سلام فضيل
الحوار المتمدن-العدد: 1966 - 2007 / 7 / 4 - 10:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ان عمر ابن عبد العزيز لم يقتنع بمذهب غيلان ولكنه استدعاه اليه ‘ وهو واثق من عدالته وصحة دينه ‘ فلما جاءه طلب اليه ان يعينه على اصلاح شؤن المسلمين ‘ فاستجاب غيلان لهذا الطلب ‘ مشترطا ان يتولى بيع خزائن الامويين ورد حقوق الناس الى اهلها ‘ فقبل الخليفة الاموي الصالح ذلك. فلماتولى غيلان هذا الامر نادى اهل دمشق بقوله ((تعالوا الى متاع الخونه (الحكام ماقبل عمر ابن عبد العزيز ) تعالوا الى متاع من خلف الرسول في امته ...)) ثم اخذ يبيع امتعة بني امية وهو يقول ((..يعذرني ممن يزعم ان هؤلاء كانوا ائمة هدى وهذا متاعهم والناس يموتون من الجوع ؟)) . (حسين مروه –ك- النزعات المادية في الفلسفة العربية الاسلامية –ج-1ص571) .
ان ما فعله غيلان الدمشقي هذا جاء بعد سقوط النظام الاستبدادي آنذاك اي العصر الاموي ‘ ولان الاستبداد واحد والعدل واحد رغم اختلاف العصور والحكام ‘ اخذ كل من وصل الى السلطة في العراق بما فيهم( الحرامية ) المتهمين‘ والمدانين من قبل القضاء ‘ بعد سقوط صدام الاكثر دموية وتوحش من كل الذين سبقوه ‘ قبل نحو خمسة سنوات ‘ يردون كلام غيلان وهم يعلقون على صور قصور النظام واكواخ ضحاياه المعدمين ‘ وقالوا كل هذا سيعاد للشعب ‘ وكل ضحاياه وفي المقدمة منهم حلبجة والمقابر الجماعية ‘ سيسكون اجمل من هذه القصور بدل بيوت الطين والصفيح التي يسكنون ‘ وبوش ‘ قال ان الشمس قد اشرقت فوق العراق ويعيشون برفاه وحرية وسيكون جواز سفرهم يدخل كل مطارات العالم بترحاب وسيتمتعون خلال عطلهم في اجمل المنتجعات ‘ وسيذهب اطفالهم الى مدارس اجمل وارحب ‘ وشوارعهم ‘ نظفية وخضراء .
ولكن كل هذا قيل في اول ايام سقوط النظام ‘ اما اليوم ‘ وبعد خمسة سنوات ‘ الشوارع صارت تزينها اجساد العمال المتناثرة واغرقها الارهاب بدماء اهلها ‘ ومواكب اولاد المتنفذين بعضها زاد عن موكب عدي ! وضحايا النظام البائد يطلق عليه الرصاص عندما يحتجون ‘ وغالبا ما يستعان عليهم بالطائرات لتدفنهم هم واطفالهم تحت ركام اكواخ البؤس والمعانات (اوروبا واسرائيل مازالوا بعد ستين عاما وهم يكرمون ضحايا النازية ) يوم امس هدمت تسع بيوت في اكثر احياء مدينة الديوانية فقرا ‘ وحرمان ودفن تحت ترابها اناس منهم مازال يعيش برائة الطفولة ‘ الجيش الامريكي قال هذه جريمة و سنجري تحقيقا ! واليوم صدر تقريرا يعلن مدى انتهاكات حقوق الانسان في اكثر مناطق العراق استقرارا .
لم يتوقف احدا منهم عند عهد عمر بن عبد العزيز ‘ واعادة حقوق المعدمين ‘ قالوا لبعضهم البعض الوقت لايسمح والقصور مشرعة ‘ قفزوا جميعا الى عهد هشام ابن عبد الملك ‘ وراحوا مشاركين الارهاب ‘ وجلادين النظام البائد ‘ تقطيع اطراف غيلان ‘ ولكن اهل غيلان اليوم غيرهم بالامس سيحرموهم من قطع لسانه
#سلام_فضيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟