أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - الانتحار والضباب














المزيد.....

الانتحار والضباب


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 1966 - 2007 / 7 / 4 - 06:15
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


إن الفراشة عندما تنجذب نحو النور فإنها تلقى حتفها على الفور. ومما لا شك فيه أن الفراشة لا تنوى الانتحار ولكنها تسعى للبحث عن النور وتكره العيش فى الظلام. تذكرت ذلك عندما علمت بحوادث الانتحار والعمليات الإرهابية التى تشهدها لندن والمدن البريطانية فى هذه الآونة. فمدينة لندن من اجمل عواصم العالم التى تحتوى على أروع المعالم التاريخية والأثرية وتتميز بالهدوء ولا يشعر فيها الإنسان بالغربة، لقد أنجذب المسلمون نحو هذه المدينة والمدن البريطانية الأخرى حيث يعيشون فى كل ركن من أركانها بلا خوف أو توجس . وكما جاء فى تصريح لعمدة لندن كين ليفينجستون فإن إحصائية عام 2001م تشير إلى أن المسلمين يشكلون 8.5 % من سكان لندن ولديهم مئات المساجد التى يؤدون فيها شعائرهم، وقد لاحظت تسامح الإنجليز فور أن حطت قدماى مطار هيثرو حيث تم تخصيص مكان لأداء الصلاة. والسؤال: إذا كانت هذه المدينة تتسم بالتسامح فلماذا يتخذها المسلمون موقعا للانتحار؟

من المعروف أن هنالك مليونين من المسلمين يقيمون فى لندن والمدن البريطانية فى شمال البلاد وجنوبها، ومعظمهم ولدوا فى هذه البلاد ويحملون جنسيتها وهناك أيضا بعض المسلمين الذين يسعون إليها للدراسة فى جامعاتها بعد أن تدهور نظام التعليم فى البلدان العربية والإسلامية ويسعى البعض الآخر للبحث عن فرصة عمل بعد أن ضاقت بهم السبل والحيل فى البحث عن عمل يقتاتون منه وهناك مجموعة من المسلمين يلوذون بهذه البلدان خوفا من بطش السلطات فى البلاد التى هاجروا منها حيث انعدام الديمقراطية وحرية الرأى أو سعيا للاستمتاع بالأموال التى سرقوها من بلادهم. وفى معظم الأحيان نكتشف أن الكثيرين من هؤلاء يضلون جادة الطريق وينسون الأهداف النبيلة التى أتت بهم إلى بلاد الحرية لينتهى بهم الحال إلى الانتحار كل على طريقته الخاصة.

لقد شهدت السنوات القليلة الماضية انتحار عدة شخصيات من خلال القفز من الشرفات، ففي صباح 24 أغسطس 1973 ألقى الفريق الليثي ناصف القائد السابق للحرس الجمهوري للرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات بنفسه من شرفة الدور العاشر ببرج ستيوارت تاور بمايدا فالي بشمال لندن وفى 20 يونيو عام 2001م ألقت الممثلة المصرية الشهيرة سعاد حسني بنفسها من شرفة الدور السادس بنفس المبنى (ستيوارت تاور) وكذلك الحال بالنسبة للملياردير المصري أشرف مروان سكرتير السادات للمعلومات وصهر الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر الذى سقط ظهر الأربعاء 27 يونيو 2007م من شرفة منزله في الطابق الرابع من مبنى كارلتون تيراس هاوس على مقربة من سانت جيمس بارك في حي فخم في وسط لندن. وقد حامت الشبهات حول هذه الحوادث حيث يعتقد البعض أن هذه جرائم قتل وليست انتحارا ولكن رجال اسكوتلانديارد يكتفون دائما بتسجيلها كحوادث انتحار كما حدث بالنسبة لليثى ناصف وسعاد حسنى. ولم تمض أيام قليلة على تولى جوردون بروان مقاليد الحكم فى عاصمة الضباب حتى تم اكتشاف سيارتين مفخختين فى قلب العاصمة البريطانية، أحدهما بالقرب من ميدان بكاديللى الذى يكتظ بالمسارح والملاهى والآخر بالقرب من حديقة هايد بارك وفى يوم التالى انفجرت سيارة فى المدخل الخارجي لمطار جلاسجو فى اسكتلندا. وقد ساعد عدم انفجار سيارتى لندن على سرعة القبض على بعض المتهمين وعددهم ثمانية. والغريب أن معظم المتهمين مسلمون يمارسون مهنة الطب وينتمون لدول عربية. واعتقد أن ما فعله هؤلاء يعد نوع آخر من الانتحار لا يختلف كثيرا عن حوادث الانتحار من خلال القفز من الشرفات. ولكن هناك فرق بين الطريقتين: فالطريقة الأولى تؤدى فقط إلى إنهاء حياة المنتحر الذى ربما عانى من أمراض نفسية أو بدنية مستعصية أو ربما لم يتحمل الحياة تحت الضباب الذى قد يصيب الإنسان بالاكتئاب، فالمنتحر بهذه الطريقة يضع نهاية درامية لحياته. أما من يتبنى الطريقة الثانية فإنه لا ينهى حياته فقط بل يؤذى الآخرين من الأبرياء ليلحق العار بذويه وبدينه الذى التصق به الإرهاب التصاقا.

وخلاصة القول فأننى اعتقد أن المنتحرين أو الإرهابيين لا يفعلون ذلك دفاعا عن معتقدات أو قضايا عادلة يدافعون عنها. لو كان الأمر كذلك ما اقدموا على القتل العشوائى الذى لا مبرر له بل فى الواقع إنهم يعبرون عن قلة الحيلة واليأس والاستسلام، وهى مشاعر تعيشها الشعوب العربية والإسلامية التى صارت عاجزة عن تحقيق أمانيها وتطلعاتها وكذلك يعبرون عن الفهم الخاطئ للإسلام الذى يسئيون إليه عندما يرتكبون هذه الجرائم بدعوى الدفاع عن الدين والدين منهم براء.



#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نحن حقا نهتم بالسياحة كرافد من روافد الدخل القومى؟
- لماذا اختار الفرنسيون ساركوزى رئيسا للجمهورية؟
- عشوائية الفتاوى فى العالم الاإسلامى
- عصر الإساءة إلى الديانات السماوية
- إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
- اختفاء الرحمة من مستشفياتنا
- هل نعلم شيئا عن النوبة وأهلها؟
- هل نستطيع تحقيق مكانة إعلامية تليق باسم مصر؟
- مزايا طرح قضايا النوبة داخل أرض الوطن
- كيف نواجه جبروت المال والشهرة والسلطة؟
- حرية التعبير كضمانة للديمقراطية فى مصر
- حرية التعبير....أين الحدود؟
- إيران وسياسة حافة الهاوية
- موقف السينما والتلفزيون من أهل النوبة 2
- موقف السينما والتلفزيون من أهل النوبة 1
- صورة العرب والمسلمين فى السينما العالمية 2
- صورة العرب والمسلمين فى السينما العالمية 1
- د. وفاء سلطان ومبررات تخلف الأمم
- التعديلات الدستورية فى مصر وصوت العقل والحكمة
- ثقافة نكران الجميل


المزيد.....




- صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران ...
- إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
- كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت ...
- دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
- أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في ...
- لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير ...
- -الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ ...
- سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
- خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج ...
- زلزال يضرب غرب تركيا


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - الانتحار والضباب