أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزيف حنا يشوع - صاحب الاسمال قصة قصيرة من العراق














المزيد.....

صاحب الاسمال قصة قصيرة من العراق


جوزيف حنا يشوع

الحوار المتمدن-العدد: 1967 - 2007 / 7 / 5 - 06:34
المحور: الادب والفن
    



من عمق الصحراء.. بان بأسماله التي فتَّتها حين كانت ملابساً شمس الصحراء المشتعلة أبداً.. والرمال الحارقة شقّت وشققّتْ أخاديد وصدوع في بوعيه.. وكوعيه.. وشفتيه. وتسلق العتبة.. ورسم خطوته الحقيقية ـ ولكنها ليست الأولى ـ الى الفناء الداخلي للجنائن، حيث لم يكن أهلها بعد على علم أنهم بنوا أعجوبة الإنسان الثامنة، وإعجازا سيلهي من بعدهم قروناً مفكرين ومحاولين ومحللين أنْ (كيف يا ترى اخرج أولئك هذه من العدم). لم يمضِ شهر وبضعة أيام حتى بلسم عصير تين الجنائن قروحه والصد وع في بوعيه.. وكوعيه.. وشفتيه، ومحتْ مياه الفرات ـ في وقت كان الرب قد أنهى صنعها لتوه ـ الكآبة من محياه وأعادت البريق إلى شعره ووجنتيه الخمريتين ولمعاناً.. ولم يؤثر أهل الجنائن الطيبون عليه بستاناً أو حقلاً أو خميلةً يتفيأ ضلها.. وأحبوه حتى أنهم علموه كيف يتسلق النخلة الشامخة ويقضم ثمرها وعلموه كيف يلوك ثمرها ويدع عسله يسري العافية والسعادة في شرايينه لينفخها بالطمأنينة ويحصنها ضد قفر الصحراء إذا ما رماه فيها قدره مرة أخرى.. وإنّ أحداً لم يعلم حتى الساعة لمَ مالت النخلة الشامخة برأسها ارضاً وماتت (ذلك أنها انتحرت بعد ان جرحت رائحة قدميه كبرياءها العنيد). ولم يمضِ شهر وبضعة أيام وظفر برضي الحاكم في توددا ته إليه وأصبح خليله الأوحد وكليمه الذي يصدّق كل ما يرويه ويراويه له، حكى له عن جنائن وهمية خارج الجنائن وأنها تفوق الجنائن المعلقة، وأنّ الجنائن المعلقة يمكن جعلها أحلى مما هي عليه رغم أنها جنائن وليست جنة واحدة.. ونجحت لعبة (البلي ستيشن) واستطاع فريق السودان بكرة القدم ان يغلب البرازيل المتربعة على عرش العالم وحيث يربض عملاق (الماريكانا) الأعظم من بين ما يشبهه في الكون.. وعوَّج صاحب الأسماك المنطق.. وسفسَط منطقاً جديداً اعوراً جعل الحاكم يؤمن موقفاً ان السودان فريق قويّ بامكانه التغلب على جوع مواطني بلاده ويسحق ربيبة الجوهرة السوداء ذو الأسنان البيضاء (بيليه) لأن أسنان الرجل صناعية ولا يملك لاعبو فريق السودان مالاً لبناء أسنانهم فتراهم بأسنانهم الطبيعية.. وآمن الحاكم موقفاً بكل أغنيات صاحب الأسمال فصدق إن السماء مستوية.. وأنّ (الثور الإله ما زال يسند ـ صامداً ـ أرضنا سيدي الحاكم بقرنه الواحد لأنه يداعب دبر بقرته بالآخر دون ان يسمح للكون بالتمرجح أو التأرجح).. وصدق أنّ (بينوكيو) اللعبة الخشبية من بلاد ايطاليا ما زال حياً يرزق وجعله أيضا يصدق ويؤمن موقناً أنه وحاشيته "أشرف من تمشي به قدم" وأيضا.. أنّ الماء في جنائنه المعلقة ـ حتماً ـ سينضب وتموت مجاريه وقنواته وتدوي عدنه وتلتهمها الصحراء فتشُكل الصحراء الكبرى كما تروي كتب الجغرافية للصفوف الثانوية في العصر الحديث! وأعجب الحاكم حين علمه أنه و حاشيته أحقُّ من سواهم بالخضرة المخضبة والمخضلة للجنائن. ولم يمضِ شهر وبضعة أيام.. وسلّ الحاكم لنفسه وحاشيته مسلته الجديدة بعد أن منحوا أنفسهم علامة موحدة.. تميزهم عن (من سواهم).. وقالت المسلة التي نصبتْ في الميدان حيث يتجول ويستقر أيضا كل الشاذين جنسياً والذين عجزوا عن ان يغلّبوا سلبيات حواء (أمّنا) على ايجابياتها فأحبوا نسل آدم الذي يشبهه وحسب أنّ الحاكم وحاشيته يحصلون على كميات من الجني يجب ان تفوق الكميات التي ينالها (من سواهم) ولا بد ان لا تتساوى المدة من الزمن التي يمكن ان يتفيأها ـ تحت أشجار الكرز ـ الحاكم وحاشيته مع المدة التي يتفيأها (من سواهم).. كما قسّمت القوانين في المسلة العصافير اعتماداً على ألوانها وأعطي كل فريق عصافير بألوان تختلف عن ألوان عصافير الفريق الآخر. ولم يمضِ شهر وبضعة أيام.. وانتخب (من سوى الحاكم وحاشيته) فريقاً علّه يوحد ارتفاع الكفتين يتزعمه (بيتر بان) بابلي لا يعطي ما يأخذ من الحاكم وحاشيته الفقراءَ، ولأن الملك وحاشيته فشلوا في القبض على (بيتر بان) البابلي، لذا فقد شرعوا يمحقون ـ خفاءاً ـ كل من لا يملك علامة الحاكم وحاشيته. وانتحى صاحب الأسماك جانباً متوسطاً تماماً المسافة بين الفريقين.. حيث انه محايد وليس من ذوي العلاقات ولا من اللذين بلا علامات وانه يود محترقاً من حرصه على الجنائن لو يتعقّل الطرفان.. وعرَض المساعدة، فعلّم الملك وحاشيته ان خطف من سواهم سيجبر (بيتر بان) البابلي على الكف.. وعلم (بيتر بان) البابلي أنْ إعادة ماله إليه لن يتحقق إلاّ بسحق المسلة فيجبر الملك وحاشيته على الجلوس على طاولة المفاوضات في عصبة الأمم فيستعيد من سوى الملك وحاشيته ما لهم إليهم وسيجبرهم كذلك على ان يسيروا الى تلك النقطة المبهمة إذ تسلق الناس القطب الشمالي ولم يجدوها.. تلك النقطة في أعماق مثلث برمودا حيث تقطن العدالة، وحيث أنْ سفينة لم تغادر المثلث بعد ان وصلته لذا لم يغادر أحد نقطة (الحد الأسمى) و (الحقيقة) ليروي شكلها و مذاقها. وأصبحت أيام كثيرة فعلاً ماضياً مبنياً على كسر الإنسانية دون أن يتسنى للحاكم وحاشيته ومن سواهم من سقي خبأتهم واغتُصبَتْ النخيل وهي ذاوية بعد مهرجان انتحارها وضوجِعتْ واعترفت بالأهانة ونزعت عنها كرامتها ـ والى الأبد ـ واحتفظ صاحب الأسمال بحدائقه التي نالها بالحيلة من الحاكم وحاشيته ومن سواهم يسقيها ويرويها كل يوم لكنها خالية من النخل الشامخ الذي أثر الموت على رائحة إقدام صاحب الأسمال.وشق صاحب الأسمال قناة مائية محصّنةً لأنه أراد أن يحميها من أعمال الشغب قال أنه سينقل بواسطتها الماء من صحرائه حيث لا واحة لم تجف الى الجنائن المعلقة لأن مياه الفرات اللاأعذب منها خلق الخالق تلوثت بفعل أعمال اللاعدالة.. ثم أنشأ يطلب أبناء صحرائه لأنه يحتاجهم للسقي حيث نسي الحاكم وحاشيته ومن سواهم كيف يسقون كرومهم في غمرة ماهم به منشغلون.. ثم شرع أبناء صحرائه بنقل الثمار الى صحرائهم لأن الجنائن باتت غير صالحة لحفظ كرومها فيها.ولم يمضٍ شهر وبضعة أيام وتحولت الصحراء الى جنائن غير معلقة وتحولت الجنائن المعلقة الى حقل خرائب كبير يشبه منظره كثيراً خرائب إعصار كاترينا الذي لم يسعف العم سام من تضرروا بسببه حتى اليوم.



#جوزيف_حنا_يشوع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النافذة قصة قصيرة


المزيد.....




- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزيف حنا يشوع - صاحب الاسمال قصة قصيرة من العراق