أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - رحاب الهندي - أعلنت عليكم الحرب














المزيد.....

أعلنت عليكم الحرب


رحاب الهندي

الحوار المتمدن-العدد: 1967 - 2007 / 7 / 5 - 04:42
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


لم توضح لنا اسطورة حكايا الف ليلة وليلة ما إذا كان شهريار عاشقاً للنساء قبل زواجه متحولاً الى وحش كاسر يقتل كل عروس بعد ان تزف إليه إكتشف خيانة زوجته التي لم تعرف اسبابها ايضاً.
شهريار وشهرزاد رجل وامراة لكل منهما حكاية وكينونته وعذاباته وتحديه للحياة، إذا سقط شهريار في بحر الإنتقام كردة فعل تجاه زوجته الخائنة فان شهرزاد نهلت من بحر التشويق والإثارة لتنقذ نفسها وبنات جنسها وبالتالي تنقذ شهريار من عذابات نفسه وحبه للإنتقام، فلجات للحكايا التي تسكنها الدلالات والإشارات لحياة مفعمة بالحب والتناقضات والخيال وبحر واسع من المعقولية في الحدث، شهريار مستسلماً مصغياً لما تقوله زوجته الجديدة، متشوقاً لمعرفة النهايات ثلكل حكاية قبل ان يستمع لحكايا أخرى أمتدت نحو اكثر من الف ليلة وليلة!

وحكايا شهرزاد غير المألوفة والمستباح بها كل ما هو غير مستباح في الحياة اعادت حياة التعقل والرجوع الى الذات عند شهريار فهدأ وبدأ يشعر بالحب تجاه شهرزاد ليعيشا حياة زوجية جديدة متناسياً كل ضحاياه السابقة لأن لا قانون يعاقبه بصفته الملك والسيد والآمر والمستبد!
فهل حقيقة لم يعاقب شهريار!
ومن ذا الذي يجرؤ على معاقبة الملك؟!
وهو الذي عاقب زوجته بالقتل لإكتشافه خيانتها كما يقولون رغم ان الكثيرين ممن أباح لهم الخيال التحليق فوق مستوى الحدث بقولهم إنها لم تكن خائنة، لكن شهريار قتلها لمجرد الشك فقط!
من قتل من! شهريار قتل زوجته والشك قتل في نفسه معالم إنسانيته وتفكيره فلجأ للغضب والإنتقام عن طريق قتلها وقتل عشرات من الفتيات البريئات بعد قضاء ليلته الأولى معهن وإغتصاب أجسادهن وحياتهن مقابل ان يشعر بلذة الإنتصار والإنتقام!
حين تحدث شهرزاد نفسها ثم تحدث شهريار باسلوب تعاملها الذكي نجحت في ان تردم الهوة الواسعة بين الرجل والمرأة التي كانت في حياة شهريار!!
هل كانت شهرزاد إذن امرأة مختلفة، وليست متخلفة! والسؤال ليس بحاجة الى إجابة فقد نجحت شهرزاد في ان تكون بمثابة متعة للروح والخيال لشهريار وليس متعة جسد فقط.
وهذا دليل أكيد ان المرأة عقل متميز فضلاً عن جمالها، فالجمال قد يبهر الناظر آنياً اما العقل فقد يبهره طويلاً.
وهذا ما يحدث في مجتمعاتنا شبه المنغلقة على ذاتها ويجدون في المرأة المختلفة مناراً للجدل يحترمها الشهريارات الذين بدأوا يصحون من نكبات أنفسهم ويتقول عليها شهريارات ما زالوا تحت وطأة الصدمة والإنفعال!
المرأة المختلفة وليست المختلفة تلك التي لا تخشى الرجل لأنه رجل حتى لو كان يهدد أمنها وحياتها كشهريار!
وهي التي تعيش في المجتمع الضيق المتخلف إمرأة متحررة العقل في أحقيتها بالتعليم والثقافة ومناقشة الرجل والوقوف الى جانبه لا وراءه.. وتحديه في كل المجالات لتثبت له وللمجتمع إنها إنسانة حية قادرة على إتخاذ القرار الصائب وقادرة على إنقاذ ما يمكن إنقاذه من حياة حتى شهريار المعذب بعقده النفسية!
فان امرأة جميلة مثقفة استطاعت بالجهد والعمل والكتابة ان تتبوأ مكانة مميزة في مجتمعها رغم محاصرة الأعين والألسن لها لمجرد انها إمرأة مختلفة، فهل تقاعست فاتن إلا فاتن هي شهرزاد العصر لمجتمع كثيرة الشهريارات ما قبل استيقاظهم من نكبتهم.. بدأت معاناتها وهي تجارب شهريار الأخ والأب حين فكرا بان المرأة لا مكان لها إلا البيت والزوج، رفضت أن تكون مجرد ربة بيت لرجل اختاره لها، وواصلت دراستها وجهدها حتى تخرجت، لا تنكر فاتن ان بعض الشهريارات التي اقفلت الماضي وراءها وعاشت من جديد ساندها كأساتذة الجامعة والزملاء.. وشجعوها على مواصلة دراستها لنبوغها الواضح.. ونجاحاتها المستمرة.
وأثبتت فعلاً إنها امرأة مختلفة في مجتمع متخلف لأن مسيرة نجاحها المستمرة ربطت بينها وبين أسماء بعض الرجال لا لشيء إلا للإساءة إليها ولسمعتها!
لكنها تجاوزت كل العقبات وصرحت تصريحاً خطيرا وهو أنها لم ترتبط بأي من هذه الأسماء عاطفياً وان كل ما يشاع مجرد أقاويل لمحاربتها!!
وانها لن تعير هذه الألسن المتطاولة اهتماما ونجحت فاتن نجاحاً مستمراً معلنة الحرب على كل مفردات التخلف التي تحيط بها فاضحة بعض الشهريارات الذين حاولوا التقرب لها باسم الحب وحين رفضتهم هاجموها والصقوا باسمها إسم أي زميل لها.
فاتن في هذه المرحلة تتبوأ مكانة مرموقة في مجتمعها ويعترف لها الشهريارات بإختلاف توجهاتهم إنها فعلا مختلفة وليست متخلفة.
تبتسم فاتن سعيدة بنجاحها وهي تعلن للملأ من دون خوف انها تعيش قصة رائعة مع شهريار تخلص من عقده النفسية وستزف إليه بحفل كبير موجهة الدعوة الى كل من حاربها والى كل من ساندها بمن فيهم الشهريارات الذين مازالوا حائرين في كيفية محاربتها من جديد!!



#رحاب_الهندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحب احتراقا
- مقابله مع الفنان عبد الستار البصري في احدث اعماله المسرحيه
- حكايا حب معاصره 3
- الرجال ربات بيوت
- حين يصرخ الناس متسائلين من يقتلنا ؟
- حكايا حب معاصرة 2
- احبك وبالعناد اقتلك
- الحب لهم وحدهم
- حكايا حب معاصره
- عمليه انتحاريه لرجل مفخخ بالحب
- الفراق الحتمي
- لاتتزوجوا
- اغفاءة جسد
- رجل من ذهب
- الحب حتما
- الخروج من بوتقه الكبت
- فوضى العبث بالجسد
- خطيئه رجل
- المراة القويه
- رعب المجتمع والخوف من الحب


المزيد.....




- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...
- حوار مع الرفيق أنور ياسين مسؤول ملف الأسرى باللجنة المركزية ...
- ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت ...
- شرطة الأخلاق الإيرانية تشن حملة على انتهاكات الحجاب عبر البل ...
- رحلة مريم مع المتعة
- تسع عشرة امرأة.. مراجعة لرواية سمر يزبك
- قتل امرأة عتيبية دهسا بسيارة.. السعودية تنفذ الإعدام -قصاصا- ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - رحاب الهندي - أعلنت عليكم الحرب