أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يحيى الشيخ زامل - سيف أسلامي بيد فارس بريطاني














المزيد.....

سيف أسلامي بيد فارس بريطاني


يحيى الشيخ زامل

الحوار المتمدن-العدد: 1967 - 2007 / 7 / 5 - 04:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الأدب فن أبداعي يصوغ صور الحياة ويحاكيها ويضيف عليها أبلغ الوصف والجمال بأسلوب آخاذ يأخذ بلباب المتذوق لأي جنس أدبي كان ، وحين يشد ذلك الإبداع بصوره المختلفة قاريء ما فهو يدل بلا شك عن إبداعه الفني المبدع والمقنع .
وكذلك أن أي جنس أدبي لو مازج بين الإبداع الفني بصورة مستقلة وبين السياسة مثلا لخرج عن كونه لوناً أو جنساً أدبياً محض مع أن هناك الكثير من الذين مازجوا بين العديد من الإبداعات الفنية وبين الأغراض السياسية ولكنها سقطت فنيا لغرضها الغائي المبيت من مال أو جاه أو شهرة ،والأدلة كثيرة .
وكثير من ألأدباء والروائيين والشعراء في بلدنا الذين مجدوا ـ بل ألهوا ـ الطاغية المقبور لأجل مصالحهم أو لأجل منفعة مادية أو معنوية وكلها اليوم أصبحت وبالاً عليهم ، وماضٍ يخجلون منه ويتجنبون الخوض فيه كأدبيات ونتاجات ـ قادسية صدام وأم المعارك ـ التي طبعت منها ملايين القصص والروايات وكلها الأن ليس لها أي قيمة أدبية أو فنية يعلوها غبار الزمان في الأقبية والمخازن القديمة لا أحد يعبأ بها .
ولا يختلف عالمنا عن العالم الخارجي عن هذه المحاكات المتساوقة مع الأحداث السياسية ، وما رواية سلمان رشدي ( آيات شيطانية ) بعيدة عن هذا الغرض الغائي والذي أُستغل فيه الأدب الروائي بشكل فج للإساءة إلى الرموز الدينية الإسلامية تحت ذريعة حرية الرأي والتعبير .
والطريف في الأمر أنهم ينزعجون حين يبدي أحد المسلمين اعتراضه على هذه الإساءة ويعتبرونها نوعاً من الكبت على الحرية ، فيما هم يعبرون عن رأيهم بحرية حتى ولو كانت تلحق الإساءة والتجريح للبعض الأخر ، وكأن الحرية عندهم وقفاً عليهم ولا يحق للآخرين البوح بها ، مع أن ميثاق الأمم المتحدة يمنع مثل هذه الإساءة ويعتبرها حقاً شخصيا محترماً للجميع ....... أنظر المفارقة .
فيما يبقى السؤال الذي لا يفارق المثقف الشرقي ....هل أن حرية الرأي والتعبير تجوّز لنا الإساءة للغير، لشخصه أو لدينه أو مقدساته ، خصوصاً وأن هذا الشخص يمثل مليار ونصف من سكان الأرض .
أتذكر الآن حادثة رواها لي أحد الأصدقاء حول أحد الكتاب في بغداد ( ولا أريد ذكر أسمه ) ،وكان هذا الكاتب في نقاش مع مجموعة من الأشخاص حول قضايا مختلفة حتى وصلوا إلى شخصية النبي محمد (ص) فأساء هذا الكاتب إليه وأنتقص منه ، مما دعا أحد الحاضرين إلى الشجار معه ثم ضربه بآلة حادة حتى سالت الدماء منه ، طبعاً هرب ذلك الكاتب إلى أحد المكاتب المجاورة وهناك تمت مداواته ، كما أن الآخرين أنبوا الضارب على تسرعه ورده الغاضب ، ولكن الأخير بدا وكأنه غير أسف بهذا التأنيب وكان يرى أنه أستحق ما جرى له ،وأنه لو أستطاع قتله لقتله ، احتدم النقاش معه وطلبوا منه استرضاءه خوفاً من أن تتطور إلى الشرطة أو العشيرة ، فوافق بعد إلحاح كبير ، وذهبوا إلى ذلك الكاتب فطلب منهم أن يعطوه مبلغاً من المال فوراً ، متعهداً لهم بعدم إيصالها إلى الشرطة أو العشيرة والأهل ، وبعد أخذ ورد تمت الموافقة على إعطاءه مبلغ ( خمسين ألف ) دينار مقابل تلك الضربة ( المحمدية ) .
تذّكرني هذه الحادثة بما يجري هذه الأيام في الغرب ،وفي بريطانيا خاصة من تكريم الكاتب ( رشدي ) من قبل ملكة بريطانية بلقب (فارس ) ، ووقوع الباكستان في الفخ والرد السريع بتكريم المتطرف الكبير(أسامة بن لادن ) بـ ( سيف الله ) ، وكأن منقذ الحريات التي لولاه لضاع العالم بضياعه ، وذو المنجز الأدبي الذي لا يشق له غبار مثالاً لـ (سلمان رشدي ) وذو الغيرة (المحمدية ) الذي يمثل الإسلام شاء الناس أم أبو هو (بن لادن ) مع أن كلاهما أساءا لما يمثلون أكثر من غيرهم ، وكلاهما ساهما بنشر الفوضى والإرباك خلافا لما اشاعا وما يقولان .
فما أشبه الباكستان بذلك الذي ضرب الكاتب بتلك الآلة الحادة ليغُرم بعدها بـ (خمسين ألف ) دينار ، وكان الأولى به أن يناقشه بالحوار والدليل المقنع بدون استخدام العنف والقوة حتى لا تنقلب الإساءة على المحسن .
ومن يدري لعل في تكريم سلمان رشدي بعد هذه السنين هو لسحب الدول الإسلامية والعربية لمواقف كموقف الباكستان و....... ـ صاحبنا ـ الذي ضرب ذلك الكاتب ، ليقول عنا العالم هاهم المسلمين كلهم متطرفين وإرهابيين ما داموا يكرمون شخصاً مثل بـ ( لادن ) وها هو الغرب يحث الخطى نحو الديمقراطية والحرية والسلام .
بقي سؤال أخير........... لو كان (سلمان رشدي ) أساء لملكة بريطانية بأي إساءة كانت مستغلاً حرية الرأي والتعبير وكان صاحب أكبر منجز أدبي في التاريخ ، هل ستكرمه بذلك اللقب الكبير .......... مجرد سؤال ؟



#يحيى_الشيخ_زامل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجوه
- أوضح من عين الشمس
- جلدي القديم
- أخر بقاياك
- جيفارا
- تداعيات في ربية
- الأنفجار الأخير
- ضربة شمس
- نافذة من المطر
- الجسد العراقي بين التأليه والإذلال
- قصص قصيرة جداً / أنا وظلي
- إلى مظفر النواب
- أنفسنا
- أنا بيكاسو
- الاستعمار الثقافي العربي بين القصدية والاعتباطية
- التجربة الصينية
- باب أول ..... باب ثاني
- قصيدة : موطني
- السيميائية ....... و ثقافة ( الصك
- أسماءنا بالمجان .... ولكن بعضها غير جميل !!


المزيد.....




- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يحيى الشيخ زامل - سيف أسلامي بيد فارس بريطاني