أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ليث الجادر - (النهضه) الاسلاميه ..وبؤس الواقع الطبقي















المزيد.....

(النهضه) الاسلاميه ..وبؤس الواقع الطبقي


ليث الجادر

الحوار المتمدن-العدد: 1967 - 2007 / 7 / 5 - 13:55
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


تشهد المناطق التي تقع في محيط النمط الانتاجي الاسيوي والتي مازالت تتعامل مع افرازات هذا النمط بأشكال متعدده وبصور مختلفه , حراكا دينيا اسلاميا يكاد يطغى على مجمل الانشطه الفكريه والعلميه وبالذات في منطقة الشرق الاوسط .. الامر الذي جعل هذه المنطقه تعيش واقعيا زمن استرجاع تاريخي لبدايات الايدلوجيه الاسلاميه ولتتعداه من الانتكاس النصي والقولبه الذهنيه الى الاسقاط الشكلي المتزمت والالتزام القسري بالصوره الاسلاميه وبثقافتها السلوكيه . .كل هذا سمح لفئه من المثقفين اللذين وجدوا في هذه الظاهره ما يغني ويشبع مفردات اجندتهم الفكريه والطبقيه من ان يروجوا لدعاية ( النهضه الاسلاميه ) ويشيروا على انها ظاهره اجتماعيه حتميه ومحسومة النتائج , مستندين بذلك الى تفسيرات غيبيه قدريه والتي تؤكد بمجملها الى مشيئة الاراده الالهيه الراعيه لهذه النهضه ..فألزمن قد (حان) ..والساعه آتيه (لامحال ) .. ومنهم يبشر بقدوم المنقذ .... ومنهم من يحذر بدنو زمن (الصيحه ) ...والقليل منهم يبشر بان زمن الفرصه الاخيره (للتوبه) قد حل .. وعلى الصعيد الفكري والمجادلات العلميه فان هؤلاء جميعا لا يجدوا مناص من ان ينسبوا جذور نهضتهم وصحوتها الى اصلها الاجتماعي الصرف ببذوره الايمانيه ..وفي المقابل هناك فئه من المثقفين والمنظرين اللذين يقفون بالضد من هذه الدعايه ويرفضون تفسيراتها بشكل قاطع ونهائي فيفسرون الظاهره بانها مجرد (مد) لظاهره سياسيه تآمريه او مخططه من قبل اطراف الهيمنه العالميه التي وجدت في تسييس الاسلام وما سيئؤل اليه ذلك من تداعيات وصراعات يمثل فرصه ذرائعيه لا تنضب في خدمة اهدافها .. ان كلا الطرفين ..اصحاب نظرية النهضه الاسلاميه ..واصحاب نظرية المد السياسي ... يصيبان في تشخيص الظاهره من جهة الوصف والانطباعيه النقليه ..ولكنهما يخفقان اشد الاخفاق في نقد الظاهره والاستدلال على جذورها الحقيقيه ..ان اصحاب النهضه الاسلاميه اللذين ما فتئوا يرددون عبارتهم ((ان الله لا يغير ما بقوم الا ان يغيروا ما بانفسهم )) يتجاهلون عن قصد وعن عمد تفسير (لماذا ) يغير القوم ما بانفسهم وكيف .. وهم بذلك يتغاضون عن المسبب التغييري الانساني الاجتماعي الذي يمثل شرطا ملزما للتغيير الالهي حسب ما يمكن استنتاجه بشكل مبسط من منطقهم ..وقد يذهبون في بعض الاحيان الى هذه النقطه من الجدال فيفسرون ((اللماذا )) اما بالكيف فقط او انهم يوعزون ذلك الى صحوة المسلمين الوجدانيه وتيقنهم في ظل الظروف الراهنه بان طريق الخلاص لا يمكن ان يكون الا بنصرة دينهم الاسلامي الذي يمثل النموذج المتكامل الوحيد في ضمان تحقيق العدل والمساواة ..وهم بذلك يضطرون من حيث يدرون ولا يدرون الى اقامة تزاوجات فكريه تجمع بين متناقضات وتضادات ممجوجه ..كما يفعل ذلك الكثير من اقطاب الاسلام السلطوي اللذين لم يجدوا غضاضه في اعلانهم عن (اسلاميتهم الديمقراطيه ) ..أو (اسلاميتهم الليبراليه ) ..وهم بذلك اما انهم يعلنون (اسلاميتهم المخادعه ) أو ب (لااسلاميتهم ) تاركين الاسلام الحقيقي الى معتنقيه المخلصين اللذين ادركوا وبحق ان لا اسلام سوى اسلام العنف والهيمنه ..وبينما يستعجل هؤلاء بتدمير الانسان والاستهانه بكل منجزاته وشروط حياته من اجل اقامة مملكة (الله) الدمويه ..يؤجل الاولين منهم ذلك ويستبدلون ادوات جريمتهم بتيئيس الانسان واستعباده تدريجيا وصولا الى لحظة الاجهاز عليه ..فمملكة الله لا يمكن من ان تؤسس الا على انقاض المنجزات الانسانيه واستعباد الانسان واذلاله ..انها المملكه التي يجير فيها الرب تخمة وشراهة الاغنياء بختم مشيئته ,ويشرعن فيه جوع وحرمان وبؤس الفقراء ..هي المملكه التي تلبس بها المرأه زي العبوديه والدونيه والتهميش ليتحول اكثر من نصف المجتمع الانساني الى أماء وجواري تباع وتشترى في سوق الذكوريه ..هذه هي مملكة العدل الاسلاميه وهذا هو التغيير الذي سيغير به الله المسلمين !! اما اصحاب نظرية المد السياسي ونظرا لطبيعة اجندتهم الفكريه وتبعيتها السياسيه فانهم ينظرون الى الظاهره من الاعلى فيبصرونها بهيئتها المنفصله عن قاعدة العوامل الواقعيه الاجتماعيه ويربطونها بعوامل وتاثيرات وارادات قوى سياسيه مبتورة الاصل تماما وقادمه من دهاليز التخطيط والمؤامره ..وهذا ما يجعل كل تفسيراتهم غير قابله للتصديق ..وهم بذلك يضفون على تلك الجهات والعوامل قدرات فائقه وخياليه ويهمشون بالكامل دور العوامل الاجتماعيه الواقعيه ...صحيح ان لهذه الظاهره منابع تموين سياسيه تغذيها القوى العالميه المهيمنه والانظمه المواليه لها .. لكن هذا لا يمكن ان يتم ويتشكل على هيئة ظاهره سياسيه بدون توافر قاعده اجتماعيه له ..الا ان هذه القاعده نشأت وترعرت امكانياتها وصيغت وفق شروط واقعيه تمثل فيها الفوارق الطبقيه الحاده والاشكال المدغمه للصراع الطبقي العامل المحوري لنضوجها .. والحراك الاسلامي على الصعيد الاجتماعي مثل بذلك صورة عظمة البؤس الانساني الذي هيمن ويهيمن على المجتمعات التي انتجته ..وهو بذلك يمثل ذلك الاسقاط الجماعي الانفعالي الذي نجم عن تظافر الاضطهاد السياسي والاقتصادي اولا وغياب البديل التغييري ثانيا ..وتبعا لذلك فأننا نلمس وسنلمس ذلك التناقض والصراع والرفض بين الحراك الاسلامي الاجتماعي وبين النشاط الاسلامي السلطوي ,حينما يتمكن هذا الاخير من الوصول الى السلطه والامساك بمقاليدها ,بالرغم من الدعم والمسانده الكبيره التي تقدمها له قوى البرجوازيه العالميه .. وهكذا نجد ان النهضه الاسلاميه المزعومه ما هي الا تعبير انفعالي عن بؤس الواقع الطبقي وغياب الوعي الثوري البديل ..وما المد السياسي الا تعبيرا دقيقا عن مصالح الطبقه البرجوازيه المخادعه التي لا يمكنها من ان تجد افضل من الاسلام منفذا لتحرير شروط بقائها وهيمنتها ..ان ركائز النهضه الاسلاميه لهي من الوهن والضعف الى درجه ان تحقق المطالب المرتبطه بها لا يمثل في الحقيقه الا زعزعه لدعائمها وفضح لزيف واكاذيب الاسلاميون المروجه لقدرة الاسلام في بناء مجتمع عادل ومرفه ..ولعل ما وصل اليه الحال في العراق على يد محرريه الجدد ..وفي فلسطين حماس ... لخير دليل على صحة مقولتنا (اينما حل الاسلام ..حل الموت والدمار )



#ليث_الجادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ولكردستان (جبل) يحميها
- الحزب الشيوعي العراقي ..تيه فكري أم اشكاليه سياسيه
- نهاية (الدكتوديمقراطيه) متى وكيف؟
- نقد ماركسي..لماركسية فائض القيمه
- وما أخطأ ماركس ..وما ..انهار ...لكن هيء ..لهم ...ج3
- وما أخطأ ماركس ..وما انهار..لكن ..هيء لهم ...ج2
- وما أخطأ ماركس ..وما ...انهار ...لكن ..هيء لهم
- حميد تقوائي ..وحكماء القمر
- لماذا هرب ((الثائر)) مقتدى ..وكيف اختفى
- المالكي يأمر بضرب اعناق العمال
- العلمانيه الشامله والديمقراطيه ...وترابط الضروره
- هكذا نفهم الاشتراكيه ...ج2
- هكذا نفهم الاشتراكيه .ج1
- جدلية التحرر ..ج2
- جدلية التحرر ....ج1
- سماسرة الاسلام السلطوي ..وتجارة اللحم الطري
- من امسك بالجمر ..منصور حكمت ..ام ...رفعت سعيد ؟
- اعدام (((القتيل ))) ...يفضح وحشية البرجوازيه
- هل تمرد الامام المهدي ((عج )) على الله ؟كيف ومتى ...ج4
- هل تمرد الامام المهدي ((عج)) على الله ؟كيف ومتى ...ج3


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ليث الجادر - (النهضه) الاسلاميه ..وبؤس الواقع الطبقي