أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن جميل الحريس - بوذا والعلمانية في زيارة مضاجعنا العربية / ج / 5














المزيد.....

بوذا والعلمانية في زيارة مضاجعنا العربية / ج / 5


حسن جميل الحريس

الحوار المتمدن-العدد: 1966 - 2007 / 7 / 4 - 11:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تشترك العلمانية والماسونية معآ بمبدأ إنكار الذات الإلهية إنما تختلفان في إسلوب إنكارهما لها , إذ تنكرها الماسونية كليآ وتدعو إلى محاربتها علانية بينما العلمانية أخف حدة من سابقتها إذ تنكر سلطة الله على التصرف بحياة الإنسان الدنيوية . مع أن كلا الإتجاهين رفضا رفضآ قاطعآ الإعتراف بشرائع الديانات السماوية كلها بذريعة أنها قوانين إلهية تخص الإله وحده وليس الإنسان ملزمآ بها أو بحاجة إليها ..... ومن هنا نجد أن المطلوب من العلماني أن يؤمن إيمانآ كاملآ بأفكارها مهما كانت طروحاتها وتحت أي مسميات تغلفها كالتطوير والإصلاح الثقافي والديني أو التنوير أو التأمل أوغير ذلك من المصطلحات التي تروج لها , والتي تدعو في ظاهرها إلى تحرير العقل لينطلق نحو معرفة الحقائق المراد منها أن توصله إلى إقراره بالمعرفة المادية الدنيوية , بينما تخفي هي في باطنها حقيقة أمرها الهادف إلى دك عقيدته الدينية ونسفها من جذورها , فنادته لأن يتفكر أولآ بحقيقة وجود الذات الإلهية لتزرع في نفسه الشك والريبة بمصداقية الإله الوارد ذكره بجميع الكتب السماوية ليصل في نهاية المطاف إلى فكرة نبذ دينه وشريعته وإحلال بديل عنها في مجتمع كوني دنيوي يخضع بمجمله إلى سلطة قوانين وضعية صنعتها بنفسها لتخدم مصالحها ...... وإن سلمنا بذاك الطرح وإتبعنا سبيلهما لتكشفت لدينا صورة عن حال فرد من أتباعهما حاليآ ومستقبليآ ..... ماتريده العلمانية من مريدها في زمنه الحاضر أن يتنازل بكامل إرادته عن قوانين عقيدته الدينية ومقدساتها , ونظرآ لإن الغيبيات ركنآ أساسيآ منها فإنه فقد إيمانه بها كيوم البعث والحساب والجزاء الوارد ذكرها كلها في صلب عقيدته الدينية التي نسفها إراديآ ... وكون العلمانية والماسونية معآ أفكارآ وضعية فهما بحاجة لأدوات تنفذ طروحاتهما كسلطة تنفيذية تابعة لهما وكحاكم مطلق الصلاحية منزه عن أي محاسبة مستقبليآ تبعآ لعدم إيمانهما بسلطة الله والغيبيات التي ذكرتها , ونظرآ لطبيعة تكوينهما المادي البشري فهما حصريآ ضمن ثنائية / الخير والشر / معآ , وربما تصيب مريدها بشر جائريجعله محبطآنفسيآ ومعنويآ , مما يطفو على سطح الأهداف فكرة خفية خبيثة تتمثل في بناء إيديولوجية فكرية مرسومة بدقة هدفها النيل من مجتمعات بشرية تستهدفها بعينها , وهذا هو حال مريدها إذ تتولد في داخله هواجس همجية كنتيجة حتمية لظلم أصابه من سلطتها فيندفع ليأخذ حقوقه المادية بقوة يده أو عبر أي وسيلة تتوفر له سواء بالرشوة أو الوساطة أو العنف ليصبح بذلك عضوآ فاسدآ في مجتمعه , وهذا بحد ذاته خطرآ مدقعآ يخلق مجتمعات تحكمها عصبيات عابثة فيسري عليها صفة قانون شريعة الغاب المدمر لجمهورها .... بات واضحآ لنا أن هدفها أن يشعر مريدها بأنه محكوم لقهر سلطاتها التنفيذية ولايستطيع أن يحاسبها أو يعترض عليها بل هي في الأساس منزهة عن فكرة وجود إله يعاقبها نظرآ لعدم إيمانها نهائيآ بوجود ذاته القدسية مما يجعله يائسآ من مساءلتها حاليآ ومستقبليآ فيتوجه في فكره إراديآ للنيل من أقرانه من حوله ومجتمعه لتسود بذلك فوضوية عبثية تهلكه وتقضي على آماله وآمالهم نهائيآ.......وللتحقق من مشروعهما والتأكد من بلوغ هدفهما المشترك خلقت العلمانية والماسونية فئة إفتراضية / كمواد تجربة لتختبر خططها / تحمل سمة الدين نفسه وكتابه المقدس المعمول به في دولة/ ما / تريد إستهدافها , ثم ما لبثت أن طورت منهاج تلك الفرقة لدرجة أنها صارت ملائمة لأهدافها لتنقلها لاحقآ داخل تلك الدولة لتعمل على تحريض جماهيرها ..... وإن دققنا مليآ نجد أن تلك الفرقة الإفتراضية المرسومة مسبقآ تحمل صفة الفرقة المنبوذة إنسانيآ , وهي بعد زرعها ضمن الدولة المستهدفة تكون جزءآ منها ولكن بعد مدة تنقل موروثها الفكري المصنوع إراديآ لتصبح الدولة كلها تحت مسمى الدولة المنبوذة حضاريآ وفكريآ ...... إنها فكرة خبيثة حقآ أن تصنع طعمآ بشريآ مخادعآ لتدسه ضمن مجتمع / ما / ثم تندفع لإستئصاله جذريآ عن طريق نسف عقيدته الدينية وتحويله إلى كيان بشري تابع لها ..... إن مساحة الفكر البشري الطبيعي مقسومة لحقلين أولهما إرادي والآخر لاإرادي , ولكل منهما باب دخول يفتح على أرض مزروعة تختلف ثمارها وفق طبيعة تكوينها وجوها المحيط بها .... فثمار الحقل الإرادي مادية بحتة نضجت أفعالها من بذور إجتماعية وإقتصادية وسياسية وهي ظاهرة للعيان ولايمكن إخفاءها نهائيآ , بينما ثمار الحقل اللاإرادي نشأت من بذور تكوينية مكتسبة فنضجت بمعرفة يغلب عليها صفة الدين وبات ريعها ملكآ لغيبيات الديانة الإلهية المقدسة , ويفصل بين الحقلين حدود فاصلة يحرس سلامتها جنود الإدراك والوعي التابعين لسيطرة ثنائية الخير والشر معآ , وما تطالبنا به العلمانية والماسونية هو أن ننسف تلك الحدود الفاصلة لتكون أرض معرفتنا واحدة فقط تحمل ثمارآ من نوع وحيد هو نتاج إرادتنا, وكأنها بهذا تزرع أرض عقولنا بثمار إرادية موحدة تلغي بها وجود الدين من عقولنا , وهذا هو التعسف والإحتكار بعينه الذي سيفقدنا حريتنا إذ حرمتنا من أبسط ما نريده من حقوقنا فألغت جزءآ اساسيآ من تكويننا البشري المادي , ومن هنا تتماثل البوذية معهما فطالبت مريدها أن يؤمن بالتقمص المحدود وصفه بأن يكون مجرد تابع مقلد لمخلصه الحالي ولم تترك له حرية التفكير بغير ذلك بل وهيأته معنويآ وفكريآ بألا يفكر إطلاقآ بغير تعاليمها وإلا سيلقى عقابه مستقبليآ على يد مخلصه المستقبلي الذي هو حتميآ من سلالة مخلصه حاليآ ..... وعلى الرغم من أن التقمص ركنآ أساسيآ في البوذية إلا أنه بات منهاجآ قديمآ نظرآ لبطء سرعته نسبيآ مع عصرنا الحالي , لهذا إستبدلت التيارات الثلاث فكرة إعتمادها على التقمص وطورت مفاهيمه ليصبح مطروحآ بشكل سريع نسبيآ يحصد عقولآ بشرية أكثر عدوانية للدين تحت مسمى / إستنساخ العقول البشرية / وهذا هو الخطر القائم حولنا حاليآ .



#حسن_جميل_الحريس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للفقر مصداقية باكية ج / 1
- جذور الإرهاب / كوهين - الجاسوس / ح / 3
- مسلسل جذور الإرهاب ح / 2
- بوذا والعلمانية في زيارة مضاجعنا العربية / 4
- حزينة على رباط حذائها
- فكر الفيل وحرية الذبابة
- مسلسل جذور الإرهاب الحلقة / 1
- تعالي من أي طريق تختاريه
- بوذا والعلمانية في زيارة مضاجعنا العربية / 3
- ياسور وهمي
- بوذا والعلمانية في زيارة مضاجعنا العربية / 2
- لون عينيك تربة دافئة
- بوذا والعلمانية في زيارة مضاجعنا العربية / 1


المزيد.....




- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن جميل الحريس - بوذا والعلمانية في زيارة مضاجعنا العربية / ج / 5