أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير إبراهيم خليل حسن - ٱلدِّين وٱلديمقراطية















المزيد.....

ٱلدِّين وٱلديمقراطية


سمير إبراهيم خليل حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1968 - 2007 / 7 / 6 - 03:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كتبت هذا ٱلمقال ليكون ٱفتتاحا لموقع http://www.alddeen.com/. وأنشر ٱلمقال هنا لتكون أفكاره فى متناول ٱلمتابعين.
"ٱلدين وٱلديمقراطية" كلمتان ومفهومان متنافران فى نفوس ٱلناس بفعل تأثير ٱللغو فى تعليمهم. وكنت فى كتاب "أنبآء ٱلقرءان" ومقالات مختلفة قد بيّنت فهمى لكلمة دين علىۤ أنها توافق فى ٱلدليل كلمة law ٱلانكليزية وكلمة ناموس ٱلشاميّة. وبيّنت (بما تشابه لى فهمه) أنها تبيّن أشراط ٱلخالق فى حكمه وتحكّمه بمخلوقاته.
وفى مقال "أنا مؤمن إذن أنا ديمقراطى" بيّنت (بما تشابه لى فهمه) ٱلترابط بين مفهوم ٱلإيمان بدين ٱلحقِّ ومفهوم ٱلديمقراطية. وكنت قد عملت على بيان هذا ٱلترابط بين هذا ٱلإيمان وٱلموقف ٱلديمقراطى فىۤ أحد عشر كتابا وأكثر من مئة وخمسين مقالا على موقع ٱلحوار ٱلمتمدن وموقع أصدقآء ٱلديمقراطية ومواقع أخرى.
ولقد علمت (بما تشابه لى من كتاب ٱللّه) أنّ ٱلمؤمن بدين ٱلحقِّ هو ٱلذى يسعىۤ إلى ٱلعيش فى مكانٍ يَقرِىۤ إليه أفراد مختلفون فىۤ ألوانهم وألسنتهم ومواقفهم ومفاهيمهم يأتون إليه من جميع ٱلشُعب فى ٱلأرض ويدينون فى عيشهم ٱلمشترك فيه لأشراط ميثاق لا تسمح لسلطته أن تكفر علىۤ أفراده حرياتهم ومسئولياتهم عن أعمالهم وأقوالهم ومواقفهم. ومثلى على هذا ٱلمكان بٱلأمس ٱلبعيد هو فىۤ أول قرية للناس وأمّ ٱلقرى "مكّة". وهو ٱليوم فى قرية ٱلولايات ٱلمتحدة ٱلأمريكية ٱلتى بدأت تفقد مفهوم ٱلقرية بسبب تعاظم سلطة ٱلأمن فيها (فرط ٱلاستباب ٱلمناعىّ) ٱلتى ساقهاۤ إليها ٱلمنافقون وٱلمرجفون فى ٱلأرض من ٱلأعراب ٱلذين يزعمون ٱلإيمان ولمّا يدخل ٱلإيمان فى قلوبهم.
مثل هذا ٱلمكان له ٱسم قرية وٱسم ساكنيه أهل قرية. وعندما يتطور مفهوم حقوق ٱلفرد ومسئوليته ٱلشخصية فى تلك ٱلقرية يتطور ميثاقها ليكون دينها ٱلذى يدين أهلُها لأشراطه. فيتطور ٱسم ٱلمكان من ٱسم قرية إلى ٱسم مدينة مبيّنا ٱختيار أهلها ٱلحرّ ٱلخضوعَ لأشراط ميثاقها.
وقد علمت أنّ هذا ٱلميثاق هو من أشراط ٱللّه فى ٱلدين "لآ إكراه فى ٱلدِّين". وبذلك علمت أنّ ٱلدين وٱلديمقراطية كلمتين متوافقتين ومتلازمتين ولا تنافر بينهما كما هو ٱلحال إلى ٱليوم فى نفوس ٱلناس.
كذلك علمت أنّ ٱلذى يستسلم ويخضع لكفر أهل مجتمع كافر يكون كافرا مثلهم فلا يؤمن بٱلحقِّ إلا وهو يشرك ٱلباطل معه. وهو بذلك ٱلاستسلام وٱلخضوع يكون قد خالف أشراط خالقه.
وعلمت أن ٱلتمرّد على سلطة ٱلطاغوت ٱلكافر تسوق إلى سجنٍ أوۤ إلى قتل. ولن يكون أمام ٱلمرء ٱلمؤمن لحفظ حريته ومسئوليته وتطوره إلا سبيل ٱلهجرة إلى قرية أو مدينة يفتح له عيشه فى واحدة منهما سبيل حريته ومسئوليته. وهذا ما رأيته من توجيه ٱللّه للمؤمن فى كتابه بقوله ٱلعربىّ:
"يـٰعبادىَ ٱلّذين ءَامَنُوۤا إِنَّ أَرضِِى واسِعَة فإِيَّـٰىَ فٱعبُدُون" 56 العنكبوت.
وعلمت أنّ إرادة ٱلهجرة من مجتمع طاغوت كافر هى ٱلتى تبيّن فهمَ ٱلمرء للدين وتبيّن صدقَ إيمانه. وهو إن هاجر سيجد سعة فى ٱلرزق وٱلعلم وٱلحريّة وٱلمسئولية كما وعده ٱللّه بقوله ٱلعربىّ:
"ومن يُهاجِر فِى سبيلِ ٱللَّه يَجِد فِى ٱلأَرضِ مُراغَمًا كثيرًا وَسَعَةً ومن يَخرُج من بيتِه مهاجرًا إلى ٱللَّه ورسولِهِ ثُمَّ يُدرِكهُ ٱلموتُ فقد وَقَعَ أَجرُهُ على ٱللَّه وكان ٱللَّه غفورًا رحِيمًا" 100 ٱلنسآء.
وعلمت أنّ ٱلامتناع عن ٱلهجرة بدوافع حبِّ ٱلديار وٱلأهل وقبول ٱلخضوع لظلم وقسوة طاغوت أهل ٱلديار ٱلكافر يبيّن نقصَ علمِ ٱلمرء بٱلدين ويبيّن نقصَ إيمانِه. ويوقعه نقصُ علمه ونقصُ إيمانه فى ظلم نفسه فيعيش فى ٱلحياة ٱلدنيا ذليلا خاۤئفا من بطش سلطة طاغوت ٱلديار. وفى ٱلحياة ٱلأخرة سيلقى عذابًا أشدّ من عذاب ٱلحياة ٱلدنيا وأطول مدة.
لقد هاجر جميع ٱلرسل من ديارهم بسبب طاغوت أهلها وكفرهم. وهاجر معهم ٱلذين ءامنوا بحريتهم ٱلشخصية ومسئوليتهم عن مواقفهم وأقوالهم وتمسّكوا بها. وكان من ٱلمهاجرين عن ديار ٱلطاغوت ٱلكافر رسولُ ٱللّه محمد. وكانت هجرته إلى يثرب بفعل أشراط دين ٱلحقِّ ٱلتىۤ أوحيت إليه من ربِّه. وقد هاجر بتفاهم وتوافق مع أهل طيبة ٱليهود (ٱلأوس وٱلخزرج) لوقف حرب أهلية بينهم طالت عليهم فجعلتهم أهل يثرب. وبٱتصالهم وتفاهمهم وتوافقهم مع رسول ٱللّه على ميثاق سلطة ديمقراطية فيدرالية (ٱلصحيفة) وعلى هجرته إليهم وٱختيارهم له حاكما عليهم أُبدل ٱسم يثرب بٱسم ٱلمدينة وأُبدل ٱسم أهل يثرب بٱسم أهل ٱلمدينة. وصارت ٱلمدينة مثلا مبصرا عن عيش ٱلناس فى مجتمع يدين لشرط دين ٱلحقِّ "لآ إكراه فى ٱلدين".
فسلطة ٱلمدينة قامت وتقوم بقوّة ٱلعلم بأشراط دين ٱلحقِّ وناموسه substantive law. وبعلم أهل ٱلمدينة بتلك ٱلأشراط عاشوا ويعيشون وفق ميثاقٍ فَتَحَ ويَفتَحُ سبيلَ ٱللّه بعلم لكل أفرادها. وهم فى صناعتهم للميثاق أخذوا ويأخذون بأشراط دين ٱلحقِّ فىۤ إقامة مجتمعهم وفى تسميته "ٱلمدينة". فيكون مجتمعهم ديمقراطيّا فيدراليّا فى طوره ٱلمدينىّ لا فصل فيه بين ٱلناس بسبب ألوانهم وألسنتهم ومواقفهم (17 ٱلحج).
لقد خبر ٱلناس فىۤ إقامة مجتمع أهل ٱلقرية "ٱلديمقراطية" منذ أول قرية نشأت فى مكّة ثمّ فى ٱليونان ثمّ روما ثمّ فى ٱلولايات ٱلمتحدة ٱلأمريكية. وبقى على ٱلناس أن يخبروا فى تطور عيشهم من ٱلمثل ٱلرسولى حتى يعيشوا فى مجتمع مدينىّ يجعل من أهله ناسا لكلِّ شخصٍ منهم حريته ومسئوليته وٱختياره ٱلذى يقوم على سلطة ٱلعلم فى ٱلحقِّ وفى دينه.
أشراط ٱلدين يبينها ٱلقول ٱلعربىّ فى كتاب ٱللّه وهى أشراط ٱلعيش ٱلمدينىّ. وتلك ٱلأشراط لا تحتاج لمن يشرح عربيتها وبيانها. ومن تلك ٱلأشراط: (لآ إكراه فى ٱلدين. لكم دينكم ولى دينِ. كلُّ نفسٍ بما كسبت رهينة. لا تزر وازرة وزر أخرى. وقُل ٱلحقُّ مِن رَّبِّكم فَمَن شآء فَليُؤمِن ومَن شآءَ فَليكفُر. لقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرّة. لست عليهم بمصيطر. وأمرهم شورى بينهم. وشاورهم فى ٱلأمر).
هذه ٱلأشراط تبين مفهوم دين ٱلحقِّ عند ٱللّه وتبيّن لغو مفهوم دين ٱلقوم وٱلطآئفة وٱلحزب ٱلذى تزعم به سلطة طاغوت ٱلقوم وسلطة طاغوت ٱلطوآئف وسلطة طاغوت ٱلحزب.
لقد علمت أنّ مَثَل ٱلمدينة ٱلمنورة هو مثل للمؤمنين عن ٱلطور ٱلأعلى لعيشهم. وهذا يجعلنىۤ أدعو جميع ٱلمؤمنين فى ٱلأرض إلى ٱلعلم به وبميثاقه وٱلعمل على صناعة كصناعته.
وعلمت أنّ مفهوم دين ٱلحقِّ هو فيما يدلّ عليه ٱلقول ٱلانكليزىّ substantive law وهو ٱلعلم بناموس ٱلحقِّ وٱلتوافق معه. وهذاۤ أمر يتعلق بما يسعى كلّ فرد من ٱلناس إلى ٱلعلم به. وجميع ٱلَّذين يسعون للعلم بدين ٱلحقِّ substantive law هم علمآء فى ذلك ٱلدين. وهم ٱلقادرون علىۤ إدراك مفهوم ٱلدين وتوافقه مع مفهوم ٱلديمقراطية بطوريها ٱلقرىّ وٱلمدينىّ.



#سمير_إبراهيم_خليل_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ٱلقُرءَان Al Qru-an
- ٱلفساد فى ٱلأرض
- ٱلديمقراطية ٱلفيدرالية هى ٱلسبيل إلى ¤ ...
- ٱلشرع وٱلعلم
- ٱلتشابه
- لمن هو إسلام ٱلمسلمين؟
- أنا مؤمن إذن أنا ديمقراطى!!
- فطرة ٱلكلام وٱلفيزيآء
- ٱلقرءان وعلم ٱلفيزيآء
- تعقيب ثانى على مقال -كلّ شىء عنده بمقدار-
- ٱلكفر مرض لا شفآء منه!
- -كلّ شىء عنده بمقدار-
- ٱلحجاب ليس غطآء للرأس!!
- هل يقوم مجتمع مدينىّ فى ٱلعراق؟
- ٱلحوار ٱلأمريكى ٱلإسلامىّ يحزن ٱلمؤم ...
- -مُحصَنَٰتٍ غَيرَ مُسَٰفِحَٰتٍ وَلاَ مُتَّ ...
- نكاح ٱلمؤمنين
- كهنة ٱلمسلمين ٱلبخاريين يستنكرون كلام ٱلقذ ...
- لا تقربوا ٱلصّلوٰة وأنتم سكارى
- ٱلأخوان فى مصر وفى غيرها يلمِّعون وجه ٱلطاغوت!


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير إبراهيم خليل حسن - ٱلدِّين وٱلديمقراطية