أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مهران موشيخ - لجنة مركزية عليا لتسليح العشائر ....هل تنصلت حكومة مالكي عن وعودها بحل الميايشيات ؟















المزيد.....

لجنة مركزية عليا لتسليح العشائر ....هل تنصلت حكومة مالكي عن وعودها بحل الميايشيات ؟


مهران موشيخ
كاتب و باحث

(Muhran Muhran Dr.)


الحوار المتمدن-العدد: 1963 - 2007 / 7 / 1 - 06:27
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


مضى اكثر من عام والراي العام الاقليمي والعالمي يترقب باهتمام بالغ ما سيتمخض عن حكومة السيد نوري المالكي من توجهات جديدة وجدية في الالتفاتة الى مطالب الجماهير والاستجابة لنداء جوع الاطفال ونحيب الارامل والايتام والقضاء على كابوس النفط وظلام النور... وانتشال العراق من مستنقع الميليشيات التي انتعشت ابان حكومة الدكتور الجعفري . اما الشعب العراقي المقيم خارج محمية المنطقة الخضراء سواء في بغداد او مخيمات اللاجئين في صحراء نجف او تلعفر او الهاربين الى اقليم كردستان او دول الجوار العربي او الاقليمي او الاوروبي (يتجاوز تعدادهم الاجمالي العشرة ملايين ) فهو ينتظر بفارغ الصبر متى سيعلن السيد نوري المالكي عزم حكومته على بدء حل الميليشيات التي وعد بها في اول خطاب له كرئيس وزراء منتخب امام نواب الشعب في مجلس النواب حينما اكد بصوت جهوري عن اصراره وبارادة صارمة في ان لا يبقى السلاح الا بيد الدولة ... اعقبه تصفيق حاد لنواب الشعب داخل قبة البرلمان . واليوم وبعد مرور 400 يوم على هذه الاحتفالية الرئاسية وفي محاولة سريعة لتقييم الانجازات في ميدان النشاط الامني نجد ان الارهاب الدموي قد انتعش وزاد وحشية وتفاقم عدد المنخرطين بلافتات دينية في صفوف القتلة وازداد معهم حجم السلاح المستعمل واشتد كثافة استخدامه ودخلت في العمليات المسلحة اسلحة متطورة حديثة تضاهي قدرات الحكومة لدرجة ان السيد رئيس الوزراء اقر شخصيا عدة مرات على ان سلاح الميليشيات اقوى من السلاح التي تمتلكه القوات الحكومية ! .

ان نشاط المسلحين في العراق في عهد حكومة المالكي قد فاق كل المقاييس الميليشياتية ولم نجد نظيرا لها لا في المقاومة الفلسطينية الباسلة في الستينات والسبعينات ، ولاعند قوات البيشمركة والانصار طوال ثلاث عقود من الزمن او لدي فدائيي فيتنام ... ان مقاتلي المجموعات الشعبية المسلحة في كل البلدان هم تشكيلات من مجاميع صغيرة تعد على اصابع اليد الواحد تقوم بعمليات خاطفة من هجوم مباغت واختفاء سريع... ان جميع حركات المسلحين منذ الحرب العالمية الثانية ولحد الان ورغم كل بطولاتهم الفذة لم تفلح في تحقيق نصر عسكري واسقاط حكومة وانما تراوحت دائما في اطار حرب استنزافية والامثلة هنا كثيرة . اما طبيعة نشاط الميليشيات في عراق المحاصصة فهو من طراز جديد يختلف جذريا وجوهريا عن نشاط اللذين قاتلوا في جبال كردستان اوالاهوار او غابات فيتنام تماما كما يختلفون عن جيش الايرلندي السري او منظمة باسك او غيرها ، ان النشاط المسلح هنا يشمل العاصمة بغداد وفي عز النهار حيث عشرات السيارات التابعة لوزارة الداخلية ومئات المسلحين بزي الداخلية يقتحمون الوزارات والمؤسسات الحكومية يختطفون عشرات الموظفين اويقتلون حرس السجون ويطلقون سراح السجناء بالعشرات والعملية تدوم ساعة او اكثر ثم يختفون وتنسب الجهات الحكومية العملية الى مجهولين ! . انها شهادات حية على مدى الضعف والتفكك والارتباك التي تعاني منها المؤسسات الامنية للوزارات الثلاث اضف الى ذلك تصريحات المسئولين تتضارب وتتقاطع مع بعضها واحيانا تتناقض حتى مع مواقف صادرة من نفس الجهة . فمن جهه يجري الاعلان باننا جاهزين لاستلام الملف الامني ومن جهة اخرى الحكومة والقوات المسلحة تتشكى من ضعف التسلح ... نتفاخر بتشكيلات قواتنا المسلحة وقدراتها البشرية وفي نفس الوقت نعترف بتوزيع المراتب العسكرية العليا بما فيها الاركان لافراد استحقاقهم الوحيد لتولي هذه المناصب الرفيعة والمسئوليات الحساسة هو الهوية الطائفية والاثنية رغم كون بعضهم اميين وفق المقاييس العصرية لضباط الجيش والشرطة !... نسعى الى تهيئة قوات عصرية متطورة في نفس الوقت تم فتح دورات لمحو الامية لثلاثة الاف من مراتب قوات الداخلية في البصرة ! ، اما الحديث عن اختراق الوزارات الامنية فهو طويل ومتشعب . الاختراق الامني حالة فريدة من نوعها وهو مصطلح هجين في العلوم العسكرية على الصعيد العالمي ، اذ لم تواجه القوات المسلحة النظامية لاية دولة في العالم اجمع اختراقات باستثناء حالات نادرة لشخص واحد او اثنين في هيئه جواسيس تخدم مصالح اجنبية ، اما ان تقوم فصائل وكتائب مسلحة محلية تعد بالالاف بكامل اعتدتها وسياراتها وعرباتها المسلحة من اليمين واليسار باختراق الوزارات الامنية والانصهار فيها والاندماج معها وفي نفس الوقت تبقى مستقلة في ادائها وحرة في نشاطها فهي ظاهرة امنية عراقية بحتة ! وعليه من الطبيعي ان يساور المواطن العراقي الشكوك وان يطرح تساؤلات ويقع في حيرة من لغز عنوانه اختراق امني .
ان الخروج من هذا المازق كان ولا يزال يكمن في الضرب بيد من حديد على تنظيمات المسلحين وحل الميليشيات وابقاء السلاح حصرا بيد الدولة الى جانب العمل السياسي الحثيث ، الا اننا فوجئنا بقرار السيد رئيس الوزراء بتشكيل لجنة مركزية عليا لتسليح العشائر ... ان هذا القرار لو دخل حيز التنفيذ سيكون ، من وجهه نظرنا ، اخطر قرار يتخذه السيد نوري المالكي باعتباره قائدا عاما للقوات المسلحة وخطأ جسيما سيترتب نتائجه السلبية على مجمل العملية السياسية لما بعد 9 نيسان 2003 وستتاصل الكارثة التي نعيشها الان لتشمل الاجيال القادمة . ان من شان عملية تسليح العشائر ان تقود الى :

1) عسكرة المجتمع وازلية الارهاب لو كنا في حالة دفاع عن الوطن من هجوم لجيش نظامي خارجي لتطلب الامر آنئذ تسليح الجماهيرالمتواجدة عند الخطوط الامامية لجبهات القتال لحماية انفسهم والدفاع عن الوطن ، اما ان يجري التسليح في اجواء فلتان امني داخلي واحتقانات قومية دينية طائفية مذهبية وعدائات عشائرية وفي ظل دولة قادتها محكومين بالاقامه الجبرية في المنطقة الخضراء ناهيك عن الفساد الاداري والمالي فان النتائج ستكون حتما كارثية ، اذ سينتعش القتل العشوائي بذريعة الانتماء للقاعدة بدل انحساره وسيتم زج الالاف لحمل السلاح والمشاركة في العمليات المسلحة وسيصبح القتل الى جانب المعتقد الديني جزا اساسيا من ثقافة فرد يقاتل بايعاز من الحكومة وبتسليح من قبلها ، علما ان جل اللذين سيتم تسليحهم هم اشباه اميين ضعيفي الحس الاجتماعي والوعي الحضاري والرؤية السياسية وسيتعزز عند الكثيرين منهم الانتماء العشائري على حساب الانتماء الوطني . ومن جهة اخرى عملية تسليح العشائر ستدفع قطاعات واسعة من الشباب بدل التوجه الى سوح العمل الانخراط في عملية حمل السلاح وامتهان القتل كمصدر للارتزاق والعدو هو ابن البلد ، المواطن العراقي . ان تسليح العشائر قطعا لن يؤدي الى القضاء على تنظيمات القاعدة ولن تنهي الارهاب بل ستعقد الامور اكثر فاكثر وستقود الى توسيع رقعه القتال وزج مفردات اجتماعية جديدة الى المعارك وستوفر اجواء حروب اهلية مناطقية وستخلق محميات عشائرية في المحافظات كنواة لتجزأة العراق على اساس طائفي .
2) دفن ما تبقى من مشروع المصالحة الوطنية بعد مرور عام على المبادرة التي اطلقها السيد نوري المالكي والتي رحبت بها كافة فصائل وشرائح المجتمع العراقي باعتبار المصالحة تشكل اللبنة الاساسية في انهاء الارهاب وتوحيد الجهود في محاربة القاعدة جذريا . ان من شان تسليح العشائر دق اسفين في الصف الوطني واستحداث انماط جديدة من تصدع وتمزق في النسيج الوطني بدل السعي الى توثيق اللحمة في اطار المصالحة الوطنية .
3) اضعاف دور السلطة المركزية من خلال تهميش نشاط وفاعلية القوات المسلحة النظامية وبالتالي اطالة عمر بقاء القوات الاجنبية لمساندة مراتب وقطعات عسكرية وقوات امنية عراقية ضعيفة القوام وهزيلة في قدراتها القتالية . ان الاستنجاد بالعشائر وتسليحها لمكافحة الارهاب هو طعن بهيبة القطعات النظامية الباسلة واستهانة بقدراتها القتالية .
4) تراجع فض عن حل الميليشيات بل ومنحها الصفة الشرعية واطلاق العنان لبدع جديدة
في عمايات القتل واسدال الستار بوجه التحقيقات والمتابعات القضائية لمرتكبي جرائم القتل الجماعي وتفجير الجسور والمراقد الشريفة ...

ما العمل اين الحل ما هو البديل ؟ لانتشال العراق من السقوط الحتمي الى الهاوية والشروع فعلا في بناء دولة مؤسسات عصرية ديمقراطية تكافح البنية الفوقية للتنظيمات الظلامية وتقطع دآبر بنيتها التحتية يستوجب بالضرورة من وجهة نظرنا ، وبعد نفاذ كل العمليات التجميلية واثبات فشلها ، الشروع بمنتهى الجرأة وبدون تخاذل في اتخاذ وتنفيذ القرارات الوطنية الحاسمة متمثلة بـ :

1ـ اعتراف جماعي موحد من قبل جميع المشاركين في العملية السياسية بفشلهم وتحملهم بالتضامن مسئولية هذا الفشل الدموي الذريع .

2ـ انطلاقا من مبدأ الدين لله والوطن للجميع ، تجريد دفة الحكم والمسرح السياسي من رجالات الدين واحترام قدسية وطهارة دور العبادة وعلماء الدين والخطاب الديني وضمآن حصانة الخطاب الديني من تبعيات الخطب التي يتداولها السياسيين .

3ـ جعل السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية حكرا على المدنيين التكنوقراط المؤهلين من رجال ونساء بدون تمييز وبغض النظر عن خلفياتهم السياسية الحزبية

4ـ تشكيل حكومة جديدة انتقالية ببرنامج وطني تمهيدا لاجراء انتخابات ديمقراطية نزيهة لقوى سياسية تتبنى برامج سياسية وطنية الشكل والمحتوى وليست عناوين لشعارات دينية مذهبية .



#مهران_موشيخ (هاشتاغ)       Muhran_Muhran_Dr.#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الضرب بيد من حديد .. ديمقراطية من طراز جديد ! .
- مفهوم المحاصصة في القاموس السياسي العراقي المعاصر
- النفط والاقاليم موضوعان لسياسة واحدة تحدد مصير العراق


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مهران موشيخ - لجنة مركزية عليا لتسليح العشائر ....هل تنصلت حكومة مالكي عن وعودها بحل الميايشيات ؟