أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بلقيس حميد حسن - العرب واشكالية الانتماء والاستقلالية














المزيد.....

العرب واشكالية الانتماء والاستقلالية


بلقيس حميد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1965 - 2007 / 7 / 3 - 13:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




مرّ على المسلمين والعرب طغاة كثر وولاة دحرجوا الرؤوس ومنهم الحجاج والسفاح ومروان بن عبد الملك وبشر بن مروان وليس آخرهم صدام , لقد عرفنا وقرأنا عن مئات القادة الطغاة الذين اذاقوا المسلمين شرورا وبطشا , وولغوا بدماء معارضيهم حتى الثمالة.. وفي كل الازمان الماضية كانت هناك تهمة جاهزة لمن يخرج عنهم وعن اساليبهم العنيفة ومظالمهم , ومنذ نشوء الدول الاسلامية كانت التهمة الزندقة , ولقد قتل باسمها الكثير من العلماء والمفكرين والادباء وطوردوا ببلدان العالم, وقطعت رؤوسهم, ومثل باجسادهم ومنهم الحلاج وابن المقفع وعلماء وادباء كثر , اما بعد زوال الزمن الاسلامي وتغير البلدان الى الدول الحديثة ( شكلا) التي صار بعضها ملكية او جمهورية او سلطنة او امارة , قبعت في داخلها ذات الافكار الرافضة لفكرة المعارضة , وتبدلت اسماء التهم من الزندقة الى الشيوعية والكفر او خيانة الوطن , واصبح التطور العصري عند العرب باسماء وعناوين الدول فقط وبقي الجوهر كما هو , الحكام والملوك يتحكمون بشعوبهم ويتهم ابناء الشعب بعضهم بعضا تقربا للسلاطين والملوك والحكام وبقيت التقاليد العشائرية والولاءات المذهبية , وبقي التزام الانسان الى الحزب او التنظيم او السلطة كالانتماء للعشيرة , يحافظ على سمعتها من النقد حتى وان كانت مخطئة , مثلما يدافع كل فرد عن اي مظهر من مظاهر التخلف عند مذهبه لانه ينتمي اليه ..
كل التطور الذي مرت به البشرية لم يمس المجتمعات العربية الا في بعض المظاهر الشكلية التي ادخلتها التجارة عليه , فلازال شرف البنت المتمثل ببكارتها هو شرف العائلة الرفيع , وهو السمعة التي يكررونها على ابنائهم دائما , اما من يسرق ويقتل ويعمل كل الموبقات فلا تتلوث سمعة العائلة به ابدا حتى لو ارتكب ابشع المجازر كما فعلها طغاة العرب الذين لازالوا يفتخرون بهم من حكام وولاة وخلفاء وقادة,وعجبت من انسان يحترم معنى الحياة البشرية يسمي صدام شهيدا رغم ابادته الالاف من ابناء جلدته.
لازال الانسان العربي لا يعرف معنى الاستقلال السياسي بالرأي ولابد وان يوضع المرء في خانة من الخانات التي اعتاد على ان يراها بديلا للقبائل والطوائف والشيع والسنن وخاصة الكتاب والمثقفين .
فعندما نكتب منتقدين بعض المظاهر في الدين والتي لا تتناسب مع حقوق الانسان ولا مع التحولات والتطورات الاجتماعية والاقتصادية في العالم, نكون كفرة واباحيين , وعندما ننتقد الحكومات الديكتاتورية بالعالم العربي, او الاحزاب الدينية التي تتبجح زيفا براية الاسلام والراغبة بنا بالعودة الى القرون الوسطى وتقاليدها ونظرتها القاصرة للمرأة والعلم والتطور البشري , نوضع مع التوجهات الامريكية ونتهم بالخيانة للمقدسات والاوطان والعروبة والقيم الاصيلة وما الى ذلك من مسميات لم يبق منها سوى الشعارات ..
اما عندما ننتقد السياسة الامريكية بسبب من جعلها مصلحة الولايات المتحدة فوق مصالح شعوب الارض جميعا وعدم اهتمامها بمايجري من جنون شركات وتجاره الاسلحة التي تشعل الحروب وبؤر التوتر هنا وهناك وتركها اسس وجذور المشاكل التي تسيطر على المجتمعات البشرية لتحلها السياسية الامريكية بعد ان تتفاقم تلك المشاكل بجيوشها وبالسلاح والحروب,وليمت من يمت من الابرياء ولتخرب البيئة وليحل الدمار وليزداد عدد اليتامى والثكالى ,وعندما نغضب لان البنزين في الولايات المتحدة الامريكية ارخص بكثير مما في الكويت والسعودية والعراق وكل دول العالم التي تنتجه , وعندما نرى ان على الولايات المتحدة احترام الانسان الذي هو "اثمن رأس مال" وعدم سحق الفقراء والمساكين من البشر والذين لا ناقة لهم ولا جمل تحت اقدام الحروب غير المنتهية , لا نسلم من نظرة بعض الليبراليين القاصرة والذين يعتقدون ان واجب الليبرالي عدم توجيه النقد لأمريكا , كونها اليوم تقف موقف الدفاع ضد الارهاب ولا بد من التخندق معها والسكوت عن اخطائها , أو أن الامور لا يمكن اصلاحها في العراق الا بعد الخراب الكبير , الخراب الكبير يعني فقدان الالاف من الابرياء والذين هم طبعا ليسوا ابناء من يطرح هذه الافكار ولا اهلهم والمقربين منهم , وهذه نظرة لا انسانية وحل غير عادل ينفذ سياسة تخرب بها المجتمعات والبيئة والمستفيد الوحيد منها سوق الاسلحة التي تنتعش بخراب العالم ...
الى متى يبقى الفكر العربي في اشكالية فهم استقلال الرأي, ومتى ينتهي من النظر الى الخانات والتهم الجاهزة لوضع كل كاتب او مثقف فيها؟ وكأنما لايوجد في الناس من يملك قيما انسانية تؤكد على العطاء دون مقابل او انتماء ؟
متى يدرك العربي ان هناك من الناس من هو محايد , ينطلق من منطلق مصلحة الانسان فقط , دون الانحياز لمجموعة او مذهب او حزب او فلسفة بعينها انما من منطلق الايمان بالعدالة الاجتماعية؟
هل ان كثرة النصابين من السياسيين الذين مروا على العالم العربي جعل الانسان العربي لا يثق بوجود من يفكر ويعمل من اجل حياة سعيدة للبشر, وسلام يحقق للناس عيشة كريمة بعيدا عن الرعب والحروب والموت العشوائي وجرائم القتل في الفضاءات والاقبية والشوارع ؟
29-6-2007
[email protected]



#بلقيس_حميد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا سنكتشف بالعراق بعد؟
- جنازة الملائكة
- وجاء الهولُ
- أين البرلمان من الذبيحة ؟
- ألا مِن ذاب ٍ عن العقل في اعلامنا العربي؟
- قُتلت دعاء!
- مجموعة مسلحة مجهولة في الناصرية تهدد الطائفة المندائية
- جائزة اليونسكو وحقيقة الأمية في العراق
- الى وزارة حقوق الانسان في العراق جرائم مرعبة ومستترة
- مباديء حقوق الانسان بمواجهة الارهاب
- البراغماتية في الثقافة العربية
- قمة الأمية العربية
- مرض العودة للزمن الاسلامي
- إعلامنا الإرهابي ومكانة المرأة مع التحيات للمناضلة د. نوال ا ...
- أين عقلاء العراق؟
- المرأة العراقية بريئة مما يفعلون
- المعارضة اللبنانية , خطاب الفتوّات*
- هل النقاب من الدين ؟
- المنظرون وجينات العنف عند العراقيين
- الإزدواجية العربية وعقوبة الاعدام


المزيد.....




- برق قاتل.. عشرات الوفيات في باكستان بسبب العواصف ومشاهد مروع ...
- الوداع الأخير بين ناسا وإنجينويتي
- -طعام خارق- يسيطر على ارتفاع ضغط الدم
- عبد اللهيان: لن نتردد في جعل إسرائيل تندم إذا عاودت استخدام ...
- بروكسل تعتزم استثمار نحو 3 مليارات يورو من الفوائد على الأصو ...
- فيديو يظهر صعود دخان ورماد فوق جبل روانغ في إندونيسيا تزامنا ...
- اعتصام أمام مقر الأنروا في بيروت
- إصابة طفلتين طعنا قرب مدرستهما شرق فرنسا
- بِكر والديها وأول أحفاد العائلة.. الاحتلال يحرم الطفلة جوري ...
- ما النخالية المبرقشة؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بلقيس حميد حسن - العرب واشكالية الانتماء والاستقلالية