أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - الاصلاح وجدلية القطيعة والمشاركة














المزيد.....

الاصلاح وجدلية القطيعة والمشاركة


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 1968 - 2007 / 7 / 6 - 12:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شاعت في السنوات الاخيرة وبخاصة بعد أحداث 11 أيلول(سبتمبر) الإرهابية، دعوات كثيرة ومن مصادر مختلفة للاصلاح، ولعل بعضها أحدث تشوشاً وإلتباساً في المقاصد والأهداف من الإصلاح والجهات الداعية اليه.
الاختلاف لم يتعلق في مضمون الإصلاح حسب، بل في آلياته ووسائله، ناهيكم عن صيرورته، فهل هو حاجة وضرورة، أم ترف ورغبة؟ هل النخبة هي المعنية بالإصلاح ؟ أم الجموع الواسعة من السكان، التي تعاني من الفقر وشحة الحريات ونقص التعليم والتهميش!؟
هل هو اصلاح مفروض من الخارج أم ضرورة للتطور الداخلي؟ وهل ان القوى الخارجية تريد فرض الإصلاح لحساب الداخل، الذي لا شك انه بحاجة شديدة اليه، أم أنه بالضد منه ولأجندتها الخاصة؟ هل يوجد نموذج واحد للاصلاح؟ أم هناك نماذج مختلفة تبعاً لدرجة تطور كل مجتمع؟ أي مراعاة خصوصيته ضمن المشترك الانساني.
في السنوات الاخيرة شاعت أيضاً مصطلحات من قبيل " الإصلاح القسري والإصلاح الطوعي" أو "الإصلاح العنفي والإصلاح السلمي" أو "الإصلاح الثوري والإصلاح التدرّجي" أو " الإصلاح الفوقي والإصلاح التحتي" أو " الإصلاح المنفلت والإصلاح المنضبط " أو " الإصلاح الداخلي والإصلاح الخارجي". وكأن تلك الثنويات تشكل برنامجاً للقطيعة ومحتوى للمشاركة، في جدلية تحمل التناقض والتكامل، خصوصاً اذا افترضنا الاصلاح مصلحة عليا لكل الشعب والامة، ولا يعني فريقاً سياسياً أو فئة دون غيرها، ولذلك لا يمكن التذرع بالخصوصية، للتملّص من الاستحقاقات العالمية والآليات الدولية للاصلاح، وفي الوقت نفسه لا ينبغي التجاوز عليها بحجة العولمة والكونية.
ولا بدّ هنا من الإشارة إلى أننا عندما نتحدث عن الإصلاح الديمقراطي ، فلا نقصد بذلك الحكومات وحدها ، لأنها مهما حاولت وسعت ، رغم أنها المسؤولة الأساسية، إلاّ أنها لا يمكن أن تتصدىّ لهذه المهمة الطويلة والمعقّدة بمفردها فقط . الحكومات بحاجة إلى شراكات حقيقية من مؤسسات المجتمع المدني والأحزاب والمنظمات السياسية والنقابية والمهنية، للاضطلاع بدورها في عملية الإصلاح الديمقراطي ، وهي مسؤولة أيضاً عن نجاح أو أخفاق عملية الإصلاح وان كانت بدرجات أدنى، سواءاً في علاقاتها مع مؤسسات الدولة أو علاقاتها مع بعضها أو في أنظمتها وممارساتها الداخلية.
ولأن الإصلاح شاملاً، فإنه تعبير في اللحظة التاريخية عن مسار كوني وسياق عالمي وتاريخي، لا يمكن عزل هذا البلد أو تلك الدولة عنه، خصوصاً في ظل العولمة وثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وتحوّل العالم إلى " قرية كونية " والتفاعل والتداخل والتشابك بين أجزائه المختلفه، فالتلفزيون والكومبيوتر والانترنت، وتكنولوجيا المعلومات، أصبحت وسائل تدخل البيوت بدون أي استئذان أو ترخيص وتؤثر في العقول والاتجاهات والأنظمة والمجتمعات على نحو عاصف!!
ولهذا السبب أيضاً لا يمكن اليوم، التضحية بقضية الإصلاح أو مقايضة الديمقراطية والتنمية تحت أي حجة، لأن ذلك سيؤدي إلى تبرير وتسويغ وجود واستمرار النُظم المستبدّة والمعادية للديمقراطية والإصلاح ، مثلما لا ينبغي بحجة الإصلاح إرتهان الإرادة الوطنية وإخضاع المصالح الوطنية والقومية للقوى الخارجية وللمشاريع الأجنبية، أي قبول منطق الإستتباع والهيمنة والتعويل عليها.
أن المعادلة الصحيحة، التي على الجميع أن يدركها وأن يتعلم دروسها جيداً، هي ان الشروع بالإصلاح واعتماد الديمقراطية والتوّجه نحو التنمية يضعف فرص التداخل الخارجي " الجراحي" أو الحربي ، ويحول دون إعطاء مبررات إضافية " للتدخل " المفروض من الخارج بحجة الاصلاح والديمقراطية، والعكس صحيح أيضاً.
ولا يمكن اختطاف التضحيات الجسام ولسنوات طويلة للمطالبة بالاصلاح من جانب قوى ومنظمات وشخصيات اصلاحية فكرية وثقافية وسياسية منذ آواخر القرن التاسع عشر، لمجرد أن بعض القوى الخارجية دعت اليه، حتى وإن كانت هذه الدعوة لأهدافها الخاصة، فالاصلاح ليس مؤامرة مريبة أو تواطئاً مشبوهاً، بل هو حاجة ضرورية خصوصاً بعد أن وصلت الكثيرمن أوضاعنا العربية الى طريق مسدود.
ويمكن أن يلعب المجتمع المدني دوره كقوة اقتراح وليس قوة احتجاج حسب، أي قوة تشاركية ومسؤولة، بدلاً من اعتباره قوة إعتراض أو ممانعة حسب، وذلك من خلال تقديمه مشاريع قوانين أو لوائح للبرلمان أو أنظمة وقواعد عمل أو برامج خاصة ، كما يمكنه الإسهام في التدريب والتأهيل .
إن لم يأتِ الإصلاح تدرجيّاً سلمياً تراكمياً سيأتي عاصفاً ومدوّياً.



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل عادت الحرب الباردة
- صراع خارج المكان
- تعقيب على تعقيب باقر ابراهيم
- عام على حكومة المالكي
- القرآن والجواهري
- الاحتلال الأميركي والفساد والميليشيات تفتت العراق
- أزمة الماركسية هل هي واقع أم مجرد دعاية سوداء!!؟
- ما يحدث في العراق ارهاب منفلت من عقاله (الجزء الاول والثاني ...
- بن لادن مجرم وعار على العرب والاسلام
- الاحتفال التكريمي الخاص ب الشخصية العربية البحرينية الكبيرة ...
- ما يحدث في العراق ارهاب منفلت من عقاله
- الارهاب الدولي وحقوق الانسان : رؤية عربية
- الفلسطينيون في العراق: الحماية المفقودة
- من دفتر الذكريات - على هامش حركة حسن السريع
- السيستاني أو ولاية الفقيه غير المعلنة!
- الحديقة السوداء في محطّات شوكت خزندار - الشيوعية - !
- الحكم الصالح والتنمية المستدامة
- الحكم الصالح (الراشد) والتنمية المستدامة
- حكومة المالكي عاجزة عن حل الميليشيات ومهددة بالانهيار
- احتمالات الحرب الاهلية في العراق


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - الاصلاح وجدلية القطيعة والمشاركة