أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعد هجرس - لماذا الإصرار علي القضايا الوهمية؟ .. سلمان رشدي.. تاني!














المزيد.....

لماذا الإصرار علي القضايا الوهمية؟ .. سلمان رشدي.. تاني!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1968 - 2007 / 7 / 6 - 12:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كما هو متوقع.. قامت الدنيا ولم تقعد بسبب تكريم ملكة بريطانيا للكاتب سلمان رشدي.
وفي «مولد» سلمان رشدي.. اختلط الحابل بالنابل كالعادة.. حتي تحولت المسألة إلي ما يشبه حفلات الزار.
ووصل الأمر بالبعض إلي حد مطالبة الانجليز بتسليمهم سلمان رشدي شخصيا من أجل قتله وذبحه ذبحًا حلالاً وفقًا للشريعة الاسلامية!
كما أرغي البعض الآخر وأزبد وتوعد بريطانيا بالويل والثبور وعظائم الأمور.
وطالب فريق ثالث ببحث المقاطعة الاقتصادية للمنتجات البريطانية انتقاما من التكريم الملكي للكاتب الذي سبق للامام الخميني الافتاء باهدار دمه.
وكان أعجب ما في هذه «الهوجة» هو وقوف عدد من الحكومات والفصائل المعارضة لها في خندق واحد.
ولم تشأ حكومتنا الخروج علي هذا الاتجاه فوقفت هي الأخري كتفا إلي كتف. ـ من خلال نواب الحزب الحاكم في البرلمان - مع نواب تيارات الاسلام السياسي رغم انها دأبت علي تسمية هؤلاء بانهم نواب الجماعة «المحظورة»!!
وكأن أحدًا لا يريد أن يتعلم من تجارب الماضي.
لا أحد يريد أن يتعلم من درس الخميني حيث انه لولا فتواه باهدار دم سلمان رشدي لما سمع الكثيرون في عالمنا العربي - الذي لا يقرأ في الأغلب الأعم - عن هذا الكاتب، ولما أصبح اسم رواية «آيات شيطانية» علي كل لسان، ولما أصبح محط اهتمام الأوساط الأدبية في مشارق الأرض ومغاربها ولما اهتمت ملكة انجلترا بتكريمه أو حتي استقباله.
أي اننا نحن الذين صنعنا أسطورة سلمان رشدي وساهمنا في تشييد مجده بهجومنا عليه ومطالبة بعضنا باهدار دمه فتحول من مجرد أديب يمكن الاتفاق أو الاختلاف حول حقيقة قيمته الأدبية إلي رمز للدفاع عن حرية التعبير في مواجهة أناس لا يرون طريقًا لحسم الاختلاف في وجهات النظر مع الآخر سوي بقطع لسانه وكسر رقبته!
لا أحد يريد أن يتعلم درسًا آخر اثبتته الأحداث المتتالية قبل قصة سلمان رشدي وبعدها، وهو أن مثل هذه الحملات العصبية التي تتستر وراء شعارات الدفاع عن المقدسات الدينية لا تخلو من النفاق، وإلا فلماذا نجد هذه الغيرة علي الاسلام في مواجهة كاتب أو رسام كاريكاتير أو حتي دولة صغيرة، لا تهش ولا تنش مثل الدانمارك، بينما نصمت صمت القبور عندما تسئ دولة مثل الولايات المتحدة الأمريكية أو حتي دولة مثل اسرائيل إلي مقدساتنا الدينية وغير الدينية؟!
ولماذا لا يغلي الدم في عروقنا إلا أمام بضعة صفحات في رواية أو بضعة رسوم كاريكاتورية بينما لا نحرك ساكنا عندما تتعرض بلاد المسلمين إلي الاحتلال الغاشم، وإلي نهب مقدرات الشعوب العربية والاسلامية، وانتهاك حرياتها وحرماتها علي النحو الذي نراه في معتقلات أبو غريب، وحملات الابادة الجماعية للمدمنين العزل الأبرياء في العراق أو في الممارسات النازية للاسرائيليين ضد الشعب الفلسطيني؟
انه النفاق بعينه.. ولا شئ أقل.. فلو أن غيرة هؤلاء الذين يملأون الدنيا ضجيجًا حول أمور مثل رواية سلمان رشدي لو انها غيرة حقيقية وصادقة، لوجدناها في أمور اهم ايضًا مثل الغيرة علي الاستقلال الوطني السياسي والاقتصادي ولوجدناها علي الديمقراطية المغدورة وحقوق الانسان المدهوسة بالحذاء في معظم أنحاء عالمنا الاسلامي غير السعيد، ولوجدناها علي الأمية التي نحتكر الغالبية الساحقة من جيشها في العالم.
ولو أن هذه الغيرة حقيقية لما وجدت هذه الآلاف المؤلفة من زعماء جماعات الاسلام السياسي ملاذها الأمن في بريطانيا التي تكرم ملكتها الكاتب سلمان رشدي اليوم.
هذه الوقائع تبرهن لنا علي أن تلك الحملات التي تظهر إزاء قضايا مثل قضية سلمان رشدي والتي تنسي فيها «الموالاة» و«المعارضة» خصوماتها وثأراتها القديمة والحديثة، حملات مصطنعة وأن الهدف الحقيقي منها هو صرف الانظار عن القضايا الحقيقية التي تعاني منها الشعوب العربية والإسلامية وهذه القضايا الحقيقية هي بمثابة معارك مع الأرض وليست مع السماء.
لذلك.. وبدلاً من إهدار الجهد والطاقة والوقت في معركة مع سلمان رشدي ومثيلاتها من القضايا الوهمية - تعالوا نبحث ما نحن فاعلون إزاء استقلالنا الوطني المهدد في العالم العربي والاسلامي، وسيادتنا القومية المستباحة، وتحديات التنمية والفقر والتخلف والأمية، ومعضلات التحول الديمقراطي والمشاكل التي لا أول لها ولا اخر التي تثقل كاهل العرب والمسلمين من جراء قرون طويلة وثقيلة من الاستبداد والطغيان والخرافة.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جزر صناعية مزروعة بالصواريخ!
- هانى سرى الدين
- مفاجأة شرم الشيخ .. سارة هذه المرة
- فتوى البورصة
- كلمة السر هي زواج العلم والصناعة والمجتمع (2-2)
- جامعة النيل .. مؤسسة أكاديمية عصرية .. مجهولة!
- صدق أو لا تصدق:مصريون يعملون بروح الغريق!
- كلمة السر هي زواج العلم والصناعة والمجتمع
- صدق أو لا تصدق : عدد المستهلكين الغاضبين 65 فى عموم مصر!
- أكاديمية السادات.. الابن
- دولة -القانون -.. وإمارة - الفتوى -
- الحكومة تخالف القانون مع سبق الإصرار والترصد
- بكوات .. وهوانم جاردن سيتى 2
- نقش معاصر علي جدارية عريقة
- بكوات و.. هوانم جاردن سيتى (1)
- محنة المسيرى
- القطن المصرى .. عزيز قوم ذل!
- كربلاء المصريين!
- تعليق أخير على الثقافة المحاصرة
- من الأوّلى بالدفاع: ثقافة مصر .. أم وزير الثقافة؟!


المزيد.....




- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...
- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعد هجرس - لماذا الإصرار علي القضايا الوهمية؟ .. سلمان رشدي.. تاني!