أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عمار ديوب - المسألة الوطنية والعولمة















المزيد.....

المسألة الوطنية والعولمة


عمار ديوب

الحوار المتمدن-العدد: 1966 - 2007 / 7 / 4 - 06:20
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


المشروع الوطني هو بالضرورة مشروع طبقي وأي مطمح سياسي هو بالضرورة يخدم فئات اجتماعية بعينها ، الوطنية التي هي جزء من أي مشروع طبقي في الزمن العولمي ، أصبحت مسألة معقدة وشائكة ، ويزيد من تعقيداتها أنها غير موجودة لدى الطبقات البرجوازية باعتبار الأخيرة جزء من حركة العولمة الامبريالية. وتعقدها يفترض إعادة النظر بالمسألة الوطنية بما هي مسألة تحقيق المهمات الديمقراطية وتشكيل النظام السياسي الديمقراطي . وهذا غير ممكن دون الارتباط بالمسألة القومية وكذلك الإقليمية بما لا يتعارض مع ضرورة المسألة القومية باستثناء إسرائيل وهذا غير ممكن إلا في شروط عالمية تحقق مصلحة الأمم الموحدة أو المجزأة على اختلاف تموضوعاتها عبر تحقيق مصلحة مجموع أفرادها ، حريةً وإنتاجاً وثقافةً ..
دون ذلك الارتباط والتشابك ، هناك الانعزال ، الانعزال الوطني أو القومي الذي هو ليس حلاً للمسالة الوطنية ولا للمسألة القومية ، عدا عن أنه غير ممكن في الشرط الرأسمالي فكيف في زمن العولمة ؟ وبالتالي المعركة الوطنية هي بالضرورة معركة مشترطة بالقومية والعالمية..
الاعتقاد القومي "القطري" أو الشيوعي "الستاليني" أو "الوطني "الديمقراطي " بإمكانية عزل الوطني وتسميته بالوطني أولاً أو رفع الوطني لمستوى القومية ، كأن نقول القومية السورية في سوريا الحالية أو القومية اللبنانية في لبنان الحالي هو اعتقاد وهمي وكذلك تصور الوطنية دون مشروع مستقل اعتقاد وهمي للاسباب المذكورة أعلاه . والأخذ بالحالتين هو اختلال معرفي وسياسي بفهم المسألة الوطنية وتعقيداتها .
وبالتالي الوطنية جغرافياً هي جزء من الوطنية كمشروع طبقي يتحدد عيانياً بتحقق مصالح الفئات والطبقات التي بُني هذا المشروع من أجلها وتجد مصلحتها هي فيه.
كون المشروع الوطني هو بالضرورة مشروع طبقي ، فليس من وجود لوطن فوق مصلحة الطبقات وكل وطن فوق مصلحة الطبقات الأفقر هو وطن الطبقات ذات الثراء الفاحش أو التي تتجه نحو ذلك المآل . ولذلك الوطن يتحدد في عصرنا بتحقيق المهمات الديمقراطية وهذه لا تتوقعن إلا بنظام ديمقراطي تكون فيه الديمقراطية كنظام سياسي آليات عامة تكفل للجميع ؛ المختلفين في حقل الحداثة حرية التصارع السياسي من مختلف الأحزاب السياسية والطبقات الاجتماعية ومختلف ممثلي الهيئات الحداثية..
إذن هناك مهمات ديمقراطية لا بد من تحقيقها وهناك المسألة الديمقراطية لا بد أن تكون هي هي شكل النظام السياسي.
تحقيق المهمات الديمقراطية ( تطوير الصناعة ، النهوض بالاقتصاد ،تأمين الحاجيات الأساسية لجميع المواطنين ، تطوير الوعي ، نشر القيم الحداثية ) لا يمكن أن تتم إلا بتشكيل كتلة سياسية واجتماعية تتبنى هذا المشروع وتعمل من اجل تحقيقه . هذه المهمات ممكنة الوجود في حال اندماج الكتلة بالطبقات صاحبة المصلحة بتحقيقها، وبالتالي الوطنية غير ممكنة دون تحقيق المهمات الديمقراطية ومنها الديمقراطية على اختلاف مضامينها العلمانية .
هذا يعني ، ومن جديد ، أن الوطنية مشروع طبقي وهذا لن يتطور بشكل مستقل ما لم يترافق مع القومية ، والقومية (دولة الأمة الواحدة) هنا هي نتاج الواقع العربي الذي يفرز مهمات وأهداف متشابهة ، تتأثر وتنتج عن شكل العولمة الذي يهمش هذه الوطنيات بالجملة .
وبالتالي تكاتف الدول الوطنية هو ضرورة موضوعية شريطة أن تكون دول الكل الاجتماعي ، أما الوطنية السلطوية وكذلك الليبرالية فهي سيرورة اندماج في إطار العولمة لتصبح شركات صغيرة ضمن الشركات المتعدية الجنسيات أو فروع لها.
شكل الهيمنة الامبريالية العولمية يفرض كذلك قومية الدولة الوطنية وأيضاً قومية الحركة الوطنية. ضرورة القومية هنا من أجل مواجهة عولمة إمبريالية ؛ عولمة تُصفي وتفكك كل أسباب قوة الأمم ومنها الوطنية والديمقراطية والقومية والاشتراكية . ولهذا فإن القومية بتحالفاتها الوطنية هي ضرورة لتحقيق مصالح البشر المباشرة وليست المستقبلية فقط .
بعكس ذلك المزيد من التذرر وفق الهويات التقليدية والالتحاق بالعولمة الامبريالية أو التهميش المطلق أي انهيار الدولة والاحتراب الأهلي والفقر الواسع.
هذا يعني أن القومية ليست مسألة تراثية أو مسألة فكرية أو قضية حنين لأمجاد سابقة ولا هي بديل عن الوطنية ولا مساوية لها، بل هي ضرورة موضوعية تعتمد على بعض عناصر الماضي ( عناصر التكون التاريخي للأمة )؛ ويتم الأخذ بها بغية توظيفها ضمن واقع عربي جديد وبما يخدم مصلحة البشر الحاليين ويضمن حقوقهم . هذه القضية تتطلب دعماً عالمياً من بقية أمم العالم بما يؤدي لإلغاء الأسباب المؤدية لظهور الفئات الفقيرة ، المستهدف الأساسي في إطار حركة العولمة الإمبريالية.
الوطنية التي توقعنت في العقود السابقة تعاني من مجموعة مشكلات تتمثل في سيطرة مصالح فئات برجوازية ليبرالية حتى 1963 والتي لم تستطع القيام بتحقيق المهمات الديمقراطية وبالنسبة لارتباطها القومي كان يخضع لمصالحها الطبقية ولم يخضع للقضايا الوطنية العامة أو القومية وهو بالضبط ما فسح المجال لاحقاً لصعود البعث وخاصة بالنسبة للقضية القومية أو القضية الفلسطينية أو قضية التعليم أو توزيع الأرض على الفلاحين وكذلك بسبب بقاء بنية المجتمع بنية ذات ملامح إقطاعية .
وأما بعد صعود البعث فقد تم حل المسألة الزراعية جزئياً وحدثت مجموعة تأميمات للمصانع وغيرها وتساوى الشعب جزئياً وأتيحت فرص التعليم العامة لكافة المواطنين ، بالمقابل صُفيت ملامح الشكل الجنيني للنظام الأقرب إلى الديمقراطي وفرضت قوانين الطوارئ ومع بداية السبعينيات تقونن القمع ولم يعد شيء من معالم الملامح موجود واحتكرت الوطنية في المجال السياسي لصالح السلطة وبدأت بالتراجع قضية الإصلاحات لصالح الفئات الأفقر ، فتم التصالح مع الفئات البرجوازية التقليدية ولا سيما التجارية منها وتحولت الدعوات القومية لإيديولوجية رسمية؛ هدفها شرعنة النظام عربياً والاستمرار باحتجاز الوعي الشعبي في أطار الإيديولوجية السلطوية بما يكمل دور الأجهزة السياسية للسلطة. وهنا أصبح مفهوم الوطنية ملتبس كليةً سواء على صعيد النظام السياسي المتحول لنظام ذو شكل استبدادي، أو على صعيد المهمات الديمقراطية . فقد تم إيقاف أية مشاريع بهذا الخصوص وبالعكس بدأت آليات النهب والفساد ؛ ففشل التعليم والطبابة وتراجعت الصناعة الوطنية وحتى أوضاع الفلاحين تراجعت بشكل كبير وظهرت الملكيات الكبيرة من جديد وهذا ما أدى لإعادة ظهور طبقة برجوازية كبيرة ؛ انفصلت هذه الطبقة الجديدة عن الطبقات الفقيرة .
هذا الوضع هو ما أشر لسقوط مفهوم الوطنية السابق وأثبت أن الوطن لا يتحدد جغرافياً ولا تستطيع السلطة الشمولية احتكاره وباحتكاره تم تحويل الوطن للخاصة.
وبالتالي ومع التحولات التي أوصلت السلطة لطبقة جديدة ومع التحولات العالمية المتحكمة بها الشركات المتعدية الجنسيات والامبرياليات الكبرى لم يعد بالمطلق ممكناً طرح الوطنية إلا من زاوية وطن للكل الاجتماعي ، بما يؤدي لتحقيق مصالح جميع الفئات.بذلك فقط يمكن خلق بنية مجتمعية قادرة على بناء الوطن في ظل العولمة الامبريالية .
نؤكد بما يخص المسألة الوطنية في زمن العولمة أن الدفاع عن الوطن هو الدفاع عن المصالح ، وعن الحريات العامة وعن النظام الديمقراطي وعن تأمين الحاجيات الأساسية لجميع المواطنين وضد أنظمة البرجوازية التابعة والمشاريع الامبريالية العولمية..



#عمار_ديوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عصابتان فلسطينيتان ودولة صهيونية عنصرية
- المشروع الأمريكي في ثلاث عواصم عربية
- في نقد الديمقراطية والعلمانية عند برهان غليون
- مشاكل في سلم تصحيح مادة الفلسفة
- المشروع الأمريكي في نهر البارد
- قراءة في كتاب ما بعد الحداثة
- في الدولة العلمانية الديموقراطية
- نقد بيان ووثيقة تجمع اليسار الماركسي في سوريا
- انتخابات تحالف الجبهة والمال والعشيرة
- القرارات الليبرالية قرارات مميتة
- القومية، العلمانية، الديمقراطية
- قراءة في كتاب ما الماركسية، تفكيك العقل الأحادي
- القطري والقومي ومشكلة الهوية السورية
- المرأة في زمن العولمة
- الهيمنة البديلة للهيمنة الامبريالية
- قراءة في كتاب الماركسية والديمقراطية
- قراءة في فن الحب وطبيعته
- قراءة في التنمية المستدامة
- إستراتيجية الحرب وإستراتيجية التقدم
- ديمقراطية ممكنة ، وديمقراطيات بدون ديمقراطية


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عمار ديوب - المسألة الوطنية والعولمة