أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وهيب أيوب - الإسلام... بين عصر الفضاء وعصر الحجاب














المزيد.....

الإسلام... بين عصر الفضاء وعصر الحجاب


وهيب أيوب

الحوار المتمدن-العدد: 1966 - 2007 / 7 / 4 - 11:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"لا تُعادوا عِلماً من العلوم، أو تهجروا كتاباً من الكتب، ولا تتعصّبوا على مذهبٍ من المذاهب، لأن رأينا ومذهبنا يستغرق المذاهب كلّها ويجمع العلوم كلّها"

(إخوان الصفا)


منذ أشهر، أعلن علماء الفلك عن اكتشافهم لكوكبٍ تُقارب درجة الحرارة عليه درجةَ حرارة كوكبنا الأرض، وهو يبعد مسافة عشرين سنة ضوئية عن كوكبنا "الكرويّ"... الكرويّ!!.. بخلاف ما أعلنه مفتي السعودية عام 1987، أي منذ عشرين سنة ميلادية فقط، من أن الأرض مسطّحة وهي مركز الكون ومن يقول خلاف ذلك هو كافرٌ وملحد، "اللهمَ ثبِّت علينا العقل والدين"!.
وفي حين ينشغل العالم بأحدث الاكتشافات الفلكية، تنهمك معظم الفضائيات العربية بحوارات ساخنة ومعارك ضارية مع مشايخ الإسلام والمفتين- وما أكثرهم في زماننا- حول مسألة الحجاب، والتي باتت اليوم أم المعارك بالنسبة للعرب والمسلمين؛ إضافةً إلى مسائل جوهرية أخرى، يتوقف عليها مستقبل الأمة، منها: لبس "البنطال"، قيادة المرأة للسيارة، كيفية دخول الحمام- بالقدم اليمنى أو اليسرى-، أو ما إذا كانت "التحميلة" التي يأخذها المرء عبر الشرج تفسد صيام المؤمن؟! ومسائل أخرى لا تقِّل أهمية ولا تقلل من اهتمام أئمة ومشايخ عصر الذرّة.
لقد ذكّرتني تلك الأمور بإحدى النوادر التي جرت مع المفكر الإسلامي الشيخ محمد عبده في بداية القرن العشرين، وكان عصر اختراع الطائرات، والقصة كما ترويها الكاتبة غادة السمّان هي كالآتي:
((وبينما الدنيا تركض في دروب العلم والفضاء، يتابع مثلاًَ تلميذ الشيخ محمد عبده طرح السؤال نفسه منذ نصف قرن أو ألف ليلة وليلة! إبريق المرحاض أيوضع على يمين المتوضئ أم إلى يساره؟ ويصرخ به الشيخ محمد عبده: يا ابن (الـ... ) بَقُلّك طاروا... بَقُلّك طاروا "مُشيراً إلى الطيران الأول في الغرب الذي تصادف يومَ طرحَ عليه تلميذه هذا السؤال")).
منذ نهاية القرن العاشر وحتى نهاية القرن الثامن عشر، أي حتى دخول نابليون بونابرت في حملته على مصر عام 1798، جرى انقطاع وعدم تواصل حضاري بين الغرب وبلاد العرب والمسلمين. أفاق العرب حينها على صدمة حضارية وفجوة هائلة تفصل بينهم وبين الغرب الذي كان قد قطع أشواطاً هائلة في مسيرة العلم والتطور والاكتشافات. حاول محمد علي باشا، الذي نُصِّب حاكماً على مصر بُعيد فشل حملة نابليون، استيعاب الصدمة واللحاق بركب التطور، فأرسل العديد من البعثات العلمية إلى فرنسا والدول الأوروبية الأخرى، بحيث اعْتُبرت تلك المرحلة، أي بداية الحملة الفرنسية، بمثابة بداية عصر النهضة في مصر وربما العالم العربي، وقد أثمرت جهود محمد علي عن بزوغ كوكبة من المتعلمين والمتنورين أمثال رفاعة الطهطاوي والأفغاني ومحمد عبده وقاسم أمين ثم الكواكبي وعلي عبد الرازق وطه حسين وشبلي شميّل وفرح أنطون والشدياق وغيرهم كُثر. ولم تكد تبلغ مسيرة التطور تلك مراحلها الأولى حتى تصدى لها الأزهر ومشايخ الظلام، فحاكموا علي عبد الرازق على كتابه "الإسلام وأصول الحكم" ثم طه حسين على كتابه "في الشعر الجاهلي" تحت تهم التكفير والطعن بالإسلام والشريعة.
هكذا لعب الأزهر ومشايخه المتعصبون والغوغاء من الجهلاء الدور الأكبر في الارتداد نحو الخلف ودفن المنجزات التي أحرزها مُفكرو النهضة. وعلى ذاك المنوال، من حينها وحتى اليوم، يسير العالم قُدماً والعرب يُشَدّون نحو الخلف، وبتنا في الحضارة الحالية وعلى كل الصعد لا نمتلك، كعربٍ، أي مساهمة تُذكر لا في العلوم الطبيعية ولا الإنسانية ولا الاكتشافات على تنوعها، في الوقت الذي سجّلت فيه هنغاريا- وهي من دول المعسكر الاشتراكي سابقاً- من الاكتشافات العلمية 135 ألف براءة اختراع وحصلت على 15 جائزة نوبل وهي التي لا يتجاوز عدد سكانها العشرة ملايين.
والعرب اليوم يعانون من ثلاثة أنواع من الأمية، فهناك 100 مليون يجهلون القراءة والكتابة و200 مليون لا يقرؤون جريدة أو مجلة أو كتاب- فالعين ضريرة واليد قصيرة- إضافةًً إلى 95% لا يمتلكون ولا يتعاملون مع الوسائل المعرفية الإلكترونية "الحاسوب والإنترنت"، وتقول إحصاءات دور النشر في العالم العربي، أن أشهر الكتّاب لا يباع له أكثر من خمسة آلاف نسخة في أحسن الأحوال، وإحصائية أُخرى أوردها جورج طرابيشي في كتابه الأخير "هرطقات"- يذكر في مقدمته أن العرب دخلوا في عصور وسطى جديدة- يقول: إن المواطن الياباني يقرأ 144 ضعف ما يقرأه العربي؟!.
وما يدهشني في كل ذلك أنك تسمع الإسلاميين وسواهم على الفضائيات يصوِّرون الأمور وكأننا أنداد للغرب ولأمريكا وننازعهم حق السيادة على العالم، وعندما يسمع أحدنا الشيخ القرضاوي، وسواه، على "الجزيرة" يُزبد ويرعد ويهدد بابا الفاتيكان كي يتراجع عن تصريحاته، أو الدنمارك بسبب الرسوم الكاريكاتورية، يظن أن أساطيل المسلمين تحاصر روما وباريس بانتظار الإشارة من الشيخ القرضاوي أو عمرو خالد لبدء الهجوم فيما لو لم يرضخ الكافرون؟! وهم بجهلهم غافلون، أن المسافة فيما بيننا وبينهم باتت لا تقل عن المسافة التي تفصل الأرض عن الكوكب الجديد المُكتشف.

وهيب أيوب-الجولان المحتل



#وهيب_أيوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسئلة ساذجة لِسُحُبٍ سوداء
- سميح القاسم في الجولان


المزيد.....




- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...
- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وهيب أيوب - الإسلام... بين عصر الفضاء وعصر الحجاب