أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبد الحسين شعبان - اسئلة الحداثة والحقوق الانسانية














المزيد.....

اسئلة الحداثة والحقوق الانسانية


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 1969 - 2007 / 7 / 7 - 12:43
المحور: حقوق الانسان
    


إطلالة مع كل خميس
أسئلة الحداثة والحقوق الانسانية!!
د.عبد الحسين شعبان *
* كاتب ومفكر عربي

ما الذي يمكن أن يجمع " العبسي" وتنظيم " فتح الاسلام" و" الزرقاوي" و"بن لادن" و"تنظيمات القاعدة" ونظام طالبان والجماعات التكفيرية بالاسلام!؟ وكيف السبيل للتمييز بين هذه المجموعات وبين جمهرة المسلمين!؟
أثمت علاقة بين تصنيف هذه المجموعات وموقفها العدائي من الحداثة؟ واذا كان " التراث "هو المشترك ، الذي تزعم جهات مختلفة انها تعتمده، فكيف يمكن أن نقرأ التراث !؟
لعل الكثير من المصنّفات الحديثة في الشرق والغرب تحاول الاغتراف من التراث، وذلك لإقامة الدليل على التوافق والمواءمة بينه وبين الحضارة التي ينتمي اليها، وبينه وبين الثقافة التي يواصلها وبين الحقوق الانسانية، مثلما يتعاطى بذلك أصحاب الفلسفة البوذية والكونفوشيوسية واليونانية والهندوسية والصينية، وكذلك يفعل البريطانيون عندما يتمسكون بريادة " الماغناغارتا" – العهد العظيم، والفرنسيون حين يعتبرون الثورة الفرنسية تمثل المقاربة الحضارية لإنطلاق فكرة حقوق الانسان، والأمريكان الذين يضعون دستورهم بمكان المنبع، الذي رفد فكرة الحقوق والحريات، والروس الذين تغنّوا بفكرة " حق تقرير المصير"، التي مهدّت لها الثورة البلشفية، وغيرهم من الأمم والشعوب، التي حاولت إنساب فكرة الحقوق الانسانية اليها، سواءً لتأكيد أصالتها أو لإثبات معاصرتها.
أليس من حق العرب والمسلمين، أن يفخروا إذن برافدهم الثقافي والحضاري، خصوصاً مساهماتهم في ميادين الطب والهندسة والجبر والعلوم والفلك وغيرها؟ وهو الأمر الذي يستوجب منهم فحص وتدقيق تراثهم فيما يتعلق بفكرة الحقوق والحريات والعدل، ألم يقل عمر بن الخطاب (رض) قبل 1400 سنة:" متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً!؟ " وهو ما نصّت عليه المادة الاولى من الاعلان العالمي لحقوق الانسان: " يولد جميع الناس أحراراً، متساوين في الكرامة والحقوق"...الخ.
لماذا إذن هناك من يرفض مشاركة الرافد العربي-الاسلامي في الحضارة الإنسانية؟ وإذا كانت الحجة المكرورة أن فكرة حقوق الانسان ترتدي " الثوب الغربي"، فإن أطيافها وأنساقها تعكس تفاعل وتداخل الحضارات والثقافات والمشترك الانساني لبني البشر دون تمييز.
ولعليّ لا أبالغ اذا قلت ان " حلف الفضول"، الذي شهدته الجاهلية في أواخر القرن السادس ميلادي، كان بمثابة أول تعاقد للدفاع عن حقوق الانسان، وحين سُئِل عنه النبي محمد (ص) قال " ... لو أنني دعيتُ الى مثله في الإسلام لأجبت".
مقابل التيار الإنكاري، هناك تيار إقصائي، فهو يُنسب كل الفضائل الى العرب والمسلمين دون أن يعترف بالتطور الحضاري والتراكم الثقافي والمعرفي الدولي، فلماذا الادعاء " بأن بضاعتنا ردّت الينا "!؟ وكأنه لا توجد للآخرين أية مساهمات في الفكر الانساني! أليس ثمت محاولة لإسقاط الرغبات الذاتية بطريقة إرادوية على الواقع الزاخر والمتحرك وعلى التراكم والتطور الكبير الذي شهده الفكر العالمي؟
وبين الإنكار والاقصاء هناك إتجاه انتقائي أو توفيقي يحاول التوليف أحياناً بين متعارضات بانتقائية عجيبة، وكأن الحقوق الانسانية يمكن إهمال بعضها أو الانتقاص منها. وقد جرت منذ الخمسينات محاولات للتوليف الانتقائي بين الفكر القومي والاسلام، وبين الفكر الاشتراكي والماركسي والاسلام، لكن هذه المحاولات مُنيت بالفشل.
" الإتجاه التغريبي" هو الاتجاه الرابع، الذي يبالغ في فكرة الحداثة بحيث يجعلها تزدري التراث، الذي هو محاولة عقيمة لا ينبغي التشبث به، واذا أراد العرب والمسلمون السير في طريق التطور، فما عليهم الاّ القبول والاقرار بالمفاهيم الحداثوية دون زيادة أو نقصان!
لكن هل يوجد تيار عقلاني معتدل، ينظر الى الاسلام كحضارة وهوية بمواكبته لروح العصر؟ بتواضع أقول أن مثل هذه الرؤية التجديدية لم تتبلور بعد، الاّ على نحو محدود وضيّق، ولم تتوفر الظروف والمستلزمات لدى الاسلاميين المتنورين ولدى التيار العلماني، لتجاوز ما هو سائد من ثقافة تقليدية، خصوصاً وان قوى التعصب والتطرف، الشديدة الغلو ما تزال تهيمن على " الاسلام السياسي"، وما يزال خطاب الجماعات التكفيرية- الاقصائية يمتاز بنبرة عالية الرنين، ضد الآخر، المخالف، الخصم والعدو، الذي يستحق الالغاء، في حين أن نقد التيار العقلاني الوسطي للفكر التقليدي، ما زال يمتاز بالكثير من عناصر المداهنة والمجاملة.
ويقابل هذه الرؤية الاسلاموية الانغلاقية، التي تستخدم الاسلام ضد الاسلام، رؤية خاطئة واستئصالية في الغرب أيضاً، حين يتم التبشير بحتمية صدام الحضارات وصراع الثقافات.
الحداثة تفترض التعايش والتنوّع والحوار والاعتراف بالحقوق!






نشرت في صحيفة الجريدة الكويتية بعددها رقم 18 تاريخ 21 حزيران (يونيو)2007





#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاصلاح وجدلية القطيعة والمشاركة
- هل عادت الحرب الباردة
- صراع خارج المكان
- تعقيب على تعقيب باقر ابراهيم
- عام على حكومة المالكي
- القرآن والجواهري
- الاحتلال الأميركي والفساد والميليشيات تفتت العراق
- أزمة الماركسية هل هي واقع أم مجرد دعاية سوداء!!؟
- ما يحدث في العراق ارهاب منفلت من عقاله (الجزء الاول والثاني ...
- بن لادن مجرم وعار على العرب والاسلام
- الاحتفال التكريمي الخاص ب الشخصية العربية البحرينية الكبيرة ...
- ما يحدث في العراق ارهاب منفلت من عقاله
- الارهاب الدولي وحقوق الانسان : رؤية عربية
- الفلسطينيون في العراق: الحماية المفقودة
- من دفتر الذكريات - على هامش حركة حسن السريع
- السيستاني أو ولاية الفقيه غير المعلنة!
- الحديقة السوداء في محطّات شوكت خزندار - الشيوعية - !
- الحكم الصالح والتنمية المستدامة
- الحكم الصالح (الراشد) والتنمية المستدامة
- حكومة المالكي عاجزة عن حل الميليشيات ومهددة بالانهيار


المزيد.....




- مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: أعداد الشهداء بين الأبرياء ...
- لازاريني: 160 من مقار الأونروا في غزة دمرت بشكل كامل
- السفارة الروسية لدى واشنطن: تقرير واشنطن حول حقوق الإنسان مح ...
- غرق وفقدان العشرات من المهاجرين قبالة سواحل تونس وجيبوتي
- مصر وأيرلندا: غزة تعاني المجاعة وغير قابلة للعيش
- رئيس لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان يندد بالإبادة الجماعي ...
- البرلمان البريطاني يقر قانونا مثيرا للجدل لترحيل طالبي اللجو ...
- -طعنها بآلة حادة-.. داخلية السعودية تعلن إعدام الرويلي بعد إ ...
- انتشال 19 جثة لمهاجرين غرقى بسواحل صفاقس التونسية
- غارتان إسرائيليتان تستهدفان خيام النازحين في حي زعرب برفح


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبد الحسين شعبان - اسئلة الحداثة والحقوق الانسانية