع كاتبة ..
- محاولة قراءة جديدة لانعتاق الروح .. تجربة ذاتية 2
- صوت .. وصدى
- ماجد السمرائي و - سؤال الحرية -
- الثقافة العربية في زمن العولمة .. أحمد مجدي حجازي
- محاول قراءة جديدة لانعتاق الروح .. تجربة ذاتية 5
- النفوذ اليهودي في الولايات المتحدة الأمريكية
- خواطر .. 4
- للحب مواسم .. الطبيعة الإنسان والنفس المطمئنة
- زاوية ..
- خواطر .. 3
- محاولة قراءة جديدة لانعتاق الروح .. تجربة ذاتية 3
- ممتد بين .. المستحيل والإمكان
- محاولة قراءة جديدة لانعتاق الروح .. تجربة ذاتية 1
- الأفلام التسجيلية بين معايشة الواقع وفانتازيا الإعلام
- النفق ..


المزيد.....




- -انتهاك صارخ للعمل الإنساني-.. تشييع 7 مُسعفين لبنانيين قضوا ...
- لماذا كان تسوس الأسنان -نادرا- بين البشر قبل آلاف السنوات؟
- ملك بريطانيا يغيب عن قداس خميس العهد، ويدعو لمد -يد الصداقة- ...
- أجريت لمدة 85 عاما - دراسة لهارفارد تكشف أهم أسباب الحياة ال ...
- سائحة إنجليزية تعود إلى مصر تقديرا لسائق حنطور أثار إعجابها ...
- مصر.. 5 حرائق ضخمة في مارس فهل ثمة رابط بينها؟.. جدل في مو ...
- مليار وجبة تُهدر يوميا في أنحاء العالم فأي الدول تكافح هذه ا ...
- علاء مبارك يهاجم كوشنر:- فاكر مصر أرض أبوه-
- إصابات في اقتحام قوات الاحتلال بلدات بالضفة الغربية
- مصافي عدن.. تعطيل متعمد لصالح مافيا المشتقات النفطية


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أمل فؤاد عبيد - محاولة قراءة جديدة لانعتاق الروح .. تجربة ذاتية 4