أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فواز فرحان - حرب الافكار...والمشروع الامريكي للشرق الاوسط















المزيد.....

حرب الافكار...والمشروع الامريكي للشرق الاوسط


فواز فرحان

الحوار المتمدن-العدد: 1965 - 2007 / 7 / 3 - 09:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من مميزات العصر الذي نعيشه اليوم هو بروز الافكار الدينيه الى السطح بطريقه كانت متعارضه مع مسيرة التطور في معظم بلدان العالم,لكنها حدثت ولم يتمكن احد من وقف عجلتها لتأخذ المجتمعات الى حالة من الاحتقان لم تكن سائده من قبل وخاصة في تلك التي تحوي موزاييك ديني متعايش سلميا,فبعد الحادي عشر من سبتمبر تغير وجه العالم بشكل يدفعنا الى التركيز فعلا على الجوانب التي تحكمت في الاحداث لتقود العالم الى هذا المكان..ان حرب الولايات المتحده على ماتسميه بالارهاب نشأت بالاساس من خلال الصراع الطبيعي بين ظاهرتي المصالح الاقتصاديه والعقيده الدينيه التي تتحكم في مركز القرار الامريكي وهذا بدوره ادى الى احداث نوع من التوازن بدل التشابك في العلاقه التي تربط الموضوعين وادى في النهايه الى تحول الصراع الى حرب حقيقيه للافكار بين الولايات المتحده والعالم العربي والاسلامي وهذا ما دفع بالحال الى التأزم اكثر من المتوقع لاسيما ان العالمين العربي والاسلامي مثلا ارضا خصبه للافكار الدينيه عبر العصور لذلك فأن حرب دينية الطابع لا يمكن للولايات المتحده ان تربحها باي شكل..لقد بدأت الولايات المتحده نفسها هذه الحرب بعد الضربات التي تعرضت لها في الحادي عشر من سبتمبر ووجهت الرأي العام الامريكي توجيها يصب في اتجاه تحويل الحرب الى حرب افكار بين عالمين مختلفين وفي المقابل وجدت الحركات والاحزاب الاسلاميه نفسها امام واقع جديد يعطيها الفرصه التي حلمت بها طويلا وهي امتلاك حجما يفوق حجمها وتأثيرها على الساحه بكثير..
لقد لعبت وسائل الاعلام العالميه الدور الابرز في صياغه واقع دولي جديد يخضع لثوابت لم تكن معروفه في السابق وهي الثوابت العقائديه القائمه على اساس التمايز بين العالمين الاسلامي والمسيحي والخطاب الامريكي نفسه اخذ منحا اخرا اشد تطرفا في البدايه من موضوع ما تطلق عليه الصحافه الامريكيه بالارهاب لذلك كانت ردود الافعال من الطرف الاخر موازيه لذلك التطرف وخضعت العمليه باسرها لمجموعه من المواقف الغير مدروسه اصلا لاسيما في ظل عدم توصل المجموعه الدوليه الى تعريف صحيح للارهاب لانه موضوع معقد ولا يمكن الوصول الى اتفاق حوله ,فبعض الدول تعتقد ان كل ممارسات الادارة الامريكيه هي ممارسات ارهابيه منذ القاء القنبلتين الذريتين على هيروشيما وناغازاكي ومن يدور في الفلك الامريكي نفسه من البلدان تمارس ايضا سياسات لا تقل تطرفا على تلك التي تمارسها الولايات المتحده لكنها خاضعه لتعتيم اعلامي شديد طالما ان الموقف الامريكي يناصرها,وكذلك الحال بالنسبة للاحزاب الاسلاميه التي راحت تعود الى ممارسات دينيه وفتاوي عفا عنها الزمن وتعتقد الولايات المتحده ان هذه الاحزاب وعها بعض الدول التي تشجعها هي ارهابيه الطابع وينبغي الوقوف بحزم ضدها..
وذهبت امريكا لصياغة خطاب اعلامي متوازن يضع كل حلفاءها في اطار السياسه التي ترغب في بسطها على الساحه العالميه بأدارة منفرده وسخرت كل الاقلام التي تعتبرها من المواليه والمبدعه للافكار التي تحملها في سبيل جعل العالم الغربي مجندا على الاقل فكريا لمواجهة خطر المد الارهابي الى العالم الغربي والذي راحت الولايات المتحده نفسها تجعل قسما من الاطراف الاسلاميه تنمو لتوازي ما تهدف اليه ,والكثير من الكتاب والصحفيين الامريكان حذروا من ان اي حرب من هذا النوع ستؤدي الى خسارة الولايات المتحده لها والمقصود هنا بحرب الافكار وهم ادركوا جيدا العوامل التي قادتهم الى تبني هذا الراي,فهناك حاله من النفور موجوده اصلا في هذه المجتمعات سببها المواقف الامريكيه المتصلبه من قضايا الدول العربيه رغم ان لها حلفاء اقوياء في البلدان العربيه كالاردن والسعوديه ومصر وتونس والمغرب لكن الحكومات هذه على الاغلب تفضل تحالفها مع الولايات المتحده على النظر الى المواقف الامريكيه من الزاويه التي تنظر لها الشعوب عادة..
والخطاب العربي والاسلامي نفسه يخضع لثوابت لا ترغب وسائل الاعلام العربيه الخروج من اطارها وامتلاك مدا اوسع ,وهي المواقف الامريكيه من القضيه الفلسطينيه وكذلك مواقفها من قضية الاسلام وانتشاره وفوق ذلك مواقفها المؤيده باستمرار لاسرائيل في مختلف المواضيع دون النظر اليها على انها موضوع يخص الموقف من القوانين الدوليه ..هذا كله شكل لدى المواطن في البلدان العربيه والاسلاميه تراكمات سلبيه في المواقف وهذه التراكمات بلا ادنى شك ستتفاعل داخل الانسان لتولد حاله جديده اخرى تتمثل في اتخاذ مواقف مختلفه اشد عنفا وتعصبا عن السابق بحق الولايات المتحده والاخيرة تكون بشكل طبيعي المسؤل عن وصول القناعات والمواقف عند الاخرين الى هذا الحد تجاهها..
ان ظهور الثوب الديني للعلن في الحياة السياسيه الامريكيه سيخلف اثارا سلبيه بعيده المدى على نظرة العالم الى هذه الدوله التي اصبح العيش فيها لا يحتاج للحصول على المكاسب الا الى مهاجمه الاسلام وتفنيد اياته وانتقاد العالم الاسلامي حينها سيجد المرء ان الكثير من اجهزة الاعلام ستسارع للقاء معه واعطاءه حجما ربما لا يستحقه ناهيك طبعا عن شهادات الدكتوراه التي تهديها الولايات المتحده لهذه النماذج رغم ان معظم الابحاث والدراسات التي تناولت الاسلام كانت تخلو من الابداع سواء الادبي اوحتى الالمام بالمعلومات لكن الجوهر من التكريم والتعظيم يكون معروفا وهو ان يكون من يهاجم الاسلام من المسلمين مما يعطي للموضوع مصداقيه اكبر لدى المتتبع الامريكي للاحداث وبالتالي يجعل الرأي العام الامريكي يصدق اكاذيب اعلامه طالما ان المسلمين انفسهم يساهموا في الحملات التي ادخلتها الولايات المتحده في اطار حرب الافكار,وفي المقابل لا تتمكن وسائل الاعلام العربيه من احتضان تلك الاصوات التي تساهم في فضح اساليب ادارة حرب الافكار من الاعلاميين الغربيين الذين يعارضون هذا النوع من الحروب ويفضلون اسلوب الحوار على الصراع للوصول الى عالم افضل للطرفين وبقية شعوب العالم..
وربما يفرض سؤالا نفسه علينا في هذه الاثناء يخص صميم الموضوع وهو ما علاقه حرب الافكار بالحرب على الارهاب والمشروع الامريكي للشرق الاوسط الذي يسمى بالشرق الاوسط الجديد؟؟ ان الاجابه على هذا السؤال ينبغي ان تعالج موضوع السلطه السياسيه واطرافها داخل الولايات المتحده نفسها والتي سيطر على قسما منها تيارا دينيا مهووسا بحرب المسيح الاخيره التي سينقذ فيها الرب شعب اسرائيل ويجعلها تحكم العالم لالف عام يسود فيها السلام هذا طبعا بعد القضاء على الاشرار والكفار في الشرق الاوسط واستبدال سكانه بأخرين موالين لهذا المشروع لبناء جنة عدن الجديده, وحمله التهجير المدروسه التي يتعرض لها معظم سكان هذه المنطقه سواء من الاقليات او من المسلمين لا يخرج من اطار تحقيق هذا المخطط الذي قدر واضعوه ان يستغرق من ثلاثين الى خمسين عاما طبعا من تاريخ سقوط بغداد!!
لكن الاطراف الدوليه الاخرى ليست غافله عما تفكر به هذه الشخصيات داخل الادارة الامريكيه لذلك راحت هي الاخرى تحاول الاستفاده من تناقضات العلاقه بين الطرفين المتحاربين وتحاول وضع اجنده خاصه بها لانها تعلم ان حربا من هذا النوع لن يكون فيها منتصرا طالما انها تقوم على افكار دينيه,والعالم اليوم مطالبا بعدم الانجرار وراء حرب من هذا النوع ستعود عليه بكوارث ستطال تداعياتها حتى الطبيعه نفسها التي تمثل المظله التي يحتمي الانسان تحتها من الفناء..
لقد قادت الحرب التي تشنها الولايات المتحده على ما تسميه بالارهاب العالم الى موقع تسوده العلاقات الدوليه المزدوجة المعايير وستقوده الى الانقسام عاجلا ام اجلا لان هذا النمط من العلاقات لايمكنه الاستمرار على قدم واحده ويعاني من عجز رهيب في وضع الحلول للمشاكل الدوليه المستعصيه والتي تفرزها الاحداث على الساحة.واكثر من ذلك عندما تتمادى الولايات المتحده في تجاوزها على كل القوانين الدوليه وتفصلها بطريقه تلائم سياستها وتعتمد على شخصيات دوليه تساهم في بسطها على ارض الواقع وتنفذها وهي من مبادئ السياسه الامريكيه بشكل عام .



#فواز_فرحان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجتمع المدني..واسس الديمقراطيه
- الدولة..والطفوله المعذبه
- علامات انهيار مرتقب....
- العنصريه...في اوربا المتحضرة
- العمل الصحفي..والسلطه السياسيه
- النازحون من جحيم الحرب ..
- الانذار الاخير ...
- أضراب عمل نفط الجنوب..والشرارة التي لا بد منها
- الطفوله...وعالم السياسه
- رؤيه عراقيه...للهزيمه الامريكيه
- العلمانيه.. والاحزاب السياسيه
- المرأه...والصراع مع الذات
- منجزات اليسار العلماني في الولايات المتحده
- عولمة المجتمعات...وفوضى الاقتصاد الجديد
- صراع ثنائي الارهاب على الساحه العراقيه...
- مجتمع مدني علماني..ضمانه لعراق مستقر
- أحباب في العالم الاخر 1
- الاطفال ...وطرق التربيه الحديثه
- العلمانيه..والتحرر من الطائفيه
- الاسلام السياسي...وذراع الارهاب


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فواز فرحان - حرب الافكار...والمشروع الامريكي للشرق الاوسط