أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عبد الحسين شعبان - هل عادت الحرب الباردة














المزيد.....

هل عادت الحرب الباردة


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 1969 - 2007 / 7 / 7 - 11:42
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


إطلالة مع كل خميس
هل عادت الحرب الباردة!؟

عندما أعلنت ادارة الرئيس الامريكي بوش، أنها ستنشر نظام صواريخ في جمهوريتي التشيك وبولونيا وعلى حدود روسيا، ردّ الرئيس الروسي بوتين، بأنه سيوّجه الصواريخ الروسية نحو أوروبا.
أزمة الصواريخ اذا جاز لنا اطلاقها على اللحظة الراهنة للعلاقات الامريكية- الروسية، استعادت ذكريات مؤلمة عن سباق التسلّح الذي شهدته فترة الحرب الباردة، منذ أن أطلق ونستون تشرشل رئيس الوزراء البريطاني الاسبق، صرخته عام 1947، معلناً أن التحالف القديم ضد الفاشية والنازية، الذي أنشئ في الحرب العالمية الثانية قد انتهى، وما على العالم الحر الاّ شن حرب آيديولوجية ودعائية لاثبات فضائله وقيمه بالضد من النظام الشمولي-الشيوعي.
هكذا انقضى الحلف القديم الذي أقيم ضد المانيا النازية ودول المحور، بين الاتحاد السوفيتي والدول الغربية، وتأسس على أنقاضه معسكران متضادان، متصارعان للفوز بعقول الناس وقلوبها في عالم آخذ يزداد تباعداً بحكم الصراع الدائر بين المعسكرين، وجرت استقطابات في نظام العلاقات الدولية للقرب أو البعد من المعسكرين الرأسمالي (الغربي) والاشتراكي (الشرقي) وقيمهما وطريقة عيشهما وخياراتهما السياسية والاجتماعية والتنموية، وكانت المنافسة في كل شيء ابتداءً من الثقافة الى غزو الفضاء.
الحرب الباردة التي احتدمت في اواخر الاربعينات والخمسينات والستينات وبخاصة خلال أزمة الصواريخ التي أراد الاتحاد السوفيتي السابق نشرها في كوبا، وفي الكثير من الاحتكاكات بخصوص الدول النامية وبلدان ما سمي حركة التحرر الوطني في آسيا وافريقيا، بدأت تخفّ بل وتتراجع خصوصاً منذ اواسط السبعينات، فسباق التسلح وحمّى المنافسة العسكرية وصلا الى خطوط حمر عندما خصصت الولايات المتحدة في ما سمي بحرب النجوم تيرليونين دولار كميزانية للتسلح، تلك التي لم يكن بإمكان الاتحاد السوفيتي مجاراتها بها وهو ما أعلنه غورباتشوف خصوصاً في آخر أيام ما سمّي بسياسة الوفاق الدولي Détant وبعد توقيع العديد من الاتفاقيات الدولية مثل سالت (1) وسالت (2) وغيرها إضافة الى التخلّي عن منظومات عديدة للصواريخ البعيدة المدى.
كانت سياسة التعايش السلمي قد وجدت طريقها خلال التوازن الستراتيجي في فترة الحرب الباردة، وانتعشت خلالها المعارك الآيديولوجية والدعائية، تلك التي قال عنها الرئيس جون كيندي ومجمّع الادمغة أو تروست العقول، الذي عمل بمعيّته: انها حرب بناء الجسور، التي ستعبرها البضائع والسلع والأفكار والسيّاح، وهي التي ستحقق النصر مع "إمبراطورية الشر" كما عُرفت لاحقاً مروراً بعهد الرئيس جونسون والرئيس جيمي كارتر ووصولاً بعهد الرئيس دونالد ريغان.
سياسة " الوفاق" التي بدأت ملامحها واضحة منذ مؤتمر الأمن والتعاون الاوروبي الذي حضرته 33 دولة، الى امريكا وكندا 1975، وصلت في أواخر الثمانينات الى " إعلان ظفر" الليبرالية كنظام سياسي واجتماعي وانهيار وتآكل المنظومة الاشتراكية، خصوصاً في ظل احتقانات وأزمات شديدة، لعل أبرزها النقص الفادح في الحريات وبخاصة المدنية والسياسية، إضافة الى عدم قدرتها للسير في سياق التسلح الى ما لا نهاية !!
بإعلان انهيار جدار برلين، انهارت منظومة كاملة كانت مؤشراتها تظهر على السطح منذ حركة فاليسياليخا ونقابة تضامن في بولونيا مروراً بحركة احتجاج اجتماعي وسياسي كبرى في المجر ومن ثم سقوط أنظمة الحزب الواحد التوتاليتارية في بولونيا والمجر وتشيكوسلوفاكيا والمانيا الشرقية ورومانيا، وصولاً الى تفكك وتفتت يوغسلافيا والاتحاد السوفيتي.
كان مؤتمر باريس (خريف 1990) ومؤتمر برلين (صيف 1991) إيذاناً بانتهاء عهد الحرب الباردة خصوصاً بما صدر عن الأخير من وثائق، أكدت نظام حرية السوق ومبادئ التعددية ومراقبة الانتخابات واحترام حقوق الانسان، لكن السؤال الكبير الذي يواجهنا: لماذا أذن الرئيس بوش نشر صواريخ على حدود روسيا؟ وهل يُعقل تبريره أنه يريد حماية أوروبا من الدول المارقة أو الخارجة على القانون مثل إيران وكوريا الشمالية!؟ فمن المعلوم أن ايران لا تمتلك صواريخ تصل الى أوروبا وأن كوريا الشمالية هي أقرب الى أمريكا منها الى أوروبا!
السؤال الآخر الذي يواجه المراقبين: إاذا كانت الحرب الباردة قد انتهت حقاً، فلماذا فلماذا ما تزال ميزانية الولايات المتحدة العسكرية في ارتفاع قياساً بجميع ميزانيات العالم العسكرية مجتمعةً؟؟
تريد الولايات المتحدة نصب صواريخها على حدود روسيا، لكنها في الوقت نفسه تعترض على صواريخ روسية داخل أراضي روسيا! ومثل هذا التوجّه تعامل به مع الصين، التي انتقدت ميزانيتها العسكرية.
أثمت في الأمر شك في عودة الحرب الباردة، أم أن الأمر يتعلق بتجديد سياسات الهيمنة المطلقة، التي يتبنّاها العقل الستراتيجي الامريكي خياراً وحيداً في الظرف الراهن، خصوصاً وانه يعتقد بالتفوق استناداً الى ظروف كونية معرفية وواقعية ( طوعاً أو قسراً) ناهيكم عن كونه اقراراً تريده الولايات المتحدة وتردده باعتبارها " مصدر القيم ومنبع الخيرات"!؟
هل بإمكان بوتين أن يعيد فتح بوابات الحرب الباردة بعد أن أغلقها غورباتشوف!؟ ثم ما هو الثمن لذلك!؟
د.عبد الحسين شعبان *
* كاتب ومفكر عربي



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراع خارج المكان
- تعقيب على تعقيب باقر ابراهيم
- عام على حكومة المالكي
- القرآن والجواهري
- الاحتلال الأميركي والفساد والميليشيات تفتت العراق
- أزمة الماركسية هل هي واقع أم مجرد دعاية سوداء!!؟
- ما يحدث في العراق ارهاب منفلت من عقاله (الجزء الاول والثاني ...
- بن لادن مجرم وعار على العرب والاسلام
- الاحتفال التكريمي الخاص ب الشخصية العربية البحرينية الكبيرة ...
- ما يحدث في العراق ارهاب منفلت من عقاله
- الارهاب الدولي وحقوق الانسان : رؤية عربية
- الفلسطينيون في العراق: الحماية المفقودة
- من دفتر الذكريات - على هامش حركة حسن السريع
- السيستاني أو ولاية الفقيه غير المعلنة!
- الحديقة السوداء في محطّات شوكت خزندار - الشيوعية - !
- الحكم الصالح والتنمية المستدامة
- الحكم الصالح (الراشد) والتنمية المستدامة
- حكومة المالكي عاجزة عن حل الميليشيات ومهددة بالانهيار
- احتمالات الحرب الاهلية في العراق
- خيارات الرئيس بوش في العراق


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عبد الحسين شعبان - هل عادت الحرب الباردة