أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبدالله تاغي - الزين ولعلو شكون اللي ولدو..!؟














المزيد.....

الزين ولعلو شكون اللي ولدو..!؟


عبدالله تاغي

الحوار المتمدن-العدد: 1966 - 2007 / 7 / 4 - 11:11
المحور: كتابات ساخرة
    


كنت صغيرا أجتر الخطى، وأردد مع الإخوان ميكري : جاي من بعيد ورجلو حفيانة هاداك أنا..
حينها كانت الحاجة الحمداوية ،تصدح كل مساء بصوتها القوي: الزين اولعلو شكون اللي ولدو..!؟
لم يكن عقلي الصغير يستوعب المعنى..
هل كانت تتغنى بالحبيب ،وتقصد بالزين والعلو،الجمال والطول والرشاقة..سألت الوالدة لكنها لم تكن أحسن مني حالا..
أخي الأكبر،الذي كان أوفرالأسرة حظا من التعليم ،كان يقيم بيني وبينه حاجزا إسمنتيا سميكا باعتبار أنني الأصغر ولايجب أن أتطاول على الكبار
فلم أكن أجرؤ على سؤاله ،مستسلما برأسي الصغير وجسدي الهزيل للحيرة والأسئلة..

في أول زيارة للعاصمة ،وعند مروري بتلك الربوة التي تكاد تطل على البحر، وذالك الحائط الرهيب الذي تنبعث مه رائحة الرطوبة والخوف ،وخزني ابن خالي بمرفقه ورفع حاجبيه هامسا : إنه السجن.. لعلو..
وكان حينها يأوي خيرة أبناء الوطن، معارضين ومناضلين شيوعيين منهم من ساهم اليوم في تشكيل هيئة الإنصاف والمصالحة.
لما سمعت الإسم طاف بذهني أنني قد وجدتها ،إذن المغنية كانت تقصد السجن ولكنها تقول اشكون اللي ولدو..أي من أنجبه..؟
ربما الدولة،الدولة إذن هي من ينجب السجون والحمداوية تتغنى بالسجن..
ولكنني سرعان ما ضحكت من أمري ومن خيالي العريض واستبعدت الفكرة، إذ كيف لمغني أن يتغنى بسجن.

لما كبرت ، استنتجت أن الحاجة الحمداوية ،بما أنها كانت تسخر من الخونة وتغني لرموز النضال والثورة ضد المحتل فإن المعني لن يكون إلا واحدا من المناضلين الذين ساهموا في تحرير البلاد واستأثروا بمحبة وتقدير الناس فتجلى ذالك في الأغاني والمواويل وفي الحكايات التي لازالت تروى حتى اليوم..
كنت أشعر بالإرتياح وأنا اشاهد واحدا من حفدته يملأ الشاشة صراخا ووعيدا وتهديدا، كون المديح لم يكن في غير أهله مادام الماضي يعانق الحاضر وهذا البطل ينحو منحى ذالك الشهم..
بالطبع كان هذا قبل أن يقلب السي فتح الله الفيستة،ويضحك على من آمنوا بدغدغاته يوما لما كان يُدرس في الجامعة ،يسوق سيارة متواضعة ، يدخن تبغا رديئا ويحيا بين البسطاء يأكل خبزهم وينام نومتهم ، قبل أن يبيع كل شيئ :البحر والبر والشمس والشعيروالحميروالضمير..يدوس الفقراء والمعطلين يرفع رواتب البرلمانيين الأثرياء والفيوداليين ولا يخجل من دعوة الناس إلى تزيير الصمطة التي ضاقت حتى كادت تقطع بطون المواطنين..
فتح الله ولعلو، الإشتراكي الذي يعشق التفويت والخوصصة ..
الإقتصادي الذي يحب الإكراهات ويعلق على مشجبها الإخفاقات...
فتح الله ولعلو، الوزير الذي يكاد يحظى اليوم بكره كافة المغاربة..
فإذا كان إدريس البصري هو قربان العهد الجديد، فإن السيد وزير المالية والخوصصة يحمل في داخله اليوم
بالقوة ما يؤهله عن جدارة واستحقاق لكي يكون قربان حقبة قادمة..
إنه فتح الله ولعلو، الرفيق الذي خان إرث الرفاق عمر وعبدالرحيم وبنبركة..لو عاش بنبركة حتى اليوم لكان أكبر معارضيه
أو من يدري ربما استغل السيد الوزير نفوذه وألقى به ثانية في حامض الأسيد..

لما كانت الحمداوية تغني اشكون اللي ولدو.. كان سؤالها الإنكاري يوحي بالرغبة في الثناء وتقبيل رأس من انجب البطل
اليوم لكي تنسجم مع الحاضر،الأفضل أن تغني على هذا الشكل:
الزين ولعلو..ناري ياناري شكون اللي ولدو..!؟



#عبدالله_تاغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين يدي مولاي الوطن..
- شطحات على حبال المتصوفة
- حي على الحب..!!
- سلطان الطرب..!!
- قصيدة سيكتبها المؤرخ،بعد ثلاثين سنة..!!
- إن هو إلا وحي لو يوحى إلي..!؟
- لو حدث هذا في بلد عربي..!!
- هل يستحم الإنسان في الحب مرتين..!!؟؟
- لما ضاق الناس ذرعا بالقصيدة...
- عندما يتوقف الشيخ..في شرم الشيخ


المزيد.....




- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبدالله تاغي - الزين ولعلو شكون اللي ولدو..!؟