أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد كشكولي - قصائد رومانيّة لباول تسيلان















المزيد.....

قصائد رومانيّة لباول تسيلان


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 1968 - 2007 / 7 / 6 - 08:53
المحور: الادب والفن
    


القصائد الرومانية

لباول تسيلان (1920- 1970)

" لعلني أتكلم عن الشعر الذي لا يوجد! الشعر المطلق. لا، إنه من الطبيعي أن لا يوجد، ولا يمكن له أن يوجد! لكن هذا السؤال، وهذا الادعاء الغريب يرافقان دوما كل قصيدة حقيقية، وكل قصيدة متواضعة"...

كآبة
الأحلام، وحمرة المساء في دوامات،
بحيرة نائمة في زنبق الغروب،
تعالي الآن، أختي السمراء، إلى من أعطاك ِ إكليلا،
وإكليل َ ضوء سماوي على جبينك ،
حملت أهداب عينيك غيوما مزهرة ،
يا من تهيمين حوالينا بالثياب الفقيرة ، تضحكين:- و هل قريب خريف أشجار الجوز؟
تزدرين البلوزة المخيطة من الظلال،
ليلا تحملين نسيج العنكبوت الذي نثرته النجوم،
غفوتك من ذهب ، تلاحقين الضباب،
لمن أهب الندى؟ آه، والدموع- لمن؟

قصيدة إلى ظل ماريانا
كبر نعناع العشق كإصبع ملائكي.
صدّقيني: تنبثق من الأرض أيضا حية لوّاها الصمت،
كتف أحرقتها آلام لسعات نور مطفأ،
وجه بنظرة الشاشة السوداء المعلقة بالعيون،
جناح كبير من رصاص و آخر من أغصان،
جسد منهوك يرتاح غاطسا في الماء.

انظر كيف يطفو في العشب بجناحيه الواسعين,
كيف يتسلق مدرج الدبق تجاه بيت من زجاج,
حيث عشب بحري يجول بخطوات واسعة.

صدّقيني، آن الأوان أن تتكلمي لي خلال الدموع,
نذهب إلى هناك حفاةً بحيث يمكنك سماع ما ينتظرنا:
اشربِ كأس َ الأسى ، أو احتسِ الحزن من راحة اليد-
نبتة الجنون تغفو حين تسمع جوابك.

دعي نافذة البيت تصلصل و تفرقع في الظلام،
دعيهم يرووا لبعضهم البعض، أنهم لن يعرفوا رغم ذلك قط:
نحب أم لا نحب بعضنا.


الليلة
من الأشجار التي يزرعها الغروب في غرفنا الملتهبة،
سنقطف بتأن ٍ حمامات الزجاج ،
والأغصان التي لا تكف عن الحفيف، ستنمو على أكتافنا وأذرعنا،
و لن تهب الريح، لكن ستوجد بحيرة صغيرة مليئة بالظلال، حيث لا تضرب في الأرض بجذورك،
بحيرة متجمدة، فيها الغرقى يتقاتلون على تيجان فخاخ السمك،
والحياة زورق على الساحل، محاطة بالمجاذيف.
صوت سيأتي نحونا من اللهب، سيلبّس وصماته بالفضة و الدم،
ويصدر أمرا إلى النار وهو محمل بعبء ثقيل: لا أنا، إنهم يعرفون متى يأتي الأوان!
هكذا يأتون من الصحراء و يفرغون رمالهم عندك:
ستقف الجبال حواليك ، سنظل في " تورادال"
و ستقطف حمامات الزجاج بهدوء، واحدة بعد أخرى،
وحين تنفجر تلك الحمامات في الهواء ، ستتكلم شارد الذهن معي.



• هذه بعض قصائد باول تسيلان التي كتبها بالرومانية ، ومطبوعة باسم " القصائد الرومانية" .


من القصائد الرومانية لباول تسيلان
لقيا
ستمطر الليلة على الهضاب الكلسية الخضراء،
النبيذ المحفوظ إلى هذا اليوم في فم الميت سيوقظ المنطقة المغطاة بجسور السابلة المحتواة في ساعة.
لسان إنسان في خوذة سيقرع الحماس.
هكذا تتقدم الأشجار مسرعة إلى أمام ، بانتظار غصن ناطق ، تحمل في جرّة ٍ، رسالة َ ساحل المنام إلى مدّ و جزر الرايات.
أعتقدُ أننا سنموت معا غرقا في عيونك.
شعرك المتدفق من المرايا سيغطي الهواء،
حيث سأشعل خريفا بيد متجمدة.
من ماء شربه العميان سيتسلق غاري الصغير درجا متأخرا في القدوم ، وسيلسعك في الجبين.


ليلة رأس السنة
في ليلة رأس السنة ، ثمة موسم دون ساعات،
أرسلت َ هذا الصقر الغرير لحبيبتك مرفقا بصلاة:
سالت دموع النور عليها عبر المرايا من شمعدان غمرته ثلوج الأسى، نام ٍ في أحد الصدغين.
الخاتم المطفأ في الزجاج سما إلى النافذة لكي يراها تأتي خلال الثلج بشعرها الغافي.
تحررت الأيدي ،وانطلقت إلى الباب لكي تستقبلها.
بينما الشعراء أتوا لكي يرقصوا الفالس في طابق أعلى.
لكنها تجاوزت العتبة، مجنحة للحظة،
فرأت الحياة تغفو على صدرها المستيقظ بنعومة.
نرد ٌ بعيون لونها لون المشمش سقط على الأرضية الحجرية،
فاختفى برج القلعة الخشبية ، و ظل له.

أغنية حب ّ
حين تبدأ الليالي لك في الصبح مرة ما،
ستتساقط عيوننا اللامعة ذاتيا من الجدران،
وتقعقع مثل الجوز،
ستلعبين معها، وموجة ستتدفق خلال النافذة،

حطام سفينتنا الوحيدة،
وسنرى الغرفة الباردة تحتنا عبر الأرضية الشفافة,
ستؤثثينها بالجوز ، وسأعلق شَعرك في ستارة النافذة،
سيأتي أحدهم ،
سيتم أخيرا استئجارها،
سنعود صاعدين على ذواتنا ونغرقها هناك.

قصيدة غير مكتملة:
عشب عينيك، عشب المرارة،
ترفرف الرياح عليه،
جفون من شمع.
ماء عينيك، ماء مغفور له.

وآن الأوان
أخيرا، آن الأوان ، فأنك أمام المرايا التي تغطي الجدران الخارجية للبيت ، حيث تهجر الحبيبة ذات الشعر المنحدر،
ستنصب رايتك السوداء في قمة الأكاسيا المزهرة مبكرا.
تُسمع جعجعة حادة من فوج العميان،
الجعجعة الوحيدة التي تؤمن بك،
تلبس القناع ، وتمسك الذؤابة بأكمام ثياب الرماد،
تتسلق الشجرة،
جعدة الراية تكتنفك،
تبدأ رحلة الهواء.
لا، لا أحد استطاع أن يرفرف مثلك حول هذه الدار.
هبط الليل،
تعوم على الظهر،
مرايا الليل تدور طوال الوقت لتصيد ظلك،
تسقط النجوم ، وتمزق قناعك،
العيون تسيل هزيلة على القلب حيث شجرة التوت أشعلت النار في أوراقها، حيث تنزل النجوم كلها إلى الأسفل.
طير صغير، الموت، يدور حولك،
وفمك الحلمان يردد اسمك.


بدون درابزين
بدون درابزين ... يغدو هذا السلّم الرهيب حيث تصعد وتنزل الراية الهوائية للتحدي الذاتي، المحورَ الأمين الوحيد للحركات التي لا تزال تغويني. بدون درابزين... رغم ذلك ، إنّني أقبل هذا و بكل بساطة أفضله لندر تمشيّ بين الربيان و تيس الجبل ، عندما أغطي ، وأنا على غير وئام مع الفصول، الدار في النتوء الأسود العائد إلى التمتع بأن لا تحب ّ أحدا.
و نادرا ما، لكن تحت سماء داخلية نبهتها الهراوات، أدوّر عجلة نار، إلى الأسفل في أقصى الحدود الخارجية للسلم، هناك شَعر امرأة قتلتُها ينتظرني لكي يخنقني. أتفادى الخطر بذكاء لن يرثه أي من خَلَفي. ثم أصعد أتدرج إلى الأعلى ثانية، أصل إلى الدرجة التي بدأت منها، أكرر الفكرة بسرعة هائلة إلى حد السخرية من قبل الرجل في الدرج الأسفل.
الآن.... والآن فحسب.. أنا مرئي للذين يكرهونني منذ فترة طويلة، وينتظرون على أحر من الجمر، الانهيار. لكنهم على غير عادتهم عند هكذا حوادث، يتصورون أنني الدرابزين المعدني للسلم، يذهب بدون أخذ الحيطة والحذر، إلى الأسفل ويفتح بدون شعور، الباب الذي خلاله سيدخل الموتى الموهومون.

ترجمة حميد كشكولي من السويدية والإنجليزية

باول تسيلان - *
يعتبر من أهم شعراء ما بعد الحرب العالمية الثانية. ولد باول تسيلان، من عائلة يهودية، في مدينة جيزنزفيتش في مقاطعة بوكافين الرومانية، و كانت الألمانية لغتهم الأم. قضى والداه في معسكرات الاعتقال النازية ، وألقي القبض عليه ليقضي فترة من 1942 إلى 1943 في وحدة الأشغال الشاقة اليهودية التي أنشأها النازيون لتعبيد الطرق في مولدافيا . مصائب الحرب و جرائم النازية طبعت حياته كلها وأدبه إلى أن انتحر في 1970 . و بعد انتهاء الحرب أقام في بوخارست حيث أصبح يعاني ازدواجية صعبة في علاقته مع اللغة الألمانية التي أبدع بها أديه وكتاباته، بدل اللغة الرومانية ، إذ كتب بها قصائد لم تكن بمستوى ما كتبه بالألمانية . و بعد أن حصل على شهادة البكالوريا، راح يدرس الطب في مدينة تور (فرنسا)، فتعرف فيها على السريالية التي ستكون أحد مصادر شعريته المتعددة.
وأريد أن أشير إلى نقطة مهمة وهي أنني قد استعرت من مكتبة مالمو السويدية العامة ديوانا صغيرا له باسم " قصائد رومانية" يتضمن قصائد نثر كتبها بالرومانية مترجمة إلى السويدية. لقد قرأت لبعض الكتاب أن تسيلان لم يكتب قط بالرومانية ، لذا أردت هنا التنويه .



#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلمان رشدي، سائس الخيل في بلاط صاحبة الجلالة
- أحزن ُ لأجل البستان
- إحتفالات للالهاء والتعمية
- -أسوار الحد ّ- للشاعرة التحررية فروغ فرخزاد
- قلبي يسبق خطاك
- قرّت عين عكرمة لإنتصارات أحفاده المجاهدين!
- إنّ الشاعرَ لنافذة
- جريجور سامسا
- قمة المجموعة 8 ومأساة جماهير العراق
- الورد الأحمر
- ثلاث قصائد للشاعر الإيراني سهراب سبهري ( 1928- 1980)
- برتولت برشت: إلى الذين يولدون بعدنا
- مناطحات الجمهورية الإسلامية والشيطان الأكبر
- فيكتور خارا
- الواقعية الاشتراكية المدرسة الأدبية المغدورة
- شبح دعاء يخيم على كردستان
- مهرجان بربري لسحق وردة
- العجب العجاب أن يوقفوا هجومهم على الشيوعية و اليسار والحوار ...
- قرابين إلى إلهة الحريّة
- أربع سنوات على الحرب الديمقراطية: الجزء 6


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد كشكولي - قصائد رومانيّة لباول تسيلان